لأنني مطلقة‏!‏
‏*‏ لم أكن وحدي الذي أنصفت مطلقة طرقت بابي‏..‏
ولم أكن وحدي الذي وقف مدافعا عن صفوف المطلقات اللاتي تخرج كل واحدة منهن من باب الزواج إلي باب الطلاق والضياع كل‏6‏ دقائق‏!‏
اكتشفت أن الشعر القصصي معي علي الدرب‏..‏ بقصيدة رائعة للشاعر الدكتور علي محمد عبدالمنعم‏..‏ وها أنا أنشرها ليس كلهاـ لأنها تضم‏222‏ بيتا ـ ولكن ما تيسر منها‏..‏ هو يقول‏:‏
أكلما رأيتموني تسألون عن هويتي
في كل مرة تجيبكم بطاقتي‏..‏
أنا‏..‏ مطلقة‏!‏
ما لي أري لعابكم يسيل منكم شهوة فهل أنا‏..‏
فريسة بين الوحوش مطلقة
ما لي أري عيونكم تبثني غواية تريدني‏..‏
متاحة كبنت ليل ساقطة
والغمز واللمز المميت حاطني وحطني
في شرنقة‏!‏
أما كفاني ذكريات ظالم‏..‏
حتي أري ظلم الرجال كلها
يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي‏..‏
إذا الرجال طلقوا لا يسألون
فحقهم قد مارسوه‏!‏
إذا النساء دون ما جريرة طلقن ظلما‏..‏
أعرضت كل الوجوه‏!‏
أصبحن عارا ينبغي أن يغسلوه‏!‏
يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي
قضيت عمري دمية أسيرة في سجن بعل ظالم
أحصي النجوم وسط جدران تواسيني بصمتها‏..‏
وأستار كأكفان تواسيني بموتها‏..‏
وأشباح تواسيني برعبها‏!‏
تأججت ناري ومضجعي مثلج بلا رفيق‏!‏
وبعد أن أري الضياء معلنا يوما جديدا في الوجود
إذا بمن يدعي قريني قد أتي‏!‏
يا فرحتي‏..‏ يا فرحتي‏..‏ يا فرحتي
يأتي إلي منهكا يبغي الرقود‏!‏
يأتي إلي متخما من وجبة السيقان والأرداف والنهود
ياسيدي أستحلفك‏..‏ ألا تعود
في صرخة يرد هاذيا‏:‏
أنا الرجل‏..‏ أنا الذي أسود‏!‏
لا تسألي كي تسلمي
هل يا تري سبيتني
أم اشتريتني كما الإماء
أكرهتني علي البقاء؟‏!‏
والآن تهجر الإناء‏!‏
أتهجر الحلال شهدا صافيا‏..‏
إلي وجوه لطخت بكل لون في الوجود
إلي دمي بكل عورة تجود
إلي بغايا يشتهين فتح كل باب
أجسادهن جيفة تجمعت من حولها‏..‏
كل الذئاب‏!‏
آبارهن مرتع لكل دلو عابر‏..‏
ولو من الكلاب‏!!‏
ياسيدي‏..‏ لقد قضي رب العباد
إما ارتباطا في تواد
أو انفصالا عن تراض
هذا هراء قطتي
أنت‏..‏ هذا في قبضتي معلقة
لا زوجة ولا مطلقة
يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي
وانتهي كرها إلي القضاء
سئمت كل مدخل ومخرج وموقف ومقعد‏..‏
وصارخ وشاتم ومرتش وسارق وعابس‏..‏
وكالح وطامع وظالم وكاذب وشاهد مزور‏..‏
في المحكمة
وكلما آن الأوان
يؤجل القاضي حياتي بازدراء قائلا‏:‏
قرارنا نبت فيه‏..‏
بعد عام
يمر عام تلو عام
يخبو جمالي في ظلام
كأنني قاطنة تحت الركام
يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي
وبعد أن طال الرجاء
أتي الرضا من السماء
فقد أتي يوم القضاء
اليوم أعدل القضاة يستوي في برجه‏..‏
لكي يبت في قضيتي‏..‏
نادي المنادي سائلا علي فقلت‏:‏ ها أنا
نادي علي خصمي فرد هامسا‏:‏ أنا هنا
فقلت‏:‏ لا شماتة يا قاتلي‏!‏
واستبشرت نفسي بحسن طالعي
وخاطبت نفسي ظلوما جاهلا‏:‏
سيعلن القاضي انتصاري كي أراك مرة فقط‏..‏ وأنت تنحني
تناول القاضي سجلا زاخرا حتي أبت أوراقه‏..‏
أن تستوي‏!‏
رباه ما هذا الجفاء
يقلب الأوراق باستياء
رفقا بأوراقي ففيها قصة مدادها الدماء‏!‏
وتابع الأقوال والأختام بانتباه
ومصمص الشفاه
تلامست يداه
في رجفة تطلعت كل الجباه
ويرفع الكوب الذي أمامه‏..‏
بمنتهي الأناه‏!‏
وهز رأسه‏..‏
كمن يقول لا مناص‏!‏
وينبري القاضي أخيرا معلنا حكم القضاء
لقد قضي ـ الباشا ـ طلاقي حيث إني‏..‏
فاسدة‏..‏
وخائنة‏..‏
وناشز‏..‏
وفاسقة‏..‏
وأنني لوثت طاهرا بريئا بادعاءاتي‏..‏
واني كاذبة
أفاقني الشيطان من مصيبتي وجاءني ببسمة‏..‏
يقول شامتا‏:‏ هنيئا يا مطلقة‏!‏
يا ويح عقلي أين غاب؟‏!‏
هل نالت الظباء عدلا بين أنياب الذئاب؟‏!‏
أأفقد السنين من عمري سدي‏..‏
من أجل عدل كالسراب؟‏!‏
يا وليتي‏..‏ يا ويلتي‏..‏ يا ويلتي
أهذه جريمتي
أن يقطف الزهور من حديقتي
أن يجني الثمار من أنوثتي
أيحرق الربيع في عمري سدي‏..‏
أدركت من حكم القضاء ما جريمتي‏!‏
رباه كم شنيعة جريمتي‏!‏
جريمتي‏..‏ أنوثتي في أمة ذكورها عرب‏!‏
جريمتي‏..‏ أنوثتي في أمة ذكورها‏..‏
فرعون موسي‏..‏
أو يهوذا‏..‏
أو أبولهب‏!‏
إني أريد فارسا يرمم الذي انهدم ولن أغادر الإزار كالدمي‏..‏
مهما احترقت من براكين الألم‏!‏
تجوع كل حرة مهما رأت‏..‏
علي موائد الفجور من نهم‏!‏
يا معشر الرجال لست فاسدة‏!!‏
ولست خائنة‏!‏
ولست ناشزا‏!‏
ولست فاسقة‏!‏
فمن يلم شعث حرة ممزقة
لأنها مطلقة‏!‏
لأنها مطلقة‏!
ahram.org.eg@‏Email:asaadany

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 58/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,795