فى الشارع والتليفزيون والمدرسة.. لا مهرب للطفل المصرى من العنف إلا عندما يغلق عليه غرفة نومه ويذهب فى سبات عميق، عند عودة هذا الطفل مع والديه فى أحد المواصلات العامة، لن يمنعه أحد من رؤية ضابط أو أمين شرطة يفتش الركاب بشكل ذاتى، ويقبض على أحدهم.
حتى داخل المنزل تطل على الطفل تلك المشاهد الدموية، التى يراها لأحداث العراق أو فلسطين.
الدكتور ناصر المغربى، استشارى الأمراض العصبية والنفسية، ويقول: لابد من الرقابة والمتابعة من قبل الآباء على الأطفال فى المراحل الأولى من حياتهم وعدم السماح لهم بالتعرض لتلك الأحداث الدامية أو أى أخبار سياسية مؤلمة.
نشرات الأخبار بكل ما تعرضه من أخبار سلبية وحوادث دامية أصبحت شيئا معتادا بالنسبة للكبار، فى حين أن ترك الأطفال لتلك المثيرات بترك التليفزيون مفتوحا بشكل مبالغ فيه دون رقابة، يخلق لدى الطفل الفضول والاستفهامات بشكل ملح، نتيجة لما يراه لكن بالنسبة للأطفال ترسخ فى وجدانهم العنف وغياب العدل.
كل ما يراه الطفل من أحداث تتفاعل مع سلوكه وتجعل لديه قابلية للعنف بشكل سلوكى، لأن الطفل يكون فى مرحلة البرمجة الأساسية، فيقوم بتكرار هذه الحالة ويكون هو بطلها مستخدما العنف مع إخوته وأصدقائه ليفرغ طاقته فيهم.
وفى حال رؤية الطفل لمشاهد العنف، لابد للأم أن تشرح له حقيقة الموقف بشكل مبسط، حتى لا يفهمه بعقلية الطفل ويتأثر به بشكل سلبى، أما الآباء فعليهم مراعاة عدم الحديث فى القضايا السياسية والأخبار السيئة أمام الأطفال وتجنيب الطفل التعرض لبعض الظواهر السياسية فى الشوارع، مثل الاعتصامات والإضرابات، التى قد يتدخل الشرطة لفضها بأسلوب قمعى عنيف.
وتبقى الأسرة هى التى تؤثر بشكل أكبر فى حياة الطفل، خاصة فى المراحل العمرية الأولى من بداية حياته، عند سن أربع سنوات فما فوق، أما الأطفال بعد ١٢ سنة فيكون تأثير البيئة والمدرسة فيهم أكبر من الأسرة، ولابد فى هذه المرحلة من توجيه الأولاد لممارسة الرياضة بدلا من تركهم عرضة لأى أحداث سياسية، لأن الطفل فى تلك المرحلة تكون لديه طاقة يحتاج لتفريغها، مع سعى الآباء لترسيخ النواحى الدينية والقيم التى تدعو للتسامح وليس العنف.
|
ساحة النقاش