للعنف..بدائل آمنة.. لتأديب الأبناء
كتبت - إيمان خضير:
جرائم عديدة تكشف عن مدي القسوة في العقاب, والعنف في التأديب.. فما أسبابها؟ وماعقوبتها في القانون؟ وهل هناك بديل لضرب الأبناء في حالة ارتكابهم مايستوجب العقاب والتأديب؟
فمنذ أيام لقيت طفلة عمرها عامان ونصف عام مصرعها فشكت الأم ـ مطلقة ـ في أن الأب قتلها, وعندما استخرجت النيابة الجثة ثبت وجود إصابات مختلفة في أنحاء جسدها، فوجهت له النيابة تهمة القتل العمد.
وقبل هذه الواقعة تكررت حوادث قتل الأبناء عقب ضربهم عقابا لهم, فهذا صياد اعتقد أن ابنته تكذب عليه فكواها بالنار حتي ماتت, وذاك أب ظل يضرب ابنه حتي الموت ليعترف بسرقة مائة جنيه من عمه, وآخر ضرب إبنه بعصا غليظة عقابا علي سرقة مبلغ مالي فأودي بحياته.
يعلق الدكتور أحمد جمال ماضي أبوالعزايم, أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة موضحا, أن هناك بدائل آمنة أفضل من الضرب والعقاب البدني, لتأديب الطفل, إذا لم يطع الأوامر, أو تصرف بصورة خاطئة أو لتعديل سلوكه ومنها أن تكون محبا وحازما, فعادة مايؤدي الإحباط والاندفاع إلي ضرب الطفل, ولتعديل سلوكه يمكن أن تنظر في عينيه, وأن تمسك به بحنان وتحدثه بكلمات رقيقة, وإذا أقدم طفلك علي شيء كبير مثل السرقة أو كسر الزجاج يمكن أن تخصم من مصروفه, كما يمكن أن تطلب منه أداء أعمال منزلية معينة أو بعض الأعمال الاضافية خارج المنزل ذات طابع إيجابي فهي تجعل الطفل يلتزم بما نهي عنه ويجعله يقبل العقاب.
ويقول د. علي خضر أستاذ علم الإجتماع بجامعة حلوان: يتم ضرب الأطفال أحيانا بدافع الإنتقام أو لاختلاط المعايير فيتفنن بعض الآباء في تنويع سبل تأديب أبنائهم فأصبح من المعتاد أن نقرأ في وسائل الاعلام عن أب يقتل ابنه.
وطالب بضروة توعية الآباء والأمهات من خلال وسائل الاعلام المختلفة لحماية الاطفال من العنف الأسري.
وعن العقوبة القانونية لهذه الافعال يقول عمرو شطا المحامي: يتم توقيع العقوبة حسب تكييف النيابة العامة لها وظروف الواقعة, ومن هنا يتم تقسيمها الي جنحة أو جناية, وغالبا في حالة ضرب الأم أو الأب لأبنائهما ضربا أفضي إلي موت يكون تحت بند قتل خطأ فهما هنا يحاولان تأديب أبنائهما ولكن القسوة تؤدي إلي القتل فاذا اعتبرتها المحكمة جنحة تكون عقوبتها3 سنوات سجنا مع الشغل. أما في حالة شبهة اقتران الجريمة بسبق إصرار وترصد فتكون جناية وتوقع العقوبة طبقا لظروف الواقعة وتتراوح بين السجن3 سنوات و25 عاما.
ساحة النقاش