جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
14% من المصريين لديهم أجسام مضادة للفيروس سي |
تحقيق ـ عبير فؤاد أحمد: |
|
بنحب الحياة من غير "سي" أمل جديد يقدمه قصر العيني بافتتاحه مركزا متخصصا لمرضي الفيروسات الكبدية, خاصة فيروس سي ذاك الوحش الكامن في أكباد نسبة ليست بقليلة من المصريين. |
|
|
|
|
في الوقت الذي تشتد فيه الظلمة أمام هؤلاء المرضي بسبب عدم وجود عقار للقضاء علي المرض وعلاجه تماما فان الأمل في الأبحاث العلمية المستمرة يكاد يزيح هذا الظلام الحالك. وعندما نتحدث عن توفير برامج المتابعة والعلاج للمرضي مجانا إلي جانب تبني مشروعات بحثية مع مراكز عالمية وأخري محلية بدءا من إيجاد علاج فعال وفي متناول غالبية المرضي البسطاء وحتي توفير مصل لفيروس سي فالقصة هنا تحمل بشري جديدة بإنقاذ حياة الملايين واستقبال زمن لا تعاني أجياله من هذا المرض اللعين. يؤكد الدكتور سامح فريد عميد كلية طب قصر العيني أن مبادرة رعاية مرضي الفيروسات الكبدية تأتي كامتداد أصيل لدور قصر العيني المجتمعي تجاه هذه الشريحة ضمن برنامج الدولة لعلاج فيروسات الكبد والتي شهدت في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا من خلال تحقيق التكامل بين الجامعات ومراكز البحث العلمي ووزارة الصحة والاستخدام السليم للإمكانيات البشرية المتوافرة. ويتبني المركز إلي جانب الخدمات العلاجية عدة مشاريع بحثية طموح بدءا من الارتقاء بأساليب العلاج المستخدمة في مصر حاليا إلي إمكانية العلاج بالخلايا الجذعية ودراسات الجينات الوراثية وذلك بجمع جهود العلماء والباحثين من مختلف الجامعات المصرية ومراكز البحوث القومية والعالمية, وقد تمت الموافقة المبدئية علي عدد من هذه الأبحاث, سعيا لخفض نسب الإصابة للحدود العالمية, وكذلك توفير المليارات التي تنفقها الدولة علي العلاج. ووفقا لأهداف الخطة البحثية لجامعة القاهرة والموجهة لاحتياجات المجتمع المصري والتصدي لمشاكله الصحية احتلت وبائيات الفيروس الكبدي سي المرتبة الأولي في مجال الأمراض الشائعة بعد انتشاره بشكل ملحوظ. وقد تم تقديم35 بحثا عن الفيروس الكبدي سي, ثم جاءت مبادرة مركز الفيروسات الكبدية بالاشتراك مع وزارة التعليم العالي والدولة للبحث العلمي وصناديق التمويل البحثية في مصر وعدد من الجامعات ومراكز ومعاهد بحثية أجنبية. ويشير إلي انه علي مدي السنوات الثلاثة الماضية قام أساتذة الكبد بطب قصر العيني بأبحاث جادة لتحديد فعالية ثالث انترفيرون ممتد المفعول علي مستوي العالم تم تصنيعه بأيدي وعقول مصرية بتقنيات جديدة أكدت فعاليته في الحد من المرض وإمكانية إتاحته بسعر مناسب لغالبية مرضي الكبد البسطاء. يوضح الدكتور اشرف حاتم مدير مستشفيات جامعة القاهرة أن المركز الجديد يشارك بخطة طموح لمواجهة الفيروسات الكبدية الكامنة بنسبة كبيرة من أكباد المصريين باعتبارها مشكلة صحية ذات صفة قومية. من خلال توفير برامج للمكافحة, والحد من انتشارها, ومنع انتقال العدوي وتحقيق اكبر قدر من الوقاية للمواطنين من الإصابات الجديدة. وكذلك التشخيص المبكر والعلاج من خلال استقبال مرضي الفيروسات الكبدية وفحصهم بأشعات السونار والفيبروسكان وتحديد نسبة تليف الكبد وقياس نسبة الفيروسات بالدم ودرجة نشاطها. ومن ثم توفير العلاج المدعوم من الدولة ومنظمات المجتمع المدني باستخدام الانترفيرون المصري مع المتابعة الشهرية المستمرة مجانا. وذلك بمشاركة نخبة من أساتذة الكبد والجهاز الهضمي والمعامل والأدوية. ويكشف الدكتور اشرف حاتم عن أمل جديد يحمله المركز بتبنيه مشروعا بحثيا لعمل مصل للوقاية من الفيروسات الكبدية وخاصة فيروس سي الذي لا يزال مشكلة تواجه الأطباء حيث لا يوجد له أي تطعيم في الوقت الحالي وإنما الموجود تطعيم لفيروس بي منذ فترة طويلة. يقول الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد والجهاز الهضمي والمشرف علي المركز إن الأساس في عمل المشروع انه مركز بحثي متميز يضم كل ما يتعلق بالفيروسات الكبدية استنادا علي الدراسات الأجنبية والمصرية لاختيار العلاج المناسب للمريض المصري من حيث الجودة والتكلفة والظروف الصحية. ويضم المركز وحدة للتحصينات بسعر مخفض ضد فيروس بي وهناك اتفاقيات مع بعض جمعيات الرعاية لتوفيره بالمجان خاصة للطلبة والعاملين بالحقل الطبي, بالإضافة إلي جانب دور المركز في تدريب جميع العاملين بحقل الفيروسات الكبدية في مصر. ويبدأ المركز الحديث عمله بالتركيز علي علاج العاملين في قصر العيني من خلال صندوق العاملين بجامعة القاهرة وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بمستشفيات جامعة القاهرة وهم يمثلون عددا ضخما يحتاج لرعاية طبية. ويذكر الدكتور جمال أن بداية علاج مرضي فيروس سي في مركز متخصص جاءت بعد الإعلان عن نتائج مشروع بحثي اكلينيكي اجري بقصر العيني عن عقار الانترفيرون المصري ممتد المفعول لعلاج فيروس سي ذلك للإجابة عن التساؤلات الخاصة بفاعلية الدواء والأعراض الجانبية والتي أوضحت أن تركيز وديناميكية الدواء في المرضي تقع في النطاق المعروف للأدوية المتداولة عالميا وفقا للدراسات والأبحاث المعملية ودراسات التكافؤ البيولوجي بالاشتراك مع المعمل المرجعي للفيروسات الكبدية. ويشير انه طبقا للبروتوكولات العالمية في إجراء الدراسات الإكلينيكية علي الأدوية الأخري المماثلة تمت الدراسة علي100 مريض وكانت نسبة نجاح العلاج56% وتتماشي مع النسب المسجلة علي السلالة الرابعة من فيروس سي الموجودة في مصر مع الانترفيرون طويل المدي المتداول عالميا. كما جاءت الأعراض الجانبية مماثلة للأدوية الأخري في حين لوحظ انخفاض نسب الأعراض الجانبية المؤثرة علي الدم وهي الأخطر والأكثر تسببا في إيقاف العلاج وذلك وفقا لدراسات مشتركة مع جامعة ميونيخ. بالإضافة لنتائج دراسات إكلينيكية أخري أجريت علي1800 مريض في8 جامعات و6 هيئات حكومية تبين أن متوسط النسب عند نهاية العلاج كان57% وهو ما يتفق مع الحدود المسجلة في دراسة قصر العيني. مما شجع الدولة لتتكامل خطوطها مع مساهمة قصر العيني بدوره العلمي تجاه مشكلة صحية تعد الأكبر من نوعها ليس بسبب انتشار المرض في مصر بصورة كبيرة فحسب ولكن لارتفاع تكلفة العلاج الباهظة. وعلي الرغم من انخفاض نسب الإصابة من23% إلي14% مقارنة بعام1998 فإنها مازالت نسبة عالية فحوالي14% من الشعب المصري لديهم أجسام مضادة للفيروس سي وثلثهم لديهم الفيروس في دمائهم ويحتاجون للرعاية والعلاج, ومن المتوقع زيادة أورام الكبد السرطانية خلال الفترة من2012 ـ2029. نبه الدكتور ايمن يسري أستاذ الكبد والجهاز الهضمي ورئيس الجمعية المصرية للكبد لمشكلة قادمة تتمثل في زيادة انتشار الفيروسات الكبدية بنوعيها سي وبي نتيجة تردي الوعي الصحي, وفي حين يزداد التركيز علي مجال العلاج والذي يؤدي في الوقت الحالي إلي السيطرة علي نشاط الفيروس بالجسم وليس القضاء النهائي ولابد من التوجه نحو طرق الوقاية أكثر بما يضمن تقليل نسب الإصابة من خلال توعية وتعليم الجمهور وكل من يعمل في المجال الطبي. وأشار الدكتور عبد الحميد أباظة مستشار الاتصال السياسي بوزارة الصحة لدور المبادرة في ورفع مستوي الخدمة العلاجية المقدمة لمرضي الفيروسات الكبدية وتقديم محاولات من شأنها المساعدة علي إنقاذ حياة الملايين, وخفض نسب الإصابة للحدود العالمية. إلي جانب أهميتها كقبلة لكليات الطب تستند إليها وزارة الصحة كجهة تنفيذية مسئولة عن دستورية الصحة في مصر عند إدخال أو تعديل البروتوكولات العلاجية بالإضافة للتصريح بالأدوية الجديدة أو للرد علي تجاوزات بشأن بعضها وفقا لأسس علمية سليمة وأسانيد قوية.
|
المصدر: مؤسسة الأهرام
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش