حقوق الإنسان في الإسلام.. سبقت كل الدساتير الغربية

حقوق الإنسان في الإسلام.. سبقت كل الدساتير الغربية
عدم تطبيق القواعد الإسلامية يظهر ديننا علي غير حقيقته

أحمد جمعة

استجابت مصر لعدد كبير من التوصيات والملاحظات التي وجهها المجلس الدولي لحقوق الإنسان. والتي تؤكد حق الإنسان في الحياة الكريمة والحرية والمساواة وحقه في الحصول علي العمل وتوفير المسكن والتصدي للفقر والحقوق المدنية والسياسية وتعميق الاصلاح الديمقراطي.
أكد العلماء ان الإسلام أقر لأتباعه وغير اتباعه كل الحقوق التي ينادون بها بل إن الإسلام سبق الاعلان العالمي لحقوق الإنسان بآلاف السنين ولكن الفجوة بين المبادئ والتطبيق هي التي تعطي الفرصة لهم بأن يتهمونا كشعوب إسلامية بعدم الامتثال لحقوق الإنسان وطالبوا المسلمين حكاما ومحكومين بالتجسيد العملي لمبادئ دينهم.
قال د. محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية: إن هناك اتهامات للإسلام والمسلمين بأنه دين لا يعرف حقوق الإنسان وانها منتج غربي قدمته الحضارة الغربية للعالم الحديث والبعض في الغرب يؤكد ويدلل علي ذلك بأن الأحوال في العالم الإسلامي ليست معادلة للعالم الغربي وهذه النظرة لها دوافعها لأن هناك هوة بين حقوق الإنسان في الغرب وفي العالم الإسلامي وأن المسلمين انفصلوا عن أمور جوهرية في دينهم فتوسعت الفجوة بين السلوك والمبادئ.
اضاف ان نصوص القرآن والسنة حينما كانت يتم الأخذ بها كاملة في عصر الدولة الإسلامية الأولي وفي عهد الخلفاء الراشدين كانت تؤكد علي حقوق الإنسان وهذه الحقوق انتقلت لاحقا للغرب بداية من الأندلس وحتي بعض مناطق أوروبا أثناء الفتح العثماني الإسلامي لها.
أكد أن بعض مناطق العالم الإسلامي تحفل بممارسات لا تعد إسلامية ولا تتفق مع المعايير الشرعية ولا حتي الغربية ولذلك فإن الكثير من المحللين والمتابعين يحسبون أن هذا هو الإسلام وهذا ليس بصحيح فالاستعمار كان له دور في ذلك لأنه أراد تغريب المسلمين من دينهم بالاضافة إلي دور المسلمين انفسهم وتراجعهم عن مبادئ دينهم.
قال د. محمد عبدالسلام استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس إن الحقوق والواجبات التي كفلها الإسلام للإنسان لم يقررها كمواعظ اخلاقية بل قررها كأوامر تشريعية واحاطها بجميع النصوص التشريعية اللازمة لضمان تنفيذها وتطبيقها وهذه الحقوق والواجبات ترتكز علي احترام آدمية الإنسان وكرامته وحقه في الحياة البعيدة عن أي اعتداء سواء كان علي نفسه أو بدنه أو عرضه أو خصوصياته أو مسكنه أو أسرته.
أوضح أنه من الملاحظ أن حقوق الإنسان في الإسلام لم تقرر لمصلحة دون أخري ولا لبلد دون آخر ولا لأهل دين دون الأديان الأخري وإنما جاءت للبشرية جمعاء فتخطت بذلك كل الحدود الاقليمية وتجاوزت مناطق سيادة الدول والامبراطوريات.
اضاف ان التاريخ شاهد علي أن الإسلام الحنيف هو الذي أعلن مبادئ حقوق الإنسان نظريا وواقعيا وبهذا يكون قد سبق اعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بما يقرب من أربعة عشر قرنا. بل ان الإسلام قرر حقوقا كثيرة للإنسان لم يتعرض لها اعلان الأمم المتحدة ولم تعرفها الديمقراطيات الشكلية الهشة بجميع أنواعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
قال إن حقوق الإنسان في الإسلام تمتاز عن غيرها بأقدميتها وإلزاميتها كما تمتاز بعمقها وشمولها وتتسم بالاحاطة بسائر حقوق الإنسان بينما أغفل أو تغافل الاعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عددا من الحقوق اللازمة التي قررها الإسلام مثل حق الإنسان في الدفاع عن نفسه وحقوق الوالدين والحق في الميراث وغالب الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان بعد مفارقة الحياة.
قال د. محمد نبيل غنايم استاذ الشريعة بدار العلوم إن حقوق الإنسان في الإسلام تشمل أيضا حقوقه الاسرية المتمثلة في حقوق الوالدين والزوجين والاولاد والاقارب كما تشمل حقوق الإنسان الاجتماعية علي حقوق الجار واليتيم والفقير والمسلمين والمريض وكذالك تهتم بحقوقه الصحية.
اضاف ان حقوق الإنسان في الإسلام لا تقتصر علي الإنسان في حياته وإنما تمتد إلي الإنسان بعد مماته فلابد من قضاء دين الميت وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وقد وفر الإسلام الحنيف كل الضمانات والاجراءات لتنفيذ هذه الحقوق ومن ثم فغير المسلمين هم الذين في حاجة للنظر في الشريعة الإسلامية لكي يأخذوا منها ويسدوا الثغرات الموجودة في الوثائق الدولية.
بينما طالب القائمون علي الدعوة الإسلامية بإبراز حقوق الإنسان في الشريعة ووجود العمل والاخذ بها وأوصي القائمون علي التعليم بتدريس حقوق الإنسان في الإسلام في المدارس والجامعات مع إلقاء الضوء من جانب وسائل الإعلام علي حقوق الإنسان في الإسلام وكيف مارسها المسلمون الاوائل بحيث إن الدولة الإسلامية كانت أقوي اجتماعيا واقتصاديا وعسكرياً..

المصدر: http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/nour/detail00.asp