وقد تم تحضيره لأول مرة في منتصف السبعينيات بواسطة بعض الكيميائيين الذين يعملون في معامل غير قانونية, لتحضير المواد المخلقة والمخدرات في كوريا واليابان, ثم انتقل إلي الفلبين وجزر هاواي في أواخر السبعينيات, حتي وصل الي كاليفورنيا بالولايات المتحدة تحت اسم الآيس في عام1989, لأنه يشبه كريستالات الثلج المجروش, أما حبوب أو كبسولات الإكستازي فتحتوي كل منها علي60 ـ120 مجم من المادة الفعالة, واحيانا بعض المواد الأخري المخدرة أو المنبهة. والإكستازي أو الآيس منبه للجهاز العصبي المركزي, وله تأثيرات بدنية ونفسية وعصبية شبيهة بتلك التي يحدثها الكوكايين. مع الفارق في السعر بين الاثنين, ومدمنو الإكستازي يفضلونه لأنه يزيد من حيوية ونشاط الجسم بشكل عام, ومن نسبة احتراق الغذاء بالجسم, مع شعور المدمن بالسعادة, واليقظة, والحضور, وذلك في بداية تناوله, مع زيادة الإحساس بوجود طاقة داخلية زائدة في جسم الانسان, حتي يعتقد المدمن ويبدو من فرط نشاطه وعلاقاته أنه فراشة اجتماعية. ومع إدمان الإكستازي أو الآيس, أو التعود علي تعاطيه, وزيادة الجرعات التي يتناولها المدمن منه, يزول هذا الاحساس الرائع بالقوة والنشاط والحيوية, ويصبح المدمن في حالة من العصبية والهياج واحيانا يصاب بالذهان العصبي والبارانويا, التي تجعل المدمن أميل إلي استخدام العنف, والهياج دون سبب منطقي لذلك,وقد تحدث الكثير من المضاعفات الجانبية مثل حدوث هبوط في القلب, أو سكتة دماغية أو امراض نفسية خطيرة, قد تدفع المدمن إلي الانتحار نتيجة للتغير الحاد الذي يحدث في حالته المزاجية. والتأثير الفسيولوجي للإكستازي في الأساس يحدث من خلال تنبيه الجهاز العصبي المركزي, مما يوجد تفاعلا كيميائيا في خلايا المخ يؤدي إلي خداع الجسد, فيجعله يظن أن به طاقة أكبر بكثير من الطاقة الفعلية التي به, من خلال سحب كل المخزون الاحتياطي الذي يحتفظ به الجسم للطواريء, من أجل أن يكون في هذا الشكل السوبر, الذي يوهم المخ الجسم بأنه يجب أن يكون عليه, والتي قد يكون في احتياج إليها في أماكن أخري أكثر أهمية مثل الكبد والعضلات والمخ. ونتيجة لهذا الخلل الكيميائي الذي يحدث في المخ, والذي ينتقل تأثيره إلي بقية أعضاء الجسم من أجل توليد قدر أكبر من الطاقة, فإن حالة من عدم النوم والأرق المستمر تنتاب المدمن, مما يجعله يهرع إلي الإكستازي لكي يتعاطاه, ظنا منه أنه سوف يزيل عنه هذا التعب الذي يشعر به, من جراء هذه التفاعلات والأعراض التي بدأت تظهر عليه. ويؤدي تعاطي الآيس إلي ارتفاع حاد في ضغط الدم, مع سرعة دقات القلب, وتلف في الأوعية الدموية, مما قد يؤدي إلي حالة سكتة دماغية, مع تجمع السوائل في الرئة, وانسجة المخ والجمجمة, وارتفاع في درجة الحرارة بشكل حاد, وتكسير في أنسجة العضلات, مما يؤدي في النهاية إلي حدوث فشل كلوي. وأخطر المراحل التي يمر بها المدمن الذي يتعاطي هذه الأنواع من المنشطات, هي مرحلة التويكينج فالمدمن في هذه المرحلة قد يظل مستيقظا ولا ينام لمدة تصل احيانا إلي3 ـ15 يوما, وبالتالي يكون في حالة هياج عصبي خطير, وتصرفات غير محسوبة وغير مبررة, ولا يحتاج إلي أسباب لكي يستفز منها ويخرج عن شعوره, حيث يمكن أن تلقي عليه السلام, فيسارع بضربك أو محاولة قتلك, والمواجهة مع هذا الشخص في هذه المرحلة تكون من أخطر الأشياء, ويزيد الطين بلة إذا كان هذا المدمن يتعاطي الكحول أو الخمور أو أنواعا أخري من المخدرات أيضا, فتصبح حالته من أخطر