شعب التوارث عزل خورشيد باشا واختار محمد علي‮ ‬حاكما رغم أنف السلطان
المستشار لبيب حليم‮ ‬يروي‮ ‬قصة كفاح المصريين ضد الظلم: منذ أن عرف أرسطو الديمقراطية بأنها نظام للحكم تتركز سلطته العليا في‮ ‬يد الشعب،‮ ‬أصبحت الديمقراطية الشغل الشاغل لمعظم أنظمة الحكم علي‮ ‬مر العصور وفي‮ ‬مختلف البقاع،‮ ‬وبالرغم من أن الديمقراطية بدأت مع فجر التفكير الحضاري‮ ‬للإنسان فإنها مازالت تجد من العقبات ما‮ ‬يسد الطريق أمامها،‮ ‬خاصة أن الإنسان‮ ‬غير الناضج فكريا‮ ‬يهتم دائما بالاستمتاع بالجانب الأول منها وهو الحرية،‮ ‬علي‮ ‬حين‮ ‬يحاول باستمرار التهرب من الجانب الآخر لها وهو المسئولية،‮ ‬والممارسة الديمقراطية بدون مسئولية تتحول الي‮ ‬فوضي‮ ‬شاملة،‮ ‬وبدون حرية تتحول الي‮ ‬سجن ديكتاتوري،‮ ‬وفي‮ ‬كلتا الحالتين تنتفي‮ ‬الديمقراطية تماما،‮ ‬من هنا كان التحام الحرية بالمسئولية في‮ ‬المجتمع الديمقراطي،‮ ‬ومن هنا أيضا كانت الصعوبات التي‮ ‬تعوق تطبيقها علي‮ ‬الوجه المنشود،‮ ‬لذلك فالديمقراطية هي‮ ‬أصعب أشكال الحكم،‮ ‬ومازالت هذه الصعوبة موجودة برغم أن الديمقراطية كانت قد أرست تقاليدها منذ ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬ألفين وخمسمائة سنة في‮ ‬اليونان القديمة‮.‬ منذ ذلك الحين ظل البشر‮ ‬يحاولون الوصول الي‮ ‬النظام المثالي‮ ‬للحكم،‮ ‬النظام الذي‮ ‬يكفل لهم الحرية والمساواة،‮ ‬ويشيع الرفاهية والسعادة في‮ ‬حياتهم،‮ ‬لكن الديمقراطية كانت تبدو مثل لمحات مضيئة لا تلبث أن تتلاشي‮ ‬في‮ ‬أفق الصراع الوحشي‮ ‬الرهيب،‮ ‬ظل الحال هكذا حتي‮ ‬مطلع القرن العشرين عندما تحول العالم الي‮ ‬وحدة إنسانية بفعل ثورة تكنولوجيا الاتصالات‮.‬ من هنا كان الصدي‮ ‬الذي‮ ‬يحدث عند بقية شعوب العالم،‮ ‬إذا ثار الشعب من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة والحوالة الاجتماعية،‮ ‬فلم تعد المسافات بعازل بين مختلف الشعوب،‮ ‬لذلك اصطبغت الديمقراطية بالصبغة العالمية حتي‮ ‬بلغت حد البديهية الإنسانية التي‮ ‬لا‮ ‬يختلف حولها اثنان،‮ ‬وإذا اختلفنا ففي‮ ‬التفاصيل وأساليب التطبيق التي‮ ‬قد تختلف من مجتمع لآخر طبقا لظروفه المحلية والموضوعية،‮ ‬وأحيانا أخري‮ ‬يكون الاختلاف نتيجة لأهداف خفية أولأغراض ذاتية،‮ ‬أما جوهر الديمقراطية في‮ ‬حد ذاته فلا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون محل جدل أو مساجلة‮!!‬ موقعة مرج دابق وإذا كان في‮ ‬تاريخ الشعوب كما في‮ ‬تاريخ الأفراد،‮ ‬نقط سوداء وحوادث لها أسوأ الآثار في‮ ‬مجري‮ ‬حياتها فإن موقعة مرج دابق التي‮ ‬هزم فيها الجيش المصري‮ ‬بقيادة السلطان قنصوه الغوري‮ ‬بواسطة الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول في‮ ‬أغسطس سنة‮ ‬1516‮ ‬تعتبر أعتم نقطة سوداء في‮ ‬تاريخ مصر زادتها قتامة هزيمة الجيوش المصرية في‮ ‬موقعة الريدانية في‮ ‬22‮ ‬يناير سنة‮ ‬1517‮ ‬ميلادية‮.‬ فمنذ هذا التاريخ ضعفت مكانة مصر في‮ ‬الشرق،‮ ‬وعمل سلاطين آل عثمان علي‮ ‬إضعاف البلاد في‮ ‬شتي‮ ‬مرافق الحياة،‮ ‬ولم تقتصر شرورهم علي‮ ‬مصر بل شملت سائر أنحاء البلاد العربية وليس بغريب أن‮ ‬يتقرر مصير مصر والعالم العربي‮ ‬قرب مدينة حلب،‮ ‬ويرجع خطورة هذا التاريخ عندي‮ ‬الي‮ ‬أنه عزل شعب مصر عن حكم بلاده بضعة قرون من الزمان،‮ ‬وأورثنا تلك التفرقة الممقوتة في‮ ‬شعب مصر بين الفلاحين وغير الفلاحين‮!!‬ نقط سوداء حقيقة إن زمام الحكم كان قد آل الي‮ ‬غير المصريين حتي‮ ‬قبل أن‮ ‬يجثم الاحتلال العثماني‮ ‬علي‮ ‬صدر مصر،‮ ‬فقد نشأ في‮ ‬مصر تقليد‮ ‬غريب كان الحكم بمقتضاه لطائفة من الفرسان،‮ ‬ينشأون صغارا وهم مماليك‮ ‬يشتريهم الأمراء الكبار،‮ ‬ويربونهم علي‮ ‬طريقة خاصة من التعليم والتدريب حتي‮ ‬يصيروا فرسانا مهرة،‮ ‬ويحذقوا فنون الحكم علي‮ ‬الأساليب المتوارثة،‮ ‬حتي‮ ‬إذا بلغوا مبلغ‮ ‬الرجال تدرجوا في‮ ‬مناصب الدولة المختلفة،‮ ‬وكان‮ ‬يختارون من بينهم حاكم مصر‮!!‬ ومن المسلم به أن هؤلاء المماليك لم‮ ‬يكونوا مصريي‮ ‬المولد،‮ ‬ولكنهم اتخذوا مصر وطنا،‮ ‬ولم‮ ‬يكن لهم وطن‮ ‬غيرها،‮ ‬وكثيرا ما عملوا علي‮ ‬رفعتها وعلو شأنها،‮ ‬ويكفيهم فخرا أنهم وقفوا في‮ ‬وجه الغزاة الذين أرادوا بمصر سوءا،‮ ‬فصدوا‮ ‬غزاة الغرب الذين جاءوا للاستعمار تحت شعار الدين،‮ ‬وهزموا جبابرة التتار الذين دكوا دار الخلافة في‮ ‬بغداد،‮ ‬ولم‮ ‬يصمد في‮ ‬وجوههم إلا الجيش المصري‮ ‬بقيادة المماليك‮.‬ وعمل الظاهر بيبرس علي‮ ‬إحياء الخلافة العباسية في‮ ‬القاهرة،‮ ‬وترتب علي‮ ‬ذلك أن فوض الخليفة العباسي‮ ‬الجديد الملك الظاهر بيبرس في‮ ‬حكم الديار المصرية والبلاد الشامية،‮ ‬والديار بكرية والحجاز واليمنية والفراتية وما‮ ‬يتجدد من الفتوحات‮ ‬غورا ونجدا‮..‬ فلما آل أمر مصر الي‮ ‬العثمانيين عمل السلطان سليم الأول علي‮ ‬أن تظل كلمة تركيا هي‮ ‬العليا في‮ ‬مصر باستمرار،‮ ‬وتفتق ذهنه عن توزيع السلطة بين جهات متنافرة،‮ ‬حتي‮ ‬لا تتاح لإحداها أن تستأثر بالحكم،‮ ‬وتهدد سلطان تركيا في‮ ‬مصر،‮ ‬هذا فضلا عن سلبه مقومات الفن والحضارة من مصر بصفة عامة،‮ ‬والقاهرة بصفة خاصة مما تفصله كتب التاريخ‮.‬ وصدر‮ »‬القانوتنامة‮« ‬سنة‮ ‬1925‮ ‬مبينا نظام الحكم الذي‮ ‬استحدثه الفاتح العثماني،‮ ‬وبمقتضي‮ ‬هذا النظام وزعت السلطة في‮ ‬مصر بين هيئات ثلاث‮:‬ الوالي‮: ‬وهو عثماني‮ ‬يعينه السلطان لمدد قصيرة،‮ ‬لا تزيد علي‮ ‬سنة واحدة،‮ ‬حتي‮ ‬لا تتاح له مهلة لتمكين سلطانه ونفوذه في‮ ‬البلاد،‮ ‬وكان الوالي‮ ‬يتلقي‮ ‬أوامره من الباب العالي‮ ‬مباشرة،‮ ‬وهوالذي‮ ‬يحاسبه عن كيفية الحكم في‮ ‬البلاد،‮ ‬وكان للوالي‮ ‬نائب‮ ‬يسمي‮ »‬كتخدا‮« ‬أو‮ »‬كخيا‮«.‬ الديوانان‮: ‬كان هناك ديوانان الأكبر والأصغر،‮ ‬الأكبر كان مجلسا استشاريا،‮ ‬يبدي‮ ‬رأيه في‮ ‬المسائل المهمة،‮ ‬وكان له أن‮ ‬يوقف أوامر الوالي،‮ ‬أويستأنفها لدي‮ ‬الباب العالي‮ ‬أحيانا،‮ ‬وله الحق في‮ ‬طلب عزل الوالي‮.‬ وكان‮ ‬يرأس هذا المجلس نائب الوالي‮ ‬أما أعضاؤه فيشملون أمين السجلات الملكية وأمين المالية وممثلي‮ ‬وحدات الجيش،‮ ‬وأمير الحج،‮ ‬وفقيه المذاهب الأربعة،‮ ‬وبعض العلماء‮.‬ أما الديوان الأصغر فقد أنشئ فيما بعد،‮ ‬وكان‮ ‬يجتمع للنظر في‮ ‬المسائل العادية ويتكون من الكخيا وأمين السجلات وأمين المالية ومن مندوب واحد عن كل وجاقة من الوجاقات‮.‬ البكوات‮: ‬وكان عددهم‮ ‬24،‮ ‬ويتولون حكم البلاد،‮ ‬يعينهم الوالي‮ ‬بموافقة الديوان الأكبر،‮ ‬وكانوا‮ ‬يعينون أولا من ضباط الجيش ثم صاروا‮ ‬يختارون من بين المماليك،‮ ‬وكان أهمهم حاكم القاهرة‮!!‬ هذا النظام كان‮ ‬يكفل تحقيق الغرض الذي‮ ‬أنشئ من أجله،‮ ‬وهو إضعاف السلطة في‮ ‬مصر لصالح السلطان العثماني،‮ ‬ولهذا لم‮ ‬يكن‮ ‬غريبا معه أن تنحط جميع مرافق الحياة في‮ ‬ظل الحكم التركي‮ ‬الطويل،‮ ‬إذ أصبح هم الولاة جمع أكبر قدر ممكن من المال قبل مغادرة البلاد،‮ ‬وكان سبيلهم الي‮ ‬ذلك التعذيب والإرهاب مما أورث لغتنا اصطلاح‮ »‬الكرباج التركي‮«!!‬ الكرباج وزادت المصائب بضعف الدولة التركية،‮ ‬وزيادة الاضطرابات في‮ ‬البلاد،‮ ‬إذ حاول المماليك الاستئثار بالحكم مرة أخري‮ ‬كما كان شأنهم قبل الحكم العثماني،‮ ‬ونجح بعضهم في‮ ‬أن‮ ‬يعيد الي‮ ‬البلاد بغص سيرتها الأولي‮.. ‬وحفظ لنا التاريخ أسماء الأمراء‮: ‬إسماعيل بن إيواظ الذي‮ ‬حكم البلاد قرابة‮ ‬13‮ ‬عاما،‮ ‬ومحمد بن قطامش،‮ ‬وعثمان بك ذو الفقار،‮ ‬والأميرين إبراهيم ورضوان اللذان حكما البلاد ثماني‮ ‬سنوات مستقرة،‮ ‬ولكن أكبرهم جميعا علي‮ ‬بك الكبير الذي‮ ‬استقل بمصر وكاد‮ ‬يخلص مصر من نير الاستعمار التركي،‮ ‬وكاد‮ ‬ينجح لولا أن لعبت الخيانة دورها،‮ ‬إذ استطاعت الدولة العثمانية أن تغري‮ ‬قائده محمد بك أبي‮ ‬الدهب علي‮ ‬خيانة بلده وسيده،‮ ‬مقابل أن‮ ‬يكون حاكما علي‮ ‬مصر من قبلها فأعادت بذلك سلطتها الاسمية علي‮ ‬مصر‮.‬ وإذا استثنيت تلك الفترات القصيرة،‮ ‬التي‮ ‬تمثل في‮ ‬نظري‮ ‬بريق الشهب في‮ ‬ظلمة الليل البهيم أجد أن العهد التركي‮ ‬كان أكبر كارثة مرت بمصر في‮ ‬تاريخها الطويل،‮ ‬فقد أهملت الحكومات باستمرار شتي‮ ‬مرافق الحياة،‮ ‬ولولا أن احتفظ الأزهر بقبس الثقافة المصرية مشتعلا،‮ ‬لحاق بالبلاد العربية جميعا شر مستطير،‮ ‬وأهم ما‮ ‬يعنيني‮ ‬في‮ ‬هذا العهد هو انعزال الشعب عن شئون الحكم،‮ ‬كان شعب مصر منذ أول الفتح العثماني‮ ‬منحي‮ ‬عن التدخل في‮ ‬أمور السياسة بوجه عام،‮ ‬إلا إذا عددنا بعض الأعضاء المصريين في‮ ‬الديوان الذي‮ ‬كان‮ ‬ينعقد بين حين وحين في‮ ‬القلعة للإشارة علي‮ ‬الباشا في‮ ‬أمر‮ ‬يطلب فيه المشورة أو للتفاوض في‮ ‬شأن من الشئون المهمة أو لتلقي‮ ‬أوامر السلطان العثماني‮ ‬إذا هو أرسل فرمانا في‮ ‬أمر من أمور الدولة،‮ ‬وإنه ليكون من المغالاة أن أقول‮: ‬إن مثل هذا النظام‮ ‬يمكن أن أسميه نظاما شوريا أو أنفيه تقديرا للمصريين أو إشراكا لممثلي‮ ‬الشعب في‮ ‬شئون الدولة‮.‬ وأصبح مستقرا في‮ ‬الأذهان أن أمر الحكم لا‮ ‬يصلح له الفلاحون وصارت العلاقة بين جمهور الشعب وبين حكامه،‮ ‬علاقة حذر وريبة وخوف مما لا نزال نلمس آثاره جميعا حتي‮ ‬اليوم‮.‬ ولكن المشاركة في‮ ‬شئون الحكم شيء،‮ ‬والرضوخ للظلم شيء آخر،‮ ‬فقد حفظت لنا كتب التاريخ انتفاضات مهمة للشعب المصري‮ ‬في‮ ‬مواجهة حكامه المستبدين من المماليك والعثمانيين علي‮ ‬حد سواء،‮ ‬من ذلك علي‮ ‬سبيل المثال‮:‬ 1‮ ‬ـ أن المصريين قد أصابهم سنة‮ ‬1702‮ ‬ميلادية‮ ‬غبن من وراء تزييف النقود،‮ ‬فاجتمعوا ودخلوا الجامع الأزهر،‮ ‬وشكوا أمرهم الي‮ ‬العلماء،‮ ‬وألزموهم بالركوب معهم الي‮ ‬الديوان،‮ ‬فأمر الباشا باجتماع عام‮ ‬يحضره الأمراء والقاضي‮ ‬التركي‮ ‬وقواد فرق الجيش ونقيب الأشراف وكبار العلماء،‮ ‬ونظر المجتمعون في‮ ‬الأمر،‮ ‬واستقر رأيهم علي‮ ‬خطة محددة تحفظ مصلحة الناس وتزيل وجه شكواهم‮.‬ 2‮ - ‬ولما آل الحكم الي‮ ‬الطاغيتين إبراهيم ومراد استشري‮ ‬الفساد،‮ ‬فلم‮ ‬يجد الشعب مناصا من الكفاح ذودا عن حقوقه،‮ ‬وتحكمي‮ ‬لنا كتب التاريخ أن خصومة قامت بين فرد من أفراد الشعب وبين أمير من كبارالأمراء حول وقف من الأوقاف،‮ ‬فحكم القضاء ضد الأمير،‮ ‬فأبي‮ ‬واستكبر ورفض أن‮ ‬ينصاع لحكم القضاء،‮ ‬فهب الشعب،‮ ‬وعلي‮ ‬رأسه عالم فاضل هو الشيخ الدردير،‮ ‬فأغلق الناس حوانيتهم لينظروا مآل النضال بين الحق والقوة‮.‬ وأوشك الأمر أن‮ ‬يؤدي‮ ‬الي‮ ‬فوضي‮ ‬شاملة،‮ ‬لولا أن جزع عقلاء الأمراء من ذلك الاضطراب،‮ ‬وأشفقوا من تلك الحال،‮ ‬فاجتمعوا وتشاوروا ثم أرسلوا الي‮ ‬الأمير المعاند،‮ ‬فلاموه علي‮ ‬وقفته،‮ ‬وأمروه بالنزول علي‮ ‬ما أراد القانون فأذعن وهو كاره‮.‬ ولم‮ ‬يرض العلماء أن‮ ‬يدعوا الأمر‮ ‬يفلت من أيديهم بغير حق مسجل‮ ‬يكتسبونه للناس فطلبوا أن تكتب لهم وثيقة بالحق المكتسب وكتب لهم صلح رسمي‮ ‬به شروط علي‮ ‬الأمراء،‮ ‬وتعهد من الحكام بالتزام ما‮ ‬يقضي‮ ‬به القانون ويحتمه العرف‮.‬ 3‮ - ‬وفي‮ ‬سنة‮ ‬1795،‮ ‬اشتدت وطأة أحد الأمراء علي‮ ‬أهل بلبيس في‮ ‬تحصيل الأموال،‮ ‬فالتجأ الفلاحون الي‮ ‬الشيخ الشرقاوي‮ ‬ليحميهم،‮ ‬فبدأ الشيخ بمخاطبة مراد إبراهيم،‮ ‬فلما لم‮ ‬يجد لمسعاه أثرا في‮ ‬إصلاح الحال بالطريق السلمي،‮ ‬دعا الي‮ ‬الثورة‮.