كلمة حق يراد بها باطل
فوجئ موظف عام لم يسبق له الزواج وهو جالس بمكتبه، وكان قد تعرض لأزمة صحية فيما سبق بدخول ثلاثة أشخاص عليه من بينهم صديق له، وأخذوا يمهدون لما يريدون التحدث عنه، ويدعون له بطول العمر، ثم تحدثوا عن سيدة ترعى أطفالا أيتاما، فتخيل أنهم سيطلبون معونة مادية لها، وسألهم أتريدون مالا؟؛ قالوا: لا نريد شيئا آخر، قال لهم: ماذا؟ قالوا: تعقد قرانك عليها، دون أن تراها لأنه ليس لديها رغبة في الزواج، ولأنك في العد التنازلي، وحينما تموت تأتي هي لترثك، قال لهم: أتريدون أن أحرم أخوتي من ميراثهم الشرعي وأعطيه لواحدة لا أعرفها، ولا حتى تعيش معي وتخدمني؟ هل هي أبدى من أخوتي؟ قالوا: لا ما أحنا سوف نخفي العقد وأخوتك لا يعلمون شيئا، حتى تموت فتظهر هي وتأخذ الميراث، فيكون هذا صدقة جارية على روحك، لأنه ليس لك ولد يدعو لك، وفي هذا أقول: إنني حزينة لما وصل له المجتمع من النصب والاحتيال، فهؤلاء عصابة قرروا الاستيلاء على أموال هذا الموظف بدعوى الصدقة، وفي هذا ما فيه من:
1. أنه على فرض أنه تزوجها، في زواجه منها حرمان لأفراد أسرته من ميراثهم الشرعي0
2. أن هذه السيدة التي تزعم أنها ستنتظر لحين وفاته حتى تأخذ الميراث هل تضمن أنها ستعيش أكثر منه؟؟؟؟؟أو هل ستنتظر موته الطبيعي لترث؟ أم أنها ستؤجر من عصابتها من يقتله لترثه؟ خاصة أن الزواج سري، إلى أين نحن ذاهبين؟ ماذا حدث للمجتمع؟ ما الذي دفع هؤلاء لهذا التخطيط الإجرامي باسم الدين؟ ما الذي يدفع غيرهم أن يطلب من مطلقة تسعى للحصول على أموال النفقة من طليقها في المحاكم لتربية أطفالها أن يطلب منها التبرع بأموال النفقة لعمل خيري؟ أيوجد من هم أولى بأموال اليتامى(فاقدي الأب) منهم؟ لماذا لم يتزوجها أحد الثلاثة ليأخذ هو ثواب الصدقة الجارية؟ هل هذه هي عيادة المريض؟هل فعل الرسول-ص – أو أحد أصحابه ذلك؟ إنها كلمة حق(الصدقة) يراد بها باطل(الاستيلاء على أموال الآخرين)0
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش