التمثل المعرفي اللغوي وإشكالية التقيس في الترجمة الآلية[1]

 

 

د.عز الدين غازي

 

المعهد الوطني للنباتات الطبية، جامعة محمد بن عبد الله ، فاس ، المغرب.

 

 تقديم:

 

        سأسعى في ورقتي هذه، إلى تقديم المقاربة الحاسوبية المعرفية الآلية دون غيرها من المقاربات التي تعالج الأشكال الرمزية والتمثلات المعرفية ، نظراً لارتباطها الوثيق بما تعرفه الهندسة المعلوماتية من تطور كبير . فهذه المقاربة قبل أن تكون وسيلة لمراقبة صحة الافتراضات التي طرحت حول طريقة اشتغال السيرورة المعرفية (processus cognitif)، فإنها تقوم أساساً على تقييس الدماغ البشري باعتباره جهازاً مادياً كما أنها تقوم على نمذجة جميع السيرورات الإدراكية العصبية المعرفية. غايتها بناء نظام آلي ذكي من مرتكزاتة الأساسية خوار زم الفهم الاصطناعي في مقابل الفهم الطبيعي، يحاكي النظام الصوري المزود بقدرات معرفية وأخرى لغوية، تعرف بالكفاية اللسانية، التي تعمل وفق سيرورة دما غية وذهنية. وذلك من خلال التركيز على تمثلات المعارف القابلة للحساب وعلى قواعد الحساب (التمثيل المنطقي).

 

إن الغاية المثلى من وراء عملية التقييس (simulation) هذه، هي وضع الحلول الممكنة لمسألة فهم العلامة وإدراكها ثم إنجازها على مستوى الآلة الذكية. وهذا ما اجتهد فيه العلماء وكرسته أبحاث المعلوميات الرمزية والذكاء الاصطناعي .حيث توصلت إلى اقتراح حلول جريئة بطرح الأساليب المتطورة في مجالات كثيرة وذات أهمية مثل معالجة اللغات الطبيعية وفهمها وخاصة ما يتعلق منها بميدان فهم النصوص وترجمتها آليا.  وقد أدى هذا إلى وضع إطار صوري لبناء آلة مترجمة (Machine Translation) قادرة على نقل النصوص من لغة مصدر إلى أخرى هدف بقليل من المشاكل والمعوقات. وهذا ما جعل فهم النصوص في العملية الترجمية  عمل من صميم السيرورة الإدراكية التواصلية المعقدة . فهي تعود إلى الوضعية الفردية العامة لحالة ذهن الذات المترجمة ( الكفاية النفسية) قائمة أساساً على الاستعدادات الإدراكية ( قدرات الذاكرة والتخزين والحفظ ودرجات التعامل مع النصوص من حيث درجة تعقد أنماط الخطابات ) وعلى الاتفاقات الثقافية والإستراتيجيات الاستدلالية والإستنتاجية للقراءة .ذلك ما يتيح إمكانية التأويل المضاعف للخصائص السيميائية لعناصر النص المنطقية والإحالية .

 

     فإذن، تقوم فكرة التقييس على ما ذكرنا في النظام الصوري الطبيعي موظفة أساليب معلوماتية كتحليل عناصر النص المصدر إلى أجزاء صغرى أو وحدات للدلالة ( متواليات) يتعرف عليها النظام الآلي وهذا يعني استقبال النص الأصلي بتطبيق جميع مراحل الفهم الآلي للغة: بداية من المحلل الصرفي إلى المستويات اللسانية الأكثر تعقيداً ، كالمستوى الدلالي والتداولي. بعد ذلك يتم توليد النص الهدف جملة جملة ويحدد لكل جملة بنيتها، وفق تمثل بيني (interface ) يستطيع نقل التمثيل الصوري بحساباته المنطقية الخوارزمية إلى الآلة.

 

في هذا العرض سأركز على كيفية تمثل المعرفة ومحاولات تقييس السيرورة الإدراكية لدى الإنسان من جهة، ومن جهة ثانية  سأعرج على التمثل الآلي للمعرفة اللغوية من خلال التطرق إلى جهازين صمما لهذا الغرض  هما : جهاز (ATN ) وجهاز( SOAR) كانتا بمثابة بداية تجريبية للفهم وللترجمة الآليين . حاولا أن يلامسا  خصائص التمثيل الدلالي لنص اللغة الطبيعية وذلك باستدعاء قواعد المعرفة كحل لتقبل الصيغ الصورية للمعارف والتمثيلات المنطقية في أنظمة الآلة المترجمة باعتبارها تعمل وفق الخبرة البشرية.

 

 1 . تمثل المعرفة ومحاولة تقييس السيرورة  الإدراكية والمعرفية:   

 

       مفهوم التمثل: مما لاشك فيه أن لهذا المفهوم حضور قوي في حقل علم المعرفية ، فهو إلى جانب تميزه بدرجة عالية من العمومية والتجريد فإنه يتصف بصيغه وأشكاله المختلفة موزعة على باقي فروع العلوم المعرفية . وهذا المفهوم يتقاسم اتجاهين رئيسيين: أحدهما الموقف القائل بالتمثلات المبنية أي تلك الموجودة على هيأة كيانات فيزيقية مبنية وعبارة عن بدائل جزئية محملة بقيم رمزية داخل مجموعات ثقافية تندرج ضمن سياقات تواصلية ودلالية (معارف في مجال المعلومات)، لأنها تقوم على إنجاز حسابات وإيجاد إجابات صادقة واقعياً(الإحالة) ومتماسكة داخلياً (البنية اللسانية). وثانيهما التمثلات الطبيعية القائمة على نظام بيولوجي ومحيطي ،وفي هذا إقرار بدور التمثل في ترميز المعلومات والاحتفاظ بها قصد استدعائها وتشغيلها عند الاقتضاء (د. الغالي أحرشاو ود.أحمد الزاهر(1999)). ويتخذ التمثل، شكلا وتنظيما، درجتين من التجريد: الأولى عالية وتتم بصورة أو هيأة وحيدة، والثانية تتحقق وفق أنماط مختلفة وظروف استعماليه متعددة. نشير هنا إلى أن سمة التمثلات تشكل الإطار الطبيعي لتقريب الباحثين في العلوم المعرفية  ذلك أنها قابلة للتغير باعتبارها منفتحة على مفاهيم تقييسية للسيرورة المعرفية " المنفذ المعرفي" ككائن مادي قابل لامتلاك المعارف ومعالجتها ( LeNy 89) .

 

     و بحسب مظاهره مفهوم التمثل المتعددة يمكن الجمع بين الأنظمة الطبيعية و الاصطناعية في آن معاً، ففي علم النفس المعرفي مثلا نجد نماذج التمثل الذهني ( الذي مهد، طبعا، لما بناه المهندسون من أنظمة خبيرة لمعالجة المعلومات بكيفية عقلانية ) قد تطورت لدى الفرد عبر تجربته وخبرته الخاصة فتكونت لديه أنماط داخلية مضمرة عن محيطه ومشاكله وأكدت الأبحاث التجريبية استخلاصها للخاصيات العامة للتمثلات كبنيات حافظة للمعلومات بشكل مجرد ومختصر ومن ثم إمكانية التعديل والتوجيه في كياناتها بحسب ما تقتضيه الذاكرة  وهذا ما يجعل الذهن البشري قادرا على معالجة أشكال وأنظمة مختلفة للمعلومات عن طريق القياس أو التمثلات القضوية اللغوية ( الغالي أحر شاو 99 ) .أما في الذكاء الاصطناعي المتميز بتقنياته المعلوماتية المتطورة ( هندسة المعارف والمناهج الحدسية في البحث وتقنيات التمثيل ) فقد وظف التمثل كتقنية لتمثيل الكيانات المرمزة كالتعرف مثلا على الأصوات مجزأة إلى وحدات جد صغيرة ( متواليات الرموز الأصواتية ) وتقدم على النظام دون أن تفقد شيئاً من معلوماتها نفس الشيء بالنسبة للنصوص. هذا ما استدعى لبناء أنظمة الترجمة التزود بإجراءات تقنية كالصوت والصورة وقواعد بيانات معجمية والترجمة المنطقية وآلة الاستدلال (inférence) ونظام المراقبة (contrôle) إلى غير ذلك من أساليب المعلوميات الرمزية للذكاء الاصطناعي (عزالدين غازي(2007)) فكل تمثل هنا يخضع للتعبير التصريحي للمعارف ما دام مرتبطاً ، على الأقل في البداية ، بمجالات معينة (  الأنظمة الخبيرة في مجال الفضاء أو الطب  مثلا ). وما يميز هذا التمثل القائم على المعرفة هو تشغيله للقوة الحسابية الكبيرة. ومما لاشك فيه ، أن أساليب الذكاء الاصطناعي هذه قد اعتمدت في بنائها على تقييس الشبكة العصابية الحيوانية المعقدة . إذ أن كل نشاط إدراكي حسب علم العصاب يستلزم تنشيط التمثلات المخزنة في الذاكرة ، كما تنشط هذه التمثلات بالموازاة مع النشاط الإدراكي الناتج عن المثير. وتعتبر الصلات بين وحدات الذاكرة أهم خاصية منظمة للشبكة الدلالية أقام عليها مهندسو الشبكة العصابية الاصطناعية نموذجهم حيث اعتبروا  العقد المخفية خوارزمات تعالج المعلومات المدخلة عبر عقد الدخل وأخرى أقاموها للخرج قصد توليد المعارف.

