مؤتمر بإعلام القاهرة يحَّذر من تأثير الفضائيات "والنت والشات "والأغاني الهابطة
لغتنا العربية تندثر.. هويتنا في خطر
دعوة لإنشاء مرصد لحماية الفصحي والالتزام بها في وسائل الإعلام
المشاركون يتساءلون: أين المسلسلات التاريخية المصرية؟
تابعت الجلسات - دعاء النجار
صرخة أطلقها المؤتمر العلمي الثاني "للإعلام واللغة العربية" الذي نظمته كلية الاعلام بجامعة القاهرة تحت رعاية الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة في الفترة من 7: 9 مارس الجاري للحفاظ علي اللغة العربية في ظل هيمنة اللغات الأجنبية واللهجات العامية نتيجة الانفتاح والعولمة.. "أحنا" تابعنا جلسات المؤتمر علي مدي 3 أيام.. وننقل ما دار بها..
أكدت الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الاعلام ورئيس المؤتمر ان المؤتمر تبني قضية النهوض باللغة العربية من منطلق دورها في تطوير الخطاب الاعلامي في الوقت الذي يواجه فيه الوطن العربي تحديات مصيرية تستوجب وضع ايدينا علي نقاط القوة والضعف في ظل السماوات المفتوحة وتأثير الإنترنت والكمبيوتر في الوقت الراهن وما خلفه من ثقافات جديدة كالمدونات التي تستخدم اللغة العامية علي حساب لغتنا العربية الصحيحة الأمر الذي يتطلب وقفة جادة.
أضافت الدكتورة نجوي كامل وكيل كلية الاعلام وأمين عام المؤتمر ان الكلية قامت باطلاق هذا المؤتمر في اطار دورها الهام في تحليل ورصيد مثل هذه الظواهر المجتمعية تحت شعار "لغتنا هويتنا" واستعنا بالخبراء والمتخصصين في الاعلام واللغة العربية وعدد من الباحثين الشباب من الجامعات المصرية والعربية للتعرف علي الواقع الراهن للغة العربية في ظل السماوات المفتوحة والثورة التكنولوجية الهائلة للوقوف علي حجم اسهاماتنا باللغة العربية وتداولها عبر شبكة الإنترنت وما هو السبيل إلي النهوض بها والحفاظ عليها والرؤية العلمية المنوط بها تحقيق هذا الهدف.
أكد محمد عبدالمنعم الصاوي مؤسس ساقية الصاوي ان لغتنا العربية الآن تستحق منا هذا الاهتمام وأكثر خاصة بعد ان سقطت سهواً من بين ايدينا في ظل هذا التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة التي نجحت في النيل منها وفرض اخري جديدة هي لغة "الشات" والمدونات ومواقع الدردشة التي انتشرت كالفيروس بين ابنائنا مما يدق ناقوس الخطر للوقوف امام هذه المشكلة.
أشار الصاوي إلي ان الأمم المتحدة رصدت في تقرير لها ان الأمة العربية هي الوحيدة بين الأمم التي ارتضت لأبنائها الحديث بلغات أجنبية علي حساب لغتها في الوقت الذي مازال الغرب متمسكاً وحريصاً علي لغته وهويته مشيراً إلي انه لا يجب ان ننسي ان الغرب لم تقم حضارته إلا تأثراً بالحضارة العربية ومن ثم تأتي أهمية البدء بالتعليم في التصدي لهذه الظاهرة في كونه المحور الاساسي لجذب ابنائنا للغة العربية وإزالة رهبة التحدث بها موضحاً ان الاعلام ساهم في اتساع هذه الفجوة عندما تخلي عن دوره في حماية اللغة واخذت الاخطاء اللغوية والنحوية تنتشر في مانشيتات الصحف ومضامين الرسائل الصحفية وعلي ألسنة الاعلاميين بالقنوات الحكومية والخاصة.
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد حسن عبدالعزيز استاذ علم اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية ان للإعلانات التي تنتشر عبر وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية تأثيراتها السلبية علي لغتنا العربية خاصة الاعلانات المقدمة باللغة الانجليزية عن السلع والخدمات مما يشكل نوعاً من الاستعلاء علي عامة المصريين الذين ينبغي ان يخاطبوا بلغتهم القومية.
كما اشار إلي ان التعليم باللغات الاجنبية الذي يتباري البعض للترويج له الآن مخاطره الاجتماعية والنفسية خاصة انه يؤدي إلي اضطراب الهوية الشديد عندما يتم تلقي الطالب الفكر والثقافة والعلم بلغة غير لغته التي يفكر بها الأمر الذي يدفعه إلي ان يكون في صراع دائم بين النمط الذي يعيش فيه وما يتعلمه وهذا لا يعني اننا ضد هذا النوع من التعليم لكن نحن ضد ان يكون هذا علي حساب لغتنا العربية خاصة انها ليست لغة صعبة كما يتعلل بذلك البعض لكن صعوبتها تأتي من الجهل بها.
