لذا كانت من أهم الموضوعات التي ناقشها مؤتمر الجمعية المصرية لحساسية ومناعة الأطفال الدولي الثامن الذي أقيم مؤخرا بالقاهرة برئاسة د. يحيي الجمل أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية. استضاف المؤتمر نخبة منتقاة من العلماء الأجانب البارزين في هذا المجال علي المستوي العالمي وهم: الدكتور سامي بهنا أبرز علماء الحساسية الغذائية علي مستوي العالم وأول عربي يرأس الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة وهو مصري المولد من أقاصي الصعيد.. والذي تحدث عن بعض الأمراض غير المألوفة التي قد تصاحب حساسية الغذاء لدي الأطفال مثل الإمساك المزمن والقيء غير المبرر بأسباب أخري.. كما تحدث أيضا عن نوع من الحساسية ينتج عن ملامسة الطفل لأطعمة, أو استنشاقه روائح بعض المأكولات.. وأشار د. سامي في محاضرة أخري الي طرق تشخيص وعلاج مرض نادر يصيب بعض الأطفال هو تحلل الجلد المناعي والذي قد يحدث بعد تعرض الطفل لأنواع من الأدوية مثل مركبات السلفا أو نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات. الدكتور ستيفين هولجيت وهو من أبرز علماء الربو والحساسية بانجلترا والعالم وهو مكتشف الجين المسبب لنوبات الربو الشعبي الشديدة التي تصيب بعض الاطفال.. ولقد تناولت محاضراته الجديد في هذا الموضوع الربو الشعبي الشديد والجينات الوراثية المحددة له وشرح طرق توقع حدة نوبات الربو وكيفية العلاج الآمن خصوصا في الأطفال.. الدكتورة روبي باوانكر الاستاذ بجامعة نيبون باليابان, والرئيس المنتخب للمنظمة العالمية للحساسية.. و هي أول امرأة ترأس هذه المنظمة.. و كان موضوع محاضرتها مشكلة التهاب الجيوب الأنفية وعلاقتها بحساسية الأنف التي قد تسبب مخاط بمؤخرة الأنف, والذي يصعب علاجه في بعض الاحيان عند الاطفال وشرحت د. روبي كل ماهو جديد في أنظمة علاجه. الدكتور مايرون زيت أستاذ الحساسية بجامعة نيويورك والرئيس الاسبق للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة تحدث عن كيفية متابعة حالات الربو الشعبي بأسلوب حديث عن طريق قياس بعض المواد في هواء الزفير وعلاقة ذلك بالاستجابة للعلاج.. كما عرض ايضا الجديد في تشخيص وعلاج حساسية الأنف والجيوب الأنفية التي يعاني منها بعض الأطفال.. ومن ضيوف المؤتمر أيضا الدكتورة سناء عبدالرحمن أستاذ طب الاطفال بولاية كنتاكي بالولايات المتحدة التي عرضت في إحدي جلسات المؤتمر حالات نادرة لأطفال مصابين بنقص مناعة وراثي, وتحدثت عن كيفية التشخيص السليم, وطرق العلاج الحديثة لهذه الحالات.. وكلها تدور حول نقص الخلايا الليمفاوية أو قصور عملها. وشارك في فعاليات هذا المؤتمر نخبة ايضا متميزة من علمائنا المصريين في هذه المجالات ليس علي المستوي المحلي فقط بل العالمي أيضا وعلي رأسهم د. يحيي الجمل عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية للحساسية الوحيد من دول الشرق الأوسط والعالم العربي, ورئيس شعبة الشرق الأوسط وأفريقيا بالأكاديمية الامريكية للحساسية والربو الشعبي والمناعي ومنح مؤخرا الزمالة الدولية الفخرية للكلية الأمريكية للحساسية والربو الشعبي والمناعة.. وقد تحدث د. يحيي عن نوع من الحساسية الوراثية التي تسبب تورما بالجسم خصوصا في الشفاه والعينين والأطراف والتي تنتشر في بعض العائلات.. وذكر أنها ليست نادرة الحدوث في الاطفال كما يعتقد البعض ولكن لايتم تشخيصها, وبالتالي يعالج الطفل علي أنه مصاب بحساسية غذائية فلا يستجيب للعلاج. الدكتورة إلهام حسني أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس أشارت في محاضرتها لأنواع مختلفة للأرتيكاريا التي قد تنتج عن أسباب غير مألوفة مثل طفح الأرتيكاريا نتيجة التعرض لبرودة الجو أو ملامسة الثلج أو الاقتراب من جهاز التكييف.. والنوع الذي ينتج عن التعرض لأشعة الشمس المباشرة, فيبدأ الطفل في هرش الأماكن المعرضه للشمس, وكذلك الأرتيكاريا التي تنتج عن الضغط علي جزء من الجسم مثل الحذاء الضيق أو الجلوس علي مقعد صلب لفترات طويلة, والأرتيكاريا بسبب حرارة الجو العالية وتظهر في صورة حبوب صغيرة تؤدي الي الهرش الشديد خصوصا في أماكن الجسم المصحوبة بالعرق, ثم تتحسن عند التعرض للبرودة.. وأيضا نوع من الأرتيكاريا يحدث عند بلل الجسم بالماء بعد الاستحمام حتي بدون صابون.. وبالمناسبة فإن د. إلهام هي أيضا عضو لجنة نقص المناعة في الاكاديمية للحساسية والربو الشعبي والمناعة, وأيضا هي عضو شعبة الحساسية المفرطة بالاكاديمية, ومقرر اللجنة العلمية الدائمة لطب الاطفال. وعن أمراض نقص المناعة تحدثت الدكتورة زينب عوض استاذ طب الاطفال بجامعة عين شمس عن علامات وطرق التشخيص المبكر لنقص المناعة الوراثي ومنها حدوث عدوي بكتيرية متكررة في الجهاز التنفسي أو الأذن أكثر من ثماني مرات في العام أو عدوي شديدة مثل الالتهاب السحائي أو التسمم الجرثومي بالدم أكثر من مرة, أو عدوي لاتستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية وتحتاج للعلاج عن طريق الحقن, أو لمدة تزيد علي شهرين أو ينتج عن العدوي مضاعفات خطيرة أو يصاب الطفل بعدوي بميكروبات غير مألوفة كالفطريات وغيرها.. وتنتهي د. زينب الي أهمية اكتشاف الحالات مبكرا لتحويلها الي أحد المراكز المتخصصة وفحص إخوة الطفل حيث إن معظم هذه الامراض موروث. كما تحدثت أيضا الدكتورة شيرين رضا أستاذ طب الاطفال عن الحالات الحرجة من النقص المناعي الشديد للخلايا الليمفاوية والتي قد تهدد حياة الطفل مالم يتم التشخيص المبكر منذ الولادة والتدخل العلاجي عن طريق زرع نخاع العظم.. ونبهت د. شيرين الي أهمية توعية الأطباء بأعراض المرض في الرضع ومنها الالتهابات البكتيرية الشديدة والمتكررة مثل الالتهاب الرئوي, والاسهال, والتهابات الفم, وضرورة توخي الحذر عند إعطاء الطفل المصاب بعض الطعوم أو نقل الدم. كلمة أخيرة: لقد تضمن هذا المؤتمر العديد من الأبحاث والحوارات العلمية في مجالات الحساسية والمناعة والربو الشعبي شارك فيه نخبة متميزة من الاساتذة الأطباء من جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر وبحضور أكثر من ألف طبيب.. ويمكن الاستفادة منها علي موقع الجمعية.www.espai-eg.org
|
ساحة النقاش