سيوة.. واحة الجن والملائكة
سيوة من: أيمن السيسي
هل جربت الدخول في قلب أجواء سحرية فاتنة تلامس من خلالها الجن والملائكة؟ يمكنك الآن الدخول بأمان في تلك الأجواء السحرية .
فقط لا يكلفك الأمر سوي السفر لمسافة800 كم هي التي تفصلك عن القاهرة, في رحلة المتعة والخيال, حيث تلازمك بقايا العظام والتعاويذ من حكايا الجن التي تنتمي لعصور تاريخية قديمة, بينما تحلق من فوق رأسك الملائكة في مجالس الطب جالبة لك الشفاء وترفق بحالك فتدفع عنك الشياطين, ببركة مقام سيدنا سليمان.
سيوة.. تلك منطقة أو واحة أو مكان يتشكل من خليط من مخلوقات الله علي اختلاف أشكالها وألوانها, سواء كانوا ينتمون الي عالم الحيوان مثل الغيلان, أو قادمة من عالم سفلي مثل العفاريت أو من بشر قادمين من جهات أربع ليبيا ـ الحبشة ـ جزيرة العرب ـ السودان تستطيع أن تميز ملامحهم حين تقع عيناك علي أحد منهم.
ولا تخلو رحلة المتعة الممتدة بطول800 كم وأنت في الطريق الي واحتك المسكونة بالجن والملائكة من عنزات تزين المشهد الطبيعي الفطري في ليالي الاضاحي وأسماك تلد الجنيات في عين فطناس ناهيك عن عيون من الماء العذب وأخري مالحة ذات درجات حرارة تصل الي75 مئوية, كما سجلتها الحجارة الشاهدة علي أثر الإنسان التي تدل آثاره الحضرية من خلال زيارات تاريخية علي أنه استطاع أن يقهر الطبيعة, ويصنع من هذا المكان مقصدا مهما لاستحمام العرائس قبل الزفاف كشرط للخصوبة والنماء, فضلا عن حكايات العشق القديم التي سجلت علي الرمال والصخور.
هي مزيج من التاريخ المتداخل والمتتالي بحقبه المختلفة التي خلفت في مواضع عدة منها عشرات الآثار من مقابر وأبنية وطرقات, أشهرها معبد الوحي لآمون الذي جذب إليه الاسكندر ليأخذ من كهنته سرا طلبته منه أمه, وعاد إليها سالما بعكس قمبيز الذي لم يسلم من عناد الطبيعة وغضبها لتدفنه وجيشه تحت الرمال بحسب رواية اللواء مصطفي عبدالعزيز أحد مؤسسي جهاز المخابرات المصرية وصانع ملحمة الهجان الشهيرة والذي اتخذ من المكان مستقرا له ليعيش سنواته الأخيرة بين صفاءين.. القلوب السيوية وزرقة السماء في الصباح.
وحول زيارة الاسكندر الأكبر لواحة سيوة يقول الباحث والأديب السوري الدكتور محمد الحاج صالح, أن أم الاسكندر كانت ابنة لأحد كهنة آمون وفر الي مقدونيا هربا من الاضطهادات التي كانت تقع علي ديانته وهناك تزوجت ابنته من فيليب المقدوني لتنجب الاسكندر وتوصيه أن يفتح مصر ويتلقي نبوءاته من كهنة آمون في معبد سيوة في منطقة أغورمي فخاض غمار هذه الرحلة الطويلة وتلقي النبوءات التي لم يفصح عنها ولكنه قال إنه سيبلغ بها أمه وتم تتويجه ملكا ابنا لآمون رع.
