رؤية جديدة لشعر محمود حسن إسماعيل
كتب: نجلاء محفوظ
د. عصام عبد المنصف أبو زيد اختار شكلا مختلفا من أشكال الغوص في بناء الشعر, حيث آثر الاهتمام بالجانب النحوي فقدم لنا كتابه الجاد: فاعلية المعني النحوي في بناء الشعر عند محمود حسن اسماعيل.
وأهدي كتابه الي كل من بذل النفيسين: الوقت والراحة في سبيل اللغة العربية وحمايتها وقد ترك الشاعر محمود حسن اسماعيل بصماته علي الشعر العربي لرهافة حسه وتوهج نفسه واخلاصه لإبداعه..
وتميز شعره بالجرأة النادرة علي اللغة وبناء التراكيب والتفرد في الألفاظ ونسج التراكيب نسجا يختلف عن نسج غيره من الشعراء.
ويؤكد الكاتب ان النحو هو المدخل الحقيقي لفهم النص وتفسيره, مع احتياج النص الي تضافر الصورة والموسيقي واللغة والمعجم الشعري والقضايا التي يتناولها في النحو لتفسيره, وسبر اغواره, وبيان خصائص تراكيبه. فالنحو ليس عنصرا هامشيا او جانبا ركينا في العملية الابداعية, بل هو لحمة هذه العملية وسداها في الشعر والنثر, وهو الذي يظهر الشكل او الاسلوب مغلفا بروح الأديب الذي أنتجه أو لا يجوز الحكم علي الأثر الأدبي الذي انتجه دون العودة الي الأداة الفعالة النحو التي اخرجته إلي حيز الوجود.
ويقدم الباحث نماذج عديدة من شعر محمود حسن اسماعيل ويجتهد في تحليلها نحويا ويستفيض في الابحار النحوي بدأب ومثابرة يستحق عليهما التقدير, ويخلص إلي ان المتأمل في شعر محمود حسن اسماعيل يجد لديه جرأة نادرة علي اللغة وبناء التراكيب, ويلمس في شعره ضروبا من الابداع تتمثل في تفرد ألفاظه, ونسج تراكيبه, وفي ادراكه لحقائق الاشياء في الواقع وتخيلها في علاقات نحوية قائمة في تراكيب متنوعة الدلالات, وهذا ما دفعه الي التصرف الواسع في تراكييه بالفصل, والتقديم والتأخير, والحذف والزيادة حتي استطاع أن يرد اللغة إلي بكارتها الأولي, و يكسبها طاقاتها الخارقة التي كانت لها في عصورنا البدائية. وينبه الباحث إلي انطلاق محمود حسن اسماعيل في اللغة, فقد تميز بوجود معجم خاص في شعره يتكئ عليه في ابداعاته المتنوعة, كما تميز بالدقة في اختياره لألفاظه وصيغه اختيارا قائما علي أن يكون أكثر ملاءمة للموقع وانسجاما معه.
فقد أحس الشاعر نحو اللغة أن في يده أداة يعشقها ويسيطر عليها, ومن ثم كان تصرفا واسعا في بناء الجملة لخدمة رؤيته الفنية الخاصة
ساحة النقاش