احترمي حماسه.. تسعدي بنجاحه
كتبت ـ سامية عبد السلام:
إذا لاحظت أن ابنك مستغرق في أداء عمل بمنتهي الحماس والدقة دون أن يدري بمن حوله أو بالوقت الذي يمر عليه لدرجة أنه نسي أن يأكل أو يشرب فلا تنزعجي.
فهو يعيش حالة تعرف علميا التدفق النفسي وهي حالة لها العديد من ردود الأفعال الايجابية. لذلك دعيه يفعل مايريد ومكنيه من تحقيق ذاته وعرفيه في نفس الوقت حقوقه وواجباته وعلميه الالتزام والتمسك بكليهما, فأنت بذلك تحققي له مايعرف بـ جودة الحياة..
هذا هو أقرب مثال لتوضيح معني جودة الحياة ذلك المصطلح الذي أصبح يتردد كثيرا, وهو محل اهتمام المتخصصين في الآونة الأخيرة, وقد خصصت له كلية التربية بجامعة عين شمس مؤتمرها العلمي السابع.
وفي بحث لها ـ تم طرحه من خلال المؤتمر ـ أوضحت د. آمال عبد السميع باظة عميدة كلية التربية ورئيسة المؤتمر مفهوم التدفق النفسي فوصفته بأنه الحالة المثلي للإنسان حين يوظف امكاناته العقلية والانفعالية ويكون أداؤه سريعا مصحوبا بالرضا ونسيان الذات والوقت, ومن تأثيراته الايجابية خفض الشعور بالخوف والملل واللامبالاة والتفكير الابداعي والتخيلي والعقلي الذي يزيد من مستوي الطموح والانجاز وينمي القدرة علي مواجهة التحديات والفاعلية وتحمل المسئولية والثقة بالنفس والاستقلالية.
أما د. محمد إبراهيم المنوفي أستاذ أصول التربية ووكيل الكلية ومقرر المؤتمر, فقد أعتبر التنمية البشرية ركيزة لجودة الحياة موضحا من خلال بحث له أن جودة الحياة تعني تنمية كل انسان أينما كان موقعه بتوفير أقصي احتياجاته وتمكينه من اشباع حاجاته و من تحقيق ذاته, مع اقتران حقوقه بواجباته, وخلص إلي أن الاختلالات والتشوهات التي تعانيها الثقافة التقليدية تنعكس علي قدرات الانسان وعلي احتياجاته المرتبطة بكرامته مثل حقه في الأمن والحرية والعمل وتكافؤ الفرص.
وفي توضيح آخر لجودة الحياة يقول د.عصام الدين علي هلال أستاذ ورئيس قسم أصول التربية بجامعة كفر الشيخ أنها تعني ممارسة الحياة كما وكيفا بدرجة عالية من التوفيق والنجاح, وطالب بدراسة الجانب التربوي في أعمال نجيب محفوظ خاصة في الثلاثية حيث حمل عنوان ورقة العمل التي قدمها سي السيد ونفي جودة الحياة لأن مثل هذه الدراسة سيكون لها نتائجها المهمة في اعادة بناء لأسرة المصرية.
وتعددت الأبحاث التي طرحت في المؤتمر وركزت علي أهمية النظم التربوية في المدارس وفي كليات التربية والتأثيرات النفسية علي ذوي الاعاقات ودور علم النفس وعلم التربية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بجودة الحياة ليتضح في النهاية مفهومها والذي لخصه أهل زمان في كلمات بسيطة مفادها أن عمر الانسان لايقاس بالسنين وإنما بقدر ماحقق لنفسه وللآخرين, فما جدوي أن يعيش الانسان حياة طويلة ولكنها مملوءة بالتعاسة والاحباط والقلق؟ اليس الأفضل أن تكون الحياة رحلة يسعي شركاؤها لإسعاد بعضهم؟
ساحة النقاش