جبل الموتي
تقع أغورمي في شرق سيوة وكانت شوارعها قبل سبعين عاما كما ذكرها القائمقام رفعت الجوهري في كتابه عن سيوة أكثر اتساعا من شوارع سيوة القديمة, ولها مدخل واحد بوابته حصينة يحرسها14 حارسا ليلا يمر منها الداخل بسراديب ضيقة تفضي الي بئر البلدة ومسجدها القديم ومعصرة الزيتون والساحة التي يشرف عليها المعبد الذي تقع بداخله حجرة التنبؤات والتتويج, ويعتقد الأهالي في وجود ممرات أسفل الغرفة يصل السائر فيها الي جبل الموتي وسراديب أخري تصعد به الي غرفة أثرية بجبل الدكرور تسمي بيت السلطان, ولأن سيوة تختلط فيها الحقائق بالأساطير وخرافات الجان والسحر الذي يمكن به ـ حسب ما شاع خلال السنوات الأخيرة ـ استخراج كنوز القدماء فتنتشر فيها حكايات العثور علي مقابر القدماء وكنوز المعابد المطمورة, يؤيدها ظهور ثراء مفاجيء لعدد من الشخصيات السيوية, يحكي لنا الباحث في التراث السيوي طاهر عبدالغني عن كنوز الاسكندر والفراعنة المدفونة أسفل معبد الوحي والتنبؤات والذي شهد علي محاولة أحد السحرة لاستخراجها ولكنها باءت بالفشل لقوة الرصد وجبروت الطبيعة في المكان حيث مسخت الساحر وحولته قزما في الحال.
أما البلدة القديمة شالي من واقع مشاهداتي والتي شيدت عام600 هجرية فتقع علي مرتفع مساحته10 آلاف متر وتتكون من ثماني طبقات يبلغ ارتفاعها ما بين40 ـ60 مترا, ويذكر المهندس ابراهيم حسني مدير منطقة التعمير هنا أن الطبقة الأولي كانت لابن الملك وهو الحاكم والثانية للمهندسين والثالثة للأمراء, أما الطبقات الأخري فهي لعامة الأهالي حسب درجة ثرائهم.. وكان كل منزل فيها مكونا من طابقين والبلدة شالي كان لها بابان أحدهما في الجهة الشرقية والآخر غربي, وكان بها سجن عبارة عن جب مظلم فوقها خزانة الارزاق أو بيت المال وفيه كان السيويون يحفظون مؤنتهم تحسبا لوقت الغارات وكانوا يغلقون بوابتي شالي التي يحرسها رجال أشداء, هذا الوصف ينطبق تماما علي الجارة واحة أم الصغير والتي يعيش فيها جانب من السيويين وتعيش نفس الظروف, وكذلك كانت سابقا حيث تغلق أبوابها خوفا من الغرباء وغارات العربان والتي كثيرا ما كانت تحدث خصوصا بعد مواسم الحصاد.
وأسفرت بعض هذه الغارات بحسب اليوزباشي رفعت الجوهري ضابط حرس الحدود ماأسفر عام1815 عن72 قتيلا من الغربيين و28 من الشرقيين فاستغاث علي بالي أحد مشايخ سيوة بالوالي محمد علي باشا الذي أرسل حملة من1200 جندي علي رأسها حسين بك الشماشرجي لتأديب البلدة واخضاعها ونشر السلام بين أهليها وتحصيل الضرائب منهم, واختار الشماشرجي السيد أبوذراع وعينه عمدة للواحة ولكن سلطاته ضاعت لاستمرار العراك, ليستمر وضع البلدة الي أن سافر أحد الأعيان الي القاهرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ليضمن تعيينه عمدة لسيوة لكن فشل مسعاه وعاد لتنتشر الشائعات بإعداد الحكومة الخديوية لحملة تأديب ضد السيويين وعاودت المعارك, مما حدا بالحكومة في عام1896 أن ترسل لجنة الي الواحة برئاسة مصطفي بك ماهر( والد علي باشا ماهر رئيس وزراء مصر فيما بعد) وكان خروج الناس ومشايخ قبائلهم لأعمالهم يتم تحت حراسة السلاح ووضع مصطفي ماهر قانونا للجزاءات وحصل الضرائب المتأخرة.
مقام سليمان
وقد حظيت سيوة بزيارات تاريخية بداية من زيارة الخديو عباس حلمي الثاني عام1907 وقضي فيها عدة أيام أعجب فيها بجمال الطبيعة وسحرها ومياهها العذبة فأمر بتسجيل منطقة قريشت وأراضيها باسمه كملك خاص, وبعد90 عاما زارها الرئيس مبارك وكانت زيارة مهمة أسفرت عن وضعها علي خريطة الاهتمام سياحيا وتنمويا وبين هاتين الزيارتين كان الملك فؤاد قد زارها عام1927 وبني فيها مسجده الكبير وهو المسجد الرئيسي في سيوة حتي الآن, ووضع نصف ريال فضة في مقام سيدي سليمان وبني مستشفي وافتتح سينما وكان الطريق الذي سلكه الملك فؤاد هو نفس طريق الاسكندر الأكبر والذي سلكه أيضا الملك فاروق في زيارته للواحة عام45 ليقضي فيها ستة ليال اعتبرها كما قال عنها أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي آنذاك أجمل وأصفي ليالي فاروق.
يحتفل السيويون بعدد من الأعياد الخاصة بهم فضلا عن أعياد الأضحي والفطر, وعاشوراء الذي يتم وفق فلكلورهم وطقوسهم الخاصة بهم وكذلك في مولد النبي الذي تستعد له النساء بالفول النابت والبليلة, ويذهب الرجال الي مقام سيدي سليمان سلطان سيوة, ليقرأوا القرآن والذكر حتي بعد العشاء وهناك عيد الزجالة( الأجراء) وإن كان بدأ يتلاشي الاحتفال به ويخف تدريجيا لصالح عيد الحصاد.
طرد الأرواح
والطريق الحالي الي سيوة عبر مرسي مطروح ـ وهو الذي اتخذه الاسكندر الأكبر في رحلته الشهيرة اليها يمتد لمسافة306 كم, وهو طريق معبد قام جهاز التعمير بالساحل الشمالي بإنشائه, وتقريبا هو الطريق الوحيد حاليا والذي يصل المسافر الي سيوة عبره, وان كان جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي يقوم حاليا بإنشاء طريق الواحات بطول350 كم والذي يصل سيوة بالواحات البحرية كأحد الطرق العرضية التي أسهمت في تعمير صحراء مصر الغربية بإنشاء محلات عمرانية عليها وزراعة آلاف الأفدنة علي جانبيها والذي سيسهم بصورة كبيرة في احياء واحات سيوة المنسية والاستفادة منها في الاستزراع والسياحة.
وفي رحلتي لمست عن قرب أن سكان سيوة وديعون وطيبتهم تحكم تفاصيل حياتهم اليومية بفطرة الطبيعة النقية, لكنهم ككل المجتمعات البدائية يخافون عين السوء والحسد ويخشون العفاريت التي تمتليء بها حكاياتهم فتراهم يعلقون التمائم والتعاويذ من عظام وقرون الغزلان وعظام الحيوانات وقطع الخزف المكسور علي أبواب منازلهم ورقاب مواشيهم وقرب ينابيع الماء, ففي جميع طقوسهم تظهر المراسم السحرية وان كانت بدرجات متفاوتة, فعند ميلاد طفل تجمع النساء الحاضرات حليهن في وعاء به ماء ويرفعنه ثم يتركنه يسقط علي الأرض متهشما وهن يرددن الدعاء للطفل اعتقادا بأن ذلك لطرد الأرواح الشريرة.
أما لحظات الولادة نفسها, اذا كانت عسرة, فإن الزوج يطلق مع جيرانه طلقات نارية بجوار زوجته لطرد الجن للتعجيل بالولادة.
مجلس الطب
أما عند المرض فينعقد مجلس الطب من النساء العجائز برئاسة احداهن يطبخن البليلة( من القمح والسكر والحليب) ويأكلن منها في صمت وسكون ويستبقين قدرا منها يتركنه في الاناء, ويحرقن البخور وتتلو الرئيسة تعاويذها السحرية وادعيتها التي تطلب في نهايتها من الملائكة الرحمة بالمريض ومساعدته برفع المرض عنه, لاستحقاقه للرحمة والاحسان لفقره ومرضه( كما يقول), وفي اليوم التالي يعود مجلس الطب للانعقاد ويبحث عن بقايا الطعام فإن وجدنه فإن ذلك يعتبر رضاء من الملائكة علي المريض فيأكل ما تبقي حتي يتعافي, فإذا استمرت حالته دون تحسن فإن مجلس الطب يجمع ملابسه ومعها بعض النقود الي وكيل( خادم) مسجد سيدي سليمان( سلطان سيوة) الذي يضعها تحت رأسه وينام حتي يشفي المريض, وهذا الطقس مستمد من طقوس كهنة آمون, ولم يعرف الرجال في المجتمع السيوي ممارسة الطقوس السحرية وعمل الأحجبة والتمائم كما في باقي مناطق مصر أو المغرب أو السودان وحلب, انما برعت النساء في ذلك.. وهنا يقول طاهر عبدالغني: يتحدث التاريخ الشفهي عن نساء كثيرات برعن في السحر وعمل التمائم والأحجبة وهو ما يوجد حاليا أيضا في قيام بعض النساء بممارسة ذلك العمل وأحيانا يكتشفها أحد الأهالي لرؤيته لها في ساعة متأخرة من الليل أو في ساعات الفجر ذاهبة أو عائدة من المقابر.
المرأة السيوية
وللمرأة أهمية كبيرة في الحياة السيوية تبدو واضحة في الحكايات والأساطير التي تتمحور في أغلبها حول كيد النساء, كما تظهر قيم الواحات الانغلاقية التي تصور حياة الواحيين وخوفهم, وتوجسهم من الغرباء والعابرين ويصل تعداد سيوة حاليا إلي35 ألف نسمة بعد أن قفز عدة مرات خلال الثلاثين عاما الأخيرة, وإن كانت الحياة قد تغيرت كثيرا عما قبل, وتطورت مع المستحدثات العصرية الجديدة وزادت التكاليف وأرقام المال كثيرا عما قبل, وإن كانت العادات والتقاليد قد خفت شيئا قليلا فمازال بعضها موجودا, فعادات الزواج مثلا لم يبق منها سوي بعض طقوس ليلة الزفاف وفستان العروس الذي يصمم علي النموذج القديم ويستغرق تفصيله شهرا ويزين بكميات من الحرير واللؤلؤ والمرجان.
وبعد أن كان المهر في أربعينيات القرن الماضي6 ريالات فضة صار6 آلاف جنيه( المتوسط), أما السياحة وهي المصدر الثالث للاقتصاد السيوي, فقد شهدت حراكا كبيرا خلال العشرين عاما الأخيرة, فقبل عام1995 لم يكن هناك سوي ثلاثة فنادق متواضعة الي أن حل بها اللواء مصطفي عبدالعزيز رجل المخابرات العظيم ليعيش فيها فقام بإنشاء قريته السياحية سيوه بارادايس وسط غابة من النخيل التي استغل بعضها في البناء التكويني للقرية وبدأها بـ30 غرفة فقط تضاعفت مرتين الآن, وتمثل هذه الزيادة والتوسع تصويرا دقيقا لزيادة أعداد السائحين في سيوة الي أكثر من35 ألف سائح سنويا خصوصا في الشتاء بعد أن كانت لا تتعدي أربعة آلاف قبل عام1995, الذي لم يزد فيه عدد الفنادق علي5 فنادق في ذلك العام أصبح عددها الآن22 فندقا من مختلف المستويات تضم425 غرفة توفر للسائح شكل الحياة السيوية بصورة أقرب الي الواقع, والوجبات السيوية الخالصة سيوه باردايس مثل الكسكسي المكون من دقيق وملح وماء يتم عجنه ثم فركه علي شكل حبيبات صغيرة الحجم يترك ليجف ثم تتم تسويته نصف تسوية ليتم طهيه مع الخضار المشكل وتحميره في الزيت أو الزبد واضافة المرق إليه ويقدم مع اللحم الضأن أو الدجاج.
