بسم الله الرحمن الرحيم

المملكة العربية السعودية

وزارة المعارف

وكالة الوزارة لكليات المعلمين

 

اختيار المعلم وإعداده

بالمملكة العربية السعودية

" رؤية مستقبلية "

 

إعداد

                    د. محمد بن حسن الصائغ

وكيل الوزارة لكليات المعلمين

د. طلال بن عبد الرحمن الحجيلان           د. عبد العزيز بن سعود العمر

عميد البرامج التدريبية وخدمة المجتمع                  عميد كلية المعلمين بالرياض

                                                                                                    

  الرياض ، ذو القعدة 1423هـ

دراسة مقدمة للقاء الحادي عشر لقادة العمل التربوي

 

ملخص الدراسة

تتناول هذه الدراسة بالتحليل نظام إعداد المعلم بالمملكة العربية السعودية من حيث : اختيار الطالب / المعلم ومعايير القبول بمؤسسات الإعداد ، برامج إعداد المعلم وتدريبه ، وظروف توظيف المعلمين ونموهم المهني ، كما تعرض الدراسة في ثنايا معالجتها لموضوعها لنماذج من الخبرة والتجارب العالمية في مجال إعداد المعلم .

أهداف الدراسة :

1-       تحليل الوضع الراهن لنظام إعداد المعلم وتدريبه بالمملكة .

2-        التعرف على جانب من الخبرة والتجارب العالمية في مجال إعداد المعلم  .

3-       بلورة رؤية مستقبلية لنظام إعداد المعلم بالمملكة .

وانتهت الدراسة إلى طرح رؤية مستقبلية لاختيار المعلم وإعداده في المملكة تتحقق من خلالها الأهداف التالية :

-          انتقاء أفضل المتقدمين وأكثرهم استعداداً لممارسة مهنة التدريس .

-          اجتذاب أحسن العناصر : خلقاً وذكاءً وعلماً ومهارة لمهنة التدريس .

-          تطوير برامج الإعداد لتتناسب مع المستجدات المعرفية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وفق ثوابت سياسة التعليم .

-          توظيف التقنية الحديثة في زيادة فاعلية برامج الإعداد وإثراء مفرداتها .

-          تنمية قدرات  أعضاء هيئة التدريس والارتقاء بمستويات أدائهم .

-          تعريض الطالب / المعلم لخبرات مطولة منظمة ومنهجية في الميدان .

-          تأمين اختيار أكفأ الخريجين الداخلين الجدد إلى المهنة .

-          تحسين ظروف عمل المعلمين وحفز المتميزين ومكافأتهم .

-          إتاحة المزيد من فرص النمو المهني والترقي في السلم الوظيفي أمام المعلمين  .


اختيار المعلم وإعداده بالمملكة العربية السعودية
"رؤية مستقبلية"                                                                                    
مقدمة:
     مهنة التعليم من أجل المهن وأعظمها؛ فهي مهنة الأنبياء. وقد حض الإسلام على العلم والعمل في مهنة  التعليم إذ يقول  الرسول صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".ويكتسب التعليم أهمية خاصة للأدوار التي يتصدى لها المعلم من تعليم وتثقيف، وتوجيه وإرشاد، ونقل خبرات، والمساهمة في تهيئة أفراد البشرية للعيش الكريم  في مجتمعات يسودها الأمن والسلام والحب والوئام والعدل والرحمة والفضائل  الإسلامية الأخرى للتنشئة الاجتماعية بأبعادها المختلفة.

    ومهنة التعليم هي مهنة عظيمة؛ فهي أم المهن، ولا تكاد تكون هناك  مهنة إلا وتتطلب من يعلم فيها ولو بطريقة غير مباشرة.وقد اعتمدت الأساليب القديمة في التعليم على جهود شخصية   أهلية   أو تطوعية،  وركزت في مضامينها على تعليم الدين واللغة  في غالبية مساراتها، وتعلم المهن الحرفية في مسارات أخرى. حتى اعتمدت الدول المختلفة التعليم النظامي وأنشأت له مؤسسات تهتم فقط بمهنة التعليم. وقد مرت هذه التجربة بمراحل متعددة، وكانت مرتبطة بتطور المجتمعات حتى أصبح التعليم ونوعية منتجاته علامة على تطور المجتمع ونمائه وحضارته، ووصلت مكانة المعلم إلى مرتبة عالية لدى الأمم الواعية فكان ذكره بالخير في كل مكان والاحتفاء به في كل محفل.

