ملخص لرسالة الدكتوراة, د.أحمد النوبى , بعنوان :-
من طرف رضا في الثلاثاء أبريل 01, 2008 7:07 pm
<!-- google_ad_section_start -->فاعلية بعض أنماط تصميم برامج الكمبيوتر متعددة الوسائط على التحصيل المعرفى وبعض مهارات إنتاج البرامج التليفزيونية التعليمية لطلاب شعبة تكنولوجيا التعليم.سنة المنح:-1426 هـ – 2005م
مشكلة البحث وخطة دراستها
مقـدمـة
يشهد العالم تطورا ملحوظا فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الأمر الذى أدى إلى ظهور العديد من المستحدثات التكنولوجية، والتى عن طريقها يمكن تحقيق تطويرا فى العملية التعليمية، ومواجهة العديد من التحديات التى تقابل القائمين على العملية التعليمية، ومن هذه التحديات الزيادة فى أعداد الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة الاستعانة بالأجهزة والمواد التعليمية الحديثة واستخدام المستحدثات التكنولوجية المتطورة فى العملية التعليمية وتنويع طرق التدريس للقيام بالمهام التدريسية المختلفة، وحفز الطلاب على الإقبال على استخدام الأجهزة والمواد التعليمية المتعددة، وتقبل أوعية المعلومات الحديثة بما ينعكس بالإيجاب فى النهاية على العملية التعليمية ويزيد من فاعليتها، ويحقق أهدافها.
ومن هذه المستحدثات التكنولوجية المتطورة والتى دخلت المجال التعليمى توظيف الحاسب الآلى فى العملية التعليمية، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات تكنولوجية وعلمية كبيرة خاصة بالحاسب الآلى وبرامجه التى يمكن استخدامها فى المجال التعليمى، ليتحول التعليم من الحفظ والتلقين إلى التعليم الإيجابي القائم على الفهم، والإقناع، والابتكار، والبحث عن المعلومات، وتكوين الخبرات الذاتية من خلال العملية التعليمية وربط التعليم بالتطبيق فى الحياة العملية لما فيه نفع الفرد والمجتمع ويتضح ذلك من خلال جهود وزارة التربية والتعليم التى تولى اهتماما كبيرا بضرورة الاستفادة من التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال تعميم استخدام الحاسب الآلى وإنتاج برامج الوسائط المتعددة التعليمية، وضرورة تعميم هذه النوعية من البرامج فى التعليم والتدريب على استخدام الحاسب الآلى واكتساب وتنمية المهارات الجديدة فى هذا المجال والذى يعد تطبيقا عمليا لتعميم التكنولوجيا المتطورة فى مصر وتمكينا للأجيال الجديدة من فهمها وإتقانها، ذلك لأن التعليم للإتقان يعتبر من سمات التعليم الجيد (وثيقة مبارك للتعليم، 1995، ص:61).
وللوصول لمستوى الاتقان فى التعليم كان من الأهمية تلافى الصعوبات التى تنشأ أثناء عملية التعليم الجمعى؛ من حيث تكدس الفصول وعدم الاهتمام بالفروق الفردية وتمركز الممارسات التعليمية السائدة حول جماعية المواقف التعليمية، وبالتالى يمكن الاستفادة من نظم تفريد التعليم والتى تعد نظما تعليمية تمد كل فرد بتعليم يتناسب مع احتياجاته ويتوافق مع اهتماماته وقدراته ويتمشى مع ميوله ومن أهم مميزاتها:
- وقوع مسئولية التعلم على عاتق الطالب نفسه من خلال مشاركته النشطة والإيجابية فى مواقف التعلم.
- انتقال أثر حرية الطالب وعادات الدراسة إلى سلوكه الشخصى.
- تحقيق معظم مهمات التعلم المعرفية وكثير من المهارات النفسحركية على نحو أكثر فعالية من طرق وأساليب التعلم التقليدية(وزارة التربية والتعليم، 2000، ص:10).
والجامعة مطالبة بمواجهة الناتج من تزايد الإقبال على التعليم الجامعى من المجتمع كما تواجه التحدى بإعداد نوعية جديدة من الخريجين للمجتمع المعاصر، لذلك فإنها تضع نصب أعينها تأهيل خريجين على مستوى عال من الكفاءة بإحداث تطوير كامل وشامل فى العملية التعليمية(فارعة حسن، عبداللطيف الجزار،1995، ص:1).
ولتطوير العملية التعليمية فى مرحلة التعليم الجامعى وما قبلها كان من الضرورى الاستعانة بنظريات تكنولوجيا التعليم، ذلك لأنها معنية بالإعداد لمواجهة متطلبات تطوير التعليم وتفريده والاستفادة من الإمكانات المتعددة لمصادر التعلم المختلفة حيث إن الهدف من استخدام مصادر التعلم المختلفة والتى منها البرامج التليفزيونية والمواد التعليمية المختلفة وبرامج الحاسب الآلى متعددة الوسائط التعليمية هو إتاحة الفرصة لتحسين التعليم وترقيته، والمقصود بتحسين العملية التعليمية هو زيادة إنتاجيتها عن طريق زيادة معدلاتها(عبد العظيم الفرجانى، 1997، ص:62).
وقد جاء الاهتمام بإنتاج البرامج التليفزيونية التعليمية باعتبار أن التليفزيون التعليمى وبرامجه هما إحدى الوسائط التكنولوجية الحديثة الميسرة للتعليم وتتوقف فائدته على مدى ما يمكن أن يسهم به بالنسبة للمراحل التعليمية المختلفة.
فمن خلال البرامج التليفزيونية يمكن أن ينتقل العالم الخارجى داخل جدران حجرة الدراسة وهى بذلك تغطى الفجوة التى توجد بين التعليم فى المدرسة وخبرات الحياة، أي أنها تربط بين المتعلم والواقع الذى يعيش فيه عن طريق نقل الأحداث والموضوعات بطريقة محسوسة ذات تأثير على المشاهد، كما أنها تسهم فى تخطى الحواجز التى تعترض العملية التعليمية فى ظروف الدراسة العادية والتى تتمثل فى مشكلات البعد الزمانى والمكانى، ويمكن للبرامج التليفزيونية التعليمية إذا أحسن استخدامها أن تحدث تشويقا للمتعلم، وتوسيعا لخبراته ومعلوماته وتنمية اتجاهاته وتعديل سلوكه (كمال يوسف إسكندر، 1994).
وتأكيدا على دور برامج التليفزيون التعليمى فى التعليم العالى يشير (فتح الباب عبد الحليم، 1991) إلى أن الغرض الأول من هذه النوعية من البرامج هو غرض الخزن المعرفى كتوثيق المحاضرات والتجارب والأحداث العلمية لأهميتها أو لعدم تكرارها أو لسد العجز فى التدريس، حيث تحتفظ معظم الجامعات بمكتبات لبرامج وأفلام تليفزيونية وسينمائية تعليمية.
والبرامج التليفزيونية التعليمية تمثل أهمية خاصة عند التفكير فى إدخال الوسائل التعليمية الحديثة فى التعليم الجامعى، سواء جاء ذلك على مستوى التعليم الجامعى النظامى، أو على مستوى التعليم الجامعى المفتوح، أو التعليم من بعد، بشرط أن ينظر إلى البرامج التليفزيونية التعليمية كمكون من مكونات منظومة متكاملة تتأثر بباقى مكونات هذه المنظومة وتؤثر فيها، ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة اهتماما خاصا بإنتاج البرامج التليفزيونية التعليمية وطرق تقديمها(على عبد المنعم، 1991).
وتشير (انشراح عبد العزيز إبراهيم، 1993) إلى أن البرامج التليفزيونية التعليمية تعد أحد مصادر التعلم الهامة فى العملية التعليمية، وذلك لما تتميز به صورة البرنامج التليفزيونى من مميزات عديدة تتمثل فى عرض الاستمرار فى الحركة والتأكيد على المهام من أطوارها والتفسير والتوضيح وخلق بدائل للواقع المرئى وتمثيل الواقع المجرد.
