المرونة في الحياة الزوجية أفضل
كتبت ـ مني الشرقاوي:
تحرص كثير من السيدات علي التفاصيل الدقيقة في كل شيء يخص حياتها أو حياة افراد اسرتها, لتبدو المرأة كأنها تريد الكمال والمثالية, ولأن هذا لايتحقق غالبا فانها لاتشعر بالسعادة!.
د. محمد أحمد عويضة استاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة الأزهر يفسر ذلك بقوله: إن الكثير من الناس ـ خاصة النساء ـ يعتقدون ان الحياة المثلي الخالية من الاخطاء هي التي تحقق السعادة الحقيقية, فهم مثلا لايسمحون لأولادهم بأي مساحة من الخطأ حتي ولو كانت صغيرة ككسر كوب زجاجي مثلا, واذا فعل الطفل اي خطأ ولو بسيطا يكون عقابه شديدا, وليس علي قدر الخطأ اعتقادا منهم ان هذا ما سيجعل من اولادهم مثاليين, وكذلك الحال بين الازواج, فالزوج يطلب من زوجته ان تنجز كل شيء في افضل صوره كأن يكون البيت مرتبا دائما والطعام جاهزا والأولاد متفوقين وفي نفس الوقت تكون هي دائما في كامل زينتها ومبتسمة ايضا, وفي حالة الزوجة التي تطلب المثالية فهي دائما ما تطلب من زوجها ان يعود من عمله ليجلس معها ويذاكر للاولاد ويمطرها بالكلام العذب والهدايا.. الخ, اي انهم يبحثون عن الكمال في حين ان قليلا من الخطأ قد يكون صحيحا في العلاقات الانسانية, فالاصرار علي تفوق الاولاد في كل شيء قد يأتي بنتيجة عكسية بل ويكون معوقا لنموهم النفسي والاجتماعي, فالانسان لايتعلم إلا من اخطائه.. فالخطأ صفة اساسية في البشرية, فلا يوجد صواب مطلق ولاخطأ مطلق, ففي كثير من الاحيان يولد الصواب من بطن الخط,أ وعلي سبيل المثال اننا نعطي لاطفالنا جرعات منتظمة من التطعيمات وفي حقيقة الامر هذه التطعيمات هي عبارة عن فيروسات و ميكروبات ولكن تم اضعافها لتقاوم ميكروبات اقوي.
وخلاصة الامر ان المبالغة في المثالية والحرص علي إتمام كل شيء بدقة متناهية قد يتحول إلي مرض نفسي يحتاج لعلاج دوائي.
فشخصية برفكت أومثالية عادة ما تكون شخصية شديدة الحساسية عنيدة, صعبة في تناولها للامور, فلاتحمل بداخلها مرونة وتسمي بالشخصية الوسواسة التي لاتجيد فن الاستمتاع بالحياة بل تجيد تصعيد اخطاء الآخرين وانتقادهم والحرص المبالغ فيها علي اتمام كل شيء بشكل مثالي فتكون مصدرا للتوتر الدائم لنفسها ولمن يحيط بها.
ساحة النقاش