وحدة مقترحة عن مدخل عمليات الكتابة فى تدريس التعبير
الأهداف العامة للوحدة:
تعد الأهداف العامة بمثابة المعايير التى يتم فى ضوئها اختيار محتوى الوحدة وتنظيمها،بالإضافة إلى اختيار الأنشطة والوسائل التعليمية وأساليب القياس والتقويم المناسبة ، وتهدف الوحدة الحالية إلى تدريب المعلم على كيفية قيامه بتدريس التعبير فى ضوء مدخل التذوق الأدبى بما يعود بالفائدة على الأداء الكتابى لتلاميذه .
ويمكن تحديد أهداف الوحدة الحالية ما يلى:
-يحدد مفهوم التعبير و أنواعه أهم مجالاته.
-يذكر الأسس التي تؤثر في تعبير الطلاب .
-يحدد نوعا التعبير .
-يذكر مجالات التعبير.
-يذكر مهارات التعبير بنوعيه .
-يحدد مكونات الأداء الكتابى.
-يتعرف على اتجاهات تدريس الكتابة.
-يذكر مراحل تدريس التعبير وفق خطوات مدخل الوعى الأدبى .
-يتدرب على عرض درس تعبير وفق خطوات مدخل الوعى الأدبى.
-يشاهد نماذج تحضير لموضوعات تعبير مختلفة وفق خطوات مدخل الوعى الأدبى.
أسس بناء الوحدة :تتعدد الأسس التى تعتمد عليها هذه الوحدة ومن بينها:
- إعطاء خلفية نظرية للمعلمين عن تلك الاتجاهات الحديثة من خلال محتوى منظم تدور أطره التدريبية حول مدخل عمليات الكتابة وأهمية استخدامه فى مجال تدريس التعبير ، وخطوات استخدامه فى تدريس موضوعات التعبير مع عرض نماذج لبعض هذه الموضوعات من خلالها.
-تضمن الوحدات مشكلات كتابية متنوعة تغطى مختلف عمليات الكتابة ومراحلها وكيفية تدريب التلاميذ على هذه المشكلة أو المهارة من خلال أنشطة كتابية متضمنة بالوحدة.
-يعتمد أسلوب التعلم للوحدات على التعلم الذاتى لمناسبته للمعلم ولأهميته فى التدريب أثناء الخدمة.
محتوى الوحدات المقترحة :
يتضمن محتوى الوحدة إطارا نظريا عن المدخل ونشأته وأسس وتطوره وأهم خطوات تطبيقه ، وكيفية تطويره للاستفادة منه فى تدريس موضوعات أخرى ومراحل أخرى.كما يتضمن محتوى الوحدة المجالات التعبيرية المفضلة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية الأزهرية عينة البحث التى تم تحديدها من خلال الاستبانة المعدة لذلك .
أسلوب التعلم المناسب للوحدة :
يستخدم الباحث أسلوب التعلم الذاتى لمناسبته لطبيعة البحث والمجموعات التجريبية ،حيث يناسب هذا الأسلوب طبيعة تدريب المعلم أثناء الخدمة بما يعود علية بالفائدة .
أنشطة التعليم والتعلم:
لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين قام الباحث بتوفير مجموعة من الأنشطة مع مراعاة أنماط التعلم التى تناسب خصائصهم .وتشمل الأنشطة فى هذه الوحدة توفير مجموعة من المراجع والدوريات التى تناولت هذه الاتجاهات .
أساليب التقويم المناسبة للوحدات :
تم اختيار مجموعة من الاختبارات المتنوعة لتحديد مدى ما حصله المعلمون من معلومات ترتبط بالوحدات المقترحة ، بالإضافة إلى تقييم مباشر لأدائهم أثناء حصة التعبير لتعرف مدى تقدمهم فى دراسة الوحدات المقترحة .
الدرس الأول
التعبير مفهومه أنواعه مجالاته
يشير البعض إلى أن كلمة" التعبير"لم تكن معروفة عند العرب القدماء بالمعنى الذي نشير إليه في مؤسساتنا التربوية بمعنى الإفصاح والبيان ،غير أنه أشير في أكثر من معجم إلى أن التعبير بمعنى التفسير.وقد أورد صاحب (لسان العرب ) تحت مادة عبر) :عبر الرؤيا يعبرها عبرًا ( وعبارة ، وعبرها ، أخبر بما يؤول إليه أمرها قال تعالى " إن كنتم للرؤيا تعبرون " يوسف،آية ٤٣. وجاء في معجم القاموس المحيط:"عبر الرؤيا عبرًا وعبارة،وعبرها:فسرها،وأخبر بما يؤول إليه أمرها".
