المال السايب‮ ‬يعلم السرقة‮
  استشراء الفساد وإهدار المال العام أهم أسباب تراجع التنمية في‮ ‬مصر
تقرير‮ - ‬ماجدة صالح‮:‬ كشفت دراسة حديثة أن الفساد في‮ ‬مصر أصبح مستشرياً‮ ‬بشكل لا‮ ‬يمكن للبلاد أن تتحمله وأن النيابة الإدارية وحدها تحقق في‮ ‬70‮ ‬ألف قضية فساد سنوياً‮ ‬غير ما تحققه جهات قضائية أخري‮.‬ وأشارت الدراسة إلي‮ ‬ان التقرير السنوي‮ ‬الرابع الذي‮ ‬يصدره مركز أبحاث‮ »‬هيرتدج‮« ‬ومقره الرئيسي‮ ‬واشنطن وينشر سنوياً‮ ‬بالتعاون مع صحيفة‮ »‬الوول ستريت جورنال‮« ‬أن مصر تحت المعدل القياسي‮ ‬للاقتصاد الحر بسبب انتشار الفساد الحكومي،‮ ‬وأن رشوة موظفي‮ ‬الدولة في‮ ‬المناصب المتدنية أصبحت جزءاً‮ ‬من الحياة اليومية‮. ‬وأن هناك ادعاءات فساد ضخم بين مسئولين رفيعي‮ ‬المستوي‮ ‬في‮ ‬مصر‮.‬ وأشارت الدراسة إلي‮ ‬أنه بالرغم من وجود تحسن بسيط في‮ ‬الأوضاع الاقتصادية في‮ ‬مصر إلا أن الفساد الذي‮ ‬انتشر كالسرطان في‮ ‬معظم القطاعات الحكومية أصاب عملية التنمية بشلل تام وخلل واضح في‮ ‬عملية توزيع الدخل والانفاق علي‮ ‬الخدمات في‮ ‬مصر‮.‬ وأضافت الدراسة والتي‮ ‬أعدها نجاد البرعي‮ ‬قدمت للمركز المصري‮ ‬للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن إجمالي‮ ‬الانفاق علي‮ ‬الصحة الجنسية من المصروفات العامة في‮ ‬الموازنة العامة للدولة رقماً‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز‮ ‬3‭.‬6٪‮ ‬فقط في‮ ‬عام‮ »‬2008‮ - ‬2009‮«‬،‮ ‬في‮ ‬حين أنها كانت‮ ‬1‭.‬2٪‮ ‬من الموازنة العامة في‮ »‬2001‮- ‬2002‮« ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬12‭.‬1‮ ‬مليار جنيه هو حجم الانفاق العام في‮ ‬قطاع الصحة وأن معظمه‮ ‬يذهب إلي‮ ‬الأجور التي‮ ‬تأخذ النسبة الغالبة في‮ ‬مصروفات الصحة بنسبة‮ ‬50٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬الانفاق في‮ ‬الصحة‮.‬ وبالنسبة للتعليم فقد ذكرت الدراسة أن الاستثمارات المخصصة له خلال عام‮ ‬2007‮- ‬2008‮ ‬بلغت‮ ‬3‭.‬5‮ ‬مليار جنيه منها‮ ‬1‭.‬3‮ ‬مليار جنيه لتطوير التعليم قبل الجامعي‮ ‬ونحو‮ ‬1‭.‬5‮ ‬مليار جنيه للتعليم العالي‮ ‬والجامعي‮ ‬و710‮ ‬ملايين جنيه للبحث العلمي‮ ‬وتبلغ‮ ‬استثمارات العام‮ ‬2008‮- ‬2009‮ ‬مبلغ‮ ‬3‭.‬8‮ ‬مليار جنيه‮.‬ وأكدت الدراسة أن تقرير التنمية البشرية في‮ ‬مصر لعام‮ ‬2008‮ ‬أكد علي‮ ‬دور الفساد في‮ ‬زيادة معدلات الفقر،‮ ‬وأن هناك‮ ‬12‭.‬6‮ ‬مليون فقير‮ »‬فقراً‮ ‬مدقعاً‮« ‬بنسبة‮ ‬37٪‮ ‬من الفقراء‮ ‬يعيشون في‮ ‬ألف قرية مصرية وبما‮ ‬يعادل‮ ‬37٪‮ ‬من الفقراء ويعيش الباقي‮ ‬في‮ ‬المدن‮.‬ وحذر التقرير الذي‮ ‬يشرف علي‮ ‬إعداده التخطيط القومي‮ ‬ووزارة الاستثمار المصرية والبرنامج الإنمائي‮ ‬للأمم المتحدة من تلاشي‮ ‬الطبقة الوسطي‮ ‬في‮ ‬ظل انخفاض معدل الأجور وعدم وجود سياسات فاعلة للحد من نسبة الفقر،‮ ‬مطالباً‮ ‬الحكومة المصرية بتعديل مجموعة من القوانين والسياسات لتحقيق تعاون مثمر مع منظمات المجتمع المدني‮ ‬وبما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬تحسين ترتيبها العالمي‮ ‬في‮ ‬مجال التنمية البشرية‮.‬ وكشفت الدراسة أن هناك العديد من الأمور تعد سبباً‮ ‬رئيسياً‮ ‬في‮ ‬إهدار المال العام في‮ ‬مصر وأن المشكلة الأساسية في‮ ‬قضايا إهدار المال العام تكمن في‮ ‬عدم اتصال علم الجهات القضائية بواقع إهدار المال العام،‮ ‬ففي‮ ‬الغالب تحرص الجهة التنفيذية أو الشخصية الاعتبارية العامة علي‮ ‬التكتم علي‮ ‬هذا النوع من المخالفات المالية والقانونية‮.‬ وأضافت الدراسة أن المواطنين بشكل عام ليس لديهم الوعي‮ ‬أو الجرأة الكافية للإبلاغ‮ ‬عن تلك الجرائم وعدم تناسب تمكين بعض الجهات الرقابية مثل الجهاز المركزي‮ ‬للمحاسبات من الإبلاغ‮ ‬عن الجرائم بالرغم من المادة الخامسة في‮ ‬القانون المصري‮ ‬والتي‮ ‬تؤكد أن‮ ‬يختص الجهاز بفحص ومراجعة القرارات الصادرة من الجهات الخاضعة لرقابته في‮ ‬شأن المخالفات المالية التي‮ ‬تقع بها وذلك للتأكد من أن الإجراءات المناسبة قد اتخذت بالنسبة لتلك المخالفات والمسئولين عن ارتكابها ويتعين موافاة الجهاز بالقرارات المشار إليها خلال ثلاثين‮ ‬يوماً‮ ‬من تاريخ صدورها مصحوبة بكافة أوراق الموضوع،‮ ‬وأن هناك خللاً‮ ‬في‮ ‬قوانين المنظمة لأداء بعض الجهات الرقابية مثل قانون الجهاز المركزي‮ ‬للمحاسبات بما لا تسمح لتلك الجهات من إبلاغ‮ ‬الجهات القضائية عن أي‮ ‬جرائم مالية قد تكتشفها،‮ ‬وفي‮ ‬الغالب فإن تلك الجهات الإدارية التي‮ ‬تخضع إلي‮ ‬رقابته تتميز بالمماطلة في‮ ‬الرد وتسويف الأمور وللجهات الإدارية قول مأثور للرد علي‮ ‬الجهاز المركزي‮ ‬للمحاسبات‮.. ‬سوف نراعي‮ ‬ذلك في‮ ‬المستقبل‮!!‬ وأضافت الدراسة أن بعض القوانين مثل قانون المناقصات والمزايدات وقانون الموازنة العامة تسمح بعدد كبير من المخالفات التي‮ ‬تتعلق بعمليات الاسناد المباشر بمنح سلطات واسعة لبعض رؤساء المصالح والوزراء في‮ ‬السماح بعمليات إسناد بالأمر المباشر علي‮ ‬النحو الذي‮ ‬ستعرضه في‮ ‬طبيعة المخالفات التي‮ ‬رصدتها الوحدة القانونية‮.‬ وعلي‮ ‬سبيل المثال قانون الموازنة العامة الذي‮ ‬قصر سلطة إحالة المخالفات التي‮ ‬ترد علي‮ ‬تطبيق بنود الموازنة العامة علي‮ ‬وزير المالية فقط دون‮ ‬غيره،‮ ‬إلي‮ ‬جانب أن بعض المخالفات التي‮ ‬أوردها المشرع في‮ ‬قوانين مهمة مثل قانون المزايدات والمناقصات وقانون الموازنة العامة اعتبرها المشرع من قبيل المخالفات الإدارية وتقتصر فيها العقوبة علي‮ ‬الجزاءات التأديبية علي‮ ‬الرغم من أنه قد‮ ‬يترتب عليها أضرار بالغة‮.‬ وأشارت الدراسة إلي‮ ‬أن عدم إعمال بعض النصوص العقابية المهمة‮ ‬يعد من أسباب انتشار الفساد وإهدار المال العام في‮ ‬مصر مثل نص المادة‮ »‬116‮« ‬الذي‮ ‬يؤكد أن كل موظف عام تسبب بخطئه في‮ ‬إلحاق ضرر جسيم بأموال أو مصالح الجهة التي‮ ‬يعمل بها أو‮ ‬يتصل بها بحكم وظيفته أو بأموال الغير أو مصالحهم المعهود بها إلي‮ ‬تلك الجهة سواء كان ذلك ناشئاً‮ ‬عن إهمال في‮ ‬أداء وظيفته أو عن إخلال بواجباتها أو عن إساءة استعمال السلطة‮ ‬يعاقب بالحبس وبغرامة تتجاوز قيمتها خمسمائة جنيه أو بإحدي‮ ‬هاتين العقوبتين وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد علي‮ ‬6‮ ‬سنوات وغرامة لا تتجاوز ألف جنيه إذا ترتب علي‮ ‬الجريمة إضرار بمركز البلاد الاقتصادي‮ ‬أو بمصلحة قومية لها‮.‬ وأكد نجاد البرعي‮ ‬في‮ ‬دراسته أنه لابد من إعادة الاعتبار إلي‮ ‬المجالس الشعبية المحلية ليس فقط بضمان نزاهة الانتخابات ولكنه أيضا من خلال إعادة الحق في‮ ‬الاستجواب وسحب الثقة إليها حتي‮ ‬يمكن لها أن تقوم بدورها في‮ ‬حماية المال العام‮.‬
 
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 263 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,319