ما يكون. ومحاولة الإقلاع عن تعاطي الإكستازي أو الآيس لا تتسبب في موت الإنسان بسبب اعراض الانسحاب الجسدية, علي عكس الهيروين مثلا, الذي ينبغي الإقلاع عنه تحت رعاية الطبيب, حيث يمكن أن تؤدي اعراض الانسحاب منه الي وفاة الشخص المدمن, أما الاكستازي فالإقلاع عن تعاطيه يسبب اعراض انسحاب نفسية اكثر منها جسدية, حيث يؤدي إلي حالة من الاكتئاب الحاد, والميل الي الانتحار, مع وجود اعراض البارانويا مثل الإحساس بالاضطهاد, والمراقبة من قبل البوليس والمخابرات, وغير ذلك مما يجعل المدمن يأخد جرعات أكبر منه, ظنا منه أنه سوف يحسن من مزاجه, ويصلح من حالته النفسية, في الوقت الذي يؤدي به إلي مزيد من الاكتئاب والحالة المزاجية السيئة. ولقد اصبح الإكستازي و الآيس من المنبهات المفضلة لدي طلبة المدارس والجامعات في مرحلة المراهقة وما بعدها ـ خاصة الخمس نجوم منها ـ ظنا منهم انه يمكن ان يعطيهم قدرة فائقة علي التنبيه والنشاط الذهني والبدني خاصة أيام الامتحانات, وكذلك عند بعض الرياضيين الذين يريدون ان يبذلوا مجهودا اكبر في مجال لعبتهم المفضلة, حتي يتفوقوا علي نظرائهم, وكل هذه الأوهام ربما تساعد علي إنمائها الجرعات الأولي من الآيس أو الإكستازي, التي يكون لها علي الشخص مفعول السحر, ثم يتحول إلي عنصر تدميري لكل انشطة الجسم البدنية والنفسية والذهنية والعقلية بعد ذلك. وتعاطي هذه المادة المنشطة يفقد الإنسان الشهية تماما ويكون تأثيرها مشابها تماما لتأثير هرمون الإدرينالين في الجسم, والذي يفرز عند الخوف أو الانفعال الحاد, فيصبح المدمن في حالة من التوتر والتحفز, ويرتفع مستوي السكر في الدم, وترتعش اطرافه, ويفقد شهيته, و يفقد الكثير من وزنه, وقد يبدو ذلك مناسبا لبعض الناس, خاصة النساء اللاتي يعانين من البدانة, فيرين فيه ضالتهن المنشودة في العودة الي الرشاقة التي تدمرهن فيما بعد. ويؤكد د. هشام عادل صادق أستاذ الطب النفسي المساعد بطب عين شمس أن المشكلة في تعاطي الاكستازي والآيس تكمن في أن المضاعفات الجانبية الناتجة عن تناول جرعات زائدة لا تظهر فورا علي المدمن مما يؤدي الي وفاته, وأن حالات الوفيات نتيجة تعاطيها, تفوق حالات الوفيات نتيجة تعاطي الهيروين, علي الرغم من خطورة ومضاعفات الهيروين, وكل ما يشعر به المدمن عند تعاطي جرعة زائدةOverdose من الاكستازي أو الآيس هو ارتفاع شديد في درجة الحرارة يصل إلي41.5 درجة مئوية, وقد يدخل فورا في أزمة قلبية حادة تنتهي بموته. ويضيف د. هشام صادق ـ يجب عند علاج هذا المدمن إذا تم إسعافه, ان يوضع تحت الرعاية الطبية المركزة, وأن يبعد عن المنبهات الحسية والضوء والضوضاء, وأن يعطي أدوية لضبط الحالة العصبية والنفسية الحادة التي لديه, وعلاج ضغط الدم المرتفع, والتشنجات التي قد تصيبه في مثل هذه الحالات, كما يجب الانتباه إلي الوسائل التي تخفض درجة الحرارة باستمرار مع السوائل اللازمة في مثل هذه الحالات. ومع أن التسمم بالإكستازي أو بالآيس نتيجة تعاطي جرعات زائدة منه يمكن علاجه, إلا أن اعمار مدمني هذا النوع من مدمني المنبهات تكون قصيرة, فقد يموتون نتيجة تناول جرعات زائدة, أو نتيجة لحالات الانتحار التي تصاحب حالات الاكتئاب الحادة التي تصيبهم, أو من الحوادث التي يتعرضون لها نتيجة لميلهم للعنف بمناسبة وبدون مناسبة, وفي الغالب يحدث هذا في خلال سنوات قليلة من استخدام هذا المنبه الخطير, لذا ينبغي الانتباه لعلاجهم في مرحلة مبكرة.
|
ساحة النقاش