هذه المادة هي الأحماض الدهنية المتحولة, وإذا ما حاولت البحث عنها علي علب الشيكولاتة أو البسكويت أو أي مأكولات أخري, فعلي الأرجح لن تجد أي ذكر لها, إذ إن القوانين الحالية لا تفرض علي المصنعين ذكرها ضمن قائمة المحتويات الغذائية لأي منتج, ولهذا يصعب علي المستهلك تجنبها. وحقيقة الأمر أن تناول هذا النوع من الأحماض الدهنية يزيد نسبة كولسترول الدم بصورة كبيرة, وبالتالي فهي تسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين, وتوجد في البسكويت وعجائن الحبوب الغذائية مثل الكورن فليكس والحلوي المغلفة وألواح الشيكولاتة والسمن الصناعي النباتي ومعظم الوجبات السريعة. وبالرغم من تحذير الدراسات التي ظهرت في التسعينيات من خطر هذه المواد, إلا أن معظم المستهلكين مازالوا يجهلون ذلك, في حين أن دولا قليلة اتخذت إجراءات عملية للحد من استخدامها في الصناعات الغذائية. وتعد الأحماض الدهنية المتحولة ـ كما يقول الدكتور مير ستامفير أستاذ الوبائيات بجامعة هارفارد ـ سموما حقيقية للجسم البشري, موضحا أن أي حمض دهني آخر لا يسبب تأثيرات ضارة إذا تم تناوله بنسب قليلة كما تفعل الأحماض الدهنية المتحولة, فهي أحماض غير مشبعة. بدأ استخدام هذه الأحماض مع بداية القرن العشرين بواسطة مصنعي الأغذية بعد أن تبين أن لها فوائد اقتصادية وصناعية, لانخفاض تكلفتها مقارنة بالزبد, وتحقيقها حفظا أفضل للمأكولات. مع توفير طعم أفضل وقدرة أكبر علي جعلها مقرمشة. مما دفع رجال الصناعة لاعتمادها كبديل عن الدهون الحيوانية الطبيعية.. وأظهرت دراسة نشرتها جامعة هارفارد أن الأحماض الدهنية المتحولة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة137% مقارنة بـ32% بالنسبة للأحماض الدهنية المشبعة, فإذا ما كان نوعيات الدهون هذه تزيد من نسبة الكولسترول السيئ في الدم, إلا أن ما تقوم به الدهون المتحولة' بجانب ذلك هو أنها تخفض من نسب الكولسترول الجيد في الدم, وبذلك تتسبب في حدوث ضرر مزدوج. وقد نشرت الجريدة الطبية البريطانية مقالا لباحثين بجامعة أكسفورد تضمنت توصياته ضرورة أن تتضمن قائمة المحتويات المدونة علي كل علب المواد الغذائية نسب الأحماض الدهنية المتحولة. والدهون المشبعة والكولسترول ليكون أمام المستهلك فرصة لاختيار غذاء صحي أكثر. وقد بدأت الولايات المتحدة في تطبيق نظام جديد يفرض علي كل مصنعي الأغذية ذكر نسب الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكولسترول الموجودة في منتجاتهم. كما بدأت كل مطاعم نيويورك مؤخرا في تقديم وجبات لا تحتوي علي أكثر من نصف جرام من الدهون المتحولة المنتجة من مصادر صناعية. واتخذت الدنيمارك خطوة إيجابية بأن صنفت هذه الدهون ضمن المواد المحظورة فيما لو زادت نسبتها عن2% في أي غذاء, لاسيما أن الدراسات ربطت بين هذه النسبة وزادت مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وقد حددت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية أقصي معدل للأحماض الدهنية المتحولة في أي منتج بنسبة4%..
|
ساحة النقاش