‬ ووجد الشيخ الشرقاوي‮ ‬النفوس مستعدة لدعوته،‮ ‬فاجتمع له كثير من أهل القاهرة ومن أهل الأطراف،‮ ‬وأوشك الأمر أن‮ ‬يؤدي‮ ‬الي‮ ‬ثورة دموية مدمرة،‮ ‬وقضت القاهرة ثلاثة أيام في‮ ‬اضطراب وخوف،‮ ‬والناس مصرون علي‮ ‬أن‮ ‬يقف الحكام عند حد العدل والحق أو‮ ‬يواصلوا الجهاد،‮ ‬وإن أدي‮ ‬الي‮ ‬إراقة الدماء،‮ ‬وبذل الأموال والأنفس،‮ ‬فرأي‮ ‬كبار الأمراء أن الأمر‮ ‬يوشك أن‮ ‬ينتهي‮ ‬الي‮ ‬اضطراب لا قبل لهم به فنزل الباشا الي‮ ‬بيت إبراهيم بك،‮ ‬واجتمع الأمراء هناك وأرسلوا الي‮ ‬المشايخ،‮ ‬فحضرالشيخ السادات والسيد النقيب والشيخ الشرقاوي‮ ‬والشيخ البكري‮ ‬والشيخ الأمير‮.. ‬ودار الكلام بينهم،‮ ‬وطال الحديث وانحط الأمر علي‮ ‬أن الأمراء تابوا ورجعوا والتزموا بما شرطه العلماء عليهم،‮ ‬وانعقد الصلح علي‮ ‬شروط منها أن‮ ‬يكفوا أتباعهم عن امتداد أيديهم الي‮ ‬أموال الناس،‮ ‬وأن‮ ‬يسيروا في‮ ‬الناس سيرة حسنة‮.‬ وكان القاضي‮ ‬حاضرا بالمجلس فكتب حجة عليهم بذلك‮ »‬فرمق‮« ‬عليها الباشا وختم عليها إبراهيم بك وأرسلها الي‮ ‬مراد بك فختم عليها أيضا،‮ ‬وانجلت الواقعة ورجع المشايخ وحول كل منهم وأمامه وخلفه جملة من العامة‮.‬ الاحتلال الفرنسي بالرغم من الوثيقة التي‮ ‬وقعها الطاغيتان إبراهيم دواد،‮ ‬فإنهما لم‮ ‬يرعويا عن‮ ‬غيهما،‮ ‬بل عادا إلي‮ ‬سيرة الفساد والتخريب،‮ ‬حتي‮ ‬فاجأتهما القوات الفرنسية التي‮ ‬نزلت قرب الإسكندرية في‮ ‬3‮ ‬يوليه سنة‮ ‬1798‮ ‬وانتظر الشعب ماذا‮ ‬يفعل حكامه من المماليك والعثمانيين‮!!‬ ولكن هؤلاء لم‮ ‬يستطيعوا ثباتا،‮ ‬ونجح الفرنجة لأول مرة في‮ ‬احتلال مصر،‮ ‬علي‮ ‬أنه إذا كان الشر أحيانا‮ ‬ينطوي‮ ‬علي‮ ‬بعض جوانب الخير،‮ ‬فإن الاحتلال الفرنسي‮ ‬قد فتح بابا لا نهاية له لبلورة القوي‮ ‬الكامنة في‮ ‬شعب مصر،‮ ‬التي‮ ‬حجبها كابوس الاحتلال العثماني‮ ‬وطغيان المماليك‮.. ‬ذلك أن الاحتلال الفرنسي‮ ‬لمصر،‮ ‬قد أدي‮ ‬إلي‮ ‬نتيجتين هامتين‮:‬ الأولي‮: ‬تنحصر في‮ ‬اعتماد الشعب علي‮ ‬نفسه في‮ ‬تحرير بلده،‮ ‬فإذا كانت جيوش المماليك،‮ ‬والعثمانيين قد ولت الأدبار،‮ ‬وانها‮ - ‬ما كان لها من هيبة في‮ ‬أعين الفلاحين،‮ ‬فإن الشعب المصري‮ ‬وجد نفسه وجها لوجه أمام أجانب لا‮ ‬يمتون إليه بصلة،‮ ‬فكافحهم بقدر ما تسمح به ظروفه،‮ ‬وثار في‮ ‬وجه الفرنسيين مرتين‮: ‬الأولي‮ ‬في‮ ‬أكتوبر سنة‮ ‬1798،‮ ‬والثانية في‮ ‬مارس سنة‮ ‬1800‭.‬ وبالرغم من فشل الثورة الأولي،‮ ‬ومن الانتقام الذي‮ ‬أنزله بونابرت بالمصريين فان الشعب المصري‮ ‬عامة لم‮ ‬يتردد في‮ ‬انتهاز الفرصة سنة‮ ‬1800‮ ‬للوقوف في‮ ‬وجه الدخلاء،‮ ‬فنادوا علي‮ ‬عمر مكرم،‮ ‬وهتفوا باسمه‮.. ‬واجتمع في‮ ‬قلوب الشعب عامة عوامل تدفعه وتذكي‮ ‬حماسته‮..