ما الحل؟!
وفي اليوم الثاني للورشة تحدث د. سامي عويضة طبيب نفسي وإيناس جودة أخصائية صحة نفسية مجتمعية عن أساليب التغلب على المشكلة والطرق البديلة للعقاب البدني بمشاركة فاعلة من قبل المدرسين. وبالنسبة لرأيهم في استخدام العقاب البدني (الضرب) لعلاج السلوك العدواني للطفل، انقسم المدرسون ما بين مؤيد للضرب كوسيلة ناجحة مبرراً أن الطفل تعود على اسلوب الضرب في البيت وفي الشارع ومن ثم المدرسة، ومنهم من عارض الضرب بشدة على أساس أن له آثار سلبية عديدة وخطيرة على تكوين شخصية الطفل. وذكرت إحدى المعلمات أن الاطفال يتعرضون يومياً لأشد وأقسى أنواع العقاب جراء الإرهاب الإسرائيلي والقصف والاغتيالات اليومية، وهذا يكفيهم عقاباً لمائة عام قادمة مستنكرة على المدرسين ضرب الطلبة. وتطرقت المعلمة إلى تجربتها الناجحة في التعامل مع الأطفال بدون استخدام العقاب البدني على الرغم أنه في البداية واجهتها صعوبات جمة لأن الأطفال في البداية إزدادوا في ممارسة السلوك العدواني ظناً منهم بأن المعلمة ضعيفة ومتهاونة معهم بالإضافة إلى الضغوطات من المعلمات الأخريات بأن هذا الأسلوب غير مجد والأسلوب الأفضل هو الضرب.
ومع كل الضغوطات المحيطة، إستمرت المعلمة على نفس الأسلوب الذي يعتمد على الحزم بدون قسوة وعلى التفاهم مع احترام شخصية الطفل بكل ابعادها، وبعد فترة من الزمن تغير سلوك الأطفال غلى الأفضل وانعكس ذلك على تحسن في تحصيلهم الأكاديمي وهي سعيدة بهذا الإنجاز.
معلمة أخرى تحدثت عن تجربتها في ظل الأوضاع الأمنية المتردية السائدة التي يعاني منها المدرسون والأهل ضغوطات نفسية متزايدة وبالتالي يزدادون عصبية وتوتراً من السابق، فعندما يغضبون من سلوك طفل غير مقبول لا يستطيعوا التحكم بغضبهم أو انفعالهم فيكونوا غير مسيطرين تماماً على عملية الضرب التي قد تصل إلى حد الإجرام بحق الطفل.
وأجمع المشاركون على ضرورة عدم اعتماد العقاب البدني ضد الطلاب لما له من تأثيرات سلبية نفسية على الطفل أهمها زرع الخضوع والسلبية في نفوس الاطفال، وعدم بناء شخصية ذات مكونات فكرية تحب الذات وتحترمها وتقديس الحرية الشخصية والتفرد والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وحذر عويضة من انعكاس استخدام الضرب على سلوك الطفل عندما يكبر أو مع الأطفال أقرانهم مؤكداً على اهمية استخدام الوسائل البديلة لتعديل السلوك مثل التدعيم الإيجابي والتدعيم السلبي. مع التأكيد دائماً على الجانب الإيجابي لدى الطفل والتقليل من تركيزنا على الجانب السلبي وتجاهله في بعض الأحيان.
الصحة النفسية
كما عقد برنامج غزة للصحة النفسية ورشة عمل بعنوان "الصحة النفسية للطفل" في مركز البرامج النسائية بمدينة خانيونس، بمشاركة 30 مربية رياض أطفال من العديد من روضات مدينة خانيونس. وقدم الأخصائي النفسي أسامة فرينة ورقة عمل حول "كيفية اكتشاف المشاكل السلوكية عند الأطفال" أشار خلالها إلى أهمية المعرفة والاطلاع على مراحل نمو الطفل والمشاكل السلوكية عند الأطفال. وأكد على أهمية الملاحظة ودراسة الحالة والملف التراكمي لكل طفل كأساس مهم للاكتشاف المبكر للمشاكل السلوكية عندهم. وتطرقت الأخصائية الإجتماعية ختام أبو شوارب إلى المشاكل السلوكية عند الأطفال حيث تناولت مشكلة مص الأصبع والتبول اللاإرادي ورفض الذهاب للروضة والكذب، مشيرة إلى أعراضها وخاصة سبل التدخل والعلاج وأكدت على ضرورة إشراك الآباء في علاج المشاكل السلوكية عند أطفالهم.
مشاركة طفولية
على صعيد آخر شارك البرنامج بورشة عمل دعت له مؤسسة الأشبال والزهرات لثقافة الطفل بمناسبة يوم الطفل العالمي في مقر جمعية الشبان المسيحية بحضور 60 شخصاً وبمشاركة العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
وشارك د. سامي عويضة بورقة عمل بعنوان "الأطفال في الظروف الصعبة"، تحدث خلالها عن كيفية التعامل مع الأطفال في ظل هذه الظروف وأهمية دور المعلمين في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من آثار الخبرة الصادمة. وتطرق إلى تأثير الوضع السياسي على الشعب الفلسطيني عامة والأطفال بشكل خاص وسبب تأثرهم بشكل أكبر عن غيرهم معللاً ذلك بعدم اكتمال البنية الجسدية والنفسية. وعرف الأزمة والعوامل الذاتية والموضوعية التي تؤثر على الأطفال في الظروف الصعبة ومنها تحديد المعنى الخاص والذاتي بالنسبة للطفل وتكرار الحدث كون الأزمة غير متوقعة ووجود عوامل للفقدان والخسارة وأهمية جهاز الدعم المتوفر للطفل. وتحدث عن دور المعلم في الأزمات والظروف الصعبة مع الأخذ بعين الإعتبار المراحل العمرية للطفل.
ساحة النقاش