والمعاجم اللغوية لا تشير مباشرة إلى لفظة "التعبير"المعروفة لدينا بمعناها في العصر الحاضر، وإنما أشارت إلى دلالات تشير إليها هذه الكلمة ، وهي : الكشف ، والتفسير ، والإخبار ،والبيان ، والتوضيح.ويرى البعض أن المقصود بالتعبير اصطلاحاً هو ما يكون لدى الفرد من إمكانية التعبير عن أحاسيسه وأفكاره ومشاعره في وضوحٍ وتسلسل.
ويلاحظ في هذا الرأي توضيحاً وبياناً لوظيفة التعبير ، فهو وسيلة للتعبير عما يدور في نفس المتحدث من خواطر ومشاعر وآراء وأفكار ومعلومات وإبرازها في صورة لغة منطوقة ، أو مكتوبة تتميز بالوضوح والتسلسل ، وأشار البعض إلى أن التعبير هو إفصاح الإنسان بلسانه، أو بقلمه عما في نفسه من الأفكار والمعاني .
ويستمد التعبير أهميته من عدة نواح هي:
· أنه أهم الغايات المنشودة من دارسة اللغة ؛ لأنه وسيلة الإفهام ، كما أنه أحد جانبي عملية التفاهم.
· أنه وسيلة لتواصل الفرد مع غيره ، وأداة لتقوية الروابط الفكرية والاجتماعية بين الأفراد.
· إن العجز عن التعبير له أثر كبير في إخفاق الأطفال وتكرار ذلك يترتب عليه الاضطراب ، وفقد الثقة بالنفس ، وتأخر نموهم الاجتماعي والفكري.
الأسس التي تؤثر في تعبير الطلاب :
هناك مجموعة من الأسس التي تؤثر في تعبير الطلاب ، ومنها أسس نفسية تتعلق بحاجات الطلاب وميولهم ، وأسس لغوية تتعلق بثروة الطلاب اللغوية، وأسس تربوية ، ويمكن إيجاز هذه الأسس فيما يلى:
· التحدث باللغة العربية الفصيحة والمناسبة لقدراتهم .
· عدم استخدام الأسلوب اللاذع فى النقد.
· عدم التركيز على بعض الطلاب دون البعض الآخر.
· إعطاء كل تلميذ الحق فى التعبير عما بداخله.
· احترام وجهة نظر غيره وتلقى النقد بصدر رحب.
· توزيع النظر بين جميع المستمعين توزيعا عادلا .
نوعا التعبير: التعبير من حيث طريقة الأداء نوعان : شفوي وكتابي ، وينقسم كل منهما إلى قسمين :تعبير وظيفى وتعبير إبداعى ،وتأتى الكتابة بعد التحدث وسيلة للاتصال بين أفراد المجتمع ، حيث يصرف البعض جزءا كبيرا من نشاطه إما ناقلا لأفكاره كتابة ، وإما قارئا لما هو مكتوب .
أولا:التعبير الشفوى:يمثل التعبير الشفوى(التحدث)مركزاً هاماً فى المجتمع ، وتبدو أهميته فى أنه أداة الاتصال السريع بين الفرد وغيره، والنجاح فيه يحقق الكثير من الأغراض فى شتى ميادين الحياة ودروبها0 فالعصر الذى نعيشه يتسم بأنه عصر الانفجار المعرفى، فحجم المعرفة يتضاعف ، كما يتسم بأنه عصر العلم وتطبيقاته التكنولوجية، كما يتسم بأنه عصر المد الديمقراطى ، وكل هذا يتطلب من الإنسان أن يفكر فيما يقول وأن ينتقى كلماته وأفكاره ، ويعرض فكرة بصورة منطقية معقولة، ويخطط لما سيقول، ولا يمكن أن يحدث كل هذا إلا بنوع من التعلم المنظم، ومن أجل هذا يوجد اهتمام بالغ فى كثير من الدول المتقدمة بلغة الكلام ،وبالشروط التى تساعد المتعلم على إتقان الحديث فى المجالات الحيوية المختلفة0
ويهدف التعبير الشفوي إلي تحقيق عدة أهداف أشار إليها البعض ، منها :
· تعويد المتعلم إجادة النطق وطلاقة اللسان وتمثيل المعاني .
