أعلم أن المسافة شاسعة بيننا حيث يمضي كل منا إقامته القدرية
و أرى بالعين المجردة كل ما يفصلنا من كثبان الوقت و أتلمس بيدي قساوة الصخر الذي يرفع جبال البعد تلك
إلا أني _ دون مساعدة شياطين الشعر _ أقف تحت نافذتك المشرفة على قناديل الشارع الوحيد في الثلث الثالث من ليلك
أختبئ خلف ستائر من وجد تداعبها نسمات اللهفة ، لطالما أحببت أن أسترق النظر إليك ، في ذات اللحظة التي تتدفق كلماتك المجنونة نحو القلم الممسك برتابة بين أناملك الزجاجية
أحاول منذ الطفولة أن ألتقط كل الأحرف المتناثرة حول دفاترك كطفل يلتقط الهدايا المغلفة المتطايرة في حفل ختام مهرجان صيفي ، فيرجع و قد ملأ جيوبه بالفرح ، إلى هنالك حيث البيت المنفي في قمة جبل بعيد ، على أمل اللقاء بك حول طاولة نائية عن عبث الأيام ، يطوق قهوتها الصباحية غضن ياسمين .
أيتها البعيدة القريبة ..!!