بين الأدب و التربية

نحو ثقافة تمد وشائج الصلة بين الأدب بمعناه الاصطلاحي والتربية كعلم ، ثقافة ترحب بحوار الفكر والإبداع

عبد السلام الشاعر

أظلني صمت عميق حين هاتفني صديق  ناعيا إلي الزميل والصديق عبد السلام الشاعر ( موجه أول التربية المسرحية بإدارة باب الشعرية التعليمية ) فقد كان الفقيد شعلة لا تنطفأ من النشاط في خدمة عمله ، كان يبقى في المدارس بعد انصراف العاملين بوقت طويل يدرب تلاميذه وطلابه من أعضاء الفرق المسرحية لا يبخل بجهد أو عرق ، كان دائما قنوعا راضيا متفانيا في عمله ، لم أسمع منذ عملي معه منذ 15 عاماً ـ وكنت حينها ولمدة 4 سنوات مشرف مسرح وإلقاء ـ وكان موجها للنشاط ؛ لم أسمع أنه آذى زميلا بقول أو عمل أو عقوبة برغم الكثير من الأذى الذي تعرض له ، لم أره يوما يحيل زميلا مقصرا إلى التحقيق كان دائما يأخذ الأمور بالتي هي أحسن ويخالق الناس بالخلق الحسن ، لم يسع وراء منصب أو جاه ، لم يجر وراء المادة وإغراء المال قل أو كثر ، خدم التعليم بإخلاص وتبتل في خدمته فلم يخلف ابنة تدعو له أو ولداً يشيع جنازته أو يتقبل العزاء من المعزين ، لم ينجب ولدا يتكأ عليه حين انهكه التعب وفاجأته أزمة قلبية وهو خارج من المسجد أفنى عمره في العمل ( أبو بلاش ) وخدمة التعليم لدرجة أن كثيرا من جيرانه ورواد المسجد لم يتعرفوا محل سكنه ليحملوه إليه عندما وافته المنية ... مات وحيدا لا زوجه تحنو عليه ولا ولد يأخد بيديه ولا بنت يغار عليها ويحلم بيوم عرسها ولا حفيد يداعبه ويحكى له الحكايا والأحجيات ... رحم الله عبد السلام الشاعر ....

المصدر: صاحب الموقع
aladbwltarbia

أحمد المهني

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 226 مشاهدة
نشرت فى 3 مايو 2012 بواسطة aladbwltarbia

ساحة النقاش

aladbwltarbia
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

147,050