بسم الله الرحمن الرحيم
الخدمات الصحية
إن اهتمام المنظمات بالرعاية الصحية وسلامة العاملين ، يعتبر عملية أخلاقية واقتصادية في وقت واحد . إن الإدارة الجيدة هي التي تتمني للعاملين فيها الصحة والسعادة لا المرض . من جهة أخرى فإن الأمراض والحوادث تعوق الإنتاج وتؤدي إلى خسائر وتحمل المنظمة تكلفة باهظة . تؤكد الدراسات الميدانية وجود ارتباط وثيق بين إنتاجية الفرد في العمل وبين صحته
وسلامته . فالموظف الصحيح البنية والصافي الذهن أكثر تحمساً للعمل وأكثر عطاءاً من الموظف المريض أو المعرض للحوادث والأخطار أثناء العمل .
الخدمات الصحية Health Services تقدم المنظمة العديد من البرامج الصحية في صورة خدمات للعاملين ، وأهم تلك البرامج هي برنامج الصحة الجسمية ، وبرامج الخدمات الصحية العقلية والنفسية .
1. برامج الصحة الجسمية . Physical Health
أ. المركز الطبي في المنظمة الذي يقوم بإجراء الفحوصات الطبية الدورية ، والفحوصات الطبية للعاملين الجدد .
ب. تلجأ بعض المنظمات إلى التعاقد مع المستشفيات لمعالجة موظفيها وعوائلهم .
جـ. قد تشمل برامج الصحة الجسمية العمليات الجراحية ، علاج العيون والأسنان والسمع ، أو أي أمراض أو حوادث أخرى نتيجة لظروف العمل .
2. برامج الصحة العقلية والنفسية . Mental Health
أ. لقد أزداد الاهتمام بصحة العاملين العقلية والنفسية ، وذلك نتيجة لوجود علاقة قوية بين مستوى أداء الفرد وحالته العقلية والنفسية .
ب. إن الإصابة بالأمراض المهنية تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية ، وكثرة الغياب ، وزيادة معدلات دوران العمل ، وانخفاض الروح المعنوية ، وارتفاع معدلات الحوادث .
من أجل برنامج ناجح للخدمات الصحية ، يجب أن تراعي المنظمة الاعتبارات التالية :
1. اعتراف الإدارة بأهمية الخدمات الصحية .
2 . رسم سياسة واضحة للرعاية الصحية للموظفين وتعريفهم بها .
3 . تعيين بعض المختصين في الصحة الجسمية والعقلية .
4 . التعاقد مع المستشفيات الخاصة لعلاج العاملين وعوائلهم عند الحاجة .
5. وجود بعض التسهيلات والمعدات الطبية في موقع العمل للحالات الطارئة .
الأمراض المهنية Occupational Illness يقصد بها الأمراض المرتبطة مباشرة بالأعمال المهنية المختلفة بالمنظمة والناتجة عن تعرض العاملين لظروف عمل سيئة ( الحرارة ، البرودة ، الأتربة والغازات ... الخ ) وأكثر الأمراض المهنية الشائعة الإجهاد أو التوتر .
1. الإجهاد وأسبابه . Stress وهو حالة من التوتر النفسي والبدني التي يتعرض لها الموظف نتيجة لتعرضه لطلبات أو معوقات أو فرص غير عادية في موقع العمل ( آرثر بريف ) ، وتتمثل أسباب الإجهاد في الآتي :
أ. أسباب الإجهاد المرتبطة بالعمل . مثل متطلبات العمل ، غموض الدور ، صراع
الدور ، المشاكل الأخلاقية ، الضوضاء ، التعرض للتلوث ... الخ .
ب. أسباب الإجهاد الشخصية . مثل الصعوبات الاقتصادية ( قلة الراتب ، التعرض لخسارة مالية فجأة ... ) ، صور مضطربة لمعني النجاح ، تقادم العمر ، التداخل بين قواعد العمل والمطالب العائلية ، الاهتمام المتزايد بالعمل .
2. نتائج الإجهاد في المنظمة .
أ. الإجهاد الإيجابي . وهو الذي يشد الموظف نحو العمل ويجعله يحرص على أداء العمل بشكل أفضل . وخير مثال لذلك الحالة النفسية والعقلية للطالب أيام الامتحانات ، حيث يشعر بالقلق وبالتالي بدفعه هذا التوتر إلى الدراسة والتركيز .
ب. الإجهاد السلبي . وهو الإجهاد الحاد الذي يترتب عليه أضرار مباشرة على أداء الموظف وانخفاض الروح المعنوية ما يعيق حركته وتفكيره إن التوتر العالي يؤثر على صحة الإنسان وينعكس سلباً على أدائه في العمل .
وتشير الدراسات التي أجراها كل من ( جون سكرمرهون ) و( أنجلو دينيزي ) ، إلى أن الشخص المجهد في العمل غالباً ما تظهر عليه المؤشرات التالية : الحساسية المفرطة ، زيادة سرعة النبض ، التعب الدائم والخمول ، عض الأظافر ، فقدان التركيز ، الأرق ، القلق ، الإحباط ، القرحة ، الصراع .
3. إدارة الإجهاد . من الواضح أن الإجهاد الإيجابي يعتبر مهم ، بينما الخطورة في الإجهاد
السلبي ، لذا يجب على الإدارة أن تعمل على علاج تلك الظاهرة وذلك بالاهتمام بمسبباتها واتخاذ البرامج اللازمة للتخفيف من نتائجها . وتمثل إدارة الإجهاد في الوقاية ، أي قيام الإدارة بتحديد وتعريف المشكلات القائمة والمحتملة في بيئة العمل والتي قد تقود إلى الإجهاد النفسي أو
البدني . ثم العمل على اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة للقضاء عليها أو التخفيف من آثارها . ومن الوسائل المستخدمة في التعرف على أسباب الإجهاد وتحديد المشاكل المحتملة هو قوائم الاستبيان والمقابلات المركزة مع الموظفين .
ساحة النقاش