الميشابي

الإهتمام بالإدارة والقيادة ، والفكر الإستراتيجي

بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم القيادة ووظائفها

تعريف القيادة 

 

        تعددت وجهات النظر في تحديد معنى القيادة ، فأصبحت لها معاني مختلفة لدى مختلف الباحثين ، وفيما يلي عرض لبعض تعريفات القيادة : ذكر (ماهر) العديد من التعاريف نذكر منها تعريف ليكرت حيث يحدد القيادة بأنها قدرة الفرد في التأثير على شخص أو مجموعة وتوجيههم وإرشادهم من أجل كسب تعاونهم وحفزهم على العمل بأعلى درجة من الكفاية في سبيل تحقيق الأهداف الموضوعة ، وكذلك أشار إلى تعريف (القريوتى) الذي أوضح إلى أن مفهوم القيادة يقصد به قدرة تأثير شخص ما على الآخرين حيث يجعلهم يقبلون قيادته طواعية ودونما ألزام قانوني ، وذلك لاعترافهم التلقائي بقيمة القائد في تحقيق أهدافها وكونه معبراً عن آمالهم وطموحاتهم مما يتيح له القدرة على قيادتهم الجماعية بالشكل الذي يريده  .

      من التعريفات السابقة يمكن القول أن القيادة هي ( فن التأثير في الآخرين ، وتوجيههم بطريقة صحيحة ، يتثنى معها كسب طاعتهم واحترامهم وولائهم وتعاونهم في سبيل تحقيق هدف مشترك ) ، من هذا التعريف يتبين لنا أن عملية القيادة لا تقوم إلا إذا وجد من يقود (القائد) ومن يقادون (المرؤوسين) ، و وجود هدف مشترك مطلوب تحقيقه ، وهذا بدوره يقودنا إلى ضرورة معرفة ما هي عناصر القيادة ؟

عناصر القيادة 

        مما ذكر من تعاريف للقيادة ، يتضح أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية لابد من توفرها لوجود القيادة ، وهى : وجود جماعة من الناس ، وجود شخص من بين أعضاء الجماعة قادراً على التأثير الايجابي في سلوك بقية أعضاء الجماعة ، وأخيرا أن تستهدف عملية التأثير توجيه نشاط الجماعة وتعاونه لتحقيق الهدف المشترك الذي تسعى إلى تحقيقه . أدناه شرح لتلك العناصر :

1.  وجود جماعة من الناس .  

2. عملية التأثير .  

3. تحقيق الأهداف  المشتركة .

مفهوم القيادة  

 

       جميع التعريفات المختلفة للقيادة والعناصر المشتركة بينها ، توضح أن مفهوم القيادة يعتبر عملية معقدة ، بالإضافة لتعدد مستويات القيادة وأنواعها ، مثل القيادة الإدارية ، والقيادة السياسية والقيادة العسكرية ...   فضلاً عن الفرق بين الرئيس والقائد . يتضح لنا بأن القيادة ترتبط بالفرد أكثر من ارتباطها بالوظيفة التي يشغلها ، وتعتمد على مفهوم  السلطة الشخصية أكثر من السلطة الرسمية . إن وجود قائد لأي مجموعة أو تنظيم ، لا يمنع ظهور تنظيمات غير رسمية قد تكون مؤيدة أو معارضة للأهداف التنظيمية ، إن ظهور مثل هذه التنظيمات لا يمثل خطراً إلا إذا تعارضت أهدافها مع أهداف المنظمة .

        إن مفهوم القيادة بمعناها العام تعني العمل مع الآخرين والتأثير فيهم لتحقيق أهداف محددة . كما أن نوع القيادة يختلف باختلاف النشاط الذي تمارسه الجماعة المنظمة ، هل هو عمل سياسي أو إداري أو إقتصادى أو عسكري  ...  لذا يوصف الشخص الذي يوجه كل نشاط من تلك الأنشطة بنوع النشاط الذي يوجهه ، فيقال القائد السياسي ، والقائد الإداري ، والقائد العسكري ، وهكذا . كما يلاحظ ارتباط نوع النشاط بدرجة التأثير المطلوبة ونوعية الأهداف المراد تحقيقها . إن مفهوم القيادة واحد ، ولكن أسلوب القيادة هو الذي يختلف من منظمة إلى أخرى تبعاً لنوع نشاطها وطبيعة الهدف المراد تحقيقه وظروف البيئة التي تعمل فيها ، ومدى توفر الإمكانات المادية والبشرية .

 

القيادة الإدارية

         الإدارة بمعناها العام تعني تنظيم وتنسيق الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق أهداف المنظمة . وتعني القيادة بمعناها العام عملية التأثير في نشاطات الأفراد وسلوكهم لتحقيق الأهداف المشتركة . قد تكون عملية التأثير تلك منصبة على النشاط الإداري أو على غيره ، لذا فإن مفهوم القيادة في جوهره أوسع من مفهوم الإدارة ، والسلوك القيادي أوسع وأشمل من السلوك الإداري . من الممكن تصور قيام قيادة على مستوى إداري عندما تركز الإدارة اهتمامها على عملية التأثير التي يقوم بها المدير نحو مرؤوسيه لتحقيق أهداف إدارية محددة ، إذن القيادة غير الإدارة ، والقيادة بمفهومها العام غير القيادة الإدارية أن القيادة الإدارية يكون محور نشاطها هو النشاط الإداري الذي يتم في إطار التنظيم الإداري .

القيادة العسكرية  

        هي فن التأثير ، وتوجيه الرجال نحو الهدف بطريقة نحوز بها على طاعتهم وثقتهم واحترامهم وولائهم وتعاونهم ، وكلها لابد منها لإحراز النصر في المعركة ، أو تحقيق هدف معين ، فالقيادة العسكرية كغيرها من القيادات تعتمد على السمات الشخصية للقائد ، وعلى تطبيق الأساليب القيادية المناسبة لطبيعة النشاط العسكري . وهناك نوعان من القيادة ، هما : القيادة الآمرية . وهي التي تقود عن طريق استخدام السلطة والقوة . القيادة الإقناعية . وهي التي تدخل العنصر البشري في حياتها وتجعله محل اهتمامها بما فيه من تعقيدات لتنوع وتباين الفروق الفردية ، والبدنية والعقلية والقدرات والإمكانات . وتعتمد القيادة الإقناعية إلى حد كبير على مهارة القائد الشخصية ، وتهدف  القيادة العسكرية إلى تحقيق المهمة المحددة لها ، وتعمل على التغلب على كافة المصاعب التي تعترضها أثناء العمل ، وفي حالة فقدان الاتصال بالقيادة الأعلى وانقطاع الأوامر ، فإنها تستمر في تنفيذ المهمة بمبادرة منها وذلك لتحقيق الهدف العام ، وهو النصر  في المعركة . وتتمثل مسئولية القائد العسكري في تنفيذ المهمة . إن وظيفة القائد الأولى هي تنفيذ المهمة الموكلة إليه ، ويعتبر أي شئ آخر مهما كان أمراً ثانوياً . الواجبات الإنسانية تجاه المرؤوسين . من مسئوليات القائد العسكرية واجبه الإنساني نحو رجاله ، والذي يعتبر العنصر المهم في تكوين الروح المعنوية العالية ، لأنه من النادر تحقيق أي مهمة من دون الاهتمام بالروح المعنوية ، ومن دون الاهتمام بإشباع الحاجات الأساسية للمرؤوسين .  

الرئاســــة 

        يقصد بالرئاسة ، النشاط الخاص بمباشرة مهام وظائف التنظيم ، اعتماداً على السلطة الرسمية الممنوحة لها من سلطة أعلى ، غالباً ما تكون ممارسة السلطة وفق نوع سلطة الجزاء ، وذلك يعنى أن الرئاسة هو تعبير عن العلاقات الرسمية بين الرئيس والمرؤوسين الذين يصدر إليهم الأوامر في حدود السلطات وعليهم الالتزام ، وإلا تعرضوا للمسألة ، بهذا المعنى فالرئيس هو شخص مفروض على الجماعة ، ويقبل المرؤوسين رئاسته وسلطاته خوفاً من العقاب .

العلاقة بين الرئيس والقائد  

        الرئيس هو الشخص الذي يشغل مركز المسئولية في المنظمة ، ويسعى إلى تحقيق أهداف محددة بواسطة مرؤوسيه ، ويعتمد كثيراً على السلطة التي يباشر بها مهام وظيفته . وهو يعتبر مفروضاً على الجماعة ، القائد هو الشخص الذي يملك مقدرة التأثير على سلوك الجماعة ويستمد سلطاته من الجماعة نفسها بنتيجة التأثير في سلوكها ، وذلك بما يمكنه من الحصول على طاعتهم له واستجابتهم  . إن الطاعة في العلاقة القيادية أساسها تقبل الجماعة للقائد ، بينما الطاعة في العلاقة الرئاسية مفروضة من الرئيس  على الجماعة بحكم منصبه الرسمي . بذا فقد يكون الرئيس قائداً ، أو قد لا يكون ، فإذا فشل الرئيس أن يكون قائداً ، يضطر المرؤوسين إلى إيجاد قائد غير رئيسهم ، وغالباً ما يكون ذلك متعارضاً مع أهداف المنظمة ، فيكون مصيرها الفشل . إذن قد يكون القائد العسكري ، فقط رئيساً عسكرياً ، وكذلك قد يكون القائد السياسي ، فقط رئيساً سياسياً ، إن العبرة ليس بالتسمية وإنما بالصفات القيادية التي يتميز بها ، وطبيعة العلاقة بينه وبين مرؤوسيه .

وظائف القيادة 

1. التخطيط .

2. التنظيم .

3. التوجيـه .

4.الرقابــة .

5. التحفيز .

6. الاتصالات .

7.  التنسيق .

8. اتخاذ القرارات .

9. العلاقات العامة .

10. شئون العاملين . 

11. النشــاط المالـي .

12. الشــــــورى . 

المصدر: 1. علي محمد إبراهيم كردي ، الإدارة والقيادة ، ط 1 ، وادي النيل للتنمية البشرية ، القاهرة – 2011 م . 2. نقلاً عن ماهر محمد صالح حسن ، القيادة أساسيات ونظريات ومفاهيم ، الطبعة الأولى ، دار كندى للنشر والتوزيع ، عمان – 2004 م . 3. نشرة القيادة الإدارية ، كتيب القيادة ، كلية القيادة والأركان المشتركة ، المطبعة العسكرية ، أمدرمان – 1995 م . 4. الموقع : http://yomgedid.keneanaonline.com . 5. الموقع : www.moqalel.com .
alikordi

د . علي كردي

ساحة النقاش

د . علي محمد إبراهيم كردي

alikordi
الاهتمام بموضوعات الإدارة بمختلف أقسامهاوالقيادة ، علم الإستراتيجية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

502,551