   وقد مر إعداد المعلم في المملكة العربية السعودية بمراحل متعددة كانت بدايتها مع معلم الضرورة ثم تطور الحال إلى معاهد معلمين متوسطة فثانوية وانتقل نقلة نوعية تخصصية عند افتتاح مراكز العلوم والرياضيات والكليات المتوسطة إلى أن وصل أخيرا لإقامة كليات معلمين متخصصة عام 1409 هـ تعبر عن احتياجات المجتمع وتشارك في تنميته، وبجانب كليات المعلمين كانت كليات التربية المرتبطة بالجامعات. 

   وفي العقود الأخيرة أصبح التعليم مهنة لها أصولها وقواعدها ومناهجها العلمية، كما تطورت معرفتنا بنظم ونظريات التعلم والتعليم، وتقدمت كذلك معرفتنا  بأدوات  وأساليب تقويم الأداء. ويعد اختيار الطالب /المعلم في مؤسسات الإعداد حجر الأساس لمشروع تخريج جيل متمكن من المعلمين، ومن المسلمات الأولية في هذا الشأن أن يتم اختيار الطالب /المعلم في ضوء المتطلبات المهنية العالية التي تتطلبها مهنة التدريس، وتحت حراسة منظومة الضوابط والقيم الأخلاقية العظيمة لهذه المهنة السامية. بل إن هناك من التربويين من يذهب في رؤيته لنظام  اختيار المعلم إلى حد القول بأن المعلم يولد ولا يُعد، في إشارة إلى أنه مولود أكثر منه مُعد. أي أن التميز والإبداع المهني لدى المعلم هو في العموم  تكوين فطري بطبيعته أكثر من أي شيء آخر.

   وفي عصرنا الحاضر برزت  بعض الاتجاهات الحديثة  في مجال إعداد المعلم  تؤكد على ضرورة مجاراة العصر وملاحقة التطورات العلمية والتربوية والتقنية. منها متابعة تطورات المناهج ووضع نسب محددة  لمتطلبات إعداد المعلم مثل الإعداد العام، والتخصصي، والتربوي والتربية العملية والتدريب أثناء الخدمة. كما تتطلب التطورات المتلاحقة والسريعة على الساحة التقنية أن يتعرف المعلم على كيفية التعامل مع الوسائل التعليمية الحديثة كالتلفاز والفيديو والحاسب وبرامجه والإنترنت ونحو ذلك  واستخدامها بفاعلية مع طلابه.

   ومن هنا برزت فكرة تطوير برامج إعداد المعلم  لتلبي احتياجات المجتمع التنموية، وتتمــــاشى مع  متطلبات العصـــــــر. لذا اهتمت الأجهزة التعليميـــــــة 

المشرفة والمنفذة لبرامج إعداد المعلمين بتهيئة الجو الصحي المادي والمعنوي الذي يعين المستهدفين في برامج إعداد المعلم على  الاستعداد علميا وتربويًا وتقنيًا على القيام بأدوارهم ووظائفهم التعليمية المستقبلية بفاعلية.

    كذلك يرى الباحثون أن هذا العصر الذي يطلق عليه عصر المعلوماتية يفرض أن يتم إعداد المعلمين في المؤسسات التعليمية بحيث يتم التركيز على استخدام التقنيات الحديثة بفاعلية أكثر علاوة على إعدادهم لمعرفة المحتوى التعليمي التخصصي والمعرفة التربوية  والإعداد العام. ومن الملاحظ كذلك أن برامج الإعداد والتدريب وحدها لن تتكفل بتوفير المعلم الأمثل إلا إذا اقترنت بتنمية اتجاهات إيجابية، وإثارة الدافعية، والاستعداد للعمل بالمهنة وفق متطلباتها وظروفها.

    ومشكلة النوعية في مستوى المعلم تتجاوز نطاق  المحلية فهي تمثل أزمة عالمية خاصة في ضوء العوامل المجتمعية على اختلافها.

وفي الختام يسرنا أن نشكر كل من ساهم معنا بالمشورة والرأي ونخص بالذكر أصحاب السعادة: أ.د/ هاشم حريري، أ.د/ عبد الله الحصين، د. عثمان العامر. والأساتذة: مطر رزق الله، حمد الجاسر، محمد الغفيلي، عبد الحكيم الصالح، عبد الكريم الحقيل، زيد الدريهم، عبد الرحمن الأحمري، عيسى حمود.


موضوع الدراسة :

           في تقريرها الذي قدمته لليونسكو عام 1996 رأت اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين (جاك ديلور وآخرون) أن عملية إعداد المعلمين بحاجة إلى إعادة نظر كاملة، وأنه في سبيل تحسين نوعية التعليم ينبغي أولا تحسين حال المعلمين وإعدادهم، ووضعهم الاجتماعي، وظروف عملهم، نظرًا لأنهم لن يكونوا قادرين على الوفاء بما يطلب منهم إلا
إذا اكتسبوا المعارف والمهارات، والصفات الشخصية، والقدرات المهنية، والعزيمة المنشودة.

     وتتناول هذه الدراسة بالتحليل نظام إعداد المعلم بالمملكة العربية السعودية من حيث: اختيار الطالب/ المعلم ومعايير القبول بمؤسسات الإعداد، برامج إعداد المعلم وتدريبه، وظروف توظيف المعلمين ونموهم المهني، كما تعرض الدراسة في ثنايا معالجتها لموضوعها لنماذج من الخبرة والتجارب العالمية في مجال إعداد المعلم. وفي النهاية تطرح الدراسة رؤية مستقبلية لنظام إعداد المعلم بالمملكة.

أهداف الدراسة:

1-     تحليل الوضع الراهن لنظام إعداد المعلم  وتدريبه بالمملكة.

2-     التعرف على جانب من الخبرة والتجارب العالمية في مجال إعداد المعلم.

3-     بلورة  رؤية مستقبلية لنظام إعداد المعلم بالمملكة.

 

 

 

خطة السير في الدراسة:

 سوف تسير الدراسة في تناولها للموضوع على النحو التالي:

الفصل الأول: نظام اختيار الطالب/ المعلم وإجراءات القبول بمؤسسات الإعداد.

الفصل الثاني: برامج إعداد المعلم وتدريبه.

الفصل الثالث: رؤية مستقبلية لنظام إعداد المعلم بالمملكة.


الفصل الأول

نظام اختيار الطالب/ المعلم

وإجراءات القبول بمؤسسات الإعداد

      يدور حاليًا في أوساط التربويين جدل واسع حول قدرة درجات طلاب التعليم العام على التعبير عن أدائهم الحقيقي ، كما أن جدلا يدور أيضا حول التباين بين نتائج الطلاب في القرى والأرياف ونتائجهم في المدن ، كما أن التباين في نتائج الطلاب بين المدارس الحكومية والمدارس الأهلية أصبح هو الآخر مصدر قلق لمسئولي القبول. ولكي تخرج الكليات من هذا المأزق فإنه يجب عليها أن تبنى بنفسها لنفسها أدواتها الخاصة التي تساعدها على انتقاء أفضل الطلاب المتقدمين لها ممن تتوفر لديهم القدرة العلمية والرغبة والميول نحو مهنة التدريس والسمات الشخصية المناسبة.

     والمقصود بمفهوم اختيار الطالب/ المعلم - كما سوف يرد لاحقا-  هو اختياره وفق معايير وأطر وشروط محددة من بين العديد من المتقدمين للقبول بكلية تربوية ( كلية معلمين أو كلية تربية ) ليصبح طالبا منتظما بها .

