بعد عام
نازك الملائكة
مرَّ عامٌ يا شاعري منذابصرتكَ في ذلك الصباح الكئيبِ
مرّ عامٌ لم تكتحل عينيَ الظمأى برؤياك لم يخفَّ قطوبي
ألليالي تمرّ تتبعها الأيامُ في بطئها المملِّ الرتيبِ
وأنا لهفةٌ وشوقيَ يزدادُ وروحي في عاصفٍ من لهيبِ
ظمَأٌ للحياةِ يملأُ إحساسي ونارٌ في دمعيَ المسكوبِ
وشظايا كآبةٍ رَسمتْ فوق جبيني غُلالةً من شحوبِ

مرَّ عامٌ مَن قال؟هل انا في حلْمٍ بناه تخيُّلي المصدومُ
أهْوَ وهمٌ ما خلتُهُ سنةً أطفأَ اضواءها الزمانُ اللئيمُ؟
مرَّ غامٌ ولم أقابلْكَ ماذا؟كيف أبقَتْ على حياتي الهمومُ؟
كيف طابت ليَ الحياةُ على بُعدكَ عني ؟ولم يُمتني الوجومُ؟
ألشهبقُ الحزينُ في هدأة الليلِ ألَمْ يُلقهِ اليكَ النسيمُ؟
والشرود الذي أمات احاسيسي , أما حدثتكَ عنه النجومُ؟

لم أزل أذكر الصباحَ الذي مرّ ندىً فوق فلبيَ المكسورِ
منذ عامٍ في الشارع الصاخبِ والشمس في صفاء الأثيرِ
جمعَتنا هنالك الصدفةُ الحُلوةُ في غفلةٍ من المقدورِ
لحظةً ثم اجهز الزمنُ القاسي على قلب حلميَ المسحورِ
سرتُ يُمنىً وسرتَ يُسرى ولم يبقَ سوى ثورتي ونارِ شعوري

ومضى العامُ كلُّهُ ,كلَّ يومٍ أتلقّى الصباحَ بالأحلامِ
كلَّ يومٍ أقول يا قلبيَ الظمآن َ للصحوِ لا تَضِقْ بالغمامِ
ربما اشفقَتْ بنا الصدَفُ العمياءُ هذا الصباحَ بعد الظلامِ
لن يضرَّ الأقدارَ في ليلها ان تتلقاكَ مَرةً بابتسامِ
فتدبُّ الحياةُ ثانيةً فيكَ وتصحو خوامدُ الأنغامِ
ويُجَنُّ الشعورُ في عمق أعماقكَ حيّاً حراً من الآلامِ

مرّعامٌ ودقّتْ الساعةُ الحمقاءُ عشراً واستيقظتْ أحزاني
ألثلاثاءُ لم يُعدكَ الى أشواق روحي الممزّقِ اللهفانِ
مرّ عامٌ كأنهُ حلُمٌ مر على جفن شاعرٍ وسنانِ
مرَ عامٌ لم يبقَ منه سوى لحنٍ حزينٍ مغرورق الالّحانِ
ليس الّا ابتسامتي المرة الظمآى ودقات قلبيَ الحيرانِ
ليس الّا ظلٌّ من الصمت واللهفة يبدو في جفنيَ الحيرانِ
نازك اللائكة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2016 بواسطة alankaa

مجلة رابطة العنقاء للابداع الادبي

alankaa
بسم الله الرحمن الرحيم -أهلاً وسهلاً بكم معنا في هذا المنتدى الثقافي الأدبي ..و الذي يرعى الإبداع الأدبي بكل صوره من حيث الاهتمام بالمبتدئين الموهوبين والتفاعل مع المبدعين الكبارِ ليرتقي الجميعُ ،، ..اهلاا و مرحبا بكم . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

110,236