الطاقة .. وتقدم مصر العلمي

الطاقة .. وتقدم مصر العلمي د. محمد السيد عبدالعزيز المركز القومي للبحوث الطلب المتزايد علي الطاقة أدي إلي زيادة استخدام الوقود الحفري مثل البترول والذي ارتفع سعره بشكل ملحوظ هذا بالإضافة إلي استنزاف كثير من الاحتياطي العالمي منه. لذا بدأ العالم يتحول ببطء إلي الحصول علي الطاقة من مصادر أخري خاصة المتجددة منها. ومعلوم أن مصادر الطاقة المتجددة متاحة بلا حدود وكذلك فإنها مصادر رخيصة الثمن. حيث إنه بمجرد تغطية التكاليف المبدئية لتركيب محطة الطاقة المتجددة فإن هذه الطاقة سوف تكون مناسبة تماماً.. اليوم تمتلك تكنولوجيات الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر ما يقرب من 1% من مجموع الطاقة العالمية. وهذا يعتبر أقل بكثير مقارنة بالتواجد الحقيقي لهذه المصادر في الواقع ومصادر الطاقة هذه قادرة علي توفير طاقة أكثر بكثير مما هو متاح حالياً من جميع المصادر التقليدية. ومن أمثلة مصادر الطاقة المتجددة والتي يمكن أن تستغلها مصر لوفرتها ودوام تواجدها : الطاقة الشمسية. طاقة الرياح وكذلك الوقود الحيوي السائل. ونظراً لما تملكه مصر من سواحل ومرتفعات تتوافر بها الرياح معظم الوقت فإنه يمكن استخدام هذه التيارات الهوائية لتشغيل توربينات الرياح. تستطيع توربينات الرياح الحديثة أن تنتج ما بين 600 كيلو وات إلي 5 ميجا وات علماً بأن انتاج ما بين 5.1 إلي 3 ميجا وات وهذا القدر هو الأكثر شيوعاً للاستخدام التجاري. وبما أن مصر تمتلك أيضاً جواً صحواً طوال العام فإنه يمكن الاستفادة من هذه الميزة الفريدة التي قد لا تتوفر في كثير من دول العالم والطاقة الشمسية المستمدة من الشمس يمكن تحويلها إلي طاقة كهربائية وطاقة حرارية كما تتضمن قائمة استخدامات الطاقة الشمسية تدفئة وتبريد المكان من خلال فن العمارة الشمسية. الإضاءة. تسخين الماء بالطاقة الشمسية. الطهي وكذلك الحصول علي طاقة مرتفعة تستخدم في الأغراض الصناعية. أما الوقود الحيوي السائل فهو عادة إما كحول حيوي مثل الإيثانول أو زيت مثل الديزل الحيوي. والكحول الحيوي ينتج أساساً من تخمر مكونات السكر الموجودة في المواد النباتية وينتج غالباً من المحاصيل السكرية والنشوية. ومع الزيادة في التقدم التكنولوجي فإنه يمكن استخدام الكتلة الحيوية السليولوزية مثل الأشجار والأعشاب كمادة أولية للحصول علي الكحول الحيوي حيث يمكن استخدامه في صورته النقية كوقود للمركبات ولكنه عادة ما يستخدم كإضافة للبنزين لزيادة عدد الأوكتين وتعتبر كل من الولايات المتحدة والبرازيل الأكثر تقدما في هذا المجال. وبما أن مصر بلد زراعي فإنه يمكن أن تخوض في هذا المجال أيضاً لتقليل كمية المخلفات الزراعية والحصول علي الطاقة النظيفة ومواكبة التقدم العلمي العالمي. بذلك أري أنه من الأهمية بمكان أن تدعم الحكومات المصرية هذه الاتجاهات الحديثة للطاقة لكي تنعم الأجيال القادمة بالعيش الكريم.