 

     إن توظيف هذا النموذج ساعد علماء اللسانيات والمهندسين على حد سواء في فهم كنه السيرورة اللغوية نفسها فاعتبروا محتوى التمثل بنية صورية حاملة لدلالة معينة ، أي كعلامة ما ، ولذلك حينما ينتج المتكلم جملة أو يؤولها دلاليا فإنها غالبا ما تتطلب مرحلة زمنية لتنشيط التمثلات الدلالية والوصول إلى تأويل البنية اللغوية . 

 

     إن عملية تفسير الخطاب اللغوي (مهما كانت الإجراءات المتخذة لمعالجته) يكتنفها الغموض واللبس الدلالي والتداولي. و استدراكاً لهذه المسألة صمم مهندسو المحللات الآلية للغة أنظمة خبيرة تعمل (تقييساً) وفق الخبرة الإنسانية . ورغم صعوبة عمل هذا الجهاز على الأقل في الوقت الراهن ، يلح  الإختصاصيون دوماً، على تطوير مجموعة من النماذج التي تستطيع التعامل بذكاء مع المعطيات اللغوية المعقدة وأذكر منها جهازين هما :

 

      ا- جهاز شبكة الانتقال المعززة( Augmented Transition Networks ) باعتباره نظاماً من البرامج المستعملة لتحليل وتفسير الجمل والنصوص بواسطة الحاسوب ، وباعتباره كذلك بنية صورية مكونة من مجموعة من السبل والطرق التي يسلكها معالج الحاسوب، في كل عملية، وتكون هذه البنية بشكل أدق ، من مجموع الحالات التي توجد عليها الآلة ومن مجموع الانتقالات التي تطابق التحولات بين هذه الحالات .

 

    إن العملية الأساسية التي ينبني عليها هذا النظام ، هي توفره على معلومات مخزنة ومجزأة ومرتبة بشكل دقيق في ذاكرته ، تمكنه من فحص وتفسير المعلومات الداخلة إليه باعتبارها جملا ونصوصاً ، كما يستطيع هذا الجهاز وصف تنظيمها ووصف السيرورات التي تمت بواسطتها هذه العملية  ( بنعيسى زغبوش ، عبد النبي.سفير، مططفى بوعناني (1997 )) .  

 

     وبما أن النظام متوفر على قاموس مخزن في الذاكرة وعلى برمجي متطور يستطيع التعرف بنسبة عالية على سلسلة الحروف وعلى مجموعة من القواعد ، إضافة إلى محلل صرافي وآخر نحوي ( على شكل شبكة تنطلق من معالجة البنية السطحية فقط) فإنه يقوم عند استقبال سلسلة من الكلمات بمجموعة من عمليات المقارنة ، فإذا قبل النظام هذه السلسلة فإنه يخلص إلى نتيجة معينة. أما إذا رفضها فإنه يخبر المستعمل بعدم صحة السلسلة المُدْخَلَة(input ). بيد أن الفهم الآلي للغة يتطلب عمليات أعقد لأنه نظام من الأنشطة النفسية ، تشكل الذاكرة أحد ثوابته الأساسية. وأثناء المعالجة يخلق النظام وحدات الذاكرة المختصة ويغيرها ويمسحها .وتستخلص المعلومات المخزنة في السجلات إما من النص بعد تحويلها بواسطة قوانين أو تبنى على شكل شروحات جزئية .وهذه العملية تقابل الذاكرة البعيدة المدى لدى الإنسان ، ومن هنا يستطيع النظام تكوين ميتا- معرفة (méta-connaissance ) يحفظها أيضا في سجلات معينة .وأهم ما يميزه أيضاً هو توظيفه للذاكرة كي يحتفظ معالجه بالنقطة التي خرج منها من الشبكة ليدخل إلى أخرى ، وبالنقطة التي فيها ،باختيار معين، من بين مجموعة من التعليمات الممكنة.

 

      ب -   نظام( SOAR) :وهو نظام لحل المشاكل طوره كل من نيوويل و لارد و روزنبلوم ليصبح برنامجاً حاسوبياً كان اقتراحاً لما ذهبوا إليه في نظريتهم المعرفية. ومفاد ذلك، أن كل معالجتنا المعرفية تتدخل في النهاية في بعض صيغ حل المشاكل .وتصميم هذا النظام ، هو في حقيقة الأمر، إجابة عن هذه الصيغ، بالقيام بالمهام المعرفية التي أنيطت به ، من خلال تطبيق مجموعة من قواعد حل المشاكل وذلك ببرمجته بقواعد منطقية مثل ( إذا ....إذن ) وباستعمال القواعد الحدسية المشتركة بين الأفراد . فإذا حصل أن واجه الحاسوب عائقاً معيناً فإنه يشكل أهدافاً فرعية لتجاوز هذا العائق عن طريق مراجعة كل القواعد واختيار الملائم منها .وعندما يصل إلى هدفه الفرعي يخزن الحل على شكل قاعدة ( إذا ... إذن  ) جديدة .وهنا يتعلم هذا النظام بنفس الطريقة التي يتعلم بها الإنسان لحل المشاكل التي لم يصادفها من قبل .وإذا كان المشكل من قبيل ما واجهه فإنه يستخرج المعلومات المتوفرة لديه ولا يقوم بحل المشاكل من البداية  بل من النقطة التي يراها ضرورية. ويبقى هذا المشروع محاولات عقود عديدة لتقييس العمليات الإنسانية بواسطة الحاسوب. (عزالدين غازي (1999) ).

 

      ج- الترجمة الآلية : إن معالجة اللغات الطبيعية بواسطة الحاسوب ،كما يعتقد بعض المهتمين تستدعي توظيف مفهوم الخوار زم لتتم عملية وصف ميكانزمات اللغة التركيبية الشكلية ، وهذا ما يعني ضرورة تطوير أنحاء صورية قابلة للاستعمال على شكل خوارزمي يشبه إلى حد ما لغات البرمجة الاصطناعية . نجد في هذا المضمار جهود كل من الرياضيين واللسانيين و المناطقة مجتمعة ومتكاملة ، إذ استفادت منها أبحاث معالجة اللغات الطبيعية وتطبيقاتها، وظهرت إثر ذلك نماذج أكثر تعقيداً وأكثر تطوراً لتقييس اللغة ، فحينما صمم الحاسوب الرقمي خلال الأربعينات بدأت المحاولات الأولى للترجمة الآلية بإنشاء قاموس آلي ثنائي اللغة يساعد على إيجاد الكلمات والتراكيب النحوية المتكافئة من لغة إلى لغة أخرى .وقد أفضت هذه الأبحاث التي تناولت المتكافئات الزوجية بين اللغات ، أو بالأحرى إلى ما أطلق عليه " القواعد التقابلية " إلى الفشل النسبي الذي منيت به هذه الدراسات يرجع بكل تأكيد إلى أن الترجمة الآلية لم تستند إلى طريقة عمل الذهن البشري الذي لا يقوم بنقل الرموز فحسب وإنما يدرك المعنى ويعاود التعبير عنه .فلو استندت الأبحاث إلى السيرورة الذهنية للإنسان وإلى الطريقة التي ينتهجها في الترجمة ، لفقدت الطريقة التقابلية الكثير من أهميتها لصالح نظرية للترجمة تقوم على المعنى بالدرجة الأولى . (دانيكا سيليسكوفيتش (1993) ) .إذن ، فالمعنى أساس الترجمة لأنها وضع بين ثقافتين استدعاه التواصل الإنساني لفهم النص والتعبير عنه بإدراكه وتأويله ، وهذا هو شأن المترجم الذي يكون تارة قارئا يدرك وتارة كاتبا ينقل إرادة القائل الأساسية.  وتكمن جمالية الترجمة، كما تقول سيليسكوفيتش، في أنها صلة وصل بين مقولة الكاتب وفهم القارئ .وفهم النص إنما يثير العمليات الإدراكية ذلك أن الإدراك الفردي لايتوقف عند الحدود السطحية للنص وإنما يتوغل إلى الأعماق الهرمنطيقية له  حيث أن إنتاج عملية الفهم تصاحب السيرورة الإدراكية المعقدة ، وهذا يعود إلى حالة الفرد الذهنية والاستعدادات المعرفية والاتفاقات واستراتيجيات الإستدلال والقراءة بالإضافة إلى ما يندمج فيها من عناصر ثقافية واجتماعية وعاطفية ...(ز.ي.شميت (1995)).

 

 2 . التمثيل الدلالي في الترجمة الآلية وأشكاله:

 

     على الرغم من المجهودات القيمة ، التي قامت بها الترجمة الآلية في أول عهدها  فإنها قد طرحت مجموعة من المشاكل اللغوية ذات طبيعة دلالية وتداولية وتأويليه ( كريستيان فلوهر (1996))  . ذلك أن المشكل الرئيسي الذي تواجهه أنظمة الترجمة الآلية هو مشكل الغموض الدلالي. و هذا مشكل مطروح في جميع اللغات وفي جميع المستويات وخاصة ما يتعلق بتحديد الدلالة وإسنادها  الذي يلعب دوراً مهما في البحث النصي والترجمة الآلية . ولذلك أصبح من المؤكد بناء أنظمة الترجمة المتعددة اللغات (MLTS) يقوم بتحليل المادة اللغوية تحليلا معجمياً وتركيبياً ودلالياً مع معادلة هذا التحليل في اللغة الهدف . يستقبل الحاسوب عناصر المادة اللغوية ويحللها إلى أجزاء خطابية ( مكونات صرافية و/أو صوتية  ومعجمية دلالية ) ثم تخضع للعمليات الخوارزمية بتطبيق القواعد المخزونة في ذاكرته وتوليدها في لغة هدف.

 

    وإذا كانت ما بين المدخلات والمخرجات أشكال وسيطة عبارة عن " تمثيلات للمعنى" فإن المستوى الدلالي في الفهم الآلي سيطرح كمعيق أمام هذا التمثيل ، ولهذا حاولت أنظمة آلية بناء تصورات خاصة عن ماهية الدلالة ، يحدد بلاك هنا مظاهر مختلفة لها  تتجلى في دلالة التمثيل (المعنى القضوي) ذات الارتباط العضوي مع بنية القضية المنطقية التي هي جملة دلالية ،فهي ذات طبيعة أساسية في نظرية المعنى والدلالة المرجعية التي تحدد هوية الوحدات اللسانية تداوليّاً ( التعريف والنكرة في اللغة) هذا علاوة على ما قد يطرحه الإطناب الذي عادة ما يقوم بتجديد المستوى التعبيري للقضية المنطقية الواحدة وبطرق مختلفة واضحة مما و يؤمن اللبس الذي يكتنف بعض البنيات اللسانية المعقدة مثل تلك المركبة والمتلازمة.وفي هذا تحديد للمعنى تحديداً  دقيقاً يكون ملائماً للبنيات المعجمية والتركيبية، كما يدقق أيضا المعنى في السياق التداولي (.J Black  (1988)) لما قد يطرحه من تواردات ومصاحبات لغوية.

 

    إن استدعاء المستوى الدلالي في الفهم الآلي للنصوص عند الترجمة الآلية أو الُمسعَفة بالحاسوب أصبح أمراً لا مفر منه لامن لبس بنيات لغوية عسيرة على الفهم والإدراك الطبيعي قبل أن تكون في متناول الآلة. فما تروم إليه المقاربات الحاسوبية ولاسيما الدلاليات الحاسوبية هو بناء نموذج للدلالة يكون قادراً على الوصف الدقيق لعلاقة " العالم الواقعي" باللغة ومن ثم جعل الآلة تدرك هذا العالم وتتصوره وفق تمثيلات ذات أنماط وبنيات تركيبية (1996Clarck R.) مما يجب على المحلل التركيبي أن يقبلها بمرونة تامة، إذ لا يعقل أن تكون بنية لسانية ذات تمثيلين منطقيين متماثلين واضحة ، لذلك وجب كما ذكرنا أعلاه وصف أنماط للغموض الدلالي طبقا للمرجعية  والجمل القضوية الحاملة للأسوار المنطقية  وغموض معنى الكلمات.  وفي هذا الصدد وظف ج. بلاك التوابع المفهومية باعتبارها شكلا لتمثيل الدلالة ( بواسطة رسم مؤلف من أربع مقولات تصف الوحدات هي : "مولد الصور" و"محول الصور" و"الأفعال المفهومية الأساسية" و"محولات الأفعال") .

 

     إن الدلاليات الحاسوبية تضمن عمل خوار زم النظام الذي يجب أن يكون مزوداً بإطار قوي يجمع بين الشكل اللساني والمحتوى الدلالي والتمثيل المنطقي لهما ، وهنا يكمن دور التمثيل الرابط ين اللغة والتأويل .

 

     و الترجمة الآلية كمعالجة النصوص في حاجة أكثر إلى التأويل الدلالي الذي يرتبط كذلك بالمكونات الصغيرة التي تساعد في البحث النصي كتقنية المصطلحية وتقنيات لسانية أخرى دقيقة تشكل قواعد لوقائع أساسية في بنية المعارف .إن تدخل المستوى التركيبي-المعجمي تقتضيه أنظمة الترجمة ذلك أنه يرفع الغموض عن بعض المركبات والتعابير المتسمة باللاتأليف وبالتعتيم الدلالي، وهذه لها دور كبير في الترجمة الآلية إن عولجت علاجًا وافيًا   ( د.محمد الحناش (1992) ) .إن مسألة التعرف على الكلمة في السياق أو خارجه تتطلب التفريق للتدقيق في مستوياتٍ عديدة من التحليل (analyse)، وهذا يعني أن للبنيات المدخلة هنا أنواع مختلفة وجب تحديدها وتصنيفها بدقة، لهذا نجد مثلا، ما يتعلق منها بالعلاقات بين المركبات  مثل : فعل+ اسم1 (ظرف+صفة..) +اسم 2( فظلة)، هذا إضافة إلى متغيرات كثيرة تكون ذات أهمية كبيرة في تحديد الدلالية. ..فكل مقولة أو صنف يفرض نوعا من المعالجة بحسب بنيتها وعلاقاتها ( فالقطعة قد تعني فاكهة أو نقداً أو أرضاً  مثلا) .إن التصنيف يقتضي بحسب ما يعترض نجاح الترجمة تمثيلا صريحا لقواعد النظام اللغوي المعالج ، كأن نمثل بالكتابة ( نحو البنود المحددة ) أو بالطريقة الشجرية  حيث يمكننا في كل عقدة أن نجري تعديلا ما على العناصر بغية النفاذ إلى المعنى المراد من البنية المعدة للترجمة.

 

    لقد حاول مجموعة من مهندسي الأنظمة الخبيرة أن يضعوا نظاما للترجمة متعدد اللغات يشتغل بخوارزميات تتلاءم مع المعطيات والخصائص اللسانية،مراعاة لكل قضية دلالية وتركيبية.كما تساعد المعاجم الآلية والمتخصصة على اشتقاق وتوزيع المتواليات الصرفية بخاصة في اللغة المنطلق حيث تتقاطع مع اللغة التمثيلية العميقة للوصول إلى مرحلة التوليد.هذا وإن ظهور فعل معين في النص المصدر بحيلنا للتو إلى العناصر الصورية المؤلفة معه ويساعدنا على التعرف على البنية الملائمة في النص الهدف . إن رفع الغموض التركيبي والدلالي يحتاج إلى أدوات لسانية و تقنية دقيقة ومتقدمة ( كريستيان فلوهر) .

 

     ا –التمثيل المنطقي منهج لتمثيل المعارف:  إذا كان التمثيل هو ربط المحتوى اللساني الحامل للمعرفة بالصور المنطقية  التي تسند إلى الإحالة والأبعاد النفسية ، فإن وظيفته أساسا تنحصر في العمل التقني ، لذلك ولأجل نقل المعرفة إلى الصور الرمزية المنطقية لابد من الاستعانة بالاستدلال وبالأساليب المنطقية ، كمنطق القضايا ومنطق المحمولات  من الدرجة الأولى ... هذا وتنقسم صيغة تمثيل المعرفة إلى طبيعتين مختلفتين هما :

 

   1 – بنية المعطيات لتمثيل المعلومات.وتتعلق أساسا بالمعرفة المراد تمثيلها. 

 

   2 – منهجية استغلال هذه المعلومات ، وتتجلى في ميكانزمات الإستدلال الذي يسمح بوصف ومعالجة معلومات ومعارف جديدة وهنا يكمن الفرق بين قواعد المعرفة وقواعد المعطيات  التي تصنف المعلومات ظاهريا فقط .

 

     ويعتبر دور تمثيل المعرفة هاما  في بناء ما يسمى بالشبكات الدلالية  باعتبارها رسما يمثل المفاهيم مما يترك للاستدلال المجال الواسع ببحث ميكانزمات التسلسلين الخلفي والأمامي والتعرف على القواعد انطلاقا من المقدمات إذ كل قاعدة منها جزء من المعرفة التي نريد تمثيلها. وتعرف هذه القواعد بقواعد الإنتاج، وتمثل عادة  ببنية " إذا ...إذن" أو " إذا كان...عندئذ " وهي قواعد لتوصيف المعرفة وتمثيلها. ومن الإختبارات الرئيسية للتمثيل نقل الدلالات والعبارات ، وبما أن الترجمة ستضطلع بمهمة هذا النقل فعلى الآلة المترجمة أن تكون مجهزة بخوار زم هذا التمثيل .

 

    إن دور التمثيل المنطقي  هو دور منهجي أساسا لصورنة الدلاليات زمكانياً ومعجمياً وتداولياً و تمثيلا للمعارف . إنه عمليات حسابية  صورية . ويمكن تلخيص أنواع الصيغ المنطقية في العملية الآلية كما يلي:

 

1 – البرهنة الآلية  وهي تفعيل لعملية الاستدلال  وقد ساهمت بكثير في تطوير تقنيات  البرمجة المنطقية  و منطق الجهة والمنطق الشرطي ..

 

2- منطق تمثيل المعارف والاستدلال : ويصلح عادة لتعيين بعض أنواع المعلومات و الاستدلال  وكذلك الأنواع المختلفة للمعارف  وصيغ الاستدلالات .

 

3- المنطق باعتباره وسيلة من وسائل الذكاء الاصطناعي  ويتعلق الأمر بالمنطق المحلل للمتن و المساعد على نمذجة العمليات اللغوية أو حتى المساعدة على حل المشاكل .

 

يتبين انطلاقا من هذه المعطيات المنطقية أنه لا يوجد حل منطقي محدد ، ولذلك اهتدت الأبحاث في الذكاء الاصطناعي إلى اعتماد طريقة الحدس لحل المشاكل ، وهذا البحث أقل تكلفة وأكثر سرعةً واختصاراً .  وهكذا ، إذن ، يتم اللجوء وفق هذا المنهج إلى قاعدة معرفة قصد حل المشاكل المطروحة  تكون مبرمجةً بلغة من لغات البرمجة الاصطناعية وهذا ما يسمى بآلة الاستدلال .ويمكن تمثيل المعرفة بسهولة بواسطة لغة بر ولوج حيث لا تستخدم رموزاً رقمية  بل تستخدم لغةً هيكليةً  لجملة حقائق حول الموضوع المعالج  مثال :

 

إذا كان الجو مستقراً

 

وكان الجو صحواً

إذن سيكون الجو جميلا

 

بعدد قليل من المعارف لايمكن لنظام كهذا أن يقدم على حل المشكل إلا في حالة ما إذا كان الجو مستقراً  . وفي حالات أخرى تغيب فيها المعرفة الكاملة لا يستطيع النظام القيام بالاستنتاج .وأهم ما يميز برامج الذكاء الاصطناعي هو الفصل التام بين قاعدة المعرفة ونظام معالجة هذه المعارف ، ولذلك فإن نظامه يتكون من ثلاث مكونات رئيسية هي الاستنتاج والمراقبة والمعارف.   

 

     ب- أنظمة قواعد المعرفة أساس جودة برامج الترجمة الآلية : تعتبر قواعد المعارف حجر الزاوية بالنسبة للعديد من التطبيقات ، وتعتبر الترجمة الآلية إحدى هذه المجالات الأساسية التطبيقية . وإذا كانت الأنظمة الآلية للترجمة لم تستطع حل بعض المسائل فإنما اعتمدت على مورد وحيد  هو المعلومات .فقد اثبتت التجارب أن قواعد البيانات الضخمة لم تحل كثيراً من المشاكل والمعوقات التي تطرح عادة كمثل تلك التي ذكرناها أعلاه. لذلك وجب الإقتداء بحكمة البشر وخبراتهم ومعارفهم في مواجهة المشاكل  وطرح بدائل الحلول لها وتقويمها والتصرف أمام المواقف الطارئة .

 

لهذا الغرض ظهرت الأنظمة الخبيرة القائمة على قواعد المعرفة التي يتم اكتسابها عند بناء الأنظمة من مصادرها مباشرة  وبصورة منهجية منطقية مُداوِمة التحديث وذات قدرة على التعلم الذاتي من خلال تفاعلها مع ما تتناوله من مشاكل وما تتلقاه من معلومات وخبرات. ولذلك فإن هذا الأسلوبَ فعالٌ في تحديث أنظمة الترجمة الآلية وتيسير تطبيقاتها .

 

      وتمثل الخطاطة التالية  تمثيل المعرفة  في الترجمة الآلية وهي عبارة عن خوار زم يمثل العلاقات القائمة بين أصناف النصوص المماثلة بين اللغات الطبيعية كما يلي في هذه الترسيمة :

 

اللغة المصدر                             اللغة                      اللغة الهدف

 

التمثيل التحليلي               المصدر                                   الهدف            التمثيل المولد

 

تمثيل المصدر                           التمثيل                    تمثيل الهدف

 

     إن أنظمة الترجمة المتعددة اللغات قد عملت على تحقيق نسبة مهمة من النتائج رغم ما اعترضها من مشاكل ، ذلك أنها اعتمدت قواعد المعرفة لبناء أنظمتها .فهذا نظام (MMT) الياباني يوظف القاموس الآلي القائم على قاعدة المعرفة المتكونة من قواميس معجمية للغات وكذلك قاموس تمثيلي يصف المعارف المتعالقة  والتصورات مع إيراد سلمية للتصورات. تستعمل الموسوعة التي تصون مجموع الخصائص الوراثية ببنية التمثلات لتجريد وصورنة المعارف  في مستوى قاعدة المعارف .( تاكنوري مكينو(1996)). ففي هذا المشروع تم تطبيق إجراءات مكونة من خمس قوالب وهي : قواميس معجمية متضمنة لمعلومات صرافية وأقسام الكلم ومعلومات تركيبية ومعلومات تضم قواعد الصياغة بين المعجم والمعرفة وقاعدة المعارف التي تشمل المعلومات المعرفية المتعلقة بالإجراء الدلالي وتنجز القوالب الخمسة المذكورة تحليل وتوليد الجمل باستعمال مصادر لغوية معينة.   

 

خاتمة :

 

      لقد حاولت قدر المستطاع من خلال هذا العرض المقتضب عن إشكالية التقييس في الترجمة الآلية  وتداعياتها التمثلية المعقدة  أن أطرح المقاربة الحاسوبية  التي تتجلى في أنظمتها الذكية المتطورة  وكذا ما يطرحه التمثيل الدلالي في أنظمة الآلة المترجمة ، وخلصت إلى أن على الآلة أن تدخل في اعتباراتها الهندسية المسارات اللغوية المعقدة وخاصة الدلالي منها ومستويات المعارف الإنسانية والأنساق الثقافية حتى تتمكن من بناء تمثل قائم على المعرفة بغية إنشاء نظام يقوم بالتمثيل الدلالي للجمل في اللغات الطبيعية فاتحا المجال للأنظمة الآلية للترجمة وللتعبير بكيفية متطورة عن المعارف البشرية في سائر مستوياتها. وأن لا تقتصر الترجمة الآلية على نوع معين من النصوص  بل يجب أن توسع دائرة اهتماماتها وتلف في حقلها اللغة المجازية المعقدة وكل مستويات التأويل والهرمونطيقا.

 

مراجع البحث :

 

v أحر شاو الغالي ، أحمد الزاهر. 1999 ." مفهوم التمثل في العلوم المعرفية " مجلة معرفية ، عدد مزدوج 2و3.صص : 3-18.

 

v         الحناش محمد.1992. "المعجم الآلي للغة العربية (قواعد البيانات ) "،مجلة التواصل اللساني .المجلد الرابع العدد الأول مارس 92.صص75-108

 

v زغبوش بن عيسى ،عبد النبي سفير ،مصطفى بوعناني. 1997. "نماذج البحث المعرفي ونمذجة العمليات المعرفية "،مجلة معرفية عدد 1. صص:5-37.

 

v سيليسكوفيتش دانيكا ، لوديرير ماريان.2001 ." الترجمة ، نقل للعلامات اللغوية أم صياغة جديدة " ترجمة محمد النحاس الحمصي نبيل ، مجلة البيان ، ع: 372و373 يوليو –أغسطس 2001 ، الكويت .صص:7-26.

 

v -غازي عز الدين.1999.نظام قواعد معرفة صرافي- صواتي للغة العربية :مقاربة الفعل،.رسالة دبلوم الدراسات العليا في اللسانيات . كلية الآداب والعلوم الإنسانية 1. فاس.

 

v -غازي عز الدين.2007 ." الذكاء الاصطناعي ، هل هو تكنولوجيا رمزية؟" مجلة فكر للعلوم الاجتماعية والإنسانية العدد 6 يوليوز 2007. صص43 82.

 

v فلوهر كريستيان.1996 ." الترجمة الآلية والمساءلة المتعددة اللغات " مجلة التواصل اللساني ، ملحق سلسلة ندوات ، المجلد 3 .1996 .صص:31-36.

 

v مكينو تاكنوري .1996." الوضع الحالي للترجمة الآلية " مجلة التواصل اللساني .ملحق سلسلة ندوات ، المجلد 3.صص: 37-52.

 

      v  AFIA ( l’Association Française pour l’Intelligence Artificielle). 1999.2000.2001. Bulletins. n° 39 à 44.

 

 v  Black ,W.J. 1988 .Les systèmes intelligents basés sur la connaissance , Traduit de l’anglais par H..de Feraudy.  Paris. Edition Masson

 

 v  Clarck ,R ,1997. Semantics for computers , Laboratoire d’analyse et de technologie du langage .Notes techniques n° 93/9 .Genève .

 

 v  Kayser ,D.1998. Les représentations , Paris ,PUF.

 

 v  LeNy,J.F . 1989. Sciences cognitives et compréhension du langage , Paris , P.U.F.

 

 v  Reig , Daniel.1993. «Les mirages de sens et la traduction automatique » in Turjuman, V 2,n°1, avril 1993.pp : 7-44.

 

 v  Roderick,C.J , Johnson Rosner Michael.1992.”Situation Schemata and Linguistic Representation “ in Computational linguistics and formal semantics. Edited by Michael Rosner and Roderick Johnson.Combedge University Press.

 

 v  Schmidt, S.J.1995. «  From. Comprehension To Translation »  in Traduction et interprétation   du textes , faculté des lettres Rabat, série : colloques et séminaires n°  47.pp :59-87.

 

 v  Vignaux,George.1992. Les sciences cognitives, une introduction , Paris, Edition La  découverte..

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

[1]  هذه المقالة هي في الأصل ورقة قدمت في "ندوة الترجمة وثقافة النص " المنظمة من قبل المنتدى المغربي للمصطلحيات والترجمة  والجمعية المغربية لأساتذة اللغة الإنجليزية.وذلك يومي 12 و13 نونبر 2001  بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط.

 

مجلة واتا للترجمة واللغات، السنة الثانية، العدد 5، شتـاء 2008

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 1815 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,151