الرواية بين الانفجار الكمي والكيفي
د.أحمد مجاهد: أصبحت شعر العالم الحديث.. والجنس الأدبي الأكثر شيوعاً
حلمي النمنم:
ساهمت في ازدهار الحرية في مصر
يسري حسان
الرواية العربية بين الانفجار الكمي والازدهار الكيفي.. هذا هو العنوان الذي دارت حوله إحدي ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب وأدارها الكاتب حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب وشارك فيها الكاتب الصحفي سيد محمود. ومحمد سيد عبدالتواب. ود.أحمد مجاهد الذي جمع في مداخلته بين كونه ناقداً أدبياً وبين كونه رئيساً لهيئة قصور الثقافة التي تسهم بفاعلية في نشر الإبداع الروائي المتميز.
حلمي النمنم أكد أن الرواية ساهمت في ازدهار الحرية في مصر. مشيراً إلي أن ذلك ماثل في أعمال نجيب محفوظ. ويوسف إدريس. وإحسان عبدالقدوس. ولكن هذه الحرية يعكرها في بعض الأحيان ممارسات القوي الظلامية. مشيراً بدور الثقافة الجماهيرية في نشر بعض الأعمال الروائية التنويرية.
أما د.أحمد مجاهد فقد بدأ مداخلته بتحديد ما هية أو حدود الرواية العربية. وتساءل هل الروايات الانجليزية التي يكتبها كتاب عرب مثل أهداف سويف هي روايات عربية؟ وأجاب بأن الرواية العربية مصطلح يدل علي الرواية المكتوبة باللغة العربية فقط.
مجاهد أشار إلي سيادة الرواية في الساحة الأدبية مؤكداً ما لاحظه نجيب محفوظ في الثلاثينيات من عمره عن سيادة فن الرواية "شعر العالم الحديث" ليؤكد. بناء علي ذلك. أن الرواية أصبحت هي الجنس الأدبي الأكثر شيوعاً. بل صارت هي السائدة علي أدب العصر. وكأنه صار "عصر الرواية" وهذا ما شكل ظاهرة الانفجار. بجانبها الكمي والكيفي.
وبنظرة احصائية علي إصدارات هيئة قصور الثقافة يقول مجاهد نجد أن هناك توازناً بين الأنواع الأدبية. ولكن في دور النشر الخاصة هناك إقبال علي نشر الرواية مقارنة بالأنواع الأخري. ويرجع ذلك كما قال واسيني الأعرج إلي ظاهرة تسليع الرواية بغض النظر عن قيمة العمل المنشور.
ثورة نقدية
أما بخصوص الازدهار الكيفي وكما ألمح د.أحمد مجاهد فهو يقترن بالثورة النقدية والفكرية التي بدأت في الستينيات علي وجه الخصوص. وواكب ذلك شيوع مصطلح الشعرية أو الأدبية في الفكر النقدي المعاصر. وظهر هذا التحول بوضوح في ضمير السرد في الرواية. حيث كثر السرد بضمير المخاطب. وانتشاره بالمقارنة بضمير المتكلم الذي كان سائداً في الرواية العربية الكلاسيكية عند طه حسين ويوسف إدريس وغيرهما. ولتحول ضمير السرد آثار جمالية وفكرية كثيرة لأنه ينطوي علي موقف من القارئ والكتابة والحياة علي الإطلاق.
الظاهرة الأخري التي توقف عندها د.أحمد مجاهد هي التشظي أو جماليات الفوضي. وتتحقق من خلال تحطيم المنطق السببي في تتابع السرد. في سبيل خلق جماليات جديدة في الرواية. ولذلك فإن مصطلح "جماليات الفوضي" أدق من التشظي. حيث المفهوم الأول ينطوي علي بناء بعد الهدم بخلاف المصطلح الثاني. وكل ذلك يعبر عن رغبة في تحرير النصوص الروائية من المواضعات الاجتماعية والسياسية والتقاليد الكتابية.
وثائقية ورقمية
كما أشار د.أحمد مجاهد إلي ظاهرة اعتبرها جديرة بالانتباه. في الرواية الجديدة هي "الوثائقية" التي تقوم علي التاريخ سواء أكان للوقائع الحقيقية أو لوقائع فضائية. وهو لون من إعادة النظر في الواقع من خلال إعادة قراءة الوثائق الرسمية من جهة أو ابتكار وثائق من جهة أو ابتكار وثائق مناقضة تمثل وجهة نظر كاتبها. وهناك ظاهرة أخري بارزة هي "مساءلة التاريخ" والتي تضع التاريخ الرسمي موضع المساءلة وفق الوعي المعاصر. وقد خلقت التيارات السياسية المعاصرة تيارات كتابية جديدة كما في الكتابة النسائية. وهو ثورة في مضامين الكتابة.
أما الكتابة الرقمية فقال عنها د.مجاهد إنها مجال جديد للكتابة أدي إليه شيوع "الإنترنت". حيث أصبح العمل الروائي يستفيد من تقنيات الكتابة الإلكترونية المدعمة بالصور والوثائق وطرائق جديدة في السرد. كما صار للمتلقي دور في إنتاج وإعادة انتاج النص. من خلال تواصله مع النص عبر شبكة المعلومات.
وقال د.أحمد مجاهد إن العناصر السابقة مجتمعة تساهم في خلق حداثة الرواية العربية الجديدة. ولذلك فبناء علي هذه الفوضي لا يمكن التنبؤ بالمستقبل. ولكن إذا أردنا أن نتنبأ بالمستقبل فإن الازدهار القادم يمكن أن يكون للقصة القصيرة.
أما محمد عبدالتواب فقد أقر مبدأ أن حرية التعبير حق أساسي لكل كاتب. ولكن ليس لأي كاتب. فهناك فريق من الكتاب يتصدي لهدم قيم وتقاليد المجتمع المصري. راصداً حالة سماها الانفلات الابداعي في التعبير عن الجنس. حيث أصبح الكتاب يلجأون إلي الخلطة المعروفة بين الجنس والسياسة وخرق المحرمات حتي يصبح الكاتب من المشاهير. وهذا ليس من الحرية في شيء.
المصدر: المساء
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 340 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,603,650