جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
التلاعب بالتاريخ
|
28/05/2010 10:47:02 م
|
بقلم : رفعت فىاض[email protected]
|
من قال عبارة " التاريخ يكتبه المنتصرون " قال فأوجز ـ فتلك الحقيقة الموجعة قديمة قدم الإنسان نفسه منذ كان يحتفل بانتصاره في كهفه بين عشيرته متغنيا بفضائله ومعرضا بعدوه المهزوم مرورا بالشاعر العربي الذي كان يطلق للسانه العنان في تعداد محاسن قومه المظفرين ومخازي القبيلة المهزومة ووصولا إلي بعض المؤرخين الذين كانت اقلامهم تتغير مع تغير الدول والملوك وبلغ الأمر أنه عند عرض أي من أفلام ماقبل الثورة كنت في أي مشهد به صورة للملك فاروق ـ وعندما تولي جمال عبد الناصر الرئاسة بعد انقلابه علي الرئيس محمد نجيب ظهرت في كتب التاريخ المدرسية عبارة " جمال عبد الناصر هو اول رئيس جمهورية لمصر " تلك العبارة بقيت في تلك الكتب حتي سنوات قريبة جدا في إنكار فج للحقيقة في وجود رئيس إسمه محمد نجيب ! . واشهر نموذج لهذا النوع كما يكشف الاديب الشاب وليد فكري في كتابه » تاريخ شكل تاني « هو ماتفعله الحركات الصهيونية وإسرائيل نفسها من إدعاء دائم لتعرض اليهود للاضطهاد قديما وحديثا في سعي لتبرير أي ممارسات وحشية وأي اعتداءات ضد جيرانها ، فتجد الكتابات الصهيونية تزخر بالوصف الملحمي المؤثر لما فعله نبوخذ نصر البابلي باليهود من سبي وتقتيل وما ارتكبه الرومان في حقهم من إلقاء في حلبات مصارعة الأسود ، وماقام به هتلر من محرقة وتجارب وحشية في معتقل أوشفيتر رغم أن ماجري لهم من اضطهاد لايزيد علي ماجري للأقباط علي يد الرومان لخروجهم عن المذهب الإمبراطوري أو للمسلمين في الأندلس علي يد محاكم تفتيش قشتالة من طرد وتنصير جبري او للمسيحيين في اليمن علي يد يوسف ذي نواس " يهودي" الذي ألقاهم في اخدود النيران ، بالإضافة إلي ماجري من بعض كتاب التاريخ اليهودي الذين أخرجوا شعوبا كاملة من الجنس السامي " »الأراميين ، والفينيقيين ، والكنعانيين " وهم السكان الأصليون لفلسطين ولبنان وسوريا لأسباب لاأراها خفية ـ هذا التلاعب بالحقائق التاريخية سواء بالاختلاق أو بالتضخيم المبالغ فيه لآثارها لايختلف كثيرا عما يفتعل لنفسه عاهة ليشحذ بها وليكسب تعاطفا يعمي الأعين عن أي كوارث يرتكبها ، ويبلغ العبث أقصي درجاته من خلال فرض بعض الدول قوانين تجرم جنائيا وتحت عقوبات قاسية أي إنكار ولو علي أساس علمي لتلك التلاعبات التاريخية الفاضحة ، هذا نوع فظ من العبث بالتاريخ ولكنه نوع مبرر واضح الأسباب والأهداف والنتائج لااراه يحتاج إلي تفسيرات أو تحليلات بقدر مايحتاج إلي مواجهة صادقة منظمة من البقية الباقية ممن يراعون للتاريخ حرمته وللحقيقة قدسيتها !"0هذا ما أريد أن أضعه أمام د0أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم حتي يقود في ثورة تصحيحه الحالية بوزارة التربية والتعليم قضية إعادة كتابة التاريخ الذي يدرس لأولادنا بالمدارس حتي ننقيه من أية معلومات خاطئة وأن يكون معبرا بالفعل عن الحقائق التاريخية دون تزييف.
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش