800 ألف مصاب بالروماتويد في مصر
كتبت:هالة أبو زيد:
الروماتويد المفصلي من أكثر الأمراض الروماتيزمية المزمنة انتشارا بعد خشونة المفاصل, وهو يصيب1% من سكان العالم منهم800 ألف شخص بمصر.
وعلي الرغم من أن المرض تزداد الإصابه به ما بين سن30 و50 عاما. إلا أنه يصيب الاطفال والمراهقين, كما تبلغ نسبة إصابة السيدات به ثلاثة أضعاف الرجال..
أعلنت هذه النتائج من خلال المؤتمر السنوي الخامس لقسم الروماتيزم والتأهيل بقصر العيني والروماتويد يأتي نتيجة خلل في الجهاز المناعي للجسم يترتب عليه إفراز مواد كيميائية معينة تؤدي لحدوث تورم بالغضاريف والعظام القريبة من المفصل, ويصيب الروماتويد المفصلي الأيدي والمعصم والكتف والرقبة وكاحل القدم, ويصيب الروماتويد في الأساس المفاصل لكنه قد يصيب أعضاء أخري من الجسم خارج المفاصل مثل الرئة مسببا تليفها أو العين فيحدث جفافا شديدا بها. ومن الأعراض المبكرة التي تنذر باحتمالات الإصابة بالروماتويد, شعور الشخص بتورم وتيبس مفاصل اليدين والقدمين خاصة عند الاستيقاظ, وكما يؤكد الدكتور سمير البدوي أستاذ الروماتيزم بقصر العيني فإن المرض يجب تشخيصه أولا بالفحص الإكلينيكي الدقيق, ثم التأكد بعد ذلك بالتحاليل المعملية, مشيرا إلي أن وجود العامل الروماتويدي لا يجزم بوجود الروماتويد, حيث يوجد في بعض الأمراض الأخري مثل أمراض الكبد الفيروسية, وفي بعض الأصحاء من كبار السن, وللحصول علي أفضل نتائج لعلاج الروماتويد يجب تعريف المريض بطبيعة المرض, وشرح خطة العلاج له بوضوح وتشمل نوع العلاج وتأثيره ومدته والآثار الجانبية له, مع ضرورة أخذ التاريخ المرضي للمريض بكل دقة, حيث يختلف علاج الروماتويد من شخص لآخر علي حسب سن المريض, ومدي إصابته بأي أمراض أخري مثل الضغط والسكر وفيروس سي, والذي يستلزم نظاما علاجيا وجرعات معينة للسيطرة علي المرض دون حدوث أي مضاعفات.
ويعد التدخل المبكر لعلاج الروماتويد مهام جدا للتحكم في المرض ومنع مضاعفاته, التي تصل إلي حد تآكل المفاصل, ومن ثم فقدان الحركة للمصاب, ويعتمد علاج الروماتويد, كما يقول الدكتور أيمن الجرف أستاذ الروماتيزم بقصر العيني, علي ثلاث مجموعات من الأدوية, الأولي تشمل المسكنات ومضادات الإلتهاب, وهي تقلل متاعب المريض, لكنها لا تغير من مسار المرض, والمجموعة الثانية وهي الكورتيزون ولا يفضل استخدامه لفترات طويلة لكثرة آثاره الجانبية, كما أنه لا يعالج المرض جذريا ويستمر معه تفاقم المرض وتآكل المفاصل, وتعد المجموعة الثالثة وهي الأدوية المثبطة للإلتهاب العلاج الرئيسي للروماتويد, حيث تستطيع تغيير مسار المرض في حالة استجابة المريض لها, علما بأنه يوجد حوالي10% من المرضي لا يستجيبون للعلاج, ولكن من عيوب هذه الأدوية حدوث آثار جانبية شائعة في حوالي40% من المرضي مثل القئ والغثيان, ويجب في حالة أخذها إجراء تحاليل دم كل شهرين, لأنها في بعض الحالات النادرة تؤثر في صورة الدم فتقلل عدد كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية كما ترفع إنزيمات الكبد.
ونتيجة عدم احتمال نسبة كبيرة من المرضي للمشاكل الجانبية للأدوية التقليدية, بدأ الإتجاه للأدوية البيولوجية التي تسيطر تماما علي المرض بدون أي تأثيرات جانبية وهي تمنع نشاط الخلايا الليمفاوية بي, تي اللذين يلعبان دورا رئيسيا في حدوث الروماتويد ونتيجة نشاط هذه الخلايا تفرز بعض المواد البيولوجية التي تسبب الإلتهابات المزمنة للمفاصل وتآكل المفاصل, ولكن المشكلة أنه حتي الآن لا يوجد سبب محدد وراء نشاط هذه الخلايا المناعية, ويطالب الدكتور الجرف بضرورة دعم أقسام الروماتيزم بالتبرع للجامعات والمستشفيات الحكومية حتي يمكن توفير العلاجات البيولوجية للمرضي لأن تكلفتها باهظة وبدونها لا يمكن علاج50% من مرضي الروماتويد الذين لا يستجيبون للعلاج التقليدي أو الذين يعانون من آثار جانبية.
ساحة النقاش