والتي تتطلب ضرورة الاستعداد والاعداد الجيد والتخطيط العلمي والتدريب المستمر لتحقيق الاستعداد الجيد وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمات والكوارث والحد من أخطارها. يعتبر علم ادارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها من العلوم المهمة الآن في الدول المتقدمة, فهناك العديد من البرامج الدراسية التي تهتم بهذا المجال المهم, كما أن هناك العديد من مراكز التدريب العملي المتقدم لتدريب وإعداد الكوادر البشرية للتعامل الناجح والسريع مع الأزمات والكوارث, وأيضا توافر الأجهزة والمعدات الحديثة للتعامل معها, هذا بالإضافة للندوات والمؤتمرات وورش العمل والمؤلفات المتزايدة حول ادارة الأزمات والكوارث, ويعتبر التشخيص الصحيح للأزمات والكوارث, العامل الأساسي للتعامل الناجح معها, وبدون هذا التشخيص يصبح التعامل مع الأزمات ارتجاليا, وتعد المعلومات المتوافرة والصحيحة الأساس للتشخيص الصحيح للأزمات, وعلي الرغم من أن الدول النامية هي وللأسف الشديد الأكثر تضررا من الأزمات والكوارث فإن مثل ذلك الاهتمام بهذا العلم الحيوي مازال بعيدا عن المطلوب, ولعل أفضل إستثمار للموارد الطبيعية يكمن في الادارة السليمة للأزمات والكوارث. لقد برهنت الإحصائيات الناجمة عن الأزمات والكوارث أن هناك ضرورة ملحة للاهتمام بعلم ادارة الأزمات والكوارث, وتأسيس مراكز تدريبية متخصصة في هذا المجال, مع التدريب والتطوير المستمر لمهارات الكوادر العاملة فيه, وضرورة التعاون مع المراكز التدريبية والبرامج الجامعية( مرحلتي التخرج والدراسات العليا) المهتمة بمجال الأزمات والكوارث في الدول المتقدمة, وهناك أهمية لاختيار أحدث الأجهزة والمعدات الضرورية للتعامل الناجح مع الأزمات والكوارث, ومع التقدم والتطور المتنامي في تقنيات أجهزة الكمبيوتر والواقع الافتراضي, أصبح هناك ضرورة للاستفادة الجادة من هذه التقنيات في تصميم واعداد برامج تدريبية لمواجهة وادارة أزمات وكوارث افتراضية وتدريب المسئولين والعاملين عليها للاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث الحقيقية بكفاءة تحت الظروف المختلفة, وهناك أهمية لكيفية التعامل الصحيح مع الإعلام خلال الأزمات والكوارث, اذ إن لكيفية ادارة الاتصال والإعلام أثرا بالغا ومهما في نجاح ادارة الأزمة أو الكارثة. وفي النهاية لابد من تأكيد أنه أصبح من الضروري بل من الملح إعداد برامج متقدمة للإعداد السليم والتعامل الناجح مع الأزمات والكوارث, تركز علي التدريب العملي المستمر لصقل مهارات الكوادر البشرية وتنمية أدائها ورفع مستوي الإستعداد, وضرورة التعاون بين القطاعات المختلفة بالدولة للحد من مخاطر الأزمات والكوارث.
|
ساحة النقاش