بســــم الله الرحمن الرحيم
المقرر: المناهج ونظريات التعلم إعداد الطالب/ أحمد الحكمي
رمز المقرر: 635 نهج إشراف الأستاذ الدكتور/ تمام إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع/ نظرية جانيه
صاحب النظرية
صاحب هذه النظرية هوعالم نفس فرنسي ساهم في تطور علم النفس السلوكي وتطوير نظريات التعلم وقد " اكتسب خبرة في بحوث التعلم ثم اهتم بمشكلات التدريب العسكرية الحربية ، و مشكلات التربية منذُ واهتم بتحليل العمل و التصنيف، وقد استخدم البروفيسور جانييه الرياضيات وسطاً لاختبار نظريته عن التعلم وتطبيقها ، وتعاون مع مشروع الرياضيات لجامعة ميرلاند في دراسة تعلم الرياضيات وتطوير المنهج .
نظرية جانييه
يرى جانيه ان التعلم هو تغير شبه دائم في سلوك الفرد نتيجة مروره بخبرات أو تدريبات في موقف تعليمي معين وتركز النظرية على محتوى التعلم وكيفية تنظيمه وتقديمه لهذا المتعلم أي انه يؤكد في العملية التعليمية على الجانب الكمي المعلومات وتنظيمها ولذلك يرى جانيه أن استعداد المتعلم لتعلم معلومة جديدة يتوقف على مقدار امتلاكه للمعلومات الاساسية اللازمة لتعلم المعلومة الجديدة.
ويرى ان التعلم يتضمن ثمانية أنماط مرتبة هرميا من البسيط الى المعقد على افتراض ان كل تعلم اعلى في الهرم يعتمد على إتقان مادونه
ويؤكد جانييه على أن عملية تحليل المهام أو المطالب Task Analysis ( تحليل العمل التعليمي ) مهمة جداً في التعرف على بنية وتعاقب المعلومات التي تقدم وتعرض على الفرد المتعلم, وهذا ما أطلق عليه جانييه البناء الهرمي للتعلم.
أنواع التعلم عند جانيه
ويرى جانيه أن هناك ثمانية أنواع أو أنماط للتعلم متدرجة تدرجاً هرمياً مترابطاً، فتبدأ من أبسط أنواع التعلم التي تعتمد على الاستجابة لمثير ما ، إلى أ صعب أنواع التعلم التي تعتمد على حل المشكلات. وحددها جانيه على النحو التالي:
1- تعلم الاستجابة للإشارات والعلامات:
يعتبر هذا النوع هو أبسط أنواع التعلم البسيط الذي يحدث لدى الأطفال ووصف بأنه يشمل الانفعالية غير المحددة ويفسر استجابة الخوف لدى الصغار ويعبر هذا النوع عن التعلم الشرطي البسيط . فمثلاً يتعلم الطفل أن صراخ الأب يعني أنه غاضب وأن العقاب سيتم، أو أن النار مؤلمة إذا لمسها. وبذلك يكون الشرط اللازم لهذا النوع هو وجود المثير الذي يستثير الاستجابة الأولى لدى المتعلم.
2- التعلم عن طريق الربط بين المثير والاستجابة:
يختلف هذا النوع عن النوع الأول لأن الاستجابة هنا حركية وإرادية ومحددة تعتمد على المحاولة والخطأ. ويرى جانيه أن الأطفال يتعلمون اللغة بصورة جزئية خلال هذا النوع حيث أن الطفل يعطي استجابات تؤدي إلى التعزيز.
3- تعلم سلسلة متتابعة من الترابطات:
يتم التعلم هنا عن طريق الربط بين وحدات من الارتباطات التي تعلمها سابقاً ويشترط في هذا النوع ، القدرة على إعادة ترتيب هذه الوحدات بصورة مناسبة. ويتمثل هذا النوع في تعليم المهارات العملية كالمهارات اليدوية.
