العلاج بحّبة فستق!! بقلم : صالح إبراهيم [email protected] |
** انت تشعر بالأنفلونزا.. البرد يستعد للأخذ منك -الأنف في طريقه للاحمرار.. تتمني عطسة تفتح لك خياشيم الأنف.. رغم علمك بأن ما تحمله من رذاذ قد يسبب العدوي لعشرات آخرين. كيف تتصرف.. أصحاب الوسواس كالموسيقار الراحل العظيم محمد عبدالوهاب.. لا ينتهي الأمر معه باستشارة الطبيب.. ولكن يعيد النظر في "تعقيم" ما حوله من أدوات.. لا يسمح بالمصافحة من يد أجنبية.. يغلق النوافذ والأبواب.. يطارد في الهواء آلاف الميكروبات والفيروسات المجهولة.. لعله يعثر علي كبيرها ليقتله تحت الأقدام.. اطمئن لن اضعك بين المبالغين في الوسوسة.. علينا أن نمكث ضمن دائرة الايمان بالقدر والنصيب.. ربما تكون من النوع الأول الذي يبادر مع أول عطسة وكحة للذهاب إلي الطبيب والتعرض للفحص والتحري حول تكامل أو تناقص الأعراض.. يستوي الاستعانة بطبيب خاص مشهور أو طبيب من مستشفي أهلي صغير لبعض الوقت.. طبيب يتبع العمل أو التأمين الصحي أو الوحدة المجمعة الخ.. ولكن بعيدا في كل الأحوال عن ثقافة الفحص الشامل التي يعتنقها كل العالم.. إلا بعض سكان العالم القديم أمثالنا.. هذا الشخص سيذهب بالروشتة إلي أقرب صيدلية ليحصل علي الدواء ويتأكد من الصيدلي عن مواعيد التعاطي بكل دقة.. وربما كان هاجسه بطء التحسن ووهم المضاعفات.. ما المانع أن تكون الأنفلونزا العادية مجرد بداية لأنفلونزا الطيور أو الخنازير.. هل كان من المفضل الذهاب من أولها إلي مستشفي الحميات.. يشغله هاجس التطورات والاحتمالات.. وقد تكون من نوعية خليها علي الله.. انه الشافي المعافي.. قدر الله وما شاء فعل لا ضرورة اذن في ضياع الوقت وانفاق النقود علي اعراض ستأخذ وقتها وترحل.. وربما زاد في نبرة المتحدي وأخذ حماما باردا في عز الزمهرير.. وبين النوعين.. نوعيات مختلفة مثل الذي يكتفي بالذهاب إلي صيدلية قريبة.. يسأل الصيدلي عن علاج للبرد.. أو يصف له الحالة وينتظر العلاج.. وربما كان من أصحاب ثقافة الانصات إلي تجارب الآخرين.. وبما ان البرد وتوابعه يقع ضمن الخبرات العامة.. من السهل السؤال للشخص سابق الاصابة عن العلاج الناجع وشرائه أو الحصول عليه فورا.. وهو يتجاهل هنا بديهيات مؤكدة.. عن اختلاف الأعراض والمناعة ووظائف الجسم.. وبالتالي فإن هناك آلاف الأدوية من عائلات الأقراص والحقن والاقماع والمضادات الحيوية.. رغم تقاربها في الاسم العلمي.. ** والواقع ان حاجة الانسان للدواء.. تعادل احساسه بالألم والخوف من تفاقمه.. منذ بداية الاستقرار لأن الانسان يدرك بأن رصيده الحقيقي هو قوته البدنية أولا ثم العقلية.. فهي سنده للتعايش داخل الغابة والحصول علي ما يريده.. كما انها وقبل الوسائل المساعدة الحضارية شملت أدوات النهوض بمسئولياته.. ولذلك ليس غريبا أن يكون علي الخط الموازي.. حاجة الانسان إلي الغذاء.. الذي هو من وسائل الدواء والمناعة.. بعيدا عن المبيدات المسرطنة والصوب الزراعية والهندسة الوراثية.. خاصة ان النبات عماد الغذاء.. يعد في الواقع كائنا حيا يتنفس ويكبر وينضج ويشيخ ويموت.. وخلال آلاف السنين.. لدي الشعوب الزراعية علي وجه الخصوص.. تكونت خبرات علاجية نباتية.. سجلها الانسان في الأمثال الشعبية وأواصر السحرة وتعليمات الكهنة وسلوكيات الأمهات.. ومن خلالها عرفنا فوائد الجرجير وسجلت مذكرات وكتب الأطباء القدامي.. في أبواب المعدة بيت الداء.. تحذيرات أكد العلماء المحدثون صلاحيتها من الاسراف في تناول اللحوم الحمراء مثلا.. أو مخالفات المقننات في تناول الطعام.. وكأن الصوم هو الباب المفتوح لهذه النصائح الغالية.. وتأكيده عن مزايا اراحة المعدة.. مع تمضية أوقات الصوم في العمل والانجاز.. لم يعد الأمر يتعلق بشوربة الحاج محمود التي تعرض في المولد والاحتفالات الشعبية علي انها العلاج الأكيد التي أوصت بها تذكرة داود.. بل تنافس علماء التغذية والبحوث الزراعية في استنباط فوائد عديدة للخضراوات والفاكهة والأعشاب.. وشهدت الأعوام الأخيرة صحوة حول فوائد الأعشاب الطبيعية.. وإعلان الثورة ضد الأدوية الكيماوية التي تعالج مرضا.. وتترك امراضا داخل أماكن أخري من الجسم.. ونجحت معامل الأدوية الكبري في تحويلها إلي أقراص وحقن وعقاقير أعادت للجسم نقاءه هذه الكيماويات.. ومساندتها واقبال الأطباء علي اقتحام هذا المجال بالتركيز علي المكملات الغذائية.. وان كان الباب مازال مفتوحا للمغامرين والادعياء.. الذين تذخر بطرق علاجاتهم الفضائيات.. ويتعاملون مع الناس العاديين علي انهم سذج.. يرضون بما يوضع علي موائد الأعشاب.. أو العلاج الذي اكتشف لدي البعض باستخدام وصفات متعددة من الشوربة..!! ** وبالطبع يحتاج هذا السيل المنهمر المقروء والمسموع عن ابحاث حديثة.. قد تبدو متناقضة.. مثل فوائد الشاي والقهوة علي مرضي الضغط.. وحماية البصل للانسان من الاصابة بالسرطان.. يحتاج الأمر إلي شهادات موثقة من مجالس الدواء في البلاد المتقدمة.. وتحديدا دقيقا يجعل معايير الاستخدام والاقبال واضحة.. وفي ظل الفوضي الحالية.. نسمع عن فوائد لثمار لا تخطر علي بال.. مثل ما نشر عن الفستق الحلبي الأخضر.. في اليوم العالمي للفستق.. والذي تقدم بها نحو قمة العلاجات الطبيعية.. عندما أكد العلماء ان الفستقة التي عرفتها المنطقة العربية منذ 7 آلاف عام قبل الميلاد تحتوي علي 3 4 سعرات حرارية ولكنها تؤفر أكثر من 30 من الفيتامينات والمعادن والمغذيات مما يجعلها وجبة خفيفة عظيمة.. ويقولون ان حبة الفستق تكاد تبتسم لك عند تناولها.. ويعرفها الصينيون بالفستق السعيد.. ورمزا للسعادة والصحة والحظ السعيد.. ويستهلكون 120مليون رطل سنوي منها.. وفي الهند يعتبرونها وجبة الشفاء.. ومناسبة لمرضي السكر.. حيث تخفض من ارتفاعه وتقاوم زيادة الوزن والبدانة.. أما بالنسبة للهاجس الانساني حول مقاومة السرطان الخطير.. والذي يضع العالم المصري د. مصطفي السيد الأساس العلمي لعلاجه بحبات الذهب خلال السنوات الخمس القادمة.. يساعد الفستق علي تقليل مخاطر الاصابة بسرطان الرئة. وأكدت ذلك مؤسسة أمراض الرئة الالمانية.. مؤكدة ان الفستق مصدر غني بعنصر جاما نوكو فيرول.. ويعمل كمادة مضادة للأكسدة.. يحمي الخلايا من التلف.. وهكذا تتواتر الأنباء عن هذه الثمرات المجهولة وفوائدها علي الانترنت وبين الناس.. وتضيف إلي ضمير العلماء مهمة حيادية كبري.. عن الفوائد والآثار الجانبية مثلها كالأدوية الكيماوية التي يتوقع نزول سهمها البياني خلال الألفية الحالية. |
نشرت فى 14 يونيو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,793,330
ساحة النقاش