· تعويد المتعلم التفكير المنطقي ، وترتيب الأفكار ، وربط بعضها ببعض .
· تنمية الثقة بالنفس من خلال مواجهة زملائه في الفصل أو المدرسة أو خارج المدرسة
· تمكين المتعلم من التعبير عما يدور حوله من موضوعات ملائمة تتصل بحياته وتجاربه وأعماله داخل المدرسة وخارجها في عبارات سليمة .
· تشجيع المتعلم على التلقائية والطلاقة والتعبير من غير تكلف .
· التغلب على بعض العيوب النفسية التي قد تصيب المتعلم وهو صغير كالخجل أو اللجلجة في الكلام أو الانطواء .
· زيادة نمو المهارات والقدرات التي بدأت تنمو عند المتعلم في فنون التعبير الوظيفي من مناقشة وعرض للأفكار والآراء وإلقاء الكلمات والخطب .
· الكشف عن الموهوبين من التلاميذ في مجال الخطابة والارتجال وسرعة البيان في القول والسداد في الأداء .
· تعزيز الجانب الآخر من التعبير وهو التعبير التحريري مما يكتسبه التلميذ من ثروة لغوية وتركيبات بلاغية ومأثورات أدبية.
· تهذيب الوجدان والشعور لدى المتعلم ليصبح فردًا في جماعته القومية والإنسانية .
· دفع المتعلم إلى ممارسة التخيل والابتكار .
· تدريب المتعلم على قص القصص والحكايات .
· تدريب المتعلم على التعليق على الأخبار والأحداث .
· تدريب المتعلم على البحث عن الحقائق والمعلومات والمفاهيم في مصادرها المختلفة والمتاحة.
· إعطاء المتعلم الفرصة للتعبير عن ذاته وإثباتها واستقلال الشخصية ، والكشف عن الاستعدادات القيادية .
· التغلب على بعض أمراض النطق كالفأفأة والثأثأة والهمهمة
هذا ويتضمن التحدث (التعبير الشفوى )العديد من العمليات التى تنقسم إلى نوعين من النشاط : التخطيط والتنفيذ، ورغم ذلك فإن الفصل بين التخطيط والتنفيذ فى هذه العملية ليس فصلاً تاما.
(أ)العمليات العقلية :ما يحدث داخل العقل البشرى مسألة معقدة،لا يمكن الكشف عنها بسهولة ، ولكن يمكن وضع تصور لما يحدث داخل هذا العقل يوضح كيفية إنتاج اللغة عندما يتعرض الإنسان لموقف يستدعى منه التحدث على النحو التالى:
1-التخطيط للحديث:وفيها يحدد نوع الحديث الذى يرغب فى التحدث عنه ، لأن كل موقف له بنية مختلفة، وعلى المتحدث أن يخطط لحديثه بما يناسب هذا الموقف0
2-التخطيط للجملة:أن يحدد المتحدث كيف يرغب فى نقل هذه الرسالة، هل ينقلها مباشرة بالمعانى الحرفية للجملة، أم ينقلها بشكل غير مباشر عن طريق الأساليب البلاغية أو غير ذلك0
3-التخطيط للمكونات : وفيها يخطط المتحدث لعناصر الجملة بعد أن يكون قد حدد الخصائص العامة للجملة، فيلتقط الكلمات والاصطلاحات اللغوية لوضعها فى الترتيب الصحيح،كما يخطط المتحدث الشكل العام للجملة،وفى الوقت نفسه يختار الكلمات المحددة0
4-البرمجة الصوتية:يقوم المتحدث بصياغة الكلمات فى شكل برنامج صوتى فى الذاكرة.
5-النطق المفصل:حيث يتم ترجمة هذا البرنامج إلى أصوات مسموعة .