الوضع الراهن لنظام اختيار الطالب/ المعلم:

    إن الدخول إلى مهنة التعليم عمومًا - أو التدريس على وجه الخصوص - يمكن أن يتم من خلال أيٍ من الطريقين التاليين :

     أولا: الالتحاق بكلية للمعلمين أو كلية للتربية بعد الحصول على الثانوية العامة. 

     ثانيا: الالتحاق بكلية تربوية للدراسة بها لمدة سنة أو سنتين بعد الحصول على الشهادة الجامعية ، يتم التركيز خلال هذه الفترة الدراسيـــــة على دراسة مقررات في التربية وعلم النفس وطرائق التدريس وتقنيات التعليم إضافة إلى التدريب على ممارسة التدريس في إحدى المدارس تحت إشراف ذوي الخبرة والاختصاص .

        وفي كليات المعلمين يسخر النظام التعليمي الدراسات والجهود البحثية لغرض توجيه عملية القبول وترشيدها بما يضمن اختيار أفضل العناصر التي ترغب في مزاولة مهنة التدريس مستقبلا وتوجيههم إلى المسارات الدراسية التي تلائم قدراتهم وإمكاناتهم، الأمر الذي يقلل الهدر والفاقد التعليمي الناشئ غالبا عن عدم قدرة الطلاب على السير في برامجهم الدراسية التي يختارونها .

شروط القبول بمؤسسات الإعداد:

·        الحصول على الحد الأدنى المطلوب في النسبة العامة والنسبة الخاصة.

·        اللياقة الطبية بدنيًا ونفسيًا.

·        حسن السير والسلوك.

·        اجتياز المقابلة الشخصية.

·        اجتياز اختبارات القبول.

·        التفرغ للدراسة.

   ولا يخلو القبول في الكليات بوضعه الراهن وممارساته القائمة من بعض المشكلات والعوائق التي تحد من فاعليته ، ومن أبرز هذه المشكلات :

·        التزايد الكبير في أعداد الطلاب التي تتقدم للقبول في التعليم الجامعي، أن التزايد الكبير في النمو السكاني في مقابل ثبات فرص وإمكانات التعليم الجامعي قد أضاف أعباء كبيرة على برامج القبول في الكليات.

·            عدم توفر أدوات قياس معتمدة وفاعلة تمكن الكليات التربوية من الحكم على أهلية المتقدم للالتحاق بمهنة التعليم. (بعض الأدوات المشـــــــار إليها تقيس القدرة التحصيلية للطالب، والبعض الآخر منها يقيس المهارات والقدرات أو الميول والاتجاهات).

·          عدم مطالبة كليات المعلمين المتقدمين للقبول بها بتقديم أصل شهادة الثانوية العامة قد نجم عنه حجز المقاعد الجامعية لأسماء لا ترغب أصلا في هذه الكليات، الأمر الذي ترتب عليه ضياع فرص الآخرين وإهدار الكثير من الجهود والوقت .

·          لا تزال الضغوط الاجتماعية الكبيرة تمثل قلقا وهاجسا على صانعي قرار القبول.

·    إن مما يقلق مسئولي القبول تضخم درجات ( تقديرات ) خريجي المرحلة الثانوية إضافة إلى التفاوت الكبير الملاحظ في الدرجات بين المدارس الأهلــية والمدارس                                                                                                                                 

الحكومية، وكذلك بين مدارس المدن ومدارس القرى. لقد أثار مثل هذا الأمر جدلا واسعا حول الوزن الذي يمكن إعطاؤه لنسبة الثانوية العامة في قرار القبول.

نماذج من الخبرة العالمية في نظم القبول بمؤسسات إعداد المعلم:

       سوف نقصر مبحثنا هنا على بعض التدابير والإجراءات المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية.

     إن معايير وإجراءات القبول في كليات التربية في الجامعات الأمريكية تختلف تبعًا لفلسفة التعليم التي تتبعها الجامعة ، إلا إنها تتفق على اتباع معايير محددة تنظم عملية القبول ، أي أن هناك رؤية ( Vision ) تحكم سياسة القبول ، ويترجم هذا النظام تلك الرؤية إجرائيا من خلال صياغة مجموعة من المعايير والمتطلبات الخاصة بالقبول. كمـــــا أن هــــذه الجامعــــات

تلح كثيرا على أن تكون عملية القبول انتقائية تنافسية ، ويمكن أن نصنف هذه المعايير تحت الفئات الثلاث التالية :

* معايير تتعلق بالامتحانات التي تقدم على مستوى الدولة أو الولاية أو الجامعة، أو الكلية، أو حتى القسم. وهذه الامتحانات نوعان : نوع يُعنى بقياس القدرات والاستعدادات ، ونوع ثانٍ يهتم بقياس التحصيل. وتتكون هذه الامتحانات بنوعيها من عدة أجزاء فرعية تقيس المهارات الأساسية للطلاب أو ما يمكن أن نطلق عليه " ما لا يسع الطالب الجهل به " ، بحيث يتضمن الاختبار أجزاءً لمهارات : القراءة، الكتابة ، الرياضيات ، مهارات الاتصال..الخ. ولعل أهم تلك الاختبارات اختبارا: ( SAT ) و ( ACT ) . ويندر أن تجد جامعة أمريكية تقبل النظر في ملف  الطالب دون أن يكون متضمنا نتيجة هذين الاختبارين أو أحدهما. ولا يكفي مجرد دخول الطالب هذين الاختبارين بل لا بد من الحصول على الدرجة التي يحددها القسم على ألا تكون الفترة الفاصلة بين دخول الاختبار والتقدم بطلب القبول طويلة. كما أن هناك اختبارا خاصا بالتخصص الدقيق داخل كليات التربية ، وهذا يدخل تحت ما يسمى بمتطلبات خاصة بالقسم. وفي بعض الجامعات لا يتقدم الطالب إلى هذا الاختبار إلا بعد إنهائه دراسة المواد العامة أو مواد الإعداد العام ، وعلى الطالب أن يحقق الحد الأدنى من الدرجة المطلوبة وإلا فليس له مكان فيه، وعليه البحث عن قسم آخر.

* معايير خاصة بالثانوية العامة من حيث المعدل العام ( GPA ) ، فبعض الجامعات تشترط معدل ثلاثة من أربعة وبعضها يشترط اثنين ونصف من خمسة، كما أن هناك معايير متعلقة بنوعية المواد التي درسها الطالب في المرحلة الثانوية وعددها في كل فرع  ( اللغة ، الرياضيات ، العلوم الطبيعية ، العلوم الاجتماعية )، وكذلك فيما إذا كان الطالب قد سبق له دراسة مواد جامعية أثناء المرحلة الثانوية.

* معايير خاصة بالسمات الشخصية والنفسية عند الطلاب، مثل قدراته التواصلية وميوله واتجاهاته نحو مهنة التدريس وصحته العقلية والنفسية ، وبعض الأقسام تحرص على إجراء مقابلة شخصية للمتقدم.

   إن معظم الجامعات هناك تشترك في تبني نظامين للقبول، وهما : القبول المشروط  nditional Admission ) والقبول النهائي (Full Admission)  أي أن الطالب يدخل كلية التربية تحت مسمى " قبول مؤقت " حتى يحقق الشروط والمتطلبات التي تصعد به إلى" القبول النهائي " ، ولكن بعض الجامعات تعطي الطالب قبولا للدراسة فيها إذا حقق الحد الأدنى من شروط القبول ، وإذا أراد الطالب أن يختار تخصصه الدقيق داخل كلية التربية فإن عليه أن يجتاز الامتحان الذي يقدمه القسم المختص ، وعليه كذلك ألا يكون قد حصل على أقل من معدل " جيد " في المواد التربوية ، وإذا لم يتمكن الطالب من اجتياز الاختبار الخاص بالقسم أو حصل على معدل " جيد سالب" أو أكثر  في المواد التربوية فإن قبوله يتحول بشكل آلي إلى قبول مشروط.

وشروط القبول النهائي كالتالي :

·        لا بد من تحقيق كافة شروط القبول المشروط .

·        أن يتقدم الطالب بطلب إلى لجنة القبول لفحص سيرته الدراسية الأكاديمية.

·        أن يتقدم رسمياً بطلب القبول في نهاية السنة الثانية.

·        ألا يكون قد حصل على معدل أقل من جيد في كل المواد التي درسها(بعض الجامعات تحدد مواد بعينها).

·        أن يحقق الطالب الدرجة المطلوبة في الاختبارات الفرعية ( subtests) لاختبار praxis 1، وهذه الاختبارات تشمل: القراءة ، الكتابة ، الرياضيــات ، ويستثنــــى من هذا الشــــرط الطـــلاب الذين يقـــدمون درجــة

مؤهلة في أي من الاختبارات التالية :SAT , GRE , ACT  . (اختبار Praxis 1 يتكون من شقين : شق يُعنى بالمهارات الأكاديمية، وشق ثانٍ يُعنى بتقويم التخصص المعرفي – المحتوى).

     إن القبول المشروط الذي يعقبه قبول نهائي - في حال استيفاء الطالب للشروط - قد يكون حلا واعدا لمعالجة ضعف مخرجات الكليات التربوية. ففي هذه الحالة يتم فحص الطلاب ومتابعتهم أثناء فصولهم الدراسية الأولى في الكلية ومن ثم يتخذ القرار المناسب بشأنهم. ويمكن التنسيق بين الجامعات والكليات من أجل معادلة بعض موادهم إذا رغبوا (أي الطلاب الذين لم يحققوا شروط القبول النهائي) في مواصلة الدراسة في أقسام أخرى تناسب قدراتهم ومستوياتهم.

     هذا وتجدر الإشارة هنا إلى وجود نظام آخر يطبق في جامعات أخرى بالولايات المتحدة الأمريكية. وطبقا لهذا النظام يتم قبول طلاب البكالوريوس في الجامعة دون تحديد كلياتهم أو تخصصاتهم ، وإذا أراد الطالب أن يتخصص في كلية التربية فإن عليه أن يحقق شروطا، منها:

·        أن ينهي الطالب ما لا يقل عن 64 ساعة معتمدة.

·        أن يجتاز اختباراتٍ في اللغة ومهاراتها والرياضيات والعلوم الطبيعية قبل قبوله في الكلية.

·        أن يحقق في المواد أعلاه تقديرًا لا يقل عن جيد.  

·        أن يقدم الطالب ما يثبت أن لديه خبرة في المجتمع.

·        يجب على المتقدم أن يجتاز متطلبات التخصص الدقيق الذي سوف يلتحق به.

·        بعض الأقسام وكليات التربية تشترط على المتقدمين اجتياز اختبار يطبق على مستوى  الولايات المتحدة ، هو:

                                            PPST = Pre-professional Skills Test

   


         دواعي تطوير نظام القبول بمؤسسات الإعداد في المملكة :

     لقد أضحت مهنة التعليم في السنوات الأخيرة ـ نتيجة لتوفر فرص التوظيف ، ونظرا للمردود المادي المقبول ـ أكثر جذبًا لخريجي الثانوية، بل إن عدد المتقدمين للقبول بكليات المعلمين أصبح يتجاوز اليوم بكثير القدرة الاستيعابية لهذه الكليات. ورغم أن تزايد أعداد المتقدمين للقبول في الكليات يكلف هذه الكليات الكثير من الجهد والوقت إلا أن ذلك يعد في نظرنا عاملا إيجابيا، فالتنامي الكبير في أعداد المتقدمين للقبول يشعل المنافسة بينهم، ويوسع دائرة الاختيار، ويهيئ للكليات فرصة أفضل لاختيار العناصر الأكثر ملاءمة لمهنة التدريس والأفضل استعدادًا لممارستها، ولن يتحقق ذلك ما لم يتوفر لهذه الكليات أفضل الأدوات والآليات التي تمكنها من ضبط عملية الاختيار  وترشيدها.

    وإذا ما علمنا أنه في كل عام دراسي تلجأ الكليات التربوية إلى فصل العشرات بل المئات ممن تم قبولهم من الطلاب فإن تطوير معايير وأساليب وإجراءات قبول أفضل وأنجع يصبح مطلبا جوهريا. لقد أصبح لزاما على كليات إعداد المعلم أن تعيد النظر في نظم القبول بها لكي تضمن اختيار أفضل العناصر من بين المتقدمين أولا، ولتقلل الفاقد والهدر التعليمي ثانيا.                                           

   كما أدى التغير مؤخرا في دور المعلم إلى إعادة النظر في أسلوب اختياره ، فلم يعد المعلم مجرد ناقل للمعرفة من مصادرها إلى الطالب. لقد أدت التغيرات التي طالت العملية التعليمية التربوية إلى بروز أدوار جديدة للمعلم أكثر جوهرية ، ولعل أهمها كونه أصبح وسيطا بين الطلاب ومصادر المعرفة، يهيئ لهم البيئة التعليمية الملائمة، ويثير لديهم التفكير العميق ، ويخلق بينهم أنفسهم وبينهم وبين المادة التعليمية تفاعلا إيجابيًا منتجًا.

 

 

 

                                 الفصل الثاني

برامج إعداد المعلم وتدريبه :

لقد أشار تقرير إنجازات خطة التنمية السادسة (1415-1420) إلى أن أداء المعلمين والمعلمات كان من القضايا الأساسية حيث أظهرت بعض المؤشرات أن هناك انخفاضًا في مستوى أداء بعض المعلمين والمعلمات، مما يتطلب تكثيف برامج التدريب لرفع مستوى الأداء والتأهيل واكتساب المهارات المهنية الأساسية في مجال التخصص.

   ولهذا عكفت مؤسسات إعداد المعلم ـ ولا تزال ـ على تحسين كفاءة خريجيها عن طريق  اختبار فلسفة الإعداد وتوازن المتطلبات والاهتمام بالتربية العملية.

الوضع الراهن لبرامج إعداد المعلم وتدريبه:

1- فلسفة الإعداد:

ذكر القرني (1996) أن هناك اتجاهين سائدين حاليا في إعداد المعلمين: الاتجاه التتابعي والاتجاه التكاملي.حيث يركز الأول على أولوية الإعداد العلمي للتأهيل ثم يترك التأهيل التربوي للتدريب أثناء الخدمة أو للممارسة الفعلية للعمل. أما الإعداد التكاملي فيركز على إعداد المعلم وتأهيله علميًا وتربويًا جنبًا إلى جنب.

ومن بين ما انتهت إليه دراسة الخطيب وآخرين لنظام إعداد المعلم بالمملكة (1999) فيما يتعلق بفلسفة الإعداد ما يلي: 

                     ‌أ-       أن إعداد المعلم في المملكة العربية السعودية وغيرها يتم وفقاً لأحد النظامين، إما التكاملي أو التتابعي.

 

 

 

                  ‌ب-     أن النظام التكاملي هو الأكثر انتشاراً.

      أن مدة الدراســـــــة وفق نظـــــــام الإعداد التكاملي تبلغ أربع سنـوات، 

      ووفق نظام الإعداد التتابعي تصل إلى خمس سنوات..

                   ‌ج-     يوجد تباين ملحوظ  في مكونات برامج إعداد المعلمين من حيث متطلبات التخرج الإجمالية، وعدد وحدات الدراسة في الإعداد العام في الإعداد المهني أو في الإعداد التخصصي أو في التربية الميدانية .

2. متطلبات إعداد المعلم:

       تختلف متطلبات التخرج لإعداد المعلم من مؤسسة تعليمية لأخرى ومن بلد لآخر وذلك لاختلاف الأهداف التي يبنى عليها البرنامج. وفي دراسة مقارنة للخطيب وآخرين (2001) لمتطلبات التخرج في جميع مستويات الإعداد في المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والأجنبية. ويوضح الجدول التالي الحد الأدنى والحد الأعلى للمتطلبات:

عدد الساعات

المملكة

دول مجلس التعاون

دول عربية 1
دول أجنبية 2

الأدنى

الأعلى

الأدنى

الأعلى

الأدنى

الأعلى

الأدنى

الأعلى

متطلبات التخرج

128

196

120

144

120

marg

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 122/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 4607 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,606,192