مع تزايد معدلات التركيز وطول ساعات المذاكرة خلال موسم الامتحانات، ينتاب الطلبة حالات خمول وصداع وأحيانا آلام فى المعدة، تظهر بشكل مفاجئ، مما يعوقهم عن التركيز وتؤدى إلى الاستسلام للنوم وإنهاء المذاكرة سريعا، وهنا لابد من تدخل الأم أو الأب لتهدئة الطالب نفسيا قبل أن تسيطر عليه تلك الحالة التى يصفها الأطباء بأنها إنذار كاذب بالمرض، ومن الضرورى السيطرة على تلك الأعراض الهروبية مبكرا قبل تغلغلها فى نفسية الطالب واقتناعه بأن المذاكرة هى سبب هذه الأعراض المرضية..
ويقول دكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر: تعرف تلك الحالة بـ«النفس جسمانية» وتحدث عندما يعجز الإنسان عن التخلص مما ينتابه من قلق وتوتر لأى سبب، ليتحول الأمر مع الوقت من الألم النفسى إلى الأعراض الجسدية كأن يشعر الشخص بالسعال أو الإسهال أو الإمساك، أو زغللة العينين أو اضطراب الرؤية وبالطبع الشعور بالصداع أو الرغبة فى النوم المتواصل..
وقد يمتد الأمر إلى الإحساس بعدم القدرة على الوقوف، وكل ذلك لا يدل إلا على الرهبة والقلق والاضطراب.. ومن يشعر بهذه الأعراض تظل ملازمة له وبشكل واضح حتى انتهاء أسبابها النفسية أو الاجتماعية..
و«النفس جسمانية» ليست متلازمة يصاب بها الجميع، فهناك من يقومون بالادعاء لغرض ما وهؤلاء من السهل كشفهم مع الوقت، والمشكلة فى تلك الأعراض بالنسبة لمن يعانون منها من الطلاب أنها رغم كونها تخيلية فإنها قد تؤدى بهم للتعرض لأزمات شديدة أخطرها عدم الثقة بالنفس.
والطلاب المصابون بهذه الحالة نوعان: الأول متفوق يحرص على الكمال وتحصيل أعلى الدرجات، والثانى ضعيف وخائف من الامتحان، لكن الأعراض واحدة وإن لم تعالج فى البداية وهى نفسية فقط قد تتحول سريعا إلى أعراض عضوية..
والعلاج فى تلك الحالات يكون بشكل «سلوكى معرفى» بينما تلعب الأدوية دوراً لا يتعدى ٢٠%، فى حين يقع الجانب الأكبر من العلاج على الجزء السلوكى، وأولى خطواته هى طمأنة الشخص وإزالة مخاوفه مع تدخل المحيطين سواء الأبوان أو الأصدقاء لتخفيف الضغوط من خلال النزهات البسيطة، ممارسة الرياضة، مساعدة الطالب على ممارسة ما يسعده لمدة ١٠ دقائق كالرسم أو القراءة، مع الحرص الشديد على منع المشاحنات المنزلية وعزل الطالب عن أى مسببات للتوتر.. وسرعة استشارة الطبيب حال تفاقم الأعراض الجسدية أو النفسية.
|
ساحة النقاش