(ب)العمليات الأدائية:حيث يعطى خلالها المخ أشارات إلى العضلات الخاصة بالنطق إيذانا بعملها وتأدية وظيفتها الفسيولوجية المنوطة0وتتطلب هذه العمليات من المتحدث نشاطاً ذهنياً ملحوظاً،وتوافر مهارات معينة، وذلك حتى يخلو حديثه من الاضطرابات والأخطاء.والنجاح فى تعلم اللغة الأم يتطلب توافر العناصر التالية:
· الدافعية نتيجة التركيز فى الموقف .
· وجود نموذج عملى يحتذى به.
· الاستخدام لاكتشاف وفهم ما خفى .
· توقع الآخرين والتوقع الذاتى .
· المسئولية وتحملها ثقة بالنفس .
· استجابة الآخرين نتيجة المحاولة .
نوعا التعبير الشفوى:ينقسم التعبير الشفوى إلى نوعين هما :
أ:تعبير شفوى وظيفى:وهو التعبير شفويا عن المواقف الحياتية فيما يتصل بأمور تهتم بقضاء حاجات الأفراد العامة .
مجالات التعبير الشفوى الوظيفى:يمكن عرض هذه المجالات من خلال الدراسات والبحوث التي تناولت موضوع التعبير الشفوى فيما يلي :
المناقشة:تعد المناقشة أهم مجالات التعبيقر الشفهي الحي الذي يحبه المتعلمون على مختلف مستوياتهم التعليمية ويميلون إليه .وينبغي أن تحظى المناقشة بمكانة كبيرة في المدرسة لما لها من أهمية كبيرة في حياتنا ، حيث يرى البعض أن حياتنا الحديثة بما تقتضيه من تخطيط وانتخابات ومجالس إقليمية ونقابات وما إلى ذلك ، تقتضي أن يكون كل فرد قادرًا على المناقشة كي يستطيع أن يؤدي واجبه كعضو في مجتمع ديمقراطي.
المحادثة:وهي النشاط اللغوي الشفهي الذي يستعمل بصورة أكثر تكرارًا في حياة الإنسان ، كما أنها أعظم نشاط كلامي يمارسه الصغار والكبار على السواء .
الحوار:وهو حديث يجري بين شخصين أو أكثر في العمل القصصي . وقد يكون الحوار سلسلة من الأسئلة والأجوبة المختصرة بين فردين أو أكثر،ويختلف الحوار عن المناقشة في أن الهدف من المناقشة يكون أكثر تحديدًا وأكثر وضوحًا منذ البداية ، والهدف في المحادثة يكون أقل تحديدًا منه في الحوار.
إلقاء الخطب والكلمات :تعد الخطابة فنًا من فنون اللغة الشفهية،حيث يحتاج إليها الإنسان في كثير من المواقف الحياتية،كإلقاء كلمة أو خطبة في مناسبة معينة كالمناسبات الدينية،أو الاحتفالات الوطنية،أو عرض تقرير عن مؤتمر أو رحلة.
القصص والنوادر: تمثل القصة عاملاً تربويًا مهمًا ليس فقط في تعليم اللغة،ولكن أيضًا في تهذيب الأحاسيس وترقية الوجدان؛ حيث تمد المتعلم بألوان من الأدب الراقي في تعبيره وفكره وألفاظه وأساليبه.والقصة بما تحويه من فكرة وخيال ومغزى وحوادث ولغة لها أثرها في تكوين الناشئة .
المقابلات الشخصية :وهى محادثة جادة موجهة نحو هدف محدد ، يستطيع الطلاب أن يجدوا الفرص للتدريب عليها من خلال مدرستهم ، فيمكن أن يوجهوا إلى عمل مقابلات مع مدير المدرسة حول الأنشطة المدرسية مثلاً أو إمكانية خدمة البيئة من خلال المدرسة.
إدارة الاجتماعات:تعد إدارة الاجتماعات صورة من صور النشاط الاجتماعي الذي تبدو فيه الحاجة ملحة إلى الاستعمال اللغوي شفهيًا .وهو نشاط يمارس باتساع وخاصة في المجتمعات التي أصبحت لها ركيزة من الديمقراطية واشتراك الشعب في تحمل المسئوليات الخاصة به .
الوصف:الحياة اليومية مليئة بالمواقف والأحداث التي تشكل مجالاً خصبًا للتحدث حولها ، يمكن للمعلم استغلالها كموضوعات يتحدث فيعها المتعلمون لوصفها ؛ مما يساعد على تنمية لغتهم الشفهية .ومواقف الوصف هي المواقف التي تتطلب من المتعلم أن يصف شيئًا معينًا أعجبه أو أثار انتباهه .
المناظرات: تؤدى المناظرات دورًا هامًا في تنمية اللغة الشفهية لدى المتعلمين ، حيث إنها صورة من صور الجدل الحاد،تعتمد على العرض المثير للمزايا والعيوب لموضوعات علمية أو ثقافية أو فلسفية أو دينية أو اجتماعية أو غيرها.
التعارف والترحيب: وهى من الأمور التي يجب أن يُدرِّب المعلم متعلميه عليها ، خاصة وأن مواقف التعارف والترحيب تتكرر في حياة المتعلم في البيت والشارع والمدرسة والنادي إلى آخره .
ب:التعبير الابدعى:وهو التعبير الذى يعبر به التلميذ عن مشاعره وأحاسيسه النابعة من وجدانه بأسلوب واضح ومؤثر،بحيث يعكس هذا التعبير ذاتيته ويبرز شخصية فى إطار أدبى يبرز كثيرا من خصائص الأسلوب الأدبى المؤثر فى الآخرين . وهذا النوع من التعبير له أهميته ، لأنه يمكن التلاميذ من التعبير عما يرونه من أحداث وشخصيات وأشياء تعبيرا يعكس شخصياتهم ، وبه تتضح ذاتهم ، كما يمكنهم من التأثير فى الحياة العامة بأفكارهم .
مهارات التعبير الشفوى: هناك العديد من التصنيفات التى تتصل بمهارات التعبير الشفوى ،حيث قسمتها بعض الدراسات إلى مهارات رئيسية تندرج تحتها مهارات فرعية ، وكانت أهم المهارات التى انتهت إليها تلك الدراسات كما حددها البعض فيما يلى :
(1) المقدمة . (2) النطق الصحيح .
(3) الطلاقة . (4) الوقفة المناسبة .
(5) الصوت المعبر . (6) الأسلوب ويشمل : المفردات والتركيب .
(7) الخاتمة .
ويرى البعض أن التصنيف الأمثل لتلك المهارات هو ما يرتبط بطبيعة عملية التعبير وبمكونتها،ومن ثم فإن المكونات الأساسية لعملية التواصل الشفوى هى :-
(1) الجانب الفكرى :
* يستهل بمقدمه مشوقة . * يقدم حلولا ومقترحات .
* يعبر عن الفكرة بوضوح . * يستوفى العناصر الأساسية للموضوع .
* يرتب الأفكار ترتيبا منطقيا أو تاريخيا . * يسوق أدلة متنوعة لتدعيم الأفكار .
* يولد فكرة كم أخرى . * يستخلص النتائج .
(2) الجانب اللغوى:
* يستخدم كلمات مناسبة للسياق . * يعبر بكلمات محددة الدلالة .
* يستخدم جملا صحيحة فى تراكيبها . * يستخدم أنماطا متنوعة للجمل .
* يستخدم جملا تعبر عن المعنى . * يوظف الصور البلاغية خدمة للمعنى.
(3) الجانب الصوتى:
* يتحدث بصوت واضح . * يتحدث بثقة فى النفس ودون ارتباك.
* يستخدم طبقة صوتية مناسبة . * يتحدث بالسرعة المناسبة .
* يراعى مواطن الفصل والوصل . * يميز بين الظواهر الصوتية المختلفة.
(4) الجانب الملمحى:
* يحرك أعضاء جسمه وفق المعنى . * يستخدم تعبيرات وجهه وفق المعنى المعبر عنه.
* يستخدم الإيماءات المناسبة . * يواجه المستمعين ويجول بنظره فى جميع الأركان
* يستخدم حركات وإشارات تسهم فى جذب انتباه المستمعين إليه.
ويندرج تحت كل محور المهارات المكونة له.
