بينما أعطي الاطباء31 مليون روشتة دواء كل عام, وبين التقرير أن الحكومة الانجليزية تصرف علي الأقل10 مليارات جنيه في العام لمعالجة الأمراض المرتبطة بالضيق والشدةstvess. وقد دعا ذلك التقرير بعض الصحف الي دراسة هذه المشكلة, فأصدرت التايمس اللندنية علي سبيل المثال ملحقا بعنوان بريطانيا المهمومة لماذا نشعر جميعا بالضيق والشدة, وماذا نفعل حيال ذلك, والملحق يحتوي علي عدد من المقالات والآراء التي يحاول كتابها تحليل اشكال وأنواع ما يقاسي منه الشعب البريطاني, وهل أسبابها طول ساعات العمل والضغوط المادية والعائلية, وتبيين احدي هذه المقالات أن هناك خمسة أنواع من الضيق, منها علي سبيل المثال النوع الذي يستطيع ان يقضي من ضيقته بسرعة, وصفاته أنه منتقد العواطف, وسريع التغلب يقلق بسهولة ويصيبه الاحباط والغضب.. ورد فعل هذا النوع هو العنف, ولكن سرعان ما يهدأ, ويعود إلي طبيعته, وهناك من يستطيع أن يسيطر علي الضغوط التي يتعرض لها, ومن الأسباب التي تسبب هذه الضغوط كثرة العمل, وبسبب هذه السيطرة, وكبت ما يقاسي منه قد يصاب بضغط الدم والصداع وآلام الظهر. ويقول أحد أطباء علم النفس إن بعض الضغوط تكون ذات فائدة, ويري ان هذه الضغوط تنعكس في صورة الغضب وصعوبة النوم, والرعب والبكاء والاكتئاب, وهو يجد أنه بينما تكون هذه الضغوط ضارة للجسم والدم فإن الضغط القصير له ميزة إذ يعطي من يقاس منه نوعا من التحفيز لمواجهة هذه الضغوط, ويري الطبيب أن أول شيء يبحث عنه من يقاسي الضغوط محاولة الاسترخاء, ولكنه يفضل مواساة من يقاسي بدلا من محاولة تحسين نتائجها, ومعالجة المشكلات, وحلها هي بلا شك أحسن طريقة, ولكن من يقاسي الضغوط ليس في استطاعته تحقيق ذلك, ومن ثم فإن الاسترخاء مهم جدا, ولكن أهم من ذلك, في رأي الطبيب, هو تفادي ما يثير ذلك الضغط والابتعاد عما يثيره, ولذلك فإن لجوء بعض العاملين في المدن الكبري إلي الريف, وهذه ظاهرة انتشرت أخيرا في انجلترا فنجد بعض رؤساء الشركات, وكبار العاملين فيها يتركون وظائفهم ويهرعون إلي الريف, ويبدأون عملا جديدا بقربه من الطبيعة, وبعيدا عن ازدحام المدن ومشاكلها. وتقدم طبيبة عشر طرق سهلة لمقاومة الضغوط والسيطرة عليها, وأولي هذه الطرق أن يقوم الفرد بإعداد قائمة للأولويات, ولا يترك عملا ما دون أن ينتهي منه قبل أن يحل مشكلات العمل الأول, بمعني التركيز علي عمل واحد حتي ينتهي, ثم هناك السيطرة علي الضغوط في مكان العمل بمعني إلا تحاول أن تقوم بكل شيء وحدك. وألا تعمل أكثر من طاقتك, وثالثا لا تحاول أن تقارن نفسك مع الآخرين, فهذا من أسباب المعاناة من الضغوط, ولمواجهة ذلك عليك أن تكتب علي الأقل عشرا من الصفات الجيدة التي تتمتع بها ورابعا يبين الطريقة المثلي للتنفس, وهي أنه حين تشعر بالضغوط ركز علي التنفس ببطء وبعمق, وهي تري أن معدل التنفس هو ما بين عشرة وأثني عشر نفسا في الدقيقة, ولكن ما يقاسي من الضغوط قد يخرج ثلاثين نفسا في الدقيقة, وإذا أحسست بسرعة التنفس ضع يدك علي منخارك, وفمك وأبطيء تنفسك, والطريقة المثلي للتنفس هي التنفس في الحجاب الحاجز أي البطن واستنشق عن طريق المنخار والزفير عن طريق الفم, وأجعل الزفير مدته أطول من الشهيق, واستمر في هذه التمارين حتي تصبح هذه الطريقة تنفسك العادي. ويري أحد الكتاب في الملحق أن الثروة, والتكنولوجيا إزادت من القلق الذي يشعر به غالبية الشعب الإنجليزي, وهو يربط بين هذا القلق, والعديد من المعاناة الجسمانية, وبرغم التقدم الكبير في التكنولوجيا, وما قدمته من خدمات للحياة العامة, فإن نسبة الضغوط, والقلق زادت بدرجة كبيرة, وهناك بحث قامت به احدي الهيئات بين أن الضغط النفسي من أول أسباب الأمراض, وقد أثبتت دراسة قامت بها جامعة كوفتري أن في بعض أنحاء البلاد يقاسي ثلثا العاملين من أمراض مرتبطة بالاكتئاب, ويبين تقرير أعدته وزارة الصحة أنه في عام2008 وحده فقد135 ساعة عمل بسبب الاكتئاب, والقلق, ويري الكاتب أن الضغوط أصبحت نوعا من الإدمان. وتنتقل من هذه المجموعة من المقالات إلي موضوع التأملMeditation ومقال عن واحد من أكبر الأخصائيين في عملية التأمل, ويقول المقال إن رجال السياسة والمعالجين النفسيين يذهبون إليه للتدريب علي التأمل, وهذا الأخصائي, وأسمه اندي يوديكومبا كان ناسكا بوذيا وأصبح الآن ملاذ الوزراء ورؤساء الشركات, ولاعبي كرة القدم, وكبار الممثلين والممثلات والموسيقيين, وكان أندي قد قضي عشرة أعوام في أديرة في نيبال والهند والتبت وروسيا, وكان يقضي أحيانا18 ساعة في اليوم في التأمل ثم ترك ذلك ليصبح أستاذا في تعليم التأمل, ويذكر المقال بعض الشخصيات الذين لجأوا إليه, ومنهم فرقة البتلزbeatles المشهورة, ونتيجة لبحوث دامت عشرين عاما في أهمية التأمل في تحسين بعض الحالات الصحية والنفسية مثل ضغط الدم والأرق والسيطرة علي الضغوط, وفي ضوء تلك البحوث وجدت وزارة الصحة الإنجليزية وهيئات الصحة الأخري أن الأطباء الرسميين يرسلون مرضاهم إلي آندي. ويقول آندي إن أي شخص يمكن أن يتعلم التأمل, والتأمل هو أن تضع نفسك في الوقت الحاضر, وهي ليست الوقوع في دائرة مفرغة لا تنتهي, إذ مجرد أن تخرج من هذه الدائرة, فإنك ستشعر بنوع من الاسترخاء, ويجعلك تستمتع بأي عمل تقوم به من عملك إلي أكل ساندوتش, والتأمل له تأثيران الأول علي العقل, فيجعله هادئا, وواضحا. فمحاولة الوصول إلي الهدوء هو الذي يدفع الإنسان إلي التأمل, ولكن الفائدة ذات التأثير الطويل هي الوضوح, فهو الذي يجعلك تعرف ما هو بالضبط الضغط الذي تتعرض له, ويجعلك تعرف نفسك, إذ الكثير منا لا يعرفون أنفسهم. ويقدم آندي سبع خطوات لتحقيق ذلك في عشر دقائق كل يوم, ويري أن هذا هو أحسن شيء تبدأ به يومك, أولا: أعثر علي مكان هاديء, حيث تستطيع أن تجلس دون أية مقاطعة, وأغمض عينيك وخذ نفسين عميقين, وأبدأ بالتعرف علي حواسك وأحساسيس جسمك, والأصوات والروائح حولك, لا تفكر فيها, بل مجرد ملاحظتها, وبعد ذلك أشعر بتنفسك, ومثل تعلم أي شيء جديد فإن التأمل في حاجة إلي التدريب اليومي, والخطوة التالية أن تكون شاعرا بما تقوم به, سواء تنظيف أسنانك أو شرب فنجان شاي, وتخير واحدا من هذه الأعمال, وركز عليه كل يوم, وبدلا من أن تجعل عقلك يقلق أو يخطط أو يفكر في أشياء عديدة, ركز علي ما أخذته مثل فنجان الشاي مثلا, طعمه ورائحته, وبعد ذلك قاوم الرغبة في السيطرة علي عقلك. ونجد في هذا الملحق ما أطلق عليه الكاتب أداة قياس الضغوط, تبدأ بالضغط المرتفع جدا, وبسبب موت رفيق والطلاق والسجن, وموت قريب, أو مرض أو إصابة شخصية أو الزواج, ويأتي بعد ذلك الضغط الحالي, وبسببه فقدان الوظيفة, والانتقال من بيت إلي آخر والعودة إلي رفيق بعد الفصل والحل, والمشكلات الجنسية والمولود الجديد, وتغيير الوظيفة, والمشكلات المادية, ووفاة صديق, وبعد ذلك نجد المعتدل ومنها المناقشات العائلية, وأقساط شراء المنزل, وتغيير المسئوليات في العمل, وترك الأولاد لبيت العائلة والتوقف عن التدخين أو الشرب والمشكلات مع رئيسك في العمل, وآخر هذه القياسات تغيير أوقات العمل, وتغيير المدرسة, وتغيير عادات اليوم والأكل, والحصول علي اجازة وأعياد الميلاد ومخالفات المرور. وأخيرا نجد قائمة بالأمراض التي تنتج عن الضغوط, وهي ضغط الدم, ومرض السكر والبدانة, وسقوط الشعر والإخصاب والإنفلونزا, بل والسرطان, ويعالج الملحق بعد ذلك نواحي عديدة أخري, منها علي سبيل المثال تعرض الاطفال للضغوط وعلاج حالات الضغط, وتأثير الضغط علي الحياة الجنسية, وعلي علاقات الصداقة والابتكار, إن هذا الملحق في حاجة إلي أن يترجم إلي اللغة العربية, إذ أي ما اخترت الكتابة عنه ليس إلاجزءا بسيطا لما هو موجود.
المزيد من مقالات مرسى سعد الدين |
ساحة النقاش