أشهي الأكلات
وان كان الكسكسي ـ كما يقول محمد مصطفي عبدالعزيز ـ نوعا من الأطعمة المغربية, فهناك أيضا ما يعرف بالشوربة المغربي المكونة من مرق مضافا إليه لحم الضأن والبقدونس والنعناع الجاف, وهناك أيضا الشكشوكة والتي تتكون من اللحم المفروم والبيض والبصل والطماطم والبهارات, أما أهم الأكلات السيوية فهو أبومردم ـ وهو عبارة عن خروف صغير السن علي كامل هيئته يتبل بالملح والبهارات والبصل وخلافه ويوضع فوق جوف حفرة بعمق80 سم يشعل بها الفحم من خشب شجر الزيتون الجاف ويدفن تحت الرمال لمدة ساعة ونصف الساعة, بعدها تتذوق أشهي اللحوم المشوية لذة ومذاقا وتوفر القري السياحية وفنادق سيوة أدلة الصحراء رحلات السفاري ليوم أو لعدة أيام في المناطق والوديان والواحات خارج سيوة أما في فنادق سيوة الشعبية ومنازلها فإن الأكلة الشهيرة ـ كما يقول المهندس ابراهيم عبدالعال بجهاز تعمير الساحل الشمالي, هي المخمخ والتي تتكون من الرجلة نبات يشبه الملوخية وتطبخ بنفس طريقة طبخ الملوخية مضافا إليها اللحم الضأن, وكذلك الكمونية وهي الكبدة قطع صغيرة بالصلصة.
ولا تمتلك سيوة عيون الماء والطبيعة والغرود فقط للسياحة لكن الأهم هناك خاصة في هذه الفترة من السنة رمالها الشافية التي تجذب بخواصها مرضي الروماتيزم والروماتويد والروماتيزم الصدفي وخشونة المفاصل وآلام العمود الفقري المزمنة والالتهابات العضلية كما يقول الدكتور حسن الشهالي استاذ ورئيس قسم العلاج الطبيعي بطب قناة السويس من خلال الدفن في الرمال الساخنة بما تمتصه من حرارة وأشعة الشمس.
طقس معتدل
والتي تتوزع بشكل منتظم ومتجانس علي جميع أنحاء الجسم, وهذه الحرارة الجافة تساعد علي توسيع شعيرات الجلد والأوعية الدموية مما يؤدي الي إزالة عوالق الالتهابات وافراز المواد التي تعمل علي تخفيف وايقاف الألم داخل السائل الشوكي كما أن حرارة الطقس في هذه الأيام من السنة تعمل علي افراز الغدد الصماء لكثير من الهرمونات التي تساعد علي تحسين التمثيل الغذائي ورفع المناعة لدي الانسان وزيادة افراز الكورتيزون الطبيعي في الجسم وزيادة نشاط الغدد الليمفاوية وتتم هذه العملية العلاجية ـ كما يقول أحمد شعيب ـ بإعداد حفر للدفن منذ الصباح معرضة للشمس الحارقة الي حين يتم دفن المريض فيها وتغطيته بالرمال في فترة الظهيرة وحتي العصر حيث تكون حرارة الشمس في أعلي معدلاتها ويدفن لمدة15 ـ20 دقيقة ثم يتم ادخاله في خيمة محكمة الاغلاق ليمكس فيها بقدر ما يستطيع تحمله هي الفترة التي يستطيع تحملها يتناول فيها الليمون والحلبة لتعويض الأملاح وهي الفترة التي يتخلص جسده فيها من الرطوبة, يقول أبوالقاسم الواحي والذي توارث مهنة الردم في الرمل عن والده, رحمه الله, يستمر هذا البرنامج لمدة3 أيام أو5 أو7 أيام, يمنع خلالها المريض من تناول المياه الباردة أو المياه الغازية والعصائر مثلجة أو باردة كما يمنع من تناول البطيخ لتميزه بالرطوبة.
انها رحلة المتعة المسكونة بالسحر والخيال والشفاء بفضل عوالم الجن والملائكة وواحة لا تخلو من جمال الطبيعة والبهجة والهواء النقي الذي يشفي النفوس العليلة من عناء السنين وتقلبات الأيام.
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش