خلط الدين بالتدين.. وراء كل الخلافات الفكرية الصوفية في مصر.. بدأوا فرادي بخلاف الدول الأخري صلاح الدين حارب التشيع بالتصوف |
تقييم الدور الصوفي في العالم وأهميته في عصرنا الحاضر والمستقبل كان موضوع الندوة التي أقامتها الطريقة العزمية وشارك فيها عدد من العلماء والمهتمين بالشأن الصوفي ودار فيها حوار بين أعضاء المنصة والمريدين من الصوفية. في البداية قال الدكتور عمار علي حسن الذي جا ء متحدثا رئيسيا بعد كتابه الذي لاقي ردود أفعال متباينة والذي تناول فيه التصوف ودوره في العالم: من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن نفصل بين الدين والسياسة. والدولة الإسلامية في بداية الإسلام كانت دولة مدنية لأن الإسلام لا يعرف شيئا اسمه رجال الدين ولكن يعرف علماء الدين وفقهاءه. وأضاف أننا لابد أن نفرق بين الدين والتدين وعلوم الدين لأن المشكلة تبدأ عندما يعرض البعض تدينه علي أنه الدين الصحيح وهذا خطأ كبير يخلق مشكلات وأخطاء متشعبة خاصة عندما يحاول البعض فرض ما يعتقدونه فرضا ولا يقبلون ما يراه الآخرون. والحقيقة أن الدين في الإسلام هو الوحي المقدس وما ثبت صحته في السنة المطهرة وما عداه آراء واجتهادات تقبل وترد وكلام الأئمة الكبار في هذا الموضوع كثير وواضح. ومع ذلك تاجر البعض بالدين في جميع الرسالات وخلقوا هالة حول آرائهم وآراء آخرين وتحول الأمر في كثير من الأحوال إلي أساطير. وإذا صحت بعض الحالات الإنسانية التي تتصف بالسمو الروحي إلا أن البعض بالغ في هذه القدرات فخلق مشكلة جديدة وأساء إلي الصالحين. وأضاف: أن الأزمة تكون عندما يختلط الدين بالتدين فقد ينتقد أحدهم تديني أو علوم ديني لكنه لا ينتقد ديني خاصة إذا كنا نؤمن بدين واحد وبالتالي لا يجب أن نتهم بعضنا بالكفر أو ندعو إلي قتل بعضنا مادامت المشكلة في التدين وليس الدين. وقال: إن الصوفية لعبت دورا كبيرا في السياسة وفي صناعة الحرية والذود عن الأوطان فقد قاومت السنوسية الاستعمار الإيطالي في ليبيا وقاومت القادرية الاستعمار الفرنسي بالجزائر وقامت التيحانية الاستعمار الفرنسي والإنجليزي في غرب أفريقيا وكما وحدت المهدية السودان وكانت المهدية تجهز جيشا لتحرير مصر من الإنجليز كما قاوم محمد عبدالله حسن الاستعمار في الصومال وحررت الصوفية أندونيسيا من الاستعمار الهولندي كما أنها قادرة علي أن تمهد طريقا مبهرا للأوروبيين بدليل أن شعر مولاي جلال الدين الرومي من أكثر ما يقرأ في أوروبا وأمريكا. وأشار إلي أن الصوفية هي أحد الردود العملية لمقولة إن الإسلام انتشر بالسيف ذلك لأن من يقول ذلك يخلط بين الدين والتدين فما تم في العصر الأموي والعباسي هو تدين وليس دينا .. وقال: إن الصوفية في مصر بدأت فردية لكنها متعمقة في وجدان الشعب المصري حتي قال ذوالنون المصري: من ليس في قلبه حظ من التصوف فإيمانه ناقص وهو يقصد التصوف الذي يعني الامتلاء الروحي.. وقد تحولت الفردية إلي طرق تأسيا بما في المغرب العربي وقد التقطها القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي وكان لها دورها العظيم في محاربة المذهب الشيعي الفاطمي الذي لم يستطع التجذر في قلوب الشعب المصري. فأنشأ صلاح الدين الزوايا.. لذا فمن قال إن التصوف باب للتشيع مخطيء . أخيرا فإن الطرق الصوفية يعول عليها كثيرا في المستقبل إذا شاركت في العمل الاجتماعي بشكل أوضح وأعمق.. وفي مداخلة قال السيد علاء أبوالعزايم إن الذين قاتلوا مع صلاح الدين الأيوبي صوفية والذي جهز الجيش في حرب التتار معاونا للقائد العظيم سيف الدين قطز كان العز بن عبدالسلام وكذلك الذين قاوموا الحملة الفرنسية كما كان دور الصوفية حديثا بارزا في روسيا كما أن معظم الذين نشروا الإسلام في أوروبا وأفريقيا كما أن للصوفية إيجابيات وكذلك سلبيات يجب أن نعترف بها. الدكتور أحمد السايح - الأستاذ بجامعة الأزهر- أكد أننا يجب علينا الوقوف علي إيجابيات المنهج الصوفي وسلبياته حتي نخلص إلي إيجابياته فقط. فالصوفية أقرب إلي الناس وأكثر التصاقا بالمجتمع وفي إمكانهم الارتقاء به وتقديم العلاج الناجع لمشكلاته . |
نشرت فى 14 مايو 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,791,609
ساحة النقاش