وترجع أهمية إنتاج الفيلم التعليمى بطريقة منظمة وذلك حتى يمكن أن ننمى فى المتعلم أنواع السلوك المرغوبة، سواء كانت وسيطة أو نهائية، ويتأتى ذلك عن طريق التركيز بالمثيرات البصرية المرتبة ترتيبا تتابعيا حسب مشاهد الفيلم والمثيرات الصوتية والتى يتم إدخالها أثناء عملية المونتاج(فتح الباب عبد الحليم، 1991).
وتمر عملية إنتاج الأفلام التعليمية بمراحل متعددة يكون خلفها قوى بشرية كبيرة وهذه المراحل هى إعداد المحتوى العلمى، ثم إعداد النص النهائى للتصوير، ثم تحديد أماكن التصوير طبقا للنص النهائى، ثم إجراء عمليات التوليف (المونتاج) لما تم تصويره من لقطات، حيث يقوم المخرج مع القائم بعملية التوليف حتى يخرج العمل على أحسن ما يكون.
فتعتبر عملية التوليف (المونتاج Montage, Editing) من أهم العمليات عند إنتاج هذه النوعية من البرامج فهى تحتاج إلى مستوى مهارى معين من القائمين عليها، فهى عملية الإخراج النهائى للفيلم حيث يتم توليف اللقطات بالترتيب الموجود فى سيناريو النص النهائى، ويتم إدخال أساليب الانتقال بين اللقطات، وإدخال الموسيقى التصويرية، وحذف الأجزاء غير المطلوبة، واختيار أفضل المشاهد التى تم تصويرها لكل موقف، كما يمكن إدخال الصوت والموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية فى مرحلة التوليف، فباستخدامها يمكن تكوين صور انسيابية ناعمة مناسبة، وذلك عن طريق حذف لقطات ليست لها علاقة بالموضوع أو تكون مشوشة أو تحتوى على أخطاء وقعت أثناء التصوير فهو يتغلب على المشاكل التى وقعت أثناء التصوير(جافين ميلار، 1987).
وعلى هذا فإن اكتساب الطلاب لمهارة التوليف ووصولهم إلى مستوى إتقانها، تعد أحد الأهداف الرئيسية للجانب العملى المرتبط بمقرر التصوير السينمائى والتليفزيونى الذى يدرسه طلاب الفرقة الرابعة تخصص تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر، ويتفرع من هذه المهارة عدة مهارات فنية عديدة منها مهارة التحكم فى الصوت سواء بالارتفاع أو الانخفاض أو حذف وإضافة أجزاء أخرى من الصوت، وإضافة الموسيقى، والمؤثرات الصوتية، وأسماء القائمين على العمل، وموسيقى المقدمة والنهاية كما يمكن من خلالها إضافة وأساليب الانتقال بين المشاهد واللقطات المكونة للبرنامج وهذه الوسائل كثيرة ومتنوعة ومن أمثلتها القطع "Cut" والمزج " Dissolve " والمسح "Wipe" بأنواعه المتعددة والإخفاء والظهور التدريجى Fade (Out-In) ، كما يمكن من خلال عملية المونتاج التركيز على النقاط الهامة فى البرنامج، كما يمكن إدخال وسائل لفت الانتباه على الأجزاء الهامة وكل هذه العمليات التى تتم على جهاز المازج تحتاج إلى مهارات عديدة لابد أن يصل فيها الطالب إلى مستوى الإتقان ولكن يحول دون تحقيق هذا الهدف زيادة أعداد الطلاب الذين يتناوبون التدريب على جهاز المازج الموجود داخل ستديو التصوير التليفزيونى.
ولأن مهارات إنتاج البرامج التليفزيونية التعليمية والتى منها مهارات المونتاج التليفزيونى تعتبر من المهام التخصصية للمتخصصين فى تكنولوجيا التعليم والتى تندرج تحت مهام هذه الفئة من المتخصصين فى إنتاج المواد التعليمية فقد كان من الضرورى التأكيد على أهمية إتقان أخصائي تكنولوجيا التعليم لهذه النوعية من المهارات بجانب مهارات تصميم وإنتاج المواد التعليمية واستخدام الأجهزة التعليمية الحديثة، فإتقان مهارات إنتاج البرامج التليفزيونية التعليمية تعتبر من متطلبات توظيف تكنولوجيا التعليم باعتبارها من المستحدثات التكنولوجية ومن متطلبات سوق العمل فى الوقت الحاضر(فتح الباب عبد الحليم سيد، 1998، ص: 18).
وللوصول إلى مستوى الإتقان المطلوب لأخصائى تكنولوجيا التعليم كان لابد من الاستفادة من إمكانات المستحدثات التكنولوجية مثل برامج الحاسب الآلى متعددة الوسائط كأحد مصادر التعلم فى إيجاد حلول لمشكلات إتقان المهارات العملية، فمن الممكن تناول مهارات إنتاج البرامج التليفزيونية التعليمية (مهارة التوليف تحديدا) من خلال تصميم برامج الحاسب الآلى متعددة الوسائط عن طريق أحد استراتيجات التعلم بمساعدة الحاسب الآلى وهى استراتيجية المحاكاة بالحاسب الآلى.
فيمكن محاكاة جهاز المازج الذى يتدرب عليه الطلاب عن طريق تصميم نموذج مجسم مشابه تماما للمازج الذى يتدرب عليه الطلاب فى الجانب العملى لمقرر التصوير السينمائى والتليفزيونى، وكيفية استخدامه وأداء المهارات عليه باستخدام أحد برامج المحاكاة الرسومية ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، والتى تعد أحد عناصر برامج الحاسب الآلى متعددة الوسائط وبذلك يمكن عرض هذه المهارات أكثر من مرة على الطلاب مع المحافظة على الأدوات والأجهزة المستخدمة فى تدريب الطلاب، ثم يقوم الطلاب بعد ذلك باستخدام المازج الموجود فى الاستديو.
ويمكن أن تستخدم برامج المحاكاة فى تطبيق الجوانب المهمة من جوانب التعليم والتدريب فهى تستخدم فى تقليد الأداء الحقيقى فيمكن عن طريق الحاسب الآلي محاكاة بعض الأحداث أو المواقف المماثلة لما يمكن أن يواجهه الفرد فى مواقف الحياة الطبيعية، وكثيرا ما تستخدم المحاكاة عندما يتطلب التدريب استخدام أجهزة ذات تكاليف عالية ووقتا طويلا أو تشكل خطورة على الفرد، كما أنها يمكن أن تستخدم فى حالة صعوبة العمل على الأصل فى الواقع العملى أو ندرة وجوده(أرنوف ويتيج، 2000).
وبرامج المحاكاة لها فوائد متعددة ففى الغالب يكون استخدام أنماط المحاكاة فى التدريب والتعليم المهارات أكثر أمنا من أداء المهارة بالفعل فى البيئة الواقعية، كما أنها تعتبر أقل تكلفة بكثير من استخدام الأجهزة الحقيقة اللازمة لأداء المهارات العملية المختلفة، ويمكن إعداد البرنامج الحاسوبى القائم على توظيف المحاكاة كى يقوم بأداء العديد من المواقف التعليمية المختلفة فى فترة زمنية وجيزة نسبيا بينما قد يصعب توفير الظروف الملائمة لأداء هذه المهام فى الواقع.
وتشير الدراسات إلى أن الاستجابات المتعلمة عن طريق النموذج المقلد الذى يحاكى الواقع وبتعزيزها يزداد احتمال أن تصبح جزءا من الذخيرة السلوكية للكائن الحى إذا ما قورنت بتلك الاستجابات التى لم يتم تعزيزها، ويتضمن التعلم بالنموذج ملاحظة بعض نماذج السلوك ويلي ذلك فيما بعد أداء نفس السلوك أو سلوك مشابه له، كما أن خصائص النموذج تؤثر تأثيرا جوهريا فى مدى فاعلية التعلم بالنموذج فنجد مثلا أنه كلما زاد التشابه بين خصائص الأصل وخصائص المشابه له زاد احتمال حدوث التعلم بالنموذج(جابر عبد الحميد جابر، 1991).
ويرى باندورا (1965) أن التعلم من خلال المحاكاة والملاحظة يتم من خلال عمليات الانتباه، والاحتفاظ، والناتج السلوكى؛ حيث يتأثر الانتباه فى المتعلم بخصائص النموذج موضع الاحتذاء Modeling، كما أن تخزين المعلومات يتم فى صورة رمزية تصويرية تدل على صورة حقيقية للخبرة وهذه الصور هى التى يتم استرجاعها فى المواقف الملاحظة بعد حدوث التعلم بالملاحظة. وذلك من خلال الصور البصرية السمعية تمهيدا لترجمة ما قد تم تعلمه والاحتفاظ به إلى أداء ظاهرى(فؤاد أبو حطب،أمال صادق،1994).
إن استخدام النماذج البصرية لتعلم المهارة مبدأ مقبول ومعترف به إذا أريد سرعة اكتساب المهارة ويتم ذلك عن طريق التقليد للنموذج الذى يعرض أمام المتعلم فالفرد يراقب التتابع الكلى قبل أن يجرب المهارة بدلا من أن يجرب خطوة خطوة، وكان ذلك شائعا فى تعلم المهارات باستخدام الأفلام المتحركة وبالتالى يجب أن يراعى فى هذه الأفلام:
1) أن تصور المهارة بمستوى وجودة عاليين من الكفاية.
2) أن يحلل الأداء بعناية ويبسطه وذلك بحذف جميع الحركات غير الجوهرية(جابر عبد الحميد جابر، 1991).
ويعتبر الحاسب الآلى وبرامجه بالوسائط المختلفة فى التعليم من أهم وسائل تفريد التعليم الذى يعد بدوره مطلبا أساسيا فى تكنولوجيا التعليم لمقابلته للفروق الفردية بين المتعلمين، وذلك لاختلاف المتعلمين فى قدراتهم الجسمية والعقلية وفى أنماطهم المعرفية والتعليمية ومدى تعلمهم وتفاعلهم مع استراتيجيات وطرق وأساليب التعليم وفى قيمهم وانفعالاتهم واهتماماتهم التى تجعل من التعلم شيئا ممتعا بالنسبة للمتعلمين (عبد اللطيف الجزار، 1995، ص:111).
وتعتمد نظم تفريد التعليم على استخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة وذلك لأن كل وسيط يختلف عن الآخر فى خصائصه ومميزاته ودوره فى العملية التعليمية ولمواجهة الأنماط التعليمية المختلفة لدى المتعلمين فهي تعمل على إثارة الدوافع وتوفير الحافز وتهيئة الظروف المناسبة للتعلم كما تستدعى الخبرات السابقة وتمد المتعلمين بخبرات جديدة وتساهم فى تنشيط استجابة المتعلم وقيامه بدور إيجابي وإكسابه مهارات متنوعة وتعديل اتجاهاته.
وتكنولوجيا الوسائط المتعددة تتكون من عناصر كثيرة متعددة منها الصوت، والموسيقى، والنصوص المكتوبة، ولقطات الفيديو، والصور الثابتة، والرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد وتعرض جميعا بشكل متكامل متزامن متفاعلة على شاشة الحاسب الآلى بحيث تقدم المعلومة بأكثر من وسيط وتجذب الطلاب للتعلم والتعامل والتفاعل مع جهاز الحاسب الآلى بشكل مباشر(Tay ,1996, P:15).
وتعد عملية تصميم برامج الوسائط المتعددة إحدى الركائز الأساسية عند إنتاج هذه النوعية من البرامج فالتصميم الجيد يؤدى إلى برنامج جيد يحقق العائد منه ويحقق أهدافه المرجوة ونمط الإبحار داخل برامج الوسائط المتعددة Navigation Type أحد أهم ركائز عملية تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة وبدونها لا يعد برنامج متعدد الوسائط، ذلك لأنها تجعل المتعلم يتفاعل مع البرنامج ويتجول ويبحر للوصول إلى المعلومات التى تتضمنها شاشات البرنامج وبالتالى تتحقق الأهداف المنشودة من عرض المحتوى العلمى، وتتوافر فى جميع البرامج التى تستخدم فى تصميم وإنتاج برامج الحاسب الآلى متعددة الوسائط أدوات لبناء نظم الإبحار، وتتعدد أنماط الإبحار التى تستخدم عند تصميم وإنتاج برامج الحاسب الآلى متعددة الوسائط ويتفق على ذلك كل من(Tay,1996)،(Hofstter,1995)،(Hillmaa,1998) فمنها نمط الإبحار الشبكى ونمط الإبحار الهرمى وقد تم اختيارهما نظرا لما لهما من خصائص تفيد فى زيادة معدل التحصيل المعرفى واكتساب المهارات العملية وإتقانها وسيتم تناولهما بالتفصيل فى الفصل التالى وفيما أهم نقاط تميزهما:
نمط الإبحار الشبكى Networkوهو تصميم إبحارى يتصف بالحرية عند سير المتعلمين فى العرض من خلاله لكنه مركب فى شبكة من الخطوات المتصلة ببعضها، وتكون الموضوعات فى هذا النوع من العروض مجزأة إلى أجزاء متعددة بينها روابط ووصلات، ويمكن للمتعلم أن يسير فى أى اتجاه أثناء تعلمه واكتشافه لمحتويات العرض وهو يعتمد فى ذلك على أدوات لفت الانتباه، كما أنه يتيح طريقة غير خطية للتجول بين شاشات البرنامج للوصول إلى المعلومات.
أما النمط الثانى للإبحار فهو النمط الهرمى Hierarchy وفيه يتجول المتعلم داخل البرنامج على طول التفريعات الشجرية الصادرة عن شجرة البناء المنطقية للمحتوى العلمى للبرنامج والتى يتم تصميمها وتطويرها من خلال التحليل المنطقى لطبيعة المحتوى وفى كل اختيار فى هذا التسلسل الهرمى يزود المتعلم بقائمة من الاختيارات الأخرى مع العديد من البدائل المتاحة للإبحار خلال الأجزاء الفرعية الصغيرة فى المحتوى ولا تكون هناك أى قيود على مدى أو عدد القوائم الرئيسة التى تشتمل عليها خرائط الإبحار ذات النمط الهرمى المهم أن تكون مسلسلة تسلسلا منطقيا. فيشير برونر إلى أن تسلسل المعلومات أو المحتوى التعليمى مهم جدا عند تعليم الصغار والكبار ومن الأهمية عند إعداد التسلسل أن ندرس ظروف التعلم ومدى تقدم المتعلم ودرجة الابتكار التى يشجعها وقدرته الممكنة على نقل ما تعلمه والسرعة العامة فى التعليم أو الاقتصاد فيه (جابر عبد الحميد جابر، 1991).
وخلال إبحار المتعلم داخل البرنامج يتفاعل مع جميع المثيرات التى يحتويها البرنامج فمن مزايا التفاعل فى العملية التعليمية أنها تحقق أهدافا تعليمية فى المجال المعروض على الطلاب كما يمكن أن يتناول مهارات معينة تكون على مستويات عليا للتعلم مثل مهارات حل المشكلات، ومهارات اتخاذ القرارات، وتنمية الابتكار، إذ يمكن تعلم مثل هذه المهارات أو الأهداف من خلال فترات التفاعل بين المعلم والطلاب (جيرولد كمب، 1987).
وتتضمن برامج تأليف الوسائط المتعددة العديد من الأدوات التى يمكن استخدامها لتصميم العديد من أنماط الإبحار المختلفة وبمستويات متعددة، فيمكن عرض المحتوى العلمى بعدة طرق وأساليب مختلفة وذلك حسب متطلبات الأهداف الموضوعة.
ولقد أكد المؤتمر القومى لتطوير التعليم على أهمية استخدام مصادر التعليم المختلفة فى كليات التربية فتضمنت توصياته على استخدام الآلات التعليمية والدوائر التليفزيونية المغلقة والوسائل السمعية والبصرية وأن يمارس الطلاب والمعلمون طرق استخدام هذه الوسائل وذلك للاستجابة لمتطلبات التطور العلمى فى العصر الحديث(المركز القومى للبحوث، 1987).<!-- google_ad_section_end -->
ساحة النقاش