الخلايا الجذعية.. الأمل لتقوية عضلة قلب الاطفال
كتبت ــ إيناس عبد الغني:
زرع القلب هو العلاج الوحيد المتاح حتي الآن لعلاج الاطفال المصابين بضعف عضلة القلب خاصة الحالات المتأخرة لكن المشكلة تكمن في صعوبة إيجاد قلب لطفل حديث الوفاة بنفس الوزن، والأصعب عدم رفض جسم الطفل المريض للقلب المزروع, الحل الذي توصل إليه المتخصصون هو الخلايا الجذعية.
وهو ما يحاول العلماء تطبيقه علي الاطفال بعد أن أجريت تجارب ناجحة علي الكبار.
في البداية توضح د. أمل السيسي أستاذة طب الأطفال بجامعة القاهرة ومستشفي أبو الريش أن أسباب الاصابة بضعف عضلة القلب قد يكون وراثيا أو بسبب الاصابة بالتهاب فيروسي أو نتيجة لعيب خلقي مزمن في القلب أو الشرايين التاجية أو اضطراب مزمن في ضربات القلب. ومن أعراض المرض في الرضع صعوبة الرضاعة, وعدم النمو وصعوبة في التنفس والعرق الشديد أما في الاطفال الأكبر عمرا, فتكون أيضا ضعف النمو, وعدم القدرة علي اللعب أو صعود السلالم أو الحركة في المرحلة المتأخرة... ولكن المشكلة أن هذا الضعف مرض مزمن وعلاجه عن طريق العقاقير, وهو علاج مؤقت يقلل الاعراض ويخففها لكن لا يؤدي إلي الشفاء التام.. المشكلة الأخري أن هذا الضعف يزيد مع الوقت, وتفقد عضلة القلب الاستجابة للعقاقير, وتوضح د. أمل السيسي أن الحل الوحيد حاليا هو زراعة القلب, وهي عملية لا تتم ألا في الحالات المتأخرة, وهناك صعوبة في إيجاد القلب الذي ستتم زراعته من طفل آخر توفي حديثا, حيث يشترط أن يكون القلب من طفل مقارب في الوزن للطفل المريض, وهو أمر صعب توافره للغاية بالإضافة إلي أن الطفل المريض لابد أن يستمر علي عقاقير كيميائية مدة طويلة, كما أن بعض المرضي يحتاجون إلي زراعة قلب مرة أخري بعد مضي سنوات نتيجة لرفض الجسم للقلب الغريب... كل هذه التحديات جعلت الأطباء والعلماء يعكفون علي تجارب متعددة في محاولات مستميتة لايجاد حل لضعف عضلة القلب, وهناك تقدم في العقاقير بنسبة عالية, لكن الأمل الحقيقي هو في العلاج عن طريق الخلايا الجذعية, فقد وجد أن ضعف عضلة القلب مهما كانت أسبابه يتسم بنقص الخلايا العضلية التي تحل محلها خلايا متليفة لاتؤذي وظيفة القلب ألا وهي الانقباض والانبساط وضخ الدم للجسم والمخ.
ومن هنا جاءت فكرة حقن لخلايا الجذعية التي تنمو إلي خلايا عضلية في القلب لها القدرة علي آداء هذه الوظيفة, وتتوقع د. أمل السيسي أن ينجح هذا العلاج في الاطفال لسهولة تطبيقه عن طريق نفس الخطوات المتبعة حاليا في الكبار, وهي أن يتم أخذ الخلايا من عظمة الحوض مثلا ثم زراعتها في معمل مجهز, بحيث يتم فصل الخلايا الجذعية عن باقي الخلايا, ويتم حقن الخلايا الجذعية في الشرايين التاجية للقلب مباشرة عن طريق القسطرة, كما أن هذه الطريقة أمنة لأنها تستخدم خلايا الطفل المريض نفسه, وبالتالي لا يرفضها الجسم, كما أنه يمكن تكرار هذه العملية لسهولتها وانخفاض تكلفتها نسبيا.
ساحة النقاش