4- تعلم تسلسلات ارتباطيه لفظية:
يتم التعلم هنا بتكوين السلاسل اللفظية من وحدات ارتباطية لفظية وليست حركية فتصبح الجمل مكونة من وحدات تعلم مفهومة لدى الطفل لأنها تتكون من مفردات مرتبطة ببعضها فجملة الولد يلعب بالكرة مكونة من تسلسل ارتباط بين كل مفردة من مفردات هذه الجملة: الولد، يلعب، بالكرة.
5- تعلم مهارات التمييز:
يشير جانيه إلى أن التمييز هو القدرة على التفريق بين المدخلات المتشابهة بحيث يستطيع الطفل الاستجابة لهذه المدخلات بدقة وهذا يتطلب تكوين سلاسل مترابطة والتفرقة بينها كالتمييز بين أسماء الألوان، الأشكال، الكلمات ، الحروف.
6- تعلم المفاهيـم:
يعتمد هذا النوع من التعلم على إدراك الطفل للخصائص المجردة للأشياء وتتبع السمات المشتركة لهذه الخصائص . فالربط بين الصفات المجردة (الصور الفعلية) للكرسي (مثلا) مع خصائص الكرسي يحدث ما يسمى بتعلم المفهوم.
ويرى جانيه أنه من خلال تعلم المفاهيم يتمكن المتعلم من تعميم ما تعلمه في مواقف أخرى.
7- التعلم من خلال تطبيق المبادئ والقواعـد:
عرف جانيه القاعدة بأنها سلسلة مكونة من مفهومين أو أكثر تُمكن الطفل من الاستجابة للمثيرات أو المواقف بطريقة واحدة تحكمها قاعدة معينة. وهذا يلزمه التعزيز الفوري واستجابة المتعلم تذكر المتعلم للمفاهيم التي تعلمها سابقاً، والتي تكون قاعدة تعلمه، استخدام ألفاظ تساعد المتعلم على الربط بين المفاهيم بحيث يستخرج منها القاعدة، يقوم المتعلم بتطبيق القاعدة، ثم يحدد المعلم القاعدة بدقة.
8- حـل المشكـلات:
هذا النوع من التعلم هو أعلى مستوى للتعلم حيث يستطيع الطفل أن يستخدم المفاهيم والقواعد والمبادئ في حل ما يواجهه من مشكلات. وهذا غاية التعلم عند جانيه، فالمستويات الثلاثة العليا المتمثلة في تعلم المفاهيم، تعلم القواعد والمبادئ، وحل المشكلة، هي مستويات التعلم المرغوبة في حين أنه في مرحلة ما قبل المدرسة يكون الطفل قد أتقن الأنواع المتدنية من التعليم.
والشكل التالي يوضح أنواع التعلم عند جانيه
تحيل المهام أو المطالب ( العمل التعليمي ) وتصميم التعلم
Task Analysis And Designing Learning
يرى جانييه أن هناك عدة عوامل أو متغيرات تؤثر على تحقيق التعلم الناجح, وذكر أن هناك ثلاثة مؤشرات رئيسية من خلالها يمكن التأكد من استعداد الطالب أو عدم استعداده للتعلم، ويمكن أن نلخص هذه المتغيرات أو العوامل فيما يلي:
1. الانتباه ويعتبر من العوامل أو الحالات الداخلية وله مستويات ، فعلية الانتباه إلى المثيرات التي لها علاقة قوية بالموضوع المراد تدريسه عملية مهمة وتزيد من فعالية ونجاح التعلم والتعليم .
2. الدوافع وتكتسب أهميتها لأنها تحفز المتعلم على الانتباه إلى جميع المواقف والنشاطات التعليمية فإذا كان المتعلم ، فإذا كان المتعلم منتبهاً لما يعرض وما يحدث في المدرسة فإن استجابته تتأثر إيجابياً وتحدث عملية التعلم الفعال .
3. مستوى النمو: حيث حدد جانييه أن المتعلم خصائص معرفية وطبيعية, ومن خلال معرفة الخصائص السابقة عن المتعلم فإنه بالإمكان تحديد ما يستطيع المتعلم أن يفعله ومالا يستطيع أن يفعله في كل مرحلة من مراحل النمو.
* القدرات الإنسانية ونظرية جانييه
أكد جانييه أن القدرات الإنسانية ما هي إلا نتاج للتعلم وهذه القدرات تشمل:
1. المعلومات اللفظية Verbal Information
وهذه المعلومات تتكون من حفظ وتذكر المعلومات.
2. المهارات الذكائية Intellectual Skills
وتتضمن قدرة الطالب على إنجاز أو القيام بأي عمل, فهي تركز على ما يستطيع أن يعمله الفرد ولا تركز على ماذا يعرف الفرد.
3. إستراتيجيات المعرفة Cognitive Strategies
تعتبر إستراتيجيات المعرفة نوعاً خاصاً من المهارات الذكائية وهي قدرات داخلية منظمة, ويستخدمها المتعلم لتوجيه عملياته المختلفة في التعلم والتذكر وغيرها من العلميات الأخرى.
4. الاتجاهات Attitudes
وهي حالات داخلية تؤثر على تصرف الفرد تجاه أشياء معينة أو معلومات أو أحداث معينة.
5. المهارات الحركية Motor Skills
وتستخدم هذه المهارات عندما يزاول الفرد النشاطات التي تحتاج إلى مهارة وحركة, مثل الضرب على الآلة الكاتبة أو العزف على الآلة الموسيقية أو قيادة السيارات, وغيرها من النشاطات الرياضية المختلفة والتي تتطلب مهارات حركية معينة.
والعوامل الخارجية تشمل:
1. التجاوز ويقصد به التنظيم المؤقت للأشياء أو الحالات.
2. الإعادة.
3. التعزيز.
4.
أما العوامل الداخلية فتشمل:
1. المهارات الحقيقية.
2. المهارات الذكائية ( العقلية ) والاستراتيجيات ذات العلاقة بالمعلومات السابقة لدى الفرد.
التطبيقات التربوية لنظرية جانييه
لاقت نظرية جانييه القبول عند كثير من التربويين, فقد تم تطبيقها في تطوير بعض مناهج الرياضيات وأيضاً تم تطبيقها في تنفيذ الدروس والنشاطات التعليمية المختلفة.
معلم الرياضيات ونظرية جانييه
يرى جانييه أن معلم الرياضيات هو مصمم ومدير عملية التدريس, وهو الشخص الذي يصدر أحكاماً وتقييماً لتعلم الطلاب, ويؤكد على ضرورة استمرار التقييم بصورة دورية للتأكد من تحقيق الأهداف المنشودة. فعلى معلم الرياضيات أن يكون ملماً بمستويات طلابه المختلفة, وأن يبدأ تدريسه من الموقع أو المستوى الذي وصل إليه الطلاب, فالنقطة الأولى الأساسية هنا هي أن يكون المعلم ملماً بنظرية جانييه والإبعاد التربوية لها ومدى فعالية تطبيقها على درجة تعلم طلابه.
كذلك معلم الرياضيات مسؤول عن تشجيع طلابه على تعلم المهارات العلمية المختلفة, هذا جزء أساسي من النقاط التي تركز عليها هذه النظرية. وذكر أن هناك عوامل داخلية وعوامل خارجية تؤثر في عملية التعلم, فعلى معلم الرياضيات أن يكون ملماً بهذه العوامل وأن يتحكم في العوامل الخارجية التي تؤثر في عملية التعلم قدر الإمكان, وأن يدرس ويحلل العوامل الداخلية لدى المتعلمين ويستفيد من ذلك سواء في التخطيط أو في التنفيذ أو في التقويم للتدريس.
والعوامل الخارجية تشمل:
5. التجاوز ويقصد به التنظيم المؤقت للأشياء أو الحالات.
6. الإعادة.
7. التعزيز.
8.
أما العوامل الداخلية فتشمل:
3. المهارات الحقيقية.
4. المهارات الذكائية ( العقلية ) والاستراتيجيات ذات العلاقة بالمعلومات السابقة لدى الفرد.
