الشاعر الكبيرعبدالرحمن الأبنودى يكتب : طرقات فى الجبل .. معجزة صعيدية ٨/ ٢/ ٢٠١٠ |
احتفاء بانتهاء مشروع إيصال النيل من سوهاج وأسيوط وقنا للبحر الأحمر بواسطة طرق حديثة استلزمت جهداً غير محدود، لا يدرك مشقته سوى إنسان تلك المناطق، كتب الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، ابن الصعيد الأشهر، صورة شعرية عبارة عن مجموعة من المواويل يلقيها بصوته مع أربع أغنيات من ألحان الموسيقار عمار الشريعى، غناء الفنان على الحجار. ويقدم هذا العمل الملحمى فى الحفل الذى سوف يقام خصيصاً بمناسبة الانتهاء من المراحل الأولى للعمل، والذى افتتحه السيد الرئيس محمد حسنى مبارك بمصاحبة رئيس الوزراء والوزير محمود محيى الدين، الذى قام بالإشراف على ذلك العمل الكبير، الذى سوف يقرب ما بين النيل والبحر، ويصل بينهما إلى جانب المدن والأراضى الزراعية التى سوف تقام على جانبى الطريق. أما شاعرنا الأبنودى فقد كتب العمل وسجله صوتا فى مقره الريفى بالإسماعيلية، وظل على اتصال بالشريعى والحجار إلى أن تم إنجازه تحت إشراف د. سامى عبدالعزيز. هناك طريق وحيد قديم يصل الوادى بالبحر الأحمر، وهو طريق سفاجا/ قنا، ومن أراد من أهل الصعيد أن يصل إلى مدن البحر الأحمر فعليه أن يسافر إلى قنا ثم من قنا إلى سفاجا. لقد بنى هذا العمل أيام الاحتلال الإنجليزى، وها هو الاستعمار قد رحل ولكن الطريق باق. إن أى جهد يتم لتطوير الصعيد وبعثه إلى النور يستحق التحية، كما يقول شاعرنا الأبنودى. ونورد هنا بعضاً من هذا العمل الشعرى الغنائى «معجزة الجبل». بأكتافنا بأيادينا بقوة عزم ما فينا صعيدنا واحنا أدرى بُهْ بنتكاتَر على بابُه وبنمد فى جسد همْدان هنا شريان وهنا شريان بنحميه لجل يحمينا بنحييه لجل يحيينا. سنين وسنين تيجى وتروح ما حدش مدّ يدُّه إليه يبان همدان وهوَّه الروح سنين وسنين عَدوا عليه وهو زى ما هُو يا خال بيشكى لربه سوء الحال ألم شِلْناه فى أغانينا وآهةِ الحسرة تحكينا وبعد سنين سمعنا نداه عزمنا أمرنا وجينا هنا شريان وهنا شريان بنحميه لجل يحمينا بنحييه لجل يحيينا. ■ ■ ■ سِكنَّا ضفتك يا نيل نزيد احنا الأراضى تِقل رقدنا تحت توت ونخيل وخدنا ع الرُّقاد فى الضل ومالناش بحر مالناش بر زمن ثابت كإنه ما مرّ وجمَّعنا وحركناه وقلنا: «إصحى يا ولداه يا أصل العلم جينا بحلم يحقق حلمنا ويحياه طرق تبدأ مشاويرها عشان نستنظروا خيرها ونربط ع الزمن سيرها عمل هيغيَّر الدنيا كإننا فى بلد غيرها أبونا انت ابو الأمة وأول من بنى معبد وأوّل من نقش كلمة يا ابو الإنجاز يا ابو الحكمة ولا انت كسول ولا غلبان نزيح الرقدة قوم بينا هنا شريان وهنا شريان بنحميك لجل تحمينا بنحييك لجل تحيينا. طرق تمتد فى الصحرا جبال تنهار حسن وأحمد وعبدالله وتَكْرونى وحمْدالله وحسانى وخلف الله يخلوا شمسها ضلة ويدُّوا الرملة لون أخضر وقَعْدة تحت شجرة توت حيملوها شجر وبيوت قرى حوالين طرق تتمد ويتحول صعيدنا بجد وتتدفق دما بأبداننا من تانى نعود تانى نغنى تانى للأوطان ■ ■ ■ ومهما كانت العلة حاجات من دى بتشفينا تطعمنا وتسقينا ولادك يا صعيد جولك بيحموك لجل تحمينا بيحيوك لجل تحيينا. ■ ■ ■ صِحى الصعيد لما دقوا الباب وقالوا: «اصحَى» بَدل ارتيابه التاريخى حس بالفرحة متروك فى ضل التاريخ عشرات سنين ميات وعنيه تراقب بصمْت الجاية والرايحة. ■ ■ ■ وقف الصعيد يرقب المشهد وِهُو صامت الصحرا دى عن خُطا الإنسان كتير صامت لقيها جَد انتشى مَد الخُطى يشارك وقال يا صحرا قيامتِك فى الصعيد قامِت. ■ ■ ■ كان الصعيد متكى تحت السجر والضل العام ورا العام ما بانش عليه فى يوم هيمِلّ والصبر شيلةْ قرون شالها على اكتافُه لا عِرِف فى يوم يشتكى ولا من حُموله يكل. ■ ■ ■ ما لسه فاكرين يا ناس أيام بنينا السد النية فى القلب كانت والجهاد فى اليد الكهربا والمياه والزرع طول العام نفس الكلام النهارده والمسائل جد. ■ ■ ■ تشرق شموس الأمل على دايرة النسيان تنوَّر الأرض تلمس فرحة الإنسان إذا نوّرت لا جرايم تار ولا إرهاب أبشر يا وادى الصعيد لكل فجر أذان. ■ ■ ■ يا مصر مدى إيديكى نبوسها ونبوسك إحنا اللى غنينا طلعت فى السما شموسك إحنا ولاد صبْروا ع الحلوة وع المرة وكل ما تعلمينا نحفظوا دروسك. |
ساحة النقاش