أضخم تجربة فيزيائية في العالم لمعرفة سيناريو ميلاد الكون
كتب: يحيي يوسف
تستأنف السبت القادم تجارب اكبر مشروع نووي يشهده العالم, الذي يعرف باسم معجل الهيدرونات, بهدف الكشف عن المصادر الأساسية للطاقة, ومعرفة ماهية المادة في محاولة للخروج بمعلومات حول سيناريو ميلاد الكون ونشأة النجوم وتفجيرات السوبرنوفا, وانهيار المادة في شكل ثقوب سوداء.
صورة للمعجل من الداخل
وكان العمل قد بدأ لإتمام أكبر تجربة نووية عرفتها البشرية, بإشراف المركز الأوربي للأبحاث النووية' سيرن', ومشاركة نحو10 آلاف عالم من50 دولة أوروبية وأمريكية بتكلفة بلغت نحو9.4 مليار دولار, وذلك في معمل تحت الأرض علي شكل نفق بطول27 كيلومترا بالقرب من العاصمة السويسرية, وقد اختارت المنظمة الأوروبية15 عالما مصريا متخصصا في الفيزياء النووية والإشعاعية, من بين مجموع الدول العربية والإفريقية, وفي خلال هذه التجارب يتم تصادم البروتونات مع بعضها البعض عند طاقة قدرها14 ألف جيجا إلكترون فولت, ودرجة حرارة تقترب من الصفر المطلق لمحاكاة الظروف التي يعتقد أنها كانت موجودة في بداية الكون قبل15 مليار سنة, وتلك الطاقة العالية سوف تكشف العلماء أعماق المادة أكثر من ذي قبل لعلهم يجدون أجوبة لبعض الأسئلة المطروحة, والجسيمات الأولية المفترض وجودها, وسوف تمكنهم نتائج التجربة من فهم أعمق للكون و للقوي الأساسية للطبيعة. وكانت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا قد وقعت اتفاقية ثنائية مع المركز الأوروبي للعلوم النووية بهدف التعاون العلمي ونقل وتبادل المعرفة بين الطرفين وإتاحة الفرصة لدي المجتمع العلمي المصري للاشتراك في تلك التجربة الفيزيائية الضخمة التي ينتظر أن تحدث ثورة علمية قد ينتج عنها تغييرا جذريا في النظريات الفيزيائية الأساسية والتركيب الدقيق للمادة, ورشحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور شعبان سعيد خليل رئيس قسم العلوم الأساسية ومدير مركز الفيزياء النظرية بالجامعة البريطانية ليكون منسقا للجانب لمصري في اتفاقية' سيرن' و تكوين إدارة شبكة مصرية لفيزياء الطاقة العالية تضم مجموعة من الخبراء في الجامعات المصرية في مجالات الطاقة والفيزياء.
وتمكنت الشبكة من تحقيق الشروط المطلوبة من قبل المركز الاوروبي للابحاث النووية سيرن للاشتراك في هذا المشروع العالمي, وفي أثناء اجتماع مجلس أعضاء المنظمة الأوروبية أخيرا تم التصويت علي الملف المصري المقدم من الشبكة المصرية لفيزياء الطاقة العالية بأكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا, و كانت نتيجة التصويت69 صوتا مؤيدا لانضمام مصر للتجربة مقابل صوتين فقط كانا معارضين, وبالتالي أصبحت مصر ممثلة في الشبكة المصرية لفيزياء الطاقة العالية, وعضوا رسميا في احدي أهم التجارب الفيزيائية في العصر الحديث أول دولة عربية و افريقية وثالث دولة في العالم الثالث تشترك في هذه التجربة.
ساحة النقاش