تليف الرئة مرض يصيب النساء دون الرجال في مصر
كتب:محمود بركات:
ليس هناك أخطر من الأورام في أمراض الصدر من تليف الرئتين‏,‏ تلك المشكلة الآخذة في التزايد في مصر والعالم‏,‏ لكن الأخطر من ذلك أننا علي عكس كل دول العالم‏.
 
 

 

بدلا من أن يكون معدل أعمار المصابين بين سن الـ‏50‏ـ‏70  يظهر المرض لدينا في سن صغيرة حتي بين‏20‏ ـ‏30‏ عاما‏,‏ وإذا كانت غالبية الإصابات عالميا بين الرجال‏,‏ إلا أنها في مصر بين السيدات‏,‏ وأسباب ذلك مازالت لغزا لدي اطباء الصدر في مصر‏..‏
وهذه المشكلة نظرا لخطورتها نالت القضية الأهم علي جدول أعمال المؤتمر السنوي التاسع للجمعية المصرية للربو والسدة الرئوية‏,‏ والخطير في الأمر أن تليف الرئتين‏,‏ طبقا لما يقوله الدكتور نبيل الدبركي أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية ورئيس المعهد القومي للحساسية ورئيس الجمعية والمؤتمر‏,‏ قد لايشعر المريض ببداياته وبالتالي يتجه إلي إخصائي الصدر بعد أن تكون قد استفحلت حالته وتليف جزء كبير من رئته‏,‏ وتتداعي توابع المشكلة بفقدان جزء من وظائف الرئة في تبادل الغازات وحدوث نقص في الأوكسجين بالدم يزداد طرديا مع مساحة التليف‏,‏ من هنا يشدد علي الاكتشاف المبكر لتلك الحالات وعدم الاستهتار بالأعراض الأولية من أي كحة لاسيما الجافة خاصة لدي المدخن‏,‏ واستمرار النهجان عند بذل أي مجهود‏,‏ مبديا أسفه لأن بعض الحالات قد تشخص خطأ وتعالج علي أنها حساسية‏.‏
وتليفات الرئة قد تكون غير معروفة السبب‏,‏ وتلك هي المشكلة برأي الدكتور الدبركي‏,‏ وقد تكون نتيجة أمراض معينة كالتعرض للسيلكا والاسبستس وتراب الفحم أو نتيجة بعض الأمراض الروماتيزمية كالروماتويد والذئبة الحمراء والاسكيليروزس‏,‏ وفي بعض الأمراض الميكروبية كالدرن والالتهابات الفطرية للرئة‏,‏ وقد تحدث نتيجة الاحتقان والارتشاح المزمن للرئتين‏,‏ خاصة في مرضي القلب الذين يعانون من فشل وهبوط في عضلة القلب اليسري‏.‏
وتليفات الرئة في حالاتها الشديدة تعد مرضا معوقا إذا ترك وتم تشخيصه متأخرا‏,‏ حيث يعاني المريض من نقص مزمن في أكسجين الدم‏,‏ ومن نهجان شديد وزرقة في الشفاه والأطراف مع عدم القدرة علي التركيز والتحكم في الأمور مع صداع وزغللة وفقدان للشهية وهزال وضعف عام‏,‏ كما يحدث ارتفاع في ضغط الدم بالشريان الرئوي‏,‏ وكذلك هبوط في البطين الأيمن مما يؤدي لاحتقان في المعدة والكبد وتورم بالقدمين في الحالات الشديدة ويحدث ارتفاع في نسبة ثاني أكسيد الكربون وازدياد حموضة الدم‏,‏ ويمكن استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون واسيتيل سيستاين حتي يمكن مقاومة عملية التليف‏,‏ لأنه إذا حدث تليف حقيقي فإن دور الأدوية في هذه الحالة يكون محل شك‏.‏
لذا يعد تليف الرئة‏,‏ برأي الدكتور يسري عقل أستاذ أمراض الصدر بطب القاهرة‏,‏ أخطر من أورام الرئة‏,‏ لأن نسبة الوفاة فيه أعلي وأسرع ودائما مايحتسب متوسط الفترة الزمنية لعمر المصاب بـ‏27‏ شهرا‏,‏ لذا يعد هذا المرض من أعنف أمراض الصدر‏,‏ وبعد أن كان مرضا نادرا حتي أوائل التسعينات أصبحنا نراه بشكل يومي‏,‏ ومعظم الحالات تكون بين المدخنين‏.‏
وتليف الرئة ينقسم إلي مجموعتين‏,‏ الأول وهو الأخطر ويحدث بدون سبب‏,‏ ولأنه يكون تليفا واضحا‏,‏ ولاتوجد أدوية حتي اليوم لوقفه‏,‏ وهنا نقطة جدل كبيرة بين الأطباء‏,‏ حول إعطاء المريض علاجا أم لا‏,‏ بعض الآراء تؤيد العلاج بالكورتيزون وأدوية مثبطة للمناعة لمدة‏6‏ أشهر‏,‏ ولو حدث استقرار للحالة يتم مضاعفة العلاج‏,‏ كل ذلك من منطلق إيمانهم بجدوي العلاج‏,‏ لكن هناك آراء تري عدم جدوي العلاج لأنها تؤمن تماما بأنه تليف لاعلاج له‏,‏ لذا يري الفريق الأخير حماية للمريض من مضاعفات هذه الأدوية المثبطة للمناعة‏,‏ وللأسف هذا النوع من التليف هو الأكثر حدوثا ويشكل‏80%‏ من الحالات‏.‏ أما تليف الرئة الثانوي فهو الذي يحدث مع مرض الذئبة الحمراء والروماتويد‏,‏ ويبدأ في صورة التهابات تنتهي بتليف‏,‏ هذا المريض يستفيد من العلاجات لوجود أدوية قوية للتعامل مع الالتهابات خاصة الكورتيزون‏,‏ لذا علي مرضي الروماتويد والذئبة حتي إن لم يكونوا يشكون من مشكلة في الصدرعمل أشعة علي الرئة كل عام‏..‏وللتأكد من أن هذا التليف من النوع الأولي‏,‏ فعلي الطبيب استبعاد كل الأسباب الثانوية كالذئبة الحمراء والروماتويد أو تناول أدوية الضغط أو ضبط دقات القلب لفترات طويلة‏,‏ كما أن صورة الأشعة المقطعية تكون مميزة جدا في هذا النوع‏,‏ وهناك نقطة أخري للخلاف بين الأطباء‏,‏ مفادها أن هذا المريض إن جاء بفشل تنفسي هل يدخل العناية المركزة ويوضع علي جهاز التنفس الصناعي أم لا‏,‏ الرأي الحاسم أنه إن لم تكن هناك إمكانية لزرع رئة له‏,‏ فلا مبرر لإرهاقه وأهله بهدر أموال لاطائل من ورائها‏,‏ إضافة إلي منع فرصة مريض آخر يمكن إنقاذه بأجهزة التنفس الصناعي‏.‏
وعن انتكاسة السدة الشعبية المزمنة‏,‏ يوضح الدكتور محمد صدقي أستاذ الصدر والحساسية بطب الأزهر أنها عبارة عن التهاب شعبي مزمن مع انتفاخ في الرئة والسبب الرئيسي لها التدخين وتلوث البيئة‏,‏ مشيرا لنوع جديد من الكورتيزون يعطي بطريق الرذاذ أو الاستنشاق بدلا من الحقن أو الفم‏,‏ أعطي نتائج طيبة مثل الكورتيزون بالحقن مع أعراض جانبية أقل‏,‏ ويمكن إعطاؤه في حالات حساسية الأطفال وكبار السن‏,‏ لكنه يشدد أخيرا علي أن أهم علاج للسدة الشعبية المزمنة هو التوقف عن التدخين نهائيا‏,‏ فهو أول سبب وأول علاج‏.‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 38/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 2809 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,791,567