ميزانية الأسرة المصرية‏..‏ في الميزان

‏ وكيف يمكن ترشيد استهلاك الأسرة المصرية حتي تقلل من نفقاتها وتخفف العبء عن رب الأسرة‏.‏د‏.‏ خلاف عبدالجابر رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري يبدي ملاحظته علي هذه الزيادة من حيث انها كانت لابد أن يوضح بها أي أسر بالتحديد وصل الانفاق والاستهلاك بها إلي هذا الحد لأن ما اعلن يؤدي إلي تسطيح الغني مع الفقير وقد يكون ظالما لأصحاب الدخول المحدودة‏..‏ ويطالب بترشيد الاستهلاك تجاه السلع الأجنبية فقط إذا كان هناك ترشيد من الأصل‏,‏ علي حد تعبيره‏.‏
وترجع د‏.‏ يمن الحماقي رئيس قسم الاقتصاد بتجارة عين شمس ووكيلة اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري اسباب هذا الارتفاع في الإنفاق الاسري إلي انه نتيجة لارتفاع الدخول‏,‏ والذي من الطبيعي ان يصاحبه ارتفاع في الاستهلاك ونتيجة ايضا لارتفاع الأسعار‏..‏ وتستطرد استاذة الاقتصاد قائلة ان سلوكيات الأسر تلعب دورا كبيرا في هذا الصدد حيث معظم الشباب يميلون إلي تناول الوجبات السريعة خارج المنزل والتي اسعارها بالطبع مكلفة وتزيد من إنفاق الاسرة‏,‏ هذا بجانب ما تنفقه معظم الأسر علي الموبايلات‏,‏ فالأسرة الواحدة تمتلك اكثر من موبايل وقد اتضح ان اعلي معدل نسبة ارباح لإحدي شركات الموبايل كان في مصر مقارنة بالدول المتقدمة‏,‏ وهذا بالطبع يزيد من نفقات الأسرة وهناك ايضا الكثير من الأسر التي يستهويها المباهاة وحب التظاهر كثيرا وتنفق الكثير في تحقيق ذلك سواء كان علي الولائم التي ليس لها داع وتقام بمناسبة وبدون مناسبة او حفلات الزواج التي يغلب عليها البذخ والإسراف‏,‏ ولاننسي العادات المتأصلة لدينا كمصريين والمتمثلة فيما نشتريه من مستلزماتنا الغذائية بما يفوق احتياجاتنا وهذا مانسميه إسرافا في الاستهلاك‏.‏
وتري د‏.‏ يمن ان الخطوة الأولي في مواجهة الانفاق الاسري تبدأ منذ الصغر لأبناء الاسرة من قبل الأب والأم بغرس حب الادخار في نفوسهم من خلال حصالة زمان‏,‏ بحيث ينشأ الطفل علي تعلم ادخار جزء من مصروفه ونرجع هذا الفكر الذي كاد ان يختفي من حياتنا كمصريين‏.‏
ويلقي د‏.‏ رشاد عبداللطيف استاذ تنظيم المجتمع وعميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان سابقا بالمسئولية علي الإعلام في هذا الصدد‏,‏ وذلك لما يعرضه في وسائله المختلفة من سلع استهلاكية وبشكل مكثف وملح يدفع معظم افراد الاسرة علي الاقبال علي شرائها وبدون أن يكون هناك احتياج حقيقي للسلعة‏.‏
وينصح د‏.‏ رشاد الاسرة المصرية بأن يجتمع افرادها معا بين الحين والآخر ويرتبوا عملية الانفاق الخاص بها ويضعوا في اعتبارهم حينئذ القناعة أولا ثم السير في حدود ميزانيتهم‏..‏ وكذلك عدم التقليد الأعمي في شراء السلع الاستهلاكية والتركيز علي الضروريات وتقديم النصح والإرشاد للأبناء خاصة في سن المراهقة في هذا الشأن‏..‏ وأخيرا العودة إلي نظام الأسرة التقليدي والذي يشمل تناول الأفطار والغذاء والعشاء سويا في وقت واحد فذلك يولد الحميمية بين افراد الأسرة وايضا سيؤدي إلي ضغط الانفاق‏.‏