ومن خلال ورقة البحث التي قدمتها إلي المؤتمر طالبت الدكتورة مروي ياسين استاذ الاذاعة بكلية الاعلام بالجامعة الحديثة بضرورة عمل مرصد لغوي اعلامي لتحسين الأداء اللغوي ولعمل دورات تقوية الزامية للاعلاميين ومن ثم تأتي أهمية وجود دائرة من المراجعين المدققين اللغويين ذوي الأهلية يتابعون نشرات الاخبار والبرامج والاعمال المترجمة من أجل تصويب ما يرد فيها من اخطاء ولكي يتم لفت انظار المسئولين عنها خاصة ان الاعلام يسهم اسهامات جادة في التوعية والتنوير والارتقاء باذواق الجمهور لذا يجب ان يتبني الاعلام ايضاً اللغة الفصيحة الميسرة في برامجه وخاصة ما يبث للأطفال والشباب.
وعن اثر التليفزيون علي النمو اللغوي لدي الأطفال قالت الدكتورة سمية عرفات المدرس بقسم الاعلام بكلية الآداب جامعة بنها: ان للتليفزيون القدرة الهائلة للتأثير علي الطفل حيث يكون قابلاً للتأثر والتشكيل ويتحدد خلال هذه المرحلة مسار نموه العقلي والجسمي واللغوي والوجداني خاصة في ظل انتشار القنوات الفضائية وارتفاع نسبة المشاهدة الأمر الذي قد يؤدي إلي تشويه اللغة العربية لدي النشء مع تعاظم استخدام البرامج للغة العامية بشكل يخشي منه علي لغتنا موضحة ان هذه المشكلة تتفاقم في ظل انشغال الآباء عن الابناء فاصبح التليفزيون هو المربي الثالث لذا اصبحنا نري الجهل باللغة في جميع المراحل العمرية حتي الجامعية التي ينتشر بها الاخطاء الاملائية بشكل واضح.
وأوضحت الدكتورة سهير عثمان مدرس مساعد بقسم الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة ضرورة الالتفات إلي تأثير المدونات والتدوين كوسيلة اعلامية فعالة يزداد عدد من يستخدمها يوماً بعد يوم ويقبل الشباب عليها إلي ان وصل عددها الآن في مصر إلي ما يقرب من 240 ألف مدونة مما دفع معظم المدونين والمتعاملين مع المدونات إلي الخروج من عباءة جمود اللغة العربية الفصحي وخلق لغة جديدة هي لغة "الشات" والمدونات الامر الذي كان له بالغ الاثر علي تدني مستوي اللغة الفصحي في مجتمعنا.
ومن جانبه قال المخرج محمد فاضل: للدراما دور هام في حماية اللغة العربية ليس لأنها وسيلة الترفيه المجانية المتاحة ولكن لأن ذلك يأتي في الوقت الذي غاب فيه دور وسائل أخري قادرة علي تعليم الاجيال والنشء خاصة ان التليفزيون في بدايته اعتمد علي روايات كبار الكتاب والأدباء أمثال يوسف السباعي وثروت اباظة الأمر الذي كان يجبر كاتب السيناريو علي الارتقاء باللغة التي يقدم بها العمل الفني ومن ثم كان هناك لغة عربية راقية وغير مبتذلة بينما الآن هناك انحدار واضح في اختيار اللغة المستخدمة في الفن مؤكداً انه ليس من الضروري الانحدار باللغة واستخدام ألفاظ ومصطلحات هابطة ومتدنية لمجاراة موجة المصطلحات الشائعة بين الشباب الآن.
وأضافت الناقدة الفنية ماجدة موريس ان احد أهم العوامل التي ادت إلي تراجع اللغة العربية في مجتمعنا هي تراجع المسلسل التاريخي المصري ومن ثم أصبحت أذن المشاهد بعيدة عن الفصحي في الوقت الذي نجحت فيه المسلسلات التاريخية السورية والخليجية في الانتشار من خلال جمال اللغة الفصحي المقدمة بها ومن هنا يمكن القول ان الافكار والاعمال الدرامية قادرة علي حماية اللغة والحفاظ عليها خاصة ان لها شعبية كبيرة وتحظي بمشاهدة المفكر والمتعلم وحتي المشاهد الأمي.
وأوصي المؤتمر بضرورة أن يقوم المجتمع المدني بوضع مرصد لغوي يمكن من خلاله حماية اللغة والتأكد من تداولها بشكلها الصحيح خاصة في مجالات الاعلام المختلفة لكي يتم تقديم رسالة اعلامية أكثر يسراً وتأثيراً في الجمهور المستهدف بالاضافة إلي ضرورة النهوض باللغة الفصحي باعتبارها المكون الاساسي والرئيسي للهوية العربية.
كما دعا المؤتمر خبراء الاعلام واللغة العربية إلي التوصل إلي ميثاق شرف اخلاقي اعلامي يقوم علي مبدأ الالتزام بهويتنا العربية وبلغتنا الفصحي.
كما شدد المؤتمر علي ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية باعلاء شأن الحوار الاعلامي لضمان نقل اللغة بشكلها الصحيح وضرورة ان تحافظ وسائل الاعلام المختلفة علي تقديم أعمال درامية قادرة علي الاحتفاظ بالتراث اللغوي العربي لخلق أجيال جديدة حريصة علي لغتنا وعلي التعامل بها في حياتنا اليومية بالاضافة إلي السعي للارتقاء بلغة الاغاني والكلمة المقدمة من خلالها.
وطالب المؤتمر بضرورة تكاتف خبراء الاعلام واللغة العربية لإعادة النظر في طرق التدريس وضرورة تحديث المناهج وتطويرها فيما يتطابق مع مستحدثات العصر.
المصدر: الجمهورية
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 76/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 1419 مشاهدة
نشرت فى 15 مارس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,597,472