‬ فلم‮ ‬يكن إلا أن صاح السيد عمر صيحته،‮ ‬ورددها جماعة من الزعماء أمثال السيد أحمد المحروقي‮ ‬حتي‮ ‬هبت الثورة المصرية الكبري‮ ‬التي‮ ‬دامت تضطرب في‮ ‬القاهرة سبعة وثلاثين‮ ‬يوما،‮ ‬ودخلت في‮ ‬أثنائها قلوب المصريين في‮ ‬بوتقة الانصطهار ليتكون منها شعب جديد،‮ ‬يتقارب فيه الأمير من العامي،‮ ‬ويمتزج فيه الكبير بالصغير،‮ ‬وتنبع من‮ ‬غمرات ذلك أمة حديثة،‮ ‬يحس فيها الفرد بأنه للمجموع،‮ ‬ويحس فيها المجموع بأنه من الأفراد‮.‬ وإذا كانت الثورتان قد فشلتا عسكرياً،‮ ‬فقد كان لهما آثار سياسية بعيدة المدي،‮ ‬ويكفي‮ ‬أن الشعب المصري‮ ‬قد أحس بوجوده،‮ ‬واستعاد ثقته بنفسه بحيث‮ ‬يمكن اعتبار هاتين الثورتين فاتحة خير لكفاح الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬العصر الحديث‮.‬ استمالة المصريين الثانية‮: ‬فترجع إلي‮ ‬الخطة التي‮ ‬سار عليها الفرنسيون في‮ ‬استمالة المصريين إلي‮ ‬جانبهم،‮ ‬فقد حاول نابليون بونابرت وحلفاؤه من بعده،‮ ‬أن‮ ‬يجعلوا للمصريين رأيا في‮ ‬حكم بلادهم،‮ ‬فأنشأوا لأول مرة مجالس منتخبة من بين المصريين،‮ ‬وبدأ نابليون تلك المحاولة بإنشاء الديوان العام الذي‮ ‬يتكون من‮ ‬180‮ ‬عضوا‮ ‬يمثلون مختلف الأقاليم وكان‮ ‬يمثل كل أقليم ثلاثة من رجال الفقه،‮ ‬وثلاثة من التجار،‮ ‬وثلاثة من الفلاحين،‮ ‬وشيخ البلد وشيخ من العربان،‮ ‬وكانت مهمة هذا المجلس التداول في‮ ‬شئون الحكم،‮ ‬وإبداء الرأي‮ ‬للقائد الفرنسي‮ ‬في‮ ‬مختلف الشئون‮.‬ وقد أعيد تنظيم هذا المجلس في‮ ‬ديسمبر سنة‮ ‬1798،‮ ‬وأنقص أعضاؤه إلي‮ ‬ستين عضواً،‮ ‬وأنشئ بجواره ديوان صغير‮ ‬يضم‮ ‬14‮ ‬عضواً‮ ‬لينظر في‮ ‬المسائل الجارية،‮ ‬وقد روعي‮ ‬في‮ ‬تكوين الديوان التمثيل الطائفي‮ ‬فكان من بين أعضائه ثمانية أعضاء من المسلمين،‮ ‬وعضوان لكل من الأقباط والسوريين والأوروبيين‮. ‬ وبالتالي‮ ‬فان هذه المحاولات الجادة من جانب الفرنسيين لإشراك المصريين في‮ ‬تسيير أمور بلادهم،‮ ‬والفشل الذريع الذي‮ ‬مني‮ ‬به كل من الأتراك والعثمانيين،‮ ‬وإطلاع المصريين علي‮ ‬ثمرات التقدم العلمي‮ ‬لدي‮ ‬الفرنسيين‮.. ‬كل ذلك قد أعاد الثقة إلي‮ ‬أبناء الشعب في‮ ‬أنفسهم وقضي‮ ‬علي‮ ‬أسطورة المماليك والفلاحين‮!!‬ محمد علي‮!!‬ وما أن جلا الفرنسيون عن مصر،‮ ‬حتي‮ ‬رجع إليها العثمانيون وفلول المماليك،‮ ‬وعاد الجميع إلي‮ ‬سيرتهم الأولي‮ ‬من الطغيان والاستبداد،‮ ‬ولم‮ ‬يلقوا بالا إلي‮ ‬التطور العميق الذي‮ ‬ولده الاستعمار الفرنسي‮ ‬القصير في‮ ‬نفوس أفراد الشعب المصري‮.‬ وبدأت المعركة سافرة بين العثمانيين والمماليك،‮ ‬كل‮ ‬يتربص بالدوائر بصاحبه حتي‮ ‬يخلو له الجو،‮ ‬ولم‮ ‬يقم أي‮ ‬من الطرفين وزنا للشعب المصري،‮ ‬ولم‮ ‬يدرك حقيقة التطور الذي‮ ‬حدث في‮ ‬نطاق الشعب إلا أحد الضباط الألبانيين المغمورين،‮ ‬عمل بالرغم من أميته،‮ ‬علي‮ ‬الاستفادة من هذا الوضع لصالحه الخاص،‮ ‬ووفق في‮ ‬ذلك إلي‮ ‬أبعد مدي‮ ‬متصور‮. ‬إذ نجح في‮ ‬إقامة الأسرة المالكة العلوية،‮ ‬التي‮ ‬ارتبط تاريخها بتاريخ مصر الحديثة‮.‬ كان خورشيد الوالي‮ ‬الذي‮ ‬عينه الباب العالي‮ ‬لحكم مصر قد جلب أخلاطا من الجنود الأرناؤوط لحماية نفسه،‮ ‬فأعملوا في‮ ‬الناس السلب والنهب،‮ ‬وهتك الأعراض والقتل،‮ ‬فسار أهل القاهرة إلي‮ ‬العلماء،‮ ‬واجتمعوا في‮ ‬رحاب الأزهر،‮ ‬وتداولوا في‮ ‬أمرهم،‮ ‬فظن خورشيد ان محمد علي‮ ‬هو الذي‮ ‬يوقد نار الفتنة،‮ ‬فأستصدر قراراً‮ ‬من السلطان بنقله إلي‮ ‬جدة واليا عليها‮.‬ وقبل أن‮ ‬ينفذ محمد علي‮ ‬الأمر اجتمع الناس ألوفا بجوار بيت القاضي‮ ‬بالقرب من الأزهر في‮ ‬يوم الاثنين‮ ‬13‮ ‬مايو سنة‮ ‬1805،‮ ‬واجتمع زعماء الشعب في‮ ‬داخل البيت،‮ ‬واستقر رأيهم علي‮ ‬اختيار محمد علي‮ ‬واليا علي‮ ‬مصر بإرادتهم،‮ ‬وقام إليه عمر مكرم والشيخ الشرقاوي‮ ‬فألبساه الكرك والقفطان،‮ ‬وقاما مقام الشعب في‮ ‬تشريعه وخلع حكم البلاد عليه،‮ ‬وقبل محمد علي‮ ‬أن‮ ‬يتسلم ذلك التشريف منهما وهما نائبان عن الشعب المصري‮.‬ ولما ذهب رسل الشعب إلي‮ ‬الوالي‮ ‬العثماني‮ ‬خورشيد،‮ ‬قال لهم قولته المشهورة‮: ‬لقد ولاني‮ ‬السلطان ولن‮ ‬يعزلني‮ ‬الفلاحون‮!!‬،‮ ‬ولكن الشعب حاصر السلطان ومن معه من الجند في‮ ‬القلعة،‮ ‬وقاتلوهم قتالاً‮ ‬عنيفاً‮ ‬لمدة شهرين حتي‮ ‬اضطر السلطان لأن‮ ‬يرضخ لإرادة الفلاحين مكرها،‮ ‬فأرسل من قبله رسولا‮ ‬يحمل فرمانا بتنحية خورشيد وتولية محمد علي‮.‬ وقرئ المرسوم الذي‮ ‬يحمله المرسوم علي‮ ‬الناس في‮ ‬18‮ ‬يوليه سنة‮ ‬1805،‮ ‬وهكذا لم‮ ‬يكن عمل السلطان إلا تصديقاً‮ ‬علي‮ ‬ما ارتآه الشعب‮..‬ ويحكي‮ ‬لنا التاريخ ان الوالي‮ ‬خورشيد لما أشتد عليه حصار المصريين،‮ ‬طلب ان‮ ‬يرسل إليهم رسولا من قبله لمناقشتهم،‮ ‬فلما قبلوا،‮ ‬أرسل إليهم جماعة من قبله كانا رئيسهم أحد اتباعه من الأرناؤوط،‮ ‬واسمه عمر بك وقابلهم جماعة من المصريين الثائرين،‮ ‬كان علي‮ ‬رأسهم عمر مكرم،‮ ‬وانعقد الاجتماع في‮ ‬بيت حسن باشا الأرناؤوط وسأل عمر بك‮ - ‬رسول خورشيد‮ - ‬قائلاً‮: ‬كيف تثورون علي‮ ‬من ولاه السلطان عليكم،‮ ‬وقد قال الله‮ ‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعو الرسول وأولي‮ ‬الأمر منكم«؟،‮ ‬فأجابه عمر مكرم قائلاً‮: ‬ألا فأعلم أن أولي‮ ‬الأمر هم العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل؛ وهذا الحاكم الذي‮ ‬أرسلكم ما هو إلا رجل ظالم خارج علي‮ ‬قانون البلاد وشريعتها‮.‬ عزل خورشيد فلقد كان لأهل مصر دائما الحق في‮ ‬أن‮ ‬يعزلوا الوالي‮ ‬إذا أساء ولم‮ ‬يرض الناس عنه،‮ ‬علي‮ ‬أنني‮ ‬لا أكتفي‮ ‬بذكر ما جرت عليه عادة البلاد منذ الأزمنة القديمة،‮ ‬بل أذكر لك أن السلطان أو الخليفة نفسه إذا سار في‮ ‬الناس سيرة الجور والظلم كان لهم عزله وخلعه‮.‬ وهكذا‮ ‬يحكي‮ ‬لنا التاريخ ويؤكد ان عمل السلطان لم‮ ‬يكن إلا تصديقاً‮ ‬علي‮ ‬ما ارتآه الشعب،‮ ‬ولهذا فقد حملها السلطان في‮ ‬نفسه،‮ ‬وأراد بعد ذلك أن‮ ‬يعزل محمد علي‮ ‬لإعادة الحال إلي‮ ‬ما كان عليه قبل الحملة الفرنسية،‮ ‬فأرسل في‮ ‬يونيه سنة‮ ‬1806‮ ‬فرمانا بنقل محمد علي‮ ‬إلي‮ ‬سلانيك وتولية موسي‮ ‬باشا بدله‮.‬ ولكن الشعب وقف بجوار محمد علي‮ ‬للمرة الثانية،‮ ‬يذود عنه،‮ ‬حتي‮ ‬اضطر السلطان للمرة الثانية إلي‮ ‬تجديد عهد الولاية لمحمد علي‮ ‬في‮ ‬أكتوبر سنة‮ ‬1806‮!‬ هكذا كان موقف الشعب من محمد علي،‮ ‬فماذا كان موقف محمد علي‮ ‬من الشعب؟‮!. ‬لقد آلف الشعب أن‮ ‬يكون له الكلمة في‮ ‬أمر حكومته،‮ ‬وأن‮ ‬يدافع عن نفسه ضد الدخلاء،‮ ‬ولكن محمد علي‮ ‬إذا كان قد انضم إلي‮ ‬جانب الشعب،‮ ‬فإنه قد فعل ذلك لغاية في‮ ‬نفسه،‮ ‬أما وقد نال مآربه،‮ ‬فإنه قد بيت النية علي‮ ‬أن‮ ‬يعزل الشعب عن أمور الحكم مرة أخري‮!!‬ انقلاب الحاكم حين نزلت الحملة الإنجليزية في‮ ‬رشيد،‮ ‬وذهب إليها وفد من المصريين علي‮ ‬رأسهم السيد عمر مكرم‮ ‬يعرضون المساهمة في‮ ‬الدفاع عن بلدهم،‮ ‬أخبرهم أن واجب النضال والجهاد قد سقط عنهم بعد أن صارت قوة الدولة كفيلة بالدفاع،‮ ‬وأن واجبهم‮ ‬يقتصر علي‮ ‬دفع نفقات الجند ومؤونة الحرب‮!! ‬ولما اشتدت وطأة الضرائب علي‮ ‬الشعب،‮ ‬ولجأ إلي‮ ‬حقه الطبيعي‮ ‬في‮ ‬التظلم منها،‮ ‬ووجد محمد علي‮ ‬في‮ ‬السيد عمر مكرم مدافعاً‮ ‬عنيداً‮ ‬عن حقوق المصريين،‮ ‬نسي‮ ‬سابق أياديه،‮ ‬وخلعه من نقابة الأشراف ثم نفاه إلي‮ ‬دمياط،‮ ‬وبرر فعلته للسلطان بأن علماء وزعماء أبلغوه أنه أدخل في‮ ‬سجل الأشراف أسماء أشخاص ممن أسلموا من المسيحيين واليهود‮!!‬ ولما عاد عمر مكرم إلي‮ ‬القاهرة محطما في‮ ‬يناير سنة‮ ‬1819‮ ‬لم‮ ‬يطق محمد علي‮ ‬بقاءه حين أحس أن الناس قد لحقهم الضر من الضرائب وأنهم قد‮ ‬يلجأون إليه فأمر بنفيه إلي‮ ‬طنطا حتي‮ ‬توفي‮ ‬هناك سنة‮ ‬1837‭.‬‮ ‬ ومما‮ ‬يحزن أن محمد علي‮ ‬أعلن في‮ ‬غير مواربة أنه لن‮ ‬يعتمد في‮ ‬حكم مصر إلا علي‮ ‬القوة،‮ ‬وانه لن‮ ‬يدخل شعب مصر في‮ ‬أمور الدولة مرة أخري،‮ ‬وضمن هذا المعني‮ ‬قانون‮ »‬السياستنامة‮« ‬الذي‮ ‬وضع به نظام الحكم في‮ ‬مصر سنة‮ ‬1837‮!!‬ وقد‮ ‬يسألني‮ ‬البعض‮: ‬إذا كان الشعب المصري‮ ‬قد نجح في‮ ‬فرض محمد علي‮ ‬السلطان رغم إرادته،‮ ‬فلماذا لم‮ ‬يختر الشعب حاكماً‮ ‬من بين المصريين؟‮! ‬هذا ما سأجيبه لك في‮ ‬الحلقة القادمة‮!‬
 
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,823,573