الدين يقول لك
يقدمها : فريد ابراهيم

لغة القرآن.. تتراجع رغم التدين الظاهر
ضعف اللغة القومية.. انهيار للشخصية وتهديد للوجود
الضعف الذي تعانيه لغتنا العربية علي كافة الاصعدة سواء التعليمية أو العملية مشكلة خطيرة يجب تداركها لأن الشعوب هي التي تحافظ علي لغتها وليس الآخرون والتقرير الذي نشرته مجلة الايكونوست البريطانية تقرير يؤكد هذه الحقيقة بل انه نشر أمثلة علي ضعف اللغة لدي ابنائها ضعفاً شديداً لدرجة ان رؤساء إحدي الوزارات في بلد عربي عاني صعوبات جمة اثناء قراءة خطاب تكليفه برئاسة الوزارة لدرجة ان رئيس البرلمان عرض عليه المساعدة في القراءة بديلاً عنه.
وقال التقرير ان بعض البلدان العربية تستخدم لغات اخري في كل مجالاتها حتي في شراء الاحتياجات العائلية اليومية.
لذا يصبح السؤال: كيف تعود لغتنا العربية إلي مكانتها؟ وكيف نقاوم التغريب في بلادنا؟
أكد د. طة أبوكريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية أن: اندثار اللغة القومية لأية أمة يعني اندثار ذاتها وغياب شخصيتها وحقيقة وجودها. فالهنود الحمر في القارة الأمريكية حين غزاهم المهاجرون الأوروبيون. عملوا فيهم ثقافياً حتي أفقدوهم لغتهم وبالتالي فقدوا ذاتيتهم وهويتهم الخاصة. وقد عمل المستعمر الأوروبي حين غزا بلاد المسلمين نهاية القرن التاسع عشر الميلادي علي فصل المسلمين عن تراثهم الإسلامي باضعاف اللغة العربية. من خلال فرض اللغة الأجنبية. والترويج للهجات العامية. وبث الأدب الشعبي. واستخدموا عملاتهم في البلاد العربية لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية التي تستهدف في الظاهر مصلحة اللغة العربية وفي الحقيقة هدفها هوية الأمة الإسلامية تراثها وحضارتها. وخصوصياتها الثقافية. ليقينهم أن اللغة ركن من أركان الهوية الثقافية. تشترك مع العقيدة والتراث في بناء الذات. ففي هدمها هدم للذات. واليوم تتعرض اللغة العربية لأعنف هجوم طوال تاريخها في ظل مفاهيم المعاصرة. التي لا تتفق مع الهوية الإسلامية في شكلها اللغوي أو مضمونها. فالمعاصرة التي يرددها الغرب شكل من أشكال ذوبان الذات في الآخر. وتشكيل الشخصية العربية الإسلامية في قوالب جديدة مستوردة.
فاللغة العربية لا تحصل علي الحد الأدني من المعلومات التي تمر عبر الطرق الإعلامية السريعة بينما يأتي استحواذ اللغة الإنجليزية علي "80%" من هذه المعلومات. وتقدمها بصورة سريعة للراغبين. حتي أصبحت اللغة العربية في كثير من الجامعات العربية لغة ثانية. ولا سيما في تدريس العلوم والمعارف الطبيعية والتطبيقية والطبية. وتمكنت - في مقابل ذلك - اللغات الأجنبية من غزو حياة الإنسان العربي باستيلائها علي معظم الوظائف والأدوار الحيوية التي كان من المفروض أن تؤديها اللغة القومية. وفي الجانب الآخر أخذت الدعوة إلي "العامية" سبيلها إلي عقول كثير من المثقفين العرب. ولم تعد تستغرب المجاهرة بالدعوة إلي تعليم اللغات الأجنبية في المراحل التعليمية الأولي. فكثر علي اللغة العربية الهجوم من اللغات الأخري. ومن العامية. ومن التوجه الحداثي. ومن المستشرقين. ومن غيرهم حتي أصبح ضعف مستواها عند التلاميذ من الجنسين واضحا. وهذا الوضع المتأزم ينذر باحتمال انعزالها التام عن الحياة العلمية. وبالتالي فلا شك أن اللغة العربية تعاني الخطر.
