الإمام الشعراوي الذي ضيعه قومه المحرر FARID EBRHEAM@Hat Mail.Cam |
وتمر هذه الأيام 12 عاماً علي رحيل فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي ذلك الرجل الذي ملك قلوب العلماء والبسطاء واتفق علي حبه حتي الفرقاء فالصوفية رأوه واحداً من ائمتهم الكبار له كراماته وكذلك السلفية التفوا حوله ونهلوا من علمه وأدبه. كما اعتبره علماء الفقه إماماً في مجالهم وواحدا من المجتهدين الذين يتفقون أمام أراءهم فيما استجد من قضايا فقهية كما وصفه علماء الكلام بأنه فيلسوف هذا الزمان واعتبره علماء التفسير واحداً ممن يجود بهم الزمان كل مائة عام ليجدد دين الله كما اخبرنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.. فيمنحهم ربنا سبحانه من العلم ما يبدد ظلمات القلوب وينير البصائر ويرد علي الذين يلحدون في آيات الله. ويتبعون ما تشابه منها جرياً وراء أمراض قلوبهم وظناً انهم قادرون علي ان يطفئوا نور الله بأفواههم. لم يكتب فضيلة الإمام الراحل كتاباً ولم يسجل كثيراً من شعره الرقيق في ديوان لكن شاءت إرداة الله ان يأتي في زمن استطاعت التكنولوجيا ان تسجل كل شاردة وواردة فسجل تلاميذ الشيخ كثيراً من علمه وفضله سواء ما جاد به في مصر أو السعودية أو الجزائر أو أي مكان حل فيه خاصة تفسيره البديع لكتاب الله سبحانه وتعالي وقد اخرجه البعض في كتب وفي اسطوانات مدمجة ثم راحوا يقسمون علمه في كتب سواء في التفسير أو غير ذلك إلا أنها للأسف الشديد اتسمت بمنهج اصحاب دور النشر الذين يعمدون إلي الكسب من خلال استخدام اسم الرجل ومكانته ولم نجد حتي الآن من يقوم بدراسة منهجية للراحل الإمام فيقدم للناس مدرسته العلمية ومنهجه في تناول موضوعات علمه كما يقدمه كفيلسوف صاحب مدرسة أو أديب شاعر.. كما اننا لم نجد له تلامذه يتطوعون بحفظ علمه واستمرار منهجه ونشر افكاره كما نري بالنسبة لعلماء كبار في مثل قامته في بلاد اسلامية أخري مثل بديع الزمان سعيد النورسي الذي يتولي تلامذته جيلا بعد جيل نشر علمه وتتبع منهجه واعداد الدراسات حول شخصيته كإنسان وكعالم وكذلك الشيخ فتح كولون اطال الله عمره في تركيا ايضا. وما أقوله عن الشيخ الشعراوي ينطبق علي كثيرين من علمائنا الذين انبتتهم هذه الارض وانجبهم هذا الوطن ويبدو ان هذا الأمر يمتد في التاريخ فالأمام الليث بن سعد لم يحفظ علمه لأن تلامذته ضيعوه كما قام الإمام الشافعي رضي الله عنهما فإلي متي نظل نحيا بهذا السلوك وإلي متي نضيع علماءنا. إنني أدعو إلي جمعية علمية جادة تتولي تراث الإمام الراحل بالدراسة وليس بالنشر فقط لنحفظه للاجيال. |
نشرت فى 24 يونيو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,797,176
ساحة النقاش