اعداد: مصطفي أبو حلوة إن ظاهرة الاقتباس من القرآن الكريم في الاعمال الادبية ظاهرة جديرة بالبحث والدراسة فهي ظاهرة موجودة منذ نزول القرآن الكريم علي محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد استمرت عبر العصور الادبية المتلاحقة وقد وجد الادباء في القرآن الكريم معيناً ثرياً ينهالون منه تارة يضمنون كلامهم نصوصا وأخري يكتفون باقتباس المعني فحسب قاصدين بذلك ان يخلعوا علي كلامهم في بهاء القرآن وجلاله ما يجملون به كلامهم.. اما عن دور الثقافة الاسلامية في اذكاء الوحدة العربيةانما يأتي عن طريق تطلع النفوس العربية الي تكوين كيان عربي اسلامي موحد إذ الجماهير العريضة من ابناء الأمة لاتزال متعطشة متطلعة مترقبة لهذه الوحدة حتي إنه ليمكن القول بأن اي مبادرة جادة لترميم كيان الأمة المتصدع ستلقي قبولاً لدي افئدة حلمت بتحقيق هذا الأمل. والحق ان دعوة الشعراء المعاصرين الي وحدة الامة والسعي الي جمع كلمتها وتضميد جراحها لم تتوقف منذ مايربو علي قرن من الزمان فهم ينادون بالقومية العربية التي تجمع شتات الامة العربية الاسلامية وباقي شعوب العالم الاسلامي ويهدف الشعراء من الدعوة الي الوحدة وحدة اهل الاسلام والمسلمين حيث إن الوطن العربي هو مهد الاسلام ومشرق النور الاسلامي ومهبط الوحي السماوي ومن ثم فالاسلام هو قومية العالم العربي والوطن العربي بما حباه الله من ميزات وخصائص كفيل بتقلد زعامة العالم الاسلامي. إن الفنون الادبية المختلفة من رواية وقصة ومسرحية وشعر الي غير ذلك من الفنون مشروطة بشرط هام وضروري حتي تدخل تحت قبة كلمة "أدب إسلامي" هذا الشرط هو اتشاحها بوشاح الاسلام، فالأدب الاسلامي هو الذي يرفض التحرر كما يرفض القيود والعزلة جنبا الي جنب انما يدعو الي الوسطية والاعتدال وهواه وبغيته في الدفاع عن دين الله تبارك وتعالي متمثلاً في قرآنه وسنة نبيه "صلي الله عليه وسلم" فالأدب الذي يدعو الي القيم والمبادئ والادب الذي يقبل كل ما هو جميل ويرفض كل ما هو قبيح ويرفض التحرر لكنه لا يرفض الحرية والابداع والادب الذي لا يترك القديم برمته ولا يميل الي الحديث بكامله بل يأخذ مايصلح له وما يخضع تحت رايته فيشيد به ويحمله الي الآخرين عبر فروع وأغضان تلك الشجرة المباركة وبالجملة فإن الادب الاسلامي يرفض الغاوين الضالين الذين يتقلبون حسب تقلد الطباع والأزمنة وذلك واضح في قول الله تعالي "والشعراء يتبعهم الغاوون.. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون.. وأنهم يقولون مالا يفعلون.. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". أما عن تأثير درة الثقافة الإسلامية علي الأدب العربي فهو تأثير كبير جداً حيث ان موضوع الاقتباس من القرآن الكريم مما كان متعلقاً بأعظم الكتب واشرفها قد شغل بال العلماء قديما وحديثا فكتبوا فيه المؤلفات ودارت حوله المناظرات والمساجلات فالقرآن قد امتاز بتأليفه البديع ووصفه الجميل ونظمه العجيب فأخذ علي أهل اللسان منافذ البيان لذلك ورد العلماء والبلغاء والأدباء والشعراء مناهل هذا الكتاب العزيز فصدروا عنها بملء سجلهم وكيف لا وقد اجلبوا عليه بخيالهم فقد تحمس الشعراء والادباء والبلغاء للاقتباس من الكتاب العزيز ذلك أن الاقتباس منة يعطي للكلام حلاوة ويضفي عليه جلالة ويمنحه تشريفا وقداسة ولذلك لم يكتفوا بالحكم عليه بالجواز فقط وإنما جعلوه من حسن الكلام. |
نشرت فى 8 يونيو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,826,763
ساحة النقاش