حافظي علي مواعيدك مثل الملوك
ميرفت عبدالتواب
عرفت الريفية بالتزامها بالمواعيد لكثرة ذهابها للحقل ومعرفتها بالزراعة والحصاد فأصبحت كنبات الفاصوليا ذي المواعيد النباتية لأنه ينبت في8 أيام تحديدا والدقة في المواعيد من أداب الملوك وواجب الأم ان تعلم احترام المواعيد لابنائها ولكن كيف لهم معرفة الإلتزام إذا لم يجدوا القدوة في الوالدين؟
المواصلات والإزدحام الشديد قد يكون أحد أسباب عدم التزام الناس بالمواعيد كما يقول الدكتور فهمي ناشد استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة القاهرة إلا ان عدم الحرص علي المواعيد يرجع إلي عادات اجتماعية متباينة ومن الناس من يتأخر عن ارتباط اجتماعي مثلا أو حفلة جماعية كي يلتفت الحضور إلي دخوله والمرأة عادة ما تفعل ذلك من باب أن يكون الجميع موجودين تأتي هي لجذب الانتباه ومثل هذه الشخصية غالبا ما تكون ذات نقص في جانب علمي أو مستوي اجتماعي.
وقد تثور أزمات بسبب التخلف عن المواعيد المحددة ولا يليق بالمرأة المثقفة أن تتأخر عن ارتباطاتها بأي حجة خاصة في عصرنا هذا لأن المحمول يحل جزءا من المشكلة فيمكنها الاعتذار عن التأخير وهي في الطريق لأن في ذلك احتراما لوقت للمصيف لكن الوصول متأخرة دون أي اسف يعطي انطباع الأقلال من شأن الموجودين وصاحب الدعوة.. وعلي الرغم من الرقي والتقدم في كل مجالات الحياة اليومية إلا أن الالتزام أول العادات الاجتماعية التي يجب أن تعلمها الأم لأولادها.
وأضاف د. فهمي ناشد أن المرأة الريفية تكتسب الإلتزام بحكم المحيط الاجتماعي والبيئي ووقتها يرتبط بالشروق والغروب وبلا أي ساعة يمكنها أن تضبط التزاماتها لكن المدينة تحشد يومها بكثير من الأعمال والارتباطات في عدد قليل جدا من الساعات مما يجعلها لا تعرف للوقت قيمة أو معني.. ونفسيا قد يكون التأخر عن المواعيد صورة من صور التبرم الكامن في اللاوعي أو محاولة لاستفزاز الشخص الآخر والمؤكد أنه مرتبط بعدم النضج لكن لحسن الحظ فإن الدقة في المواعيد مثل التأخير فيها عادة من السهل اكتسابها بمجرد أن تقرر المرأة ما الذي يجعلها غير مهتمة بالموعد المحدد وحين تتعود علي احترام الغير من منطلق احترامها لنفسها ستجد أن الإلتزام اكثر بساطة وستدرك ان الدقة في المواعيد أعظم آداب المجاملة التي تستطيع أن تعلمها لأطفالها ليكونوا مثلها تماما كالفاصوليا.
ساحة النقاش