أضاف: رغم المؤشرات والبيانات المؤكدة وجود خطر علي اللغة العربية إلا أن اللغة العربية في أصلها اللغوي محفوظة بحفظ الله تعالي للقرآن الكريم. كما وعد سبحانه وتعالي بقوله: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". لكن إذا استمر واقع اللغة العربية في التأخر الحضاري الذي تعيشه فسوف تعاني المزيد من الضعف والغياب أمام اللغات الحية الأخري. ويقل اهتمام أهلها بها حين يرونها مرتبطة بالتراث فقط. في الوقت الذي تتجه فيه اللغات الأجنبية للارتباط بالعصرنة والحداثة والحضارة. مما يؤثر علي موقف الشباب الإسلامي من هويتهم العربية الإسلامية مستقبلا. وهناك جهود كبيرة في البلاد العربية علي المستوي الفردي والجماعي للنهوض باللغة العربية لتكون لغة التدريس في جميع المراحل التعليمية. ولغة العلم في جميع التخصصات العلمية. لا سيما التقنيات الحديثة. وقد نصت الاتفاقية الثقافية التي صدرت عن الحكومات العربية عام 1946م علي: "الوصول باللغة إلي تأدية جميع أغراض التفكير والعلم الحديث. وجعلها لغة الدراسة في جميع المواد في مراحل التعليم في البلاد العربية". وفي عام 1949م صدر عن مؤتمر العالم الإسلامي قراراً تاريخياً: "بوجوب اعتبار لغة القرآن لغة عامة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. والعمل علي نشرها. وكتابة لغات العالم الإسلامي بخط النسخ العربي". ثم أعقب ذلك في أعوام مختلفة صدور توصيات متعددة. عبر جمع من المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة: تلح بضرورة اعتماد اللغة العربية لغة لجميع العلوم والمعارف. وفي جميع المراحل التعليمية. ورغم هذا فإن تلك التوصيات والنداءات لم تجد صداها لدي المؤسسات التعليمية في البلاد العربية والإسلامية.
د. محمد عبدالحليم عمر الأستاذ بجامعة الأزهر قال: عندما نبحث مسألة ضعف الارتباط باللغة العربية في تقرير مجلة الأيكونوميست البريطانية ندرك أن هناك أبعاد ثقافية في المسألة خاصة وأن الشعب المصري يعاني ضعفا في الارتباط باللغة العربية وطغت عليها الإنجليزية وغيرها والحال ليس في مصر وحدها بل هناك بعض الدول العربية التي تتحدث لغات هندية لدرجة أن أهلها أتقنوا تلك اللغة لأسباب اقتصادية فالاستثمار الأجنبي وجد مصر والبلدان العربية أسواقاً مفتوحة شغلها بالأمور الربحية غير الجادة وحاول الانتفاع من العمالة المصرية وفق ضوابطه التي يضعها في ظل هروب الاستثمار الوطني الي الخارج وبالتالي أصبح لزاما علي من يرغب خوض المجالات الخارجية ذات الراتب الاقتصادي المرتفع أن يتقن مناهج الفكر واللغة الغربية. وقد يسروا الأمر بالمتاجرة الاستثمارية في المناهج التعليمية تحت المسميات البراقة بما يشبه الصراع علي كعكعة الدول العربية بالمدارس والجامعات المختلفة ذات التكلفة العالية ولا يحق للجهة المسئولة عن العملية التعليمية مراجعة تلك المناهج إلا في أضيق المساحات فقط وبالتالي يكون الطالب متخرجا من تلك المدارس بفكر غربي خالص يعرف عن بريطانيا أكثر مما يعرف عن مكة أو المدينة.
أضاف: أن هناك أمراً آخر يتعلق بالسياسة العامة داخل الوطن بتحقيق الحياة الكريمة والوصول بالمواطن الي حد الكفاية المالية التي تضمن المعيشة الآدمية المحترمة للمواطن فالاضرابات المتواصلة وتدني الأجور وارتفاع الاسعار في ظل رؤية المواطن للحالة المعيشية التي يحياها المواطن الغربي جعلت حالة من النقمة علي كافة عوامل الارتباط بالوطن سواء من جانب الانتماء ويتكشف ذلك في حالة السعي الي الهجرة الجماعية التي تختتم بمصير الموت المحتوم والسعي الجاد للحصول علي الجنسيات الأجنبية والانسلاخ من الهوية العربية.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 246 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,795,260