بقلم: د. حسن عتمان
أكد الرئيس حسني مبارك في قمة إفريقيا ـ فرنسا أن ثروات وموارد إفريقيا عديدة وإذا ما أحسن استغلالها ستؤدي إلي نقلة نوعية علي مستوي معيشة شعوبها
وأننا جميعا في إفريقيا مقتنعون بأن مصائرنا بأيدينا وأن تحقيق السلم والأمن والتنمية لشعوبنا هو مسئوليتنا والحوار والتعاون فيما بيننا هو الطريق للمستقبل الأفضل, وأشار سيادته إلي أننا نسعي جاهدين لتغيير الواقع الإفريقي إلي واقع أفضل, وذلك من خلال برامج اقصادية تقوم علي الاصلاح والتنوع والتكامل.
ومن هذا المنطلق وتطلعا إلي بناء المزيد من جسور الثقة وتعظيم التعاون مع دول إفريقيا عامة ودول حوض النيل خاصة لابد أن تكون لدينا خطة استراتيجية تتضمن محاور أساسية لاقناع هذه الدول بأهمية الحرص علي ارساء وترسيخ العلاقات مع مصر في مختلف المجالات الاقتصادية.
والجدير بالذكر أن من أهم هذه المجالات ذات التأثير والفعال لتعزيز ودعم العلاقات مع هذه الدول وشعوبها هو مجال السياحة حيث إن السياحة تعتبر أداة من الأدوات القوية والمهمة في التواصل مع تلك الدول علاوة علي تأثيرها الايجابي علي تقوية الروابط معها خاصة أن السياحة, أصبحت رافدا أساسيا لاقتصاديات دول حوض النيل لما تتمتع به هذه الدول من مقومات وامكانات سياحية متميزة ترقي لمد جسور التعاون والتفاهم بينها.
ولا مبالغة في القول بأن معظم دول حوض النيل قد أنعم الله عليها بالثروات الطبيعية فيها مافيها من مساحات خضراء شاسعة وغابات كثيرة متنوعة وتتميز بوجود أنواع فريدة ونادرة من الحيوانات المختلفة كما أن طبيعتها الخلابة يتخللها جبال شاهقة منها ماهو مغطي بالخضرة وأخري مغطاة بالثلوج الكثيفة, هذا بالإضافة إلي وجود بحيرات كبيرة محاطة بالجبال والبراكين علي شكل تابلوهات طبيعية صنع الله الذي اتقن كل شئ, وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن دول الحوض تجمع كل مقومات السياحة الناجحة والمقومات المناخية والطبيعية والبرية والبحرية الصالحة لكل أنواع السياحة وفي مقدمتها سياحة السفاري والتي تتميز ببرامج سياحية متنوعة لها مسارات وأهداف سامية منها ما هو يتجه إلي مغامرات عبر صحاري ودروب الحوض والبعض الآخر قد يتجه إلي السلاسل الجبلية الخلابة إلي جانب إشباع الهوايات في مجال الصيد البري.
ويشكل النيل الذي يربط هذه الدول أهمية كبري في مجال السياحة, حيث يوجد به العديد من الأحياء المائية أهمها تمساح النيل, والذي يوجد في أغلب مسارات النيل, كما تقوم علي هذا النيل أيضا أحد أنواع السياحة المهمة وهي السياحة النيلية حيث تبحر المراكب الشراعية واللنشات حاملة السياح في عرض النيل, وتنتقل بين دول حوض النيل, حيث المناظر الطبيعية المبهرة, وهذا في حد ذاته نقطة جذب للسياح في هذه المنطقة.
ولابد أن نؤكد علي حقيقة واضحة كل الوضوح, وهي أن عدد دول حوض النيل عشر دول هي: مصر, والسودان, وإثيوبيا, وإريتريا, وأوغندا, وتنزانيا, وكينيا, ورواندا, وبوروندي, والكونغو تجمعهم رابطة مائية قوية حباهم الله بها متمثلة في نهر له منبع ومصب قادما وعابرا ومارا في قلب هذه الدول سالفة الذكر, ولكن للأسف مستويات التعاون والتفاهم بين تلك الدول لاتزال ضعيفة إلي حد ما برغم وفرة الموارد والمقومات الاقتصادية.
وانطلاقا من ذلك فالمطلوب في المرحلة المقبلة أن تتجه بوصلة الاستثمارات السياحية المصرية نحو دول حوض النيل بصفة خاصة, وذلك بالتنسيق مع الشركات والغرف السياحية وهيئة تنشيط السياحة, وكذلك كبار المستثمرين العاملين في مجال السياحة والفنادق, وحثهم علي إعداد وتنفيذ برامج سياحية مشتركة مع شركات تلك الدول, وذلك في إطار منظومة تعظيم وتعزيز العلاقات مع دول حوض النيل, خاصة بعد أن أصبحت هذه الدول مطمعا استثماريا لدول أخري لما تتمتع به من فرص متاحة للاستثمار والتنمية لكونها سوقا ضخمة للترويج السياحي ولديها عناصر بشرية شرهة للحياة الكريمة ومباهج الدنيا الحديثة بعد أن عانت من ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة أمام حروب كثيرة من خلال نضالها للحصول علي الاستقلال.
ويأتي دور وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية لتؤدي رسالتها الجليلة في نشر ثقافة سياحة نهر النيل والتعريف بالمقومات السياحية بدول حوضه والترويج لها بما يحقق التناغم والتواصل بين هذه الشعوب.
وقد يكون من المهم أن نشير إلي أن أزمة النيل وبوادر الاختلافات التي لاحت في الأفق والتي تفجرت في الآونة الأخيرة بين دول المنبع ودول المصب ما هي إلا نوبة صحيان لتنمية علاقات مصر مع جميع دول حوض النيل ومد جسور التعاون والتفاهم بينها وبين شقيقاتها التسع لدفع عجلة التنمية الاقتصادية ودعم أواصر الصداقة في إطار متوازن بين هذه الدول.
المزيد من مقالات د. حسن عتمان<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END -->
ساحة النقاش