فعند دراسة العوامل الخارجية والداخلية يتمكن المعلم من اختيار النشاطات والمواد التعليمية التي تتناسب مع الطلاب ومع قدراتهم وخلفياتهم .
كذلك يجب على المعلم أن يكتب الأهداف في صورة سلوكية, ويضع الهدف الأساسي ( النهائي ) في قمة الهرم التعليمي, وينظم الأهداف الأخرى تحت الهدف النهائي بصورة تحقق التكامل مع بعضها للوصول إلى الهدف النهائي من تدريس أي للأغراض التشخيصية لمعرفة مستويات الطلاب والعمل على تحقيق هذه الأهداف بناء على نتائج الاختبارات التشخيصية لكي تبدأ العملية التربوية من المكان الصحيح.
وكما ذكرنا سابقاً فإن جانييه حدد أنواعاُ مختلفة من التعليم, فعلى معلم ارياضيات أن يستفيد من هذه الأنواع وأن يضمنها أثناء اختيار أساليب التدريس عندما يكون ذلك مناسباً للطلاب وللمادة العلمية, كذلك يجب أن يستفيد من أنواع التعلم التي ذكرها جانييه في جميع العمليات التعليمية المختلفة. وإعطاء العديد من الأمثلة على المفهوم الواحد ضروري جداً في ضوء هذه النظرية ليتكون لدى المتعلم أمثلة مختلفة على المفهوم الواحد, ولكي يتم التخلص من الارتباك والخلط بين المفاهيم. وعند استخدام أسلوب التعلم عن طريق حل المشكلات قدم بعض التوجيهات لمعلمي العلوم والتي من شأنها أن تزيد من فعالية هذا النوع من التعلم ومنها:
1. تطوير وبناء عمليات وخطوات حل المشكلات بطريقة سهلة وواضحة.
2. تحليل عمليات أو مهام حل المشكلات للتعرف على المعارف والمعلومات السابقة الضرورية للوصول إلى الحل الصحيح أو المناسب للمشكلة.
3. التأكد التام من أن الطالب فهم طبيعة المشكلة فهماً تاماً وذلك قد يكون عن طريق سؤال الطالب لذكر المشكلة التي هو بصدد القيام بحلها.
4. على المعلم ألا يتسرع في إعطاء الإجابات الصحيحة على المشاكل أو المهام التي حاول فيها الطلاب ووجدوا بعض المشاكل اليسيرة في حلها.
وفي التدريس باستخدام نظرية جانييه يتحتم على المعلم أن يعرف مستويات طلابه, كما سبق وأن ذكرنا, وعليه أن يبدأ في تدريسه من المستوى الذي يحتله ليتم تعلم الموضوعات الجديدة بيسر وسهولة.
المنهج ونظرية جانييه
أنواع التعلم التي حددها جانييه ( تعلم المفاهيم, تعلم القواعد ..... وغيرها من الأنواع الأخرى ) تعتبر من ضمن الأهداف الرئيسية أو العامة لعديد من المقررات ومناهج الرياضيات, حيث أن المفاهيم العلمية تشكل النقاط الرئيسية للمعرفة العلمية, والقواعد العلمية تمثل المبادئ والقوانين العملية التي بالإمكان تطوير النشاطات التعليمية حولها. والتعلم عن طريق حل المشكلات يشمل الاكتشاف والاستقصاء وتعلم المهارات العلمية المختلفة.
تدريس الرياضيات في ضوء نظرية جانيه
نادى جانيه باستخدام أسلوب حل المشكلات في التعليم فهو يرى أن التعلم ينبغي أن يتمحور حول المشكلات، لذلك فهو يؤكد على ضرورة صياغة الأهداف التعليمية صياغة دقيقة تتعلق بالمشكلة موضوع الدراسة، وأن ذلك لايتم إلا من خلال تحليل المشكلة المراد حلها. وعليه، ينبغي أن تحلل أهداف العملية التعليمية إلى أهداف سلوكية (إجرائية) بسيطة حتى يتمكن المتعلم من أدائها، ويمكنه أداء المهمة النهائية وهي حل المشكلة.
ويرى جانيه أن على المعلم تحديد الأداء المطلوب من المتعلم أداؤه في نهاية العملية التعليمية أو الموقف التدريسي، ويكون ذلك في صورة سلوك محدد وواضح يؤديه المتعلم، ويعبر عنه في شكل هدف مصاغ صياغة سلوكية إجرائية محددة. كذلك يتم تحديد المعلومات الأساسية اللازمة لبلوغ الهدف، مع تحليل هذا الهدف إلى أهداف جزئية، يحتوى كل منها على واحدة من المعلومات أو المهارات اللازمة لبلوغ هذا الهدف.
ويستمر تحليل كل هدف جزئي إلى أهداف أصغر يحتوى كل منها على معلومة معينة لبلوغ الهدف النهائي .
وعلى ذلك، فإن التعلم كما يراه جانيه يكون في صورة هرمية، بحيث ينبغي على المعلم أن يحدد المهمة النهائية للموقف التعليمي ويصيغها في صورة هدف يوضع في قمة الهرم، ثم يحدد الأهداف الفرعية اللازمة لتحقيق الهدف الرئيسي، ويضعها أسفل أو تحت هذا الهدف الرئيسي
تطبيقات نظرية جانيه في التعليم
النموذج التعليمي
|
|
لقد أثرى جانييه وزملاؤه Gagne & et.al. العملية التعليمية بتقديم نموذج للتدريس يقوم على الجمع بين نظريتي المثير والاستجابة, والإدراك والمعرفة, وقد سمى نموذجه هذا النموذج التعليمي العام, وفي قدم تحليلاً دقيقاً لعملية التعليم الأساسية والعوامل المؤثرة فيها.
هذا ويتلخص النموذج التعليمي العام لجانييه وزملاؤه في ثلاث خطوات رئيسية هي.
1. وصف الأهداف: Defining performance objectives
ينبغي صياغة الأهداف التعليمية أو المهمات التعليمية بصورة تفصيلية تزيل اللبس, وتجنب سوء الفهم, ويتحقق ذلك باستخدام الأفعال أو العبارات السلوكية المحددة التي تشير إلى ما يمكن ملاحظته مثل:
يعرف, يميز, يستنتج, يستخدم, يحلل, يصف,...............
2. تحليل التعلم أو المهام التعلمية: Analysis of the learning tasks
يعتبر تحديد أنواع المقدرات Capability اللازمة لتعلم الهدف عملاً بالغ الأهمية, ومن الضروري كذلك تحليل المهارات الأساسية والمعلومات ( المتطلبات الأساسية: prerequisites ) التي ينبغي إتقانها قبل البدء في التعلم الجديد.
ويمكن النظر إلى هذه المتطلبات الأساسية باعتبارها أهدافاً فرعية.
وبالنسبة للمهارات العقلية Intellectual skills فإنه من الممكن ترتيبها في تسلسل هرمي تؤدى تدريجياً خطوة خطوة نحو الهدف المنشود.
ويوضح الشكل التالي العلاقات الهرمية بين المهارات العقلية
3. أحداث التدريس: The Events of Instruction
يرى جانييه وزملاؤه أن التعليم يحدث مكن خلال أحداث يقوم بها المعلم بقصد نقل التلميذ مما هو عليه قبل بدء عملية التدريس إلى تحقيق الأهداف السلوكية التي ترمي إليها الدرس, وتتكون الأحداث من أقوال وأفعال تشكل الاتصال الذي يقوم به المعلم بقصد نقل التلميذ من حالة عقلية إلى أخري.
ويصف جانييه الاتصال بين المدرس والتلميذ خلال الدرس بما أسماه " أحداث التدريس ", وهذه الأحداث ليست ملزمة في كل درس, فقد يستخدم بعضها أو جميعها حسب الحاجة بما يتفق ومستوى النضج العقلي للتلميذ, ويقرر المعلم ذلك عند إعداده لخطة الدرس.
وفيما يلي نقدم إيضاحاً مختصراً لأحداث التدريس, والشروط الخارجية التي يوفرها المعلم, أو بمعنى آخر الخطوات والإجراءات التي تتطلبها عملية التعليم عموماً.
أ- جذب انتباه المتعلم: Gaining Attention
يمكن استخدام أشياء مثيرة, أو إثارة بعض الأسئلة بقصد إثارة اهتمام التلميذ.
ب- إخبار المتعلم بالهدف من الدرس:
Informing Learner of the objective
يجب أن يوضح المعلم الهدف المطلوب من التلميذ تحقيقه, وهذا يساعد التلميذ على معرفة المفاهيم والقواعد المطلوب الإلمام بها وتوظيفها في حل المشكلات المتضمنة بالدرس, كما يساعد المعلم على الالتزام بخط سير محدد لئلا يخرج عن الموضوع.
ج- استثارة القدرة على تذكر المتطلبات السابقة:
Stimulating Recall of prerequisites Learning
يعتبر التعليم الجيد بأنه وضع مفاهيم سبق تعلمها لبناء مفهوم جديد, ويستطيع المعلم مساعدة التلميذ على تذكر واستدعاء معارفه السابقة ذات العلاقة بالمفهوم الجديد, وإذا كان التلاميذ تنقصهم المتطلبات الأساسية, فعلى المعلم أن ينظم الشروط الخارجية لمساعدة التلاميذ على تعلمها, باستخدام الخطوات ( أحداث التدريس ) كلها أو بعضها حسب ما تقتضيه الحاجة.
د – تقديم المواد المثيرة: Providing Learning Guidance
إذا كان الأمر يتعلق مثلاً يتعلم قاعدة معينة فيمكن تقديم بعض المقترحات التي تساعد على بناء القاعدة الجديدة من قواعد ومفاهيم فرعية سبق تعلمها, ويتخذ التوجيه أو الإرشاد شكل عبارات إيجابية أو أسئلة أو إيضاحات مختلفة كالصور والأشكال والرسوم التوضيحية وما إلى ذلك.
و – استخراج إتقان المتعلم للهدف: Eliciting The performance
بعد أن يتقن المتعلم كيف يقوم بالمهارة العقلية عليه أن يوضح كيف يقوم بها وهذا يمثل قياس مدى لإتقان المتعلم للمهارة.
ويمكن أن يقاس الإتقان أثناء تعامل الطالب مع المثير من خلال تطبيقه للمهارة في تمارين مشابهة للمثير. وهذا القياس يجب أن يكون باستخدام أكثر من تمرين لأن الإجابة الصحيحة على التمرين الواحد قد تحدث عن طريق الصدفة أما إذا تعددت التمارين فإن هذا سيعطي مؤشراً أقوى لإتقان الدرس, كما يجب التأكد من أن الأسئلة تقيس المهارة العقلية التي يريد المعلم قياسها.
ز- تزويد المتعلمين بالتغذية الراجعة المناسبة لتصحيح الأداء:
Providing Feedback about performance correctness
التغذية الراجعة هي إعطاء الطالب معلومات عن مدى صحة ما قام به من عمل وقد يعبر المعلم عن هذا إما كتابة أو شفوياً أو بالإشارة.
وتلعب التغذية الراجعة الإيجابية تعزيزاً قوياً لعملية التعلم, حيث أن معرفة المتعلم بأن استجابته صحيحة يعزز تعلمه ويدعمه.
ح- تقدير نسبة الأداء ( تقدير الإتقان ) Assessing the Performance
يجب أن يعي المعلم مستوى الإتقان الذي حققه الطالب, فإذا أتقن الطالب هذا الهدف يتقدم إلى هدف آخر يليه, أما إذا كانت قدرة الطالب غير مرضية فإن الأمر يتطلب منه مزيداً من التدريب إلى أن يجيد الهدف.
ط – تعزيز الاحتفاظ والانتقال: Enhancing Retention and transfer
يتم تعزيز الاحتفاظ بالمهارة من خلال إدراكها وإدراك خصائصها وعلاقتها.
أسلوب حل المشكلات
نادى جانيه باستخدام أسلوب حل المشكلات في التعلم لذلك فهو يؤكد على ضرورة صياغة الأهداف التعليمية صياغة دقيقة تتعلق بالمشكلة موضوع الدراسة وأن ذلك لأيتم إلا من خلال تحليل المشكلة المراد حلها وعليه ينبغي تحليل أهداف العملية التعليمية إلى أهداف سلوكية بسيطة حتى يتمكن المتعلم من أدائها ويمكنه أداء المهمة النهائية وهي حل المشكلة.
خطوات حل المشكلة الرياضية:
خطوات حل المشكلات الرياضية وهي:
1- فهم المشكلة : وتتضمن هذه المرحلة فهم نص المشكلة وتحديد المعطيات والمطلوب
2- وضع خطة للحل: وتتضمن هذه المرحلة اختيار أو ابتكار إستراتيجية للحل
3- تنفيذ خطة الحل : وهنا ينفذ التلميذ الخطة المقررة في المرحلة 2 ولا بدله من مراعاة الدقة في تنفيذ الخطة وإجراء الحسابات المتضمنة
4- مراجعة الحل: على التلميذ قراءة السؤال ويفكر فيما إذا أجاب على المطلوب فيها وكذلك فيما إذا كان الجواب معقولا وفي بعض انواع المسائل يمكن اجراء حسابات معينة للتيقن من الاجابة
استراتيجيات حل المشكلات
1- استراتيجية رسم صورة أو مخطط
2- المحاولة والخطاء
3- حل مسألة ابسط
4- العمل للخلف
5- اعتبار كافة الامكانيات ثم الحذف
6- البحث عن نمط
7- تكوين جدول
8- الاستدلال المنطقي
9- تغيير وجهة النظر
كتابة جملة مفتوحة
دور المعلم الرياضيات في ضوء نظرية جانيه
يجب على معلم الرياضيات أن يكون متمكن من نظرية جانيه وفاهما لإبعادها فهما تاما لكي يمكنه تطبيق ما يراه مناسبا وملائما لطلابه. وفي ضوء هذه النظرية على المعلم أن يعرف مستويات طلابه وان يبدأ تدريسهم من المستوى الذي وصلوا إليه وعلى ضرورة استمرار عملية التقويم بصورة دورية للتأكد من تحقيق الأهداف المنشودة وكذلك على معلم الرياضيات وان يعتمد في تخطيطه لدروس على تحليل المهمة
بحيث يكتب الأهداف في صورة سلوكية, ويضع الهدف الأساسي ( النهائي ) في قمة الهرم التعليمي, وينظم الأهداف الأخرى تحت الهدف النهائي بصورة تحقق التكامل مع بعضها للوصول إلى الهدف النهائي من تدريس. وذكر جانيه أن هناك عوامل داخلية وعوامل خارجية تؤثر في عملية التعلم, فعلى معلم الرياضيات أن يكون ملماً بهذه العوامل وأن يتحكم في العوامل الخارجية قدر الإمكان, وأن يدرس ويحلل العوامل الداخلية ويستفيد من في التخطيط أو التنفيذ أو في تقويم التدريس.
والعوامل الخارجية تشمل:
التجاوز ويقصد به التنظيم المؤقت للأشياء أو الحالات.
الإعادة.
التعزيز.
أما العوامل الداخلية فتشمل:
المهارات الحقيقية.
المهارات الذكائية ( العقلية ) والاستراتيجيات ذات العلاقة بالمعلومات السابقة لدى الفرد.
وكما ذكرنا سابقاً فإن جانييه حدد أنواعاُ مختلفة من التعليم, فعلى معلم الرياضيات أن يستفيد من هذه الأنواع في تدريس الرياضيات الذي حددها جانيه مثل تعلم المفهوم وتعلم القاعدة وتعلم حل المشكلات
ساحة النقاش