ثانيا:التعبير الكتابى (التحريرى):
هو أحد أهم فنون اللغة الأربعة وهو من أهم أدوات الإنسان فى التواصل التى تتيح له التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره ، وتصله بالعالم من حوله تراثا وفكرا . وتتعدد تعريفات التعبير الكتابى من قبل الباحثين والمختصين فى مجال تعليم اللغة العربية ، حيث يعرفه البعض بأنه:قدرة التلميذ على أن يكتب فى قوة ووضوح وحسن عرض ودقة ؛ ليعبر عما يجول بفكره وخاطره وعما يدور بمشاعره وإحساساته،كل ذلك فى تسلسل وتلاؤم وانسجام وترابط فى الفكرة والأسلوب.ويعرفه البعض بأنه قدرة الفرد على الاتصال بالآخرين للتعبير عن الأفكار والآراء مما يساعد على تنظيم حياة الأفراد وسد حاجاتهم.
أقسام التعبير الكتابي : ينقسم التعبير الكتابى إلى قسمين :
أ:التعبير الكتابي الإبداعي:وهو القدرة على التعبير عن الشعور والإحساس واستخدام اللغة المجازية وفنيات الصياغة الأدبية البليغة ، ولا تقف عند هذا الحد بل تتعداه إلى أصالة الأفكار وعمقها ، وجدتها ، وأصالة أساليب التعبير عنها ، والإبداع في عرضها وفى إبراز الصور المتخيلة ، وبناء الصور اللفظية ، كما أنها تشمل كل مراحل الكتابة بدءًا بالفكرة وانتقاء الألفاظ ، وانتهاءً بالشكل التنظيمي لما تم إنشاؤه عقلاً .
مجالات التعبير الكتابى الإبداعى:تنحصر مجالات التعبير الكتابى الإبداعى فى فيما يلى :
الأول (الشعر) : يقيد الشعر الوزن والقافية ، كما يصور العاطفة معتمدا على التصوير والتخيل أكثر من الاعتماد على التفكير الدقيق والمسلمات المنطقية .
أما الفن الثانى ( النثر ):لايقيد النثر وزن ولا قافية وإنما تقيده الكتابة المسترسلة ، كما يعتمد على التفكير وأيضاً الخيال، وصور العاطفة وبلاغة الأسلوب ؛ مما يضفى عليه جمالاً ورونقاً يضاهى الشعر فى تأثيره .
وقد اشتمل النثر الأدبى على عدة فنون أهمها : الرسائل والخطب والمواعظ، والمقال والتراجم والوصف ، المذكرات والاعترافات والقصة ، والمسرحية وكتابة اليوميات وغير ذلك.
ومن أهم مجالات التعبير الكتابى الإبداعى ما يلى:
القصـة: تنمى القصة خيال الطفل وتوسع مداركه ، وتكسبه القدرة على التعبير، كما تنمى ثراءه اللغوي والفكري، وتشكل نوعاً من أنواع اللعب الإيهامى للطفل ، ولها أكبر الأثر فى تنمية الإبداع لديه، حيث تحقق ما يطلق عليه المختصون المناخ الإبداعى، ولذلك يميل التلاميذ فى المراحل التعليمية المبكرة إلى قص القصص وكتابتها وقراءاتها.وهناك عدة عناصر يجب مراعاتها فيما يبدعه التلاميذ من قصص ودون أن يتدخل المعلم فى أصالة هذه الأفكار التى يوردها التلاميذ (المقدمة – تنظيم الأحداث وتسلسلها – الخاتمة ).
اليوميات: تعرف أحياناً بالمذكرات الشخصية، وهى نشاط اجتماعى يكثر تناوله بين الناس ويشترط أن يكون نابعاً من حاجات حقيقية تدفع التلميذ إلى التعبير عنها كالخبرات الشخصية التى يمر بها الإنسان أو وصف معين لحدث أو مشاهدات ولكن بأسلوب منظم ، ولها عناصر رئيسة يجب أن تتوافر عند كتابتها وهى: ( الزمان – المكان – الأشخاص – الموضوع – التعليق ).
الوصف:يعد فن الوصف من أكثر مجالات التعبير الكتابى الإبداعى شيوعاً، ،فلكل إنسان حواسه التى يدرك بها الأشياء، ويجد على الدوام فيما يرى أو يسمع شيئاً يستحق الوصف فى السماء وعلى الأرض .
ب:التعبير الكتابى الوظيفى:ويقصد به التعبير كتابيا عن المواقف الحياتية فيما يتصل بأمور تهتم بقضاء المصالح والحاجات العامة،حيث يسعى الإنسان من خلال هذا النوع من التعبير إلى تحقيق حاجات الإنسان المادية.
مجالات التعبير الكتابى الوظيفى: حددت العديد من الدراسات بعض مجالات التعبير الكتابى الوظيفى ومنها:
الرسائل: يعد مجال كتابة الرسائل من أهم مجالات الكتابة الوظيفية فى حياة الإنسان ، فهو فى حاجة أن يكتب رسالة إلى صديق، أو والد أو أخ أو نحو ذلك، كما أنه فى حاجة إلى أن يكتب رسائل عمل وغيرها، لذا فمجال الرسائل مجال واقعى يعيش فيه كل إنسان، كما أنه مجال اجتماعى لابد أن يمارسه كل إنسان، هذا بالإضافة إلى أن مجال الرسائل فيه إشعار بوظيفة الكتابة والتعبير بالنسبة للكاتب.
كتابة المذكرات: وهى ما يكتبه الفرد من معلومات لدى حضوره محاضرة أو ندوة أو اجتماع أو لدى زيارته لمؤسسة أو مصنع أو شركة بهدف كتابة تقرير عنها.
كتابة اليوميات:وهى من الخواطر التى يسجلها الكاتب فى مقالات أو موضوعات عن الأحداث والأشخاص والأشياء، ويعيد ترتيبها وتبويبها والاحتفاظ بها لتنشر فى الوقت نفسه أو بعد حين ومنها اليوميات التى يسجل فيها الإنسان نفسه لتسجيل حوادث أيامه.
كتابة الشكاوى والتظلمات:من الأهداف العامة للتربية تكوين المواطن الصالح الذى يعرف واجباته فيؤديها على أفضل وجه ممكن التى يمكن أن يتعلم كيف يعبر عن مصلحته .
كتابة الملاحظات والتعليقات:المقصود بكتابة الملاحظات والتعليقات ما يكتبه الفرد لدى بحثه عن المعلومات والأشياء والأحداث والأشخاص، كبيانات يستعين بها فى كتابة موضوع، أومقال ، أو تقرير ،أو بحث ، وذلك عن طريق استخدام بعض الحواس.
ملء الاستمارات:ومنها استمارات الامتحانات العامة، واستمارات الاستعارة من المكتبات، واستمارات تعريف بمن يتقدم لوظيفة، والفنادق والبنوك، ومكاتب البريد وغير ذلك .
كتابة وصف دقيق لحادثة أو منظر:يكون الوصف مجالاً للكتابة الإبداعية إذا اقترنت كتابته بالتصوير المجازى ومزج الخيال والصور الفنية ، أما إذا كانت كتابته تصف شيئاً ما مهماً مثل تجربة علمية أو مكاناًَ تاريخياً، وكانت الكتابة خالية من المحسنات البديعية والمجاز فهو هنا من مجالات التعبير الوظيفى.
إعداد الإعلانات واللوحات: وهى أعمال كتابية تنتشر داخل المدرسة وخارجها، وتحتاج إلى عدد من المهارات، منها التنظيم والوضوح، والدقة فى البيانات، والإيجاز. وقد يكون موضوعها حفلاً، أو مباراة أو تمثيلية، أو أسماء طيور أو حيوانات أو نباتات هناك البطاقات التى تلصق على الحقائب عند السفر، والمعارض المدرسية والمناشط الرياضية، والإعلان عن الأشياء المنقودة، والاجتماعات المدرسية وغير ذلك .
إعداد قوائم المراجع و كتابة التوثيق والهوامش: يحتاجها الفرد المراحل التعليمية المتقدمة عند دارسة مشكلة معينة أو كتابة تقارير حول موضوع ما، كما يحتاج الفرد إلى إعداد القوائم عند القيام بعمليات الفهرسة ... إلى غير ذلك من المجالات التى يحتاج فيها الإنسان إلى إعداد قوائم المراجع.ولأهمية هذا المجال يجب تدريب الطلاب عليه فى مواقف طبيعية " ففى المدرسة مناسبات كثيرة لإعداد قوائم المراجع، فمثلاًٍ قد تقتضى دراسة مشكلة ما جمع بعض المراجع، وكذلك تقتضى التوصية بقراءة بعض القصص أو المجالات تقديم قائمة المراجع المصاحبة لذلك .
ساحة النقاش