جودة التعليم في التصور الإسلامي
مفاهيم وتطبيقات
بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الثالث
الجودة في التعليم الفلسطيني " مدخل للتميز "
الذي تعقده الجامعة الإسلامية في الفترة من 30 - 31 أكتوبر 2007
أ.د. محمود خليل أبو دف
أستاذ أصول التربية بالجامعة الإسلامية
أ. ختام يوسف الوصيفي
محاضرة بقسم الفيزياء- الجامعة الإسلامية
ملخص الدراسة:
هدفت الدراسة إلى تأصيل مفهوم الجودة في التعليم من خلال استقرار الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأقوال علماء التربية المسلمين ذات العلاقة بالموضوع وقد استخدم الباحثان أسلوب تحليل المحتوى من ناحية كيفية كأحد تقنيات المنهج الوصفي ، أظهرت الدراسة السبق الإسلامي في التأكيد على جودة التعليم تحت مسميات الإحسان والإتقان والسداد ، كما بينت أن هناك العديد من المحفزات القوية الدافعة إلى تحسين التعليم وتجوديه بصورة مستمرة ، وقد اجتهد علماء التربية المسلمون في تحديد معايير جودة التعليم المتعلقة بعناصر العملية التعليمية وإدارة الصف ، كما أمكن التوصل إلى آليات عديدة لضمان جودة التعليم ، وأوصت الدراسة بضرورة وجود مبادرة ذاتية لإصلاح العملية التعليمية وتحسينها في جميع مراحلها مع الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين في هذا المجال .
Abstract:
This study aimed to cauterized the concept of quality in education, through exploration and reading in holy Korans and el Hadeeth, besides literature came from Islamic scientist, related to the subject, the researchers used the method of analysis of content through Qualitative approach, and one of the descriptive methods, the study shows that Muslims were pioneer in the discovery of the quality concept, under various labels like- Elhssan.
Elthan, we found that there are various incentives for the improvement of learning and equality, the Islamic scientists tried to outlined the criteria for the learning equality, and class management, also they concluded some mechanisms that ensure the equality.
The researchers recommended of preparing an initiative to improve the educational process in all the stages, getting the benefits from the experience of others.
مقدمة :
تحرص المجتمعات المعاصرة على تطوير نظمها التعليمية وتحقيق أعلى درجات الجودة في المخرج التعليمي وقد أصبحت قضية جودة التعليم موضع اهتمام المعنيين بالتعليم على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، حيث يرى الكثيرون أن السبيل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين يتمثل في رفع جودة نوعية التعليم وتحسين مخرجاته .
ونحن المسلمين على جانب كبير من التقصير في الأخذ بأسباب الإتقان في جميع جوانب عملنا بما في ذلك التعليم ، على الرغم أننا أولى بالاحتكام إلى مقاييس ومعايير الجودة التي أكّد عليها وحددها الإسلام ، فنحن مطالبون أن نتقن عبادتنا وأخلاقنا وأعمالنا وأن نحسن في أقوالنا وأفعالنا وأداءنا ، وإذا كان الدين الإسلامي بطبيعته منهاج حياة شامل لجميع جوانب الحياة ، فإننا مطالبون بإحسان هذا الدين كما جاء في قوله عز وجل : " وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ " (النساء ، آية : 125)
وقد ثبت بالدليل القاطع ، أن التعليم الإسلامي الجيد ، هو الذي أنتج لنا حضارة سامقة متميزة ، نعمت بها البشرية لقرون طويلة ، وحققت لأصحابها ولغيرها من الشعوب التقدم العلمي والحضاري ولولا الفساد السياسي وما ترتب عليه من ضعف اقتصادي وتوالي الغزوات والحروب من الخارج إلى بلاد المسلمين ، لما ضعف التعليم وفقد عناصر جودته ولما وصل المسلمون إلى هذا المستوى من التردي في جميع مجالات الحياة. (طعيمة وآخرون، 2006 : 205)
إن التعليم الذي تنشده الأمة اليوم ، هو الذي يجمع بين العلم والتكنولوجيا وحرارة الإيمان والاستعداد لحمل وتبليغ رسالة الإسلام ، رسالة العدل والحرية والمساواة والفضيلة وإنسانية الإنسان ، والجودة الشاملة للتعليم ، لا بد أن تتضمن هذا كله ويكون هدفها الأصيل من التعليم . (البيلاوي ، 2006 : 187)
وتشير نتائج الكثير من الدراسات الميدانية - التي أجريت في بلاد المسلمين – إلى تدنّي نوعية التعليم ونمطيته ومن أبرز مظاهر ذلك ، ضعف القدرات التي يبنيها التعلم في عقل وشخصية الطالب (تقرير التنمية الإنسانية العربية ، 2002 : 5 ، 6) وكان مما دفع الدول النامية ودول العالم الثالث للاهتمام بتحسين نوعية التعليم ، هو الشعور بعدم فعالية النمط التعليمي السائد فيها ، مما أدى إلى تخلفها عن ركب التقدم والمدنية وإخفاقها في تحقيق التنمية المنشودة ، في حين تتسابق الدول المتقدمة إلى تحسين التعليم سعياً لتحقيق التفوق وبلوغ الصدارة بين الأمم (ناصر ، 1
ساحة النقاش