رسالة إلى ولدي العزيز ...
ولدي العزيز ...
بعد التحية يا ولدي
ستكبر وستقرأ عن تاريخنا
ستقرأ ما كتبه لك تاريخنا
وسأقول لك منذ الآن ماذا سيكتب لك التاريخ
سيكتب التاريخ لكم يا ولدي
أن امتكم كانت تمتلك 85% من ثروات العالم
واهم المواقع الجغرافية
ويبلغ تعدادها أكثر من مليار ونصف المليار نسمة
70% منهم من الشباب
ذاقت انواع الذل والعذاب والتهجير والمهانة على يد أقليات عميلة للغرب
وسيكتب التاريخ أيضا
أن الامة كانت في محنة وغالبية شبابها يحلمون بالمشاركة في برامج نجوم الطرب والغناء ولا يدرون عن واقع أمتهم شيئا
سوى إظهار بعض التعاطف المزيف على صفحات التواصل الإجتماعي ..
وسيكتب التاريخ أيضا كيف كنا ندفن رؤوسنا كالنعامات وننتظر دورنا في القتل كالخراف على عتبات المذابح دون ان تهتز لنا شعرة
ما أسوأ ما سيكتب التاريخ يا ولدي
ولكن عذرا يا ولدي أرجوا أن تحاول رفع رأسك بأبيك
فقد حاول جهده وبما ملكت يديه
حاولت يا ولدي ان أغير شيئا من تاريخي
حاولت يا ولدي أنا أسابق الزمان أن أقعل شيئا قبل ان تكبر
فإذا كبرت يا ولدي ورأيتني معتقلا
فأعلم بأنني أعتقلت في سبيل الحق
وإذا كبرت وكنت انا ميتا
فأعلم بأنني قد مت في سبيل الحق
وإذا كبرت وكنت أنا قد فتنت بعرض من الدنيا
فلا تصاحبني
وسأعذرك يا ولدي إن وضعت يديك على وجهك إستحياءا من فعلة أبيك ...
إكتبوا شيئا للتاريخ لتصنعوا مستقبلا أفضل لأبنائكم
أكتبوا وأعملوا شيئا يتفاخر به أبنائكم
فمستقبل أطفالكم لن يؤمنه مبلغ في بنك ولا مشروع تجاري
إنما مستقبل أبنائكم مربوط بأفعالكم بحاضركم