الإسلام أول من نادي بحماية حقوق الإنسان

انتصار النمر

أكدت الندوة التي عقدت بمركز بحوث الشرطة حول الاتجار بالبشر تحت رعاية اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية ونظمها اللواء حمدي عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للاعلام والعلاقات أن الاتجار في الافراد بين التجريم وآليات المواجهة.. أن أحكام الشريعة الإسلامية كانت سباقة في معالجة مشكلة الاتجارپبالبشر منذ 14 قرنا فهي تحتل اطاراً تشريعياً حاكماً لجريمة الاتجار بالبشر ولا شك أن موقف الشريعة من كل اشكال استغلال البشر موقف حاسم وواضح إذ إنها تعتبر ذلك منافياً لكرامة الإنسان.. يؤكد ذلك وكيل مباحث أسيوط عقيد دكتور راضي عبدالمعطي. الذي تقدم ببحث يؤكد أن المولي جل شأنه كرَّم الإنسان قال تعالي.. ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً.
موضحاً أن هذا التكريم الذي وهبه الله عز وجل لكل إنسان بغض النظر عن جنسه أو دينه أو لونه.. فالإنسان محمي بأحكام كثيرة في الشريعة الإسلامية لضمان عدم انتقاص الحدود التي كفلها الإسلام.
اضاف الباحث أن الحماية التي كفلها الدين للإنسان تشكل الاعتراف بالحقوق الإنسانية لبني آدم.. كما تشمل انها تقرير العقاب علي كل تعد غير مشروع علي الضرورات أو الكليات الخمس وهي الدين والعرض والنفس والعقل والمال.. فكل تعد عليها يعد تعديا علي حق صانته الشريعة الإسلامية مبيناً أن الشريعة الإسلامية رفضت كافة اشكال الاتجار بالبشر وهو مايوازي الاستغلال الجنسي قبل أن تتناولها القوانين الوضعية.. حيث حرمت الشريعة كافة اشكال الاتصال الجنسي خارج نطاق عقد الزوجية فحرمت الزنا واللواط وحرمت مادونها من السلوك أو مايكون وسيلة للوقوع فيها ومفهوم الدعارة في الوضع الحالي يقابله في الشريعة الإسلامية مصطلح البغاء والذي تناولته الشريعة الإسلامية بقوله تعالي.. ولاتكرهوا فتياتكم علي البغاء إن أردنا تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد اكراههن غفور رحيم.. وفي أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم مانص علي البغي.. ومن صور الاستغلال البشري هي السخرة وطالب الإسلام بأن يعطي صاحب العمل الأجير لديه اجره قبل أن يجف عرقه.. وهذا يحث عليه الرسول "صلي الله عليه وسلم" وقوله صلي الله عليه وسلم "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة" وذكر منهم رجل استأجر أجيراً ولم يعطه اجره.. لأن الانتفاع بعمل الآخرين خدمة تعاقدية ولها شروط.. وفي مقابل ذلك فإن استغلال البشرة كالسخرة مخالف لصريح المنهج الديني والشرعي في رعاية حقوق الإنسان.. ومنهم العامل الأجير.. وهو تعد واضح ويوجب المساءلة القانونية جنائياً ومدنياً.
أكدت الندوة أن الشريعة الإسلامية لم تهدر حقوق الرق باعتبارهم بشراً لهم نفس الحقوقپوعليهم نفس الواجبات.
أوصي المشاركون في الندوة بضرورة التأكيد علي أن الشريعة الإسلامية مصدر من مصادر عدم الاتجار بالبشر ومصدر أساسي لكافة المهتمين بموضوع الاتجار بالبشر.. باعتبارها تناولت التجريم والعقاب علي كافة اشكال هذه الجرائم بصورة متكاملة..
أكدت التوصيات أن الشريعة الإسلامية وضعت أحكاما متكاملة لقضايا الاتجار بالبشر وطالبت بتفعيلپالأحكام فلو تم تفعيل ماوضعته الشريعة فنحن لسنا في حاجة إلي القوانين الوضعية الجديدة لأن مانصت عليه الشريعة الإسلامية كاف.
أكد اللواء محمود الرشيدي مدير الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق أن معظم أوراق عمل الندوة كانت تهدف إلي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر والصكوك والمواثيق الدولية ذات الصلة بالاتجار بالبشر والرؤية الإعلامية الحالية والمستهدفة لمكافحة هذه النوعية من الجرائم ومخاطر هذه الظاهرة علي الأمن القومي ودور الشرطة في المواجهة وجهود مصر الوطنية والدولية لمواجهة جريمة الاتجار بالبشر.
مشيراً إلي أن العالم اليوم يواجه خطر تحول الاتجار بالبشر إلي وباء فلابد أن تتكاتف جميع الجهود لمواجهة هذا الخطر.
مؤكداً أن الشريعة الإسلامية أول من اهتمت بمكافحة هذه النوعية من الجرائم من خلال الدعوة إلي تكريم الإنسان خاصة النساء وخاصة فيما يتعلقپبحماية الأموال والأعراض.. من أي مظهر من مظاهر السخرة خاصة بالنسبة للسيدات من خلال الدعوة إلي حسن معاملتهن وعدم استغلالهن واعطائهن حقوقهن.
وفي بحث أعده مقدم دكتور أحمد الدسوقي بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات بالوزارة.. طالب بصياغة خطة عمل قومية للتصدي لقضية الاتجار بالبشر وصياغة رؤية مصرية موحدة ومتابعة تنفيذ مصر لالتزاماتها الدولية الناشئة عن أحكام بروتوكول منع وضع ومعاقبة الاتجار في الأفراد وخاصة النساء والأطفال

المصدر: http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/nour/detail02.asp