العالم شغال بحث علمي في وادي واحنا شغالين في وادي تاني خالص . . . معلش تعالى إقرأ حاجة من اللي بتبهر وتلف العقل دي:في نوع من انواع الديدان اسمها ( الديدان المسطحة – Planarian ) ودي بتعيش في المستنقعات والبرك والأنهار وحتى ممكن تلاقيها على الشجر.. يعني بإختصار موجودة في كل حتة تقريبا.. الديدان دي تكوينها مُسطح، ولو قسمتها بالطول لنصفين؛ هتلاقي النص الشمال واليمين متماثلين تماما وعندها جهازين تناسلين ( ذكر وانثى) في نفس الجسد..طيب احنا ليه بنتكلم عنه هنا برضه؟ هقولك:زي ما انت عارف ان في انواع كثيرة من الحيوانات لو فقدت عضو من جسدها بتقوم بإنتاجه مرة ثانية في عملية اسمها ( التجدد - regeneration ).. زي مثلًا نجمة البحر – بعض انواع الضفادع و السحالي.. ولكن النوع ده من الديدان عندها خاصية مش موجودة في اي كائن حي على وجه الارض (حاليًا) وهي: إن خاصية التجدد مش مقتصرة فقط على الأعضاء المفقودة لأ:الديدان دي لو قطعت اي جزء منها سواء الرأس او المنتصف او الذيل هيعيد إنبات باقي الأجزاء اللي خلاها واحدة من أكبر الألغاز العلمية: هو انك لو حتى قطعتّ أي جزء ولو كان في حجم حبة الأرز من أي جزء في جسدها ( رأس، باطن، رأس) هتلاقي بعد شوية الجزء ده اصبح دودة كاملة بعينين ورأس وجميع اجزائها العصبية والخلوية..العملية دي كانت محيّرة كل العلماء في جميع انحاء العالم لإن ده الكائن الوحيد اللي عملية التجدد بتشمل كامل الجسد وتحديدًا الرأس!!وسبب الحيرة هو ان طبيعي اي كائن حي بيكون عبارة مجموعة من التجارب والخبرات اللي بتشكل سلوكه في تحصيل الطعام والدفاع عن نفسه.. طيب بالنسبة للدودة المُعاد إنتاجها دي هل بتكون نسخة من الجديد للكائن الاصلي من حيث السلوك ولا بيكون كأنه لسه مولود؟وعلشان يجاوبوا على السؤال ده اثنين علماء امريكان" قاموا بتجربة رائعة ونشروا نتيجة البحث في مجلة شهيرة لعلوم الأحياء وهي " The Journal of Experimental Biology .. في البداية جابوا مجموعة من الديدان وعرضواها لحاجة همه بينفروا منها -فطريا- الا وهي الضوء.. وبدؤا يطوروا اسلوب يخلوا بيه الديدان تتصرف عكس طبيعتها؛ بإنها تتعود على الضوء وتالفه وعلشان يوصلوا للنتيجة دي وضعوا ليهم الطعام بالقرب من مصدر للضوء علشان يوصلوا ليه لازم يعبروا من خلال متاهة، ومع مرور الوقت وزوال الرهبة بالفعل الديدان بعد فترة قِدرت تمشي فالمتاهة بسرعة، ومش بس كده دي اعتادت الضوء واصبحت مش بتخاف منه..بعد كده أخذوا الديدان اللي اتعودت على الضوء دي وقطعوها لنصفين: نصف فيه الذيل ونصف فيه الرأس وبعد 14 يوم كل جزء اصبح دودة كاملة.. وراحوا واخدين الديدان اللي نبتت من الذيل المقطوع ( يعني الديدان الجديدة ) وقاموا بتعريضها للضوء بإعتباره خوف فطري يعني المفروض بيتولد معاهم.. والمُبهر بقى ان الديدان الجديدة دي لاحظوا انها هي كمان مش بتخاف من الضوء وقدروا يعبروا المتاهة في زمن أقل من اللي لم يتم تدريبهم..طيب معناه ايه الكلام ده؟التجربة اثبتت ان مش بس الديدان بتعيد انتاج جسدها بالكامل من مجرد جزء صغير ( اي جزء مهما كان صغير) لا.. دول بينقلوا كمان الذاكرة ( عن طريق الحبال العصبية) يعني كل جزء في الدودة عنده نسخة من الحمض النووي ( Memorial RNA ) للدودة الأصل.. واستنتجوا من ده انها مش مجرد نسخة في الشكل والتكوين؛ دول بينقلوا نسخة من الذكريات السابقة..طيب عارف ده بيحصل ليه؟الديدان دي بطبيعتها ( في معظم الأحيان) حجمها صغير، وتكوينها الفسيولوجي والجسماني ضعيف جدًا، ومعندهاش اي وسائل دفاعية زي بعض الحيوانات الصغيرة حجمًا.. بالإضافة لإنها بتكون موجودة في اماكن مُعرضة فيها للخطر، فتقوم ناقلة مع الديدان الجديدة الذاكرة علشان تقدر تتجنب الأخطار المُحيطة بدل متتفاجئ بحاجات لم تتعلمها بالتجربة زي اقرانها .. وسبحان الله الخالق العظيم ، يحدث ذلك مع هذا النوع من الديدان في نقل التوعيه والتعلم للديدان الجديده بهذه السرعه والدقه بينما يحتاج الآباء من البشر سنوات لتوعية وتربية وتعليم ابناءهم !! .. وصدق الله العظيم إذ يقول : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ )لو انت لسه مش متخيل اهمية الموضوع ده، فلازم تعرف انهم حاليا بيحاولوا يعرفوا الجين المسؤول عن إعادة الإنبات، علشان يكون نواة يقدروا يستفيدوا منها على البشر الذين فقدوا اعضائهم في الحوادث والحروب.. يعني تخيل شاب أُصيب بفقد لأحد أطرافه، فياخد حقنة او يتعرض لمُحفزّ ما، فيعيد إنبات الجزء المفقودة..طيب معلش تأمل كده: جيش من العلماء في كل انحاء العالم من جميع الجنسيات ، بما فيهم وكالة "ناسا" اللي شغالة على مشروع لدراسة النوع ده من الديدان، وأخذت عينات منهم بالفعل معاها للفضاء لدارسة امكانية الإستعانة بقدرتها في علاج الإصابات والجروح لرواد الفضاء عن طريق دراسة قدرتها على التجدد.. تخيّل كل دول مكرّسين اموالهم وجهودهم علشان يقدروا يعرفوا حقيقة واحدة فطرية عند كائن طوله ممكن لا يتعدى سنتيمتر واحد -في أغلب الأحيان-، وهو نفسه مش مُدرك انها بتحصله.. وتخيل الطفرة والقفزة الطبية والعلمية اللي هنسفيد منها كبشر لو ده حصل.. وصدق الله الخالق العظيم إذ يقول : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا طَٰٓئِرٍۢ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلْكِتَٰبِ مِن شَىْءٍۢ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) وصدق الله تعالي إذ يقول : ( وَما أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاَّ قَلِـيلاً )
